أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - مد ايدك للسمه اكرب














المزيد.....

مد ايدك للسمه اكرب


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3906 - 2012 / 11 / 9 - 19:58
المحور: المجتمع المدني
    



لموروثنا الشعبي أمثلته الكثيرة وعلى الرغم من بساطتها فهي غاية في الدقة والجمال ولها وقعها الكبير في نفوس سامعيها ، لذا مجالسنا زاخرة بالأمثال والأشباه التي حاكتها تجارب السنين و لم تأت من فراغ ، كنت استمع وانأ طفل صغير لحكم رائعة من احد المعمرين ( الحاج موسى ) رحمه الله فتعلقت في ذهني ولم تنسيني إياها السنوات الطويلة ، حكم وأمثال متوارثة من الأجداد تنطبق بشكل كبير على واقعنا بدقة متناهية مثلما استمع اليوم من المسنين عبارات أثبتت الأيام صحتها ودقتها وأكثر مقولة ظلت محفورة في ذهني قالها لي احدهم بعدما قرأت عليه قائمة وزعت في أماكن عديدة بعد التغيير الذي حصل عام 2003 تحوي على 40 مادة غذائية ومنزلية قيل إنها ستوزع في البطاقة التموينية شملت السمك والدجاج بالإضافة إلى أنواع الاجبان والمربيات والصوابين ، وحتى قبل أن انتهي من قراءة القائمة استوقفني هذا الرجل المسن قائلا ( مد ايدك للسمه اكَـرب ) ، كان لوقع عبارة الرجل المسن علي وقع الصاعقة وصرت أجادله بحدة وأسوق إليه أمثلة عن بلدان لا تمتلك ما عندنا من الخير وأحاول إقناعه بأننا بلد يمتلك احتياطي نفطي ضخم وقد ولت سنوات القحط والجوع وستوجه الموارد للرخاء والسخاء ولكن من دون جدوى فلم افلح في إقناعه رغم حماسي ، فأنهيت جدلي معه قائلا ( ستثبت لك الأيام صدق كلامي بعدما تتذوق بنفسك حلاوتها وأنا على يقين بان ثلاجة منزلك لن تكفي لحصة تموينية لشهر واحد ).
ولكن عاما بعد عام اخذ اليأس يتسلل إلى داخلي ويخيم عليّ وصرت أحاذر مجالسة الشيخ في مجلس اعرف انه موجود فيه خوفا من أن يذكرني بعبارته التي صرت من المومنين بها ولكني لازلت أكابر ولا أريد ان ينتابني هاجس الهزيمة الذي أتحسسه كل شهر وعدت مرات عند ذهابي لوكيل الحصة التموينية لاستلام أقساط الحصة ولم اعد بحاجة ( للستوتة ) مثل السابق بل احملها بالأيدي ، أما أحبتنا من المسؤولين فلم يعودوا مثل السابق يتذكرونها لأنهم ممن تتجاوز دخولهم الشهرية المليون والنصف وبالتالي فان أي تحسن على مفرداتها لن يعود عليهم بأي فائدة على عكس المعدمين الذين يرابطون أمام محلات الوكلاء حتى قبل أن تفتح ويرجعون حتى ما يتساقط من حبات على المكاييل ، مكاييل الوكلاء بصالحهم والطالح ، نسمع عن بعضهم قصص تقشعر لها الأبدان من استبدال للطحين واستغفال للبسطاء دون أي خجل أو حياء .
نسمع في وسائل الإعلام هذه الأيام عن قرار لاستبدال مفردات البطاقة بمبلغ يعطى للأفراد بدلا عنها ، هذا القرار يكون مفيدا وفاعلا إن توفر شرطان مهمان الأول أن يكون المبلغ مجزيا وكافيا لشراء المواد الأساسية والآخر هو أن تتوفر ضمانة عدم ارتفاع الأسعار ويصبح المُعدم تحت رحمة التجار وجشعهم لا سامح الله ويحصل مثلما حصل في حصار تسعينيات القرن الماضي فما إن صدر قرار بتخفيض كمية الطحين حتى قفزت الأسعار لمستويات قياسية وأحدثت ما أحدثت من ماسٍ ، وبالتالي بدلا من تناول اللحوم والاجبان التي قرئنا عنها في الأوراق التي وزعت سنعود لنقطة الصفر ويجد أصحاب الدخول البسيطة صعوبة في الحصول على رغيف الخبز وان اعتمدوا على الدعم الحكومي فأقول لهم ( مدوا ايدكم للسمة اكرب ) .



#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن اصفق لافتتاح المجسرات
- دولة سيد فرج
- ترحموا على جدي والنخيل
- ما تعلمت من القطة
- كفى تجاهلا للسياب
- ثلاثون مليون محلل سياسي
- جاسمية وهيلري كلنتن


المزيد.....




- وزير الطاقة الإسرائيلي يقرر قطع الكهرباء والماء عن مكاتب الأ ...
- انتهاكات وتهجير وعمليات -إعدام ميدانية-.. ماذا يجري في السوي ...
- الأونروا: المدينة الإنسانية جنوب غزة ستكون بمثابة معسكرات اع ...
- الأمم المتحدة: العنف والأمطار يفاقمان الأزمة الإنسانية في ال ...
- أونروا: المدينة الإنسانية في غزة ستكون معسكرات اعتقال جماعية ...
- الأونروا: إسرائيل تقتل في غزة يوميا بالمتوسط صفا دراسيا من ا ...
- محمد فرج الغول وزير الأسرى والعدل السابق الذي اغتالته إسرائي ...
- المجاعة تقيد متبرعي الدم بغزة لإنقاذ جرحى الإبادة الإسرائيلي ...
- حملة اعتقالات واسعة واعتداءات جديدة للمستوطنين بالضفة
- خلال حملة مداهمات واعتقالات.. الاحتلال يعتلق 8 فلسطينيين في ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - مد ايدك للسمه اكرب