أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مفيد بدر عبدالله - كفى تجاهلا للسياب














المزيد.....

كفى تجاهلا للسياب


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3896 - 2012 / 10 / 30 - 08:15
المحور: الادب والفن
    



أفقت من نومي ذات ليلة على رنة هاتفي النقال فأجبت متثاقلا وإذا به صديقي سالم الذي يدرس في إحدى جامعات لندن والحاصل على دكتوراه في أدب السياب طالبا مني أن اصحبه مع بعض طلبته عند زيارتهم للعراق في جولة لمشاهدة قرية جيكور ومنزل السياب , فأجبته على الرحب والسعة وحدد لي موعد الزيارة وما ان أغلقت الهاتف حتى غمرتني فرحة كبيرة وفخر اكبر ان يأتي من يقطع المحيطات قاصدا رمزا من رموز البصرة وشموخها وتذكرت حب صديقي سالم وعشقه للسياب فله مكتبة تحوي كل دواوينه وكل الدراسات التي عنت بالسياب عربيا وعالميا وكان يجمع حتى ما ينشر عنه في الصحف العربية والعالمية قبل مغادرته للعراق .
وقبل الموعد بثلاثة أيام بدأت ارسم في مخيلتي جولة جميلة ابدأها بتمثاله الشامخ على كورنيش العشار مرورا بقبره ومن ثم مدرسة المحمودية التي درس فيها الابتدائية ومدرسة بدر شاكر السياب التي سميت باسمه ونهر بويب الذي طالما تغنى به انتهاء بالبيت الذي ولد فيه وعاش طفولته....
وبدأت استطلع أماكن الزيارة لأنشط ذاكرتي وأكون مرشدا سياحيا لهم ولدى وصولي لأهم مافي الجولة منزل الشاعر أذهلني ما آل إليه من دمار وخراب فلا سقف للبيت ولا باب والغرفة التي ولد فيها السياب نمت فيها الأدغال بكثافة وبابها مهشمه وأجزاء منها غير موجودة رغم أنها أفضل حالا من الأبواب الأخرى فبعضها ملقى على الأرض والبعض الآخر غير موجود .. أما عن باحة المنزل فتحوي الازبال المتناثرة ومخلفات الكلاب السائبة . ما أفزعني وجعلني اهرب مذعورا هجوم احد الكلاب السائبة علي من احدى الغرف وكاد ان يهشم جسدي لولا سرعتي في الركض وقذفه بالحجارة .. وبعد هروبي توجهت لاقرب منزل وكان لقريب الشاعر وهو (زهيرعبد الحافظ السياب ) ولدى حديثي معه شكى لي إهمال الجهات المعنية مستغربا حب مجندة أمريكية للسياب والتي اتت قاصدة له وطلبت منه ربع ساعة للحديث عن السياب ولكنها قضت اربع ساعات في الاستماع له , وعرف منها بأنها ملمة بكل تفاصيل حياة السياب فقلت في نفسي ( نحن أولى بادبائنا ) .
ما تمناه السيد زهير أن يعاد ترميم المنزل والذي يعود لهيئة الآثار منذ عقود وان يكون فيه متحف يضم مقتنيات الشاعر النفيسة وكتابات بخط يده وصور نادرة له . فوافقته الرأي فان بناء المتحف سيعلي من شأننا لا من شأن السياب ولا نرضى أن يمر التاريخ من أمام أعيننا دون أن تكون لنا بصمة فيه ، استغربت ان يزور شعراء المربد منزل السياب وهو على هذا الحال من الخراب والدمار.
ولدى عودتي قررت أن أغير شريحة هاتفي النقال حتى أنسى صديقي سالم ومن معه من السائحين واخلص نفسي من الحرج فلا تقوى ارجلي على حملي ان وصلت بصحبتهم منزل السياب ولا أكون مسؤولا عمن يهاجمه كلب سائب واعرض نفسي لمسائلة القنصلية البريطانية .



#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثون مليون محلل سياسي
- جاسمية وهيلري كلنتن


المزيد.....




- تركيا.. 3 أفلام تتناول المأساة الفلسطينية حاضرة بمهرجان أنطا ...
- لماذا تراجع نفوذ مصر القديمة رغم آلاف السنين من التفوق الحضا ...
- موريتانيا تطلق الدورة الأولى لمعرض نواكشوط الدولي للكتاب
- انطلاق الدورة الرابعة من أيام السينما الفلسطينية في كولونيا ...
- سطو اللوفر يغلق أبواب المتحف الأكبر وإيطاليا تستعين بالذكاء ...
- فساتين جريئة تسرق الأضواء على السجادة الحمراء بمهرجان الجونة ...
- ورشة برام الله تناقش استخدام الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار ...
- أسماء أحياء جوبا ذاكرة نابضة تعكس تاريخ جنوب السودان وصراعات ...
- أنقذتهم الصلاة .. كيف صمد المسلون السود في ليل أميركا المظلم ...
- جواد غلوم: الشاعر وأعباؤه


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مفيد بدر عبدالله - كفى تجاهلا للسياب