أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - مراعيهم ومزابلنا














المزيد.....

مراعيهم ومزابلنا


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4109 - 2013 / 5 / 31 - 14:51
المحور: المجتمع المدني
    


في صباح كل يوم من ايام الشتاء وقبل ان اذهب الى عملي اجلس بداخل سيارتي واترك محركها يعمل لعدة دقائق كي يسخن ثم انطلق بها , ومما اعتدت عليه أن استمع لإذاعة البي بي سي ولتقاريرها المنوعة . وفي احد الأيام وأنا في السيارة استمعت لأحد التقارير من الإذاعة المذكورة الذي كان يتحدث عن المراعي الطبيعية والمستحدثة في هولندا وعن المساحات الخضراء الشاسعة هناك وكذلك عن المحميات التي أنشأت في السنوات الأخيرة ، وبينما أنا مستغرق في تصور المساحات الخضراء وكأنها جنة على الأرض وإذا بصوت صراخ شجار خارج المنزل ، تركت السيارة تعمل وهرعت مسرعا وفتحت باب المرآب وإذا به شخص أراه كل صباح يأتي ليرعى أغنامه في المزبلة التي أمام منزلي يتشاجر مع راع آخر أتى من بعده بأغنامه لذات المزبلة ، الراعي الأول يحاول جاهدا منع الآخر من الرعي منطلقا من كونه أتى أولا وكونه الأقرب بسكنه لها ، وبعد تدخلي مع احد المارة بقولنا للأول أنت أحق بالمزبلة ابتعد الثاني بأغنامه وهدأ الصوت ولم يبق غير صوت المذياع في سيارتي فلا زال يتحدث عن مراعي هولندا ، عدت لسيارتي وانطلقت لعملي ، وأنا أكمل الاستماع للتقرير لم تفارق مخيلتي صورة الأغنام وهي تقلب المزبلة وما فعل بها شح المأكل فجعل منها هزيلة وتسد جوعها أحيانا بأوراق وأكياس النايلون بعدما تنفذ قشور المواد الغذائية والخبز وأشياء أخرى تستفيد منها , وما كان يفعله الراعي من تمزيق للأكياس وإلقاء ما بها للأغنام ، وصلت إلى دائرتي محبطا وتحدثت لأحدى زميلاتي والتي تسكن في مركز المدينة ( منطقة الحكيمية ) وعرفت منها بان مثل هذه الحالة موجدة في منطقتهم وأبدت تذمرها مما تترك الحيوانات من روائح كريهة , وأضافت أن الرعي في منطقتهم لم يقتصر على الأغنام فحسب بل شمل الأبقار والجاموس ، المؤكد أن ما تتركه هذه الحيوانات من مخلفات على الشوارع أمر مقرف ويستحق لأن نقف ونتساءل أين دور الجهات الرقابية ؟ وما الذي حدا بهؤلاء ليتخذوا من المزابل أماكن للرعي ؟ إن شحت الأمطار في السنوات الأخيرة بالإضافة إلى ارتفاع ملوحة الماء بالمد الملحي الذي أجهز على كل الإعشاب في البساتين بالاضافة الى قلة الدعم الحكومي أدى إلى تفشي هذه الظاهرة التي اقل ما توصف بأنها خطوات إلى الوراء , وحتى المتابعة لعمليات الذبح والسلخ لم تقف حائلا أمام الكثير من القصابين للذبح بالبيوت والمحال معللين بان المجازر بعيدة وقليلة وبالتالي تتم العملية دون أي إشراف بيطري أو صحي , ما هو مطلوب الحد الأدنى من إجراءات السلامة ولا نذهب بعيدا كما يحصل في هولندا ونؤسس منظمة على غرار المنظمة الهولندية لحقوق الحيوان والتي تعنى بحقوق الحيوان ، وتطالب بان تكون حظائر الحيوانات وفق مواصفات قياسية وكذلك المأكل والظروف الصحية إضافة للإشراف البيطري الدوري واللقاحات ولو أن هذه الشروط طبقت عندنا لارتفع سعر كيلو اللحم إلى الخمسين ألفا على اقل تقدير ولن نستطيع نحن الفقراء شراءه وسنخرج بمظاهرات لإسقاط المنظمة ونعيد الحيوانات للرعي بالمزابل وهذا الخيار هو الأهون أما عن الأوساخ والقاذورات التي تتركها فلها حل مؤقت لحين توفير المراعي الزراعية وهو أن نتعاقد مع شركة ( بامبرز ) لصناعة إحجام كبيرة من منتجها حتى تسع الأغنام والأبقار حينها ستحل مشكلة القاذورات التي كثيرا ما نشاهدها على اسفلت وارصفة شوارعنا ونبقى بانتظار الحل .



#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يمسح دمعة البصريين
- انقذونا من ملائكة الرحمة
- مهندس في الصباح حمال في المساء
- في معرض الزهور ذكرى لبوسطن وبغداد
- عزيزه وصلت البرلمان
- مقتنيات الحاج خنياب تدخل موسوعة جينيس
- لن تعود لزوجها الا بقرار سياسي
- اوباما للبيع
- حريق نهر
- مهندسا في الصباح حمّالا في المساء
- رجل بحاجة لحرب عالمية ثالثة
- هم ليسوا اغبياء
- مد ايدك للسمه اكرب
- لن اصفق لافتتاح المجسرات
- دولة سيد فرج
- ترحموا على جدي والنخيل
- ما تعلمت من القطة
- كفى تجاهلا للسياب
- ثلاثون مليون محلل سياسي
- جاسمية وهيلري كلنتن


المزيد.....




- المجاعة تقيد متبرعي الدم بغزة لإنقاذ جرحى الإبادة الإسرائيلي ...
- حملة اعتقالات واسعة واعتداءات جديدة للمستوطنين بالضفة
- خلال حملة مداهمات واعتقالات.. الاحتلال يعتلق 8 فلسطينيين في ...
- الاتحاد الأوروبي يبحث خطوات محتملة ضدّ إسرائيل بسبب الوضع ال ...
- الضفة تحت النار.. اقتحامات واعتقالات وسط استيلاء على ممتلكات ...
- تحرير أكثر من 100 مهاجر من قبضة عصابة شرقي ليبيا واعتقال خمس ...
- استقالة اللجنة الأممية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان بإسر ...
- اعتقال المئات في فرنسا مع بدء الاحتفال بالعيد الوطني
- عراقيل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى ...
- منظمة إس أو إس هيومانيتي تطالب بوقف التعاون مع تونس في إنقاذ ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - مراعيهم ومزابلنا