أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - من يمسح دمعة البصريين














المزيد.....

من يمسح دمعة البصريين


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4094 - 2013 / 5 / 16 - 22:40
المحور: المجتمع المدني
    


لا يخفى على احد ان ملوحة المياه من المشاكل الكبيرة التي عانت وتعاني منها محافظة البصرة في السنوات الاخيرة ، فما احدثته من تأثيرات سلبية على البيئة لا تقل عما احدثته الحروب المتوالية من دمار وخراب . البعض يرى المحاولات الحكومية للحد من هذه الظاهرة غير كافية ولم ترتق الى ما يطمح اليه اهل البصرة بل لا يصل حتى للحد الادنى مما تتطلبه المشكلة .. مما ترك اثارا سلبية على الناس والحيوان والزرع ، فقد ( أهلكت الزرع والضرع ) ومن جانب اخر اضحت هذه المشكلة تجارة مربحة لأصحاب محطات تحلية المياه والسيارات الحوضية والتي صارت وسيلة لنقل المياه الصالحة للشرب وعلى حساب دخل المواطن البسيط الذي يضطر للشراء لتعذر الحصول عليه من شبكات الإسالة .
فمنذ ثلاث عقود والصهاريج تجوب شوارع البصرة صباح مساء ، محملة وفارغة ، جديدة وقديمة ، وبعضها عسكرية تعود لعقد الثمانينيات واستخدمت في الحرب ، طليت باللون الابيض ،وتتنقل بين المناطق وكأنها تتنقل بين وحدات عسكرية ، تتوقف عند المنازل ، وعند مربي الحيوانات ، واماكن البناء، وحتى محطات غسل السيارات ..... وذلك بسبب ما تنقله شبكات الاسالة من مياه مالحة تختلط في بعض المناطق بمياه الصرف الصحي ، لذا يجد الفقير والغني نفسه مضطرا للشراء من السيارات الحوضية المتجولة التي يبحث اصحابها عن الربح اكثر من صحة الناس .
بعضنا الف هذه الظاهرة واصبح معتادا عليها ، لكن آخرين يتألمون منها ..، وأكثر من يتألم هم من عاصروا حقبة ازدهار البصرة قبل ان تجهز الحروب على كل ما هو جميل ، فلم تزل حاضرة بأذهانهم ذكريات جمالها و نعيمها الذي زال واهم اسباب زواله شحة الماء العذب ، اختفى ودفن مع الطيبين ، أولئك من عاشوا حياتهم على الفطرة ، يوم كان الجار يبكي جاره ان أصابته الحمى ، و يقاسمه ما انعم الله عليه، وكان دعائهم عند الله مستجاب، فأمطار الخير كانت حين تنهمر لا تكف عن التوقف أيامًا ، فتزيد جداول الانهار رونقا وعذوبة ، ويرتشف العطاش منها جرعات ماء رقراقة، مذاقها كانه الشهد ، واحلاها شط العرب ، ايامها كان كبيرا وقادرا على ان يروي عطش البصريين ومعه عطش الكويتيين ، بما تنقله لهم سفنهم الصغيرة المسماة ( البوم) من مائه بدايات القرن الماضي .
ترى اي شعور يراود من عاصر تلك السنين ، ويشاهد اليوم الشاحنات القادمة من الكويت محملة بالمياه المعبئة بالقناني لتروي عطشنا، والتي تقصد اسواقنا و بشكل يومي ، فما بين (بوم) الامس وشاحنات اليوم حسرات ودموع وعبر ، ومما يزيد الحسرات ما نستورده اليوم من تمور و خضار ،عل هذا من سخريات القدر ومفارقاته .
الا يستحق هذا من منا وقفة تأمل ، كيف لنا ان نشعر بالأمان ، وما تشهده اسواقنا من قفزات بالأسعار وبشكل جنوني بعدما تغلق المنافذ الحدودية . هذا ما ال اليه حال البصرة ، وما جنت عليها الحروب ، فبدلا من ان تزرع تربتها بالأشجار ، زرعت بالألغام ، وبدلا من ان يستنشق اهلها عبق عطر الزهور ، خنقهم البارود والدخان ، ملايين القنابل وما خلفته من سرطانات اصابت الكثير من البصريين ، جار الزمان على بصرتنا لسنوات طويلة ، ولم تزل بانتظار من ينصفها ، سدود بنيت بعائدات نفطها ، قترت عليها الماء فانخفض منسوب شطها الكبير فتطاول لسان البحر زاحفا لمسافات طويلة .
املنا في الله اولا وبجهود البصريين بان الغد سيكون افضل ، وكما نهضت بلدان من حولنا لا تملك نهرا واحدا ، ستنهض بصرتنا بما تمتلكه من امكنيات مادية و بشرية ، وتعود كسابق عهدها ، وتكون كما عرفت بندقية الشرق ، بعيدة عن البنادق, وتعيد مكانتها التاريخية التي تبوأتها في عصور الازدهار والتألق .



#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انقذونا من ملائكة الرحمة
- مهندس في الصباح حمال في المساء
- في معرض الزهور ذكرى لبوسطن وبغداد
- عزيزه وصلت البرلمان
- مقتنيات الحاج خنياب تدخل موسوعة جينيس
- لن تعود لزوجها الا بقرار سياسي
- اوباما للبيع
- حريق نهر
- مهندسا في الصباح حمّالا في المساء
- رجل بحاجة لحرب عالمية ثالثة
- هم ليسوا اغبياء
- مد ايدك للسمه اكرب
- لن اصفق لافتتاح المجسرات
- دولة سيد فرج
- ترحموا على جدي والنخيل
- ما تعلمت من القطة
- كفى تجاهلا للسياب
- ثلاثون مليون محلل سياسي
- جاسمية وهيلري كلنتن


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - من يمسح دمعة البصريين