أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - فؤاد المهندس














المزيد.....

فؤاد المهندس


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4338 - 2014 / 1 / 18 - 16:00
المحور: المجتمع المدني
    


ما ان يولد لاحدنا الطفل الاول حتى ينسخ اسمه الذي لازمه لعقود ويستبدله بأحد الاسماء الخمسة ( ابو ) فيكنى بابي فلان ، فليس بالأمر الغريب ان نجد جارا لا يعرف اسم جاره الاقرب او موظفا لا يعرف أسم زميله ، وهذه القاعدة لا تصح لمن له قرابة بأحد المسؤولين الكبار، فنقول اخو الوزير أو ابن السفير .... الخ ، ولأنها صفة اقوى تشمل حتى الابعد فقال فلان قريب الوزير على سبيل المثال . ذات مرة سألني احد المراجعين عن أحد الموظفين في شعبتنا الزراعية قائلا اين السيد فؤاد ، حينها لم يمض على السيد فؤاد سوى ايام في شعبتنا واسمع من الاخرين ينادونه ( ابو أماني) ، لم اجبه وحاولت التذكر بصمت ، لكنه سرعان ما كسر صمتي بعبارة " فؤاد المهندس" ، السائل لم يكن يعرف بأن السيد فؤاد لم يكمل عامه الاول في التعيين ولازال معاون مهندس ولا تكفيه حتى الاعوام الاربع المنصوص عليها في القوانين ليحصل على هذا اللقب ، فان اجتازها سيصطدم ( بالتسكين ) ويبقى بانتظار الفرج . اشرت له الى غرفة السيد فؤاد بعدما تذكرت اسمه ،وما ساعدني الشبه بينه وبين والفنان الكوميدي الراحل فؤاد المهندس رحمه الله ، فكلاهما يرتديان عوينات طبية غليظة ، وشعر أعلى رأسيهما خفيف ، الا ان زميلي يختلف عنه كثيرا ، فالسيد فؤاد يميل للجد وبعيد عن الهزل وقليل ما اشاهده يضحك ، يقضي وقته يتنقل بين السجلات والمعاملات كونه مسؤولا عن احدى الوحدات .
لم يمض على السيد فؤاد سوى ايام معدودة في منصبه حتى تمالكه أحساس بانه غير قادر على الامساك بالمهمة الموكلة اليه فالأيام القليلة التي مرت عليه لم تكن كافية للتمكن منها ويحتاج لمزيد من الوقت ليتأهل لها ، ورغم ان ادائه جيدا الا انه رأى بأن الموقع يصلح أكثر لاحد المخضرمين اللذين لهم باع طويل في أنجاز معاملات المواطنين ، لم يتردد في ذكر هذا بطلبه الذي قدمه للسيد مسؤول الشعبة الزراعية ، لم نجد انا وزملائي أكثر غرابة من عبارة كتبها في طلبه الذي قرأه علينا قبل ان يقدمه للسيد مسؤول الشعبة حيث يقول " أنا لست أهلا لهذه المسؤولية " وهناك من هو أحق مني بها . للوهلة الاولى لم نوافقه الرأي لفهمنا الخاطئ لها على أنها مسيئة له كونها تحمل معنى الانهزام والتقهقر لكن بعد برهه تيقن أكثرنا بان الصدق وقول الحق لا يحتمل الدبلوماسية والمرزوقة الفارغة التي نسمعها من مسؤولين وهم يبررون فشلهم ، فهم غالبا ما يلقوا بأخطائهم على الاخرين أو على ظروفنا الراهنة ، والمصيبة ان زحزحة بعضهم من موقعه أشبه بتحريك جبل ،أحزابهم وكتلهم والاعلام الواقف خلفهم لن يقر بفشلهم ويردد عبارة " استهداف سياسي " .
ان القيادة فن لا يجيده الكثيرون ، لذا فلا يصح ان تكون مكافئة أو هبة ، فلو تأملنا قيادة السيارة ، سنجد البعض يتقنها بأيام معدودة وآخر لا يتمكن منها حتى في أعوام ، فالذي يقر بانه لا يجيد القيادة اهون بكثير رغم ان سيره البطيء يعرقل الطريق ، وآخر لا يقر بهذه الحقيقة ويقودها برعونة وهذا سبب الكوارث التي يدفع ثمنها الاخرون .
كم هو رائع أن يقيم كل مسؤول أدائه ، ويقف مع نفسه ولو للحظات ،فإما أن يشغل مكانه أو يغادره طوعا اقتداء بصاحبنا الشجاع ، الحاصل على لقب " فؤاد المهندس" قبل اوانه ، وأن كانت عبارة " انا لست اهلا لهذه المسؤولية " التي ستعلي من شأن المسؤول في قلوبنا ثقيلة ويجدها صعبة عليه فليقل بطلبه أي عبارة دبلوماسية مزركشة ، أنا واثق بأننا سنفهم ما تخفيه لأننا شعب ( مفتح باللبن ) .



#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من البصرة الى اسطنبول
- السراق وبائع الملح
- لم يقطفوا سوى الثمار الجوفاء
- الواحد أكبر من الاربعة
- أحذروا.. الديناصور يبتلع البصرة
- خارج أسوار الحياة
- الكهرباء تدخل موسوعة غينس
- ناصر(أبو الجرايد) سياسي بامتياز
- لصوص الليل والنهار
- لنتعلم من الصبور
- جسر المقام نهاية حلم
- سهرة لا تنسى
- ملايين البصريين ينتظرون جواب الشرط من مجلس المحافظة
- مراعيهم ومزابلنا
- من يمسح دمعة البصريين
- انقذونا من ملائكة الرحمة
- مهندس في الصباح حمال في المساء
- في معرض الزهور ذكرى لبوسطن وبغداد
- عزيزه وصلت البرلمان
- مقتنيات الحاج خنياب تدخل موسوعة جينيس


المزيد.....




- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...
- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - فؤاد المهندس