أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - جذب المصفط وصدك المخربط














المزيد.....

جذب المصفط وصدك المخربط


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4630 - 2014 / 11 / 11 - 10:13
المحور: المجتمع المدني
    


الهروب من مواجهة المجتمع، والحصول على مكاسب مادية غير شرعية من بين مقاصد كثيرة يبتغيها الكذابون من كذبهم أضافة لأسباب أخرى لا يمكن حصرها، يختلقون قصصا غير واقعية للصول لأهدافهم، وتتفاوت قدراتهم على الكذب، بعضهم تجري الاكاذيب على السنتهم وكأنها الحقيقة، لذكائهم وتمرسهم حتى يصعب على السامع تميز كلامهم (جذب مصفط)، فيما يعجز صادقون عن سرد قصص حقيقية مرت بهم أو طرح مشكلاتهم بعبارات منسقة مقبولة من السامعين.
أستعان البعض مضطرا- من غير المنتسبين لعشائر- بهؤلاء للدفاع عنهم بعد سقوط النظام عام 2003 لحل النزاعات أثناء الفوضى التي أعقبت تشكيل الحكومة، لم يكن طالبهم يجد عناء حين يبحث عنهم، يجلسون في مقاهي خاصة ولهم أسعار تتناسب وقدراتهم على التلاعب بالألفاظ واقناع جمهور الحاضرين، سمعت احدهم يوما وانا جالس في المقهى يطالب بزيادة أجره فيقول لمستأجره" انا قادر على أن الوك الحق واجعل منه باطلا، والوك الباطل واجعل منه حقا"، أن عبارته النتنة، تعني بانه مراوغ وكذاب وهو آفة اجتماعية خطيرة، لكن تأثيره يبقى محدودا، فهناك أكاذيب أعم وأشمل، نسمعها يوميا في الاعلام، وضررها السلبي يمس الملايين، تتعامل بمعايير مشابهة لمعايير كذاب المقهى المأجور، قادرة على دس السم في العسل، وتتلاعب بالعبارات بما يتلاءم ومصالح جهاتها الممولة، وتهول اي حدث مهما كان بسيطا، وتعظم قوى وتحجم القوى أخرى بذكاء خارق فتنطلي اكاذيبها على الملايين لسبب مهم وهو أن كذبها من نوع (الجذب مصفط) ، كلام منسق مرتب يقف خلفه خبراء متخصصون بعلم النفس الاجتماع وعلوم أخرى تعنى بالقدرات العقلية للمتلقي ومستواه الثقافي وطبائعه الاجتماعية، ويسبق الكذب بدراسات دقيقة وشاملة للأحدث المحيطة بالمستهدف من الكذب، حتى أضحى أعلامهم من القوة والتأثير الكبيرين ما يجعله يتفوق تفوقا ساحقا على الاعلام المضاد والذي يكون "هزيل الغير فاعل" رغم مصداقيته (صدك مخربط)، لذا يتوجب علينا ان نولي الاعلام أهمية كبيرة وندعمه بقوة، ليكون أداة فاعلة في مواجهة الاخطار المحدقة بنا، ويفضح الاكاذيب التي يروجها أعدائنا.
يقول العلماء الاجتماع بان عدم تطابق روايتين حول حدث معين، هو دليل على كذب قائلها، لسبب منطقي، فذاكرة الانسان تختزن صور للأحدث التي مرت بها، وعليه فان الرواية الحقيقية حول حدث ما واحدة كونها ترتبط بصورة الحدث، ولو تحدث بها عشرات المرات فعباراته ستتطابق حتما، لكن الكذاب لا يستطيع الادلاء بعدة روايات مطابقة حول نفس الحادثة المختلقة من وحي خياله، وهذا ما حدا بالجهات المسؤولة عن استقبال اللاجئين في كثير من البلدان الغربية للاستفادة من هذه المعلومة للتحقق من مدى مصداقية ادعاءات طالبي اللجوء، يتم توجيه أسئلة متعددة لطالب اللجوء وتسجيل أجوبته، وبعد فترة يتم مطابقتها مع أجوبة أخرى لذات الاسئلة، لكن طالبي اللجوء- سيما العراقيين- صاروا أذكى بعد شيوع خبر هذه الفكرة، حيث يقومون بتسجيل صوتي لأجوبتهم- على هواتفهم النقالة في الغالب- حال خروجهم من غرفة التحقيق ومن ثم يحفظونها على ظهر قلب، ليدلون بها في الاستجوابات الاخرى، وبذلك توافق اللجنة على قبولهم ظنا منها ان طالبي اللجوء صادقون في كل ما يقولون ولا يدرون بان بعضهم مرروا عليهم (جذب مصفط).



#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقائق مهمة يكشفها الصندوق الاسود
- نوم العوافي
- متحف مرتضى كامل يرحب بكم
- ياسين صالح عبود معلم الاجيال
- اعترافات مؤلمة ليلة العيد
- دمعة تزن أطنانا
- مقالات بالصاص والعنبة
- حكمة بَدال التي غابت عنا
- الى قادتنا الامنين مع التحية
- صبري الاعمى تاريخ وحكايات
- مراهقة السياسيين وسياسة المراهقين
- عباس شعيّع يمتلك مفاتيح الحل
- كصة بكصة
- اقرب نقطة دالة
- الاعيب السياسيين في سوق الخضار
- لناخبينا ذاكرة
- الصحة ومحرقتها العجوز
- مخ ولسان
- الرقم الابيض وايامه السود
- ماؤنا مالح كدمعنا


المزيد.....




- الرئيسان التركي والألماني يبحثان بأنقرة وقف الحرب على غزة وت ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - جذب المصفط وصدك المخربط