أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مفيد بدر عبدالله - شعيط ومعيط فرسان الفضائيات














المزيد.....

شعيط ومعيط فرسان الفضائيات


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4642 - 2014 / 11 / 24 - 13:17
المحور: كتابات ساخرة
    


التحدث بالغة العربية الفصحى ونطق جملها بشكل سليم ظاهرة ايجابية شاعت عند الاطفال في الآونة الاخيرة، سيما في أحاديثهم البينية، الفضل لا يعود لمدارسهم بل لمشاهدتهم المستمرة للرسوم المتحركة ولأوقات غير قليلة . جلوس أطفالي الطويل امام قنوات الرسوم المتحركة الكثيرة والمتنوعة، صار سببا في جريان مصطلحات غير مستعملة وشائعة عندنا على السنتهم، رغبتهم في بقاء التلفاز على هذه القنوات باتت من أهم أسباب خلافي اليومي معهم، فانا أكره الجلوس منعزلا، ومولع بمشاهدة البرامج السياسية على القنوات الاخبارية، وهذا لا يروق لهم، ولأني ديمقراطي الجأ أحيانا الى التصويت، لكن نتائجه في أكثر الاحيان لا تصب بمصلحتي، فترجح كفتهم بمساندة زوجتي، فالقنوات الاخبارية هذه الايام صارت مصدر قلق ورعب لما تعرضه من مناظر دموية مقززة، فأجد نفسي مضطرا لممارسة الدكتاتورية أحيانا، وأفرض رايي عليهم بالقوة ولو لبعض الوقت لمشاهدة موجز الاخبار عند راس كل ساعة، ومن ثم أعود امتص غضبهم بمشاركتهم مشاهدة الرسوم المتحركة، فوجدت أن كثيرا منها تحمل افكارا قيمة تنمي عند الاطفال ثقافة المحبة والعطاء، وتتحدث عن حقائق علمية قيمة بشكل مبسط، أضافة لكونها تطور مهاراتهم اللغوية، فمن يؤدون أصوات الشخصيات الكارتونية بارعون ومتمكنون من اللغة، وما يساعدهم التقنيات الصوتية المتطورة للتسجيل ، لكن شيئين يجعلاني اشعر بالقلق على ابنائي من مشاهدتها، أولهما خوفي عليهم من الادمان وطول ساعات المشاهدة وما لها من تأثير سلبي آني ومستقبلي، والشيء الاخر ان بعض موضوعاتها تدور حول العنف والاقتتال، ما قد يؤثر على سلوكهم، أما انا استفاد منها لتطوير لغتي، فدراستي الاكاديمية بعيدة عن اللغة، ما جعلني اواجه أحيانا صعوبة في انتقاء المفردات لأكتب أجملها .
لا يختلف اثنان ان اللغة العربية تراجعت كثيرا في السنوات الاخيرة، وخير شاهد ما ينشر من تعليقات ركيكة ومضحكة على صفحات الفيس بوك، وما يكتب في بعض الاعلانات من أخطاء متكررة لضحالة وجهل الكثيرين باللغة، فالظروف المعيشية وما مرت به البلاد منعت الكثيرين من الاستمرار بالدراسة والتواصل مع اللغة . فحين اشاهد لافتة على محل لبيع الفلافل او الخضار تحمل اخطاء املائية او نحوية قد أجد تبريرا لصاحبها، لكني أحبط وأنا ارى خطا أو مجموعة أخطاء في كتاب رسمي صادر عن من وزارة او مديرية، او منشورة على صفحة فيس بوك لنائب في البرلمان، فالأنظار متوجهة نحوهم وما ينشرون على صفحاتهم يشاركها الاف- محبين وكارهين- فالكثيرون يشمتون بهذه الظاهرة التي استفحلت كثيرا لأسباب أهمها فرط ثقة كاتبها بقدراته اللغوية وعدم رغبته بالتعلم والاستعانة بالعارفين.
صور كثيرة تنشرها بعض مواقع التواصل الاجتماعي بقصد التهكم والسخرية، تحوي عبارات مخجلة تدلل على مدى الانحدار والاستهانة باللغة، بعضها مضحكة مثل عبارة كتبها أحد المسؤولين وهو يهمش على طلب مواطن تقول " يراجع باجر" وكأن السيد المسؤول في مقهى وليس في دائرة رسمية تمثل أحدى واجهات الدولة، فيما يكتب مسؤول آخر عبارة" جيب المستمسكات"، أما عن الاخطاء الاملائية والنحوية في الكتب الرسمية فحدث ولا حرج، واذكر منها على سبيل المثال الكلمة التي تبتدأ بها كثير من الكتب الرسمية ( بناءً)، بعض الدوائر تكتبها خطا بالألف على سبيل المثال ( بناءا على الطالب المقدم من المواطن....)، ودوائر أخرى تكتبها صحيحة وهي غالبا ما يبتدأ بها الكلام بمعنى ان نبدأ الكتاب بخطأ فكيف بالمحتوى.
يحدثنا التأريخ أن نشأة اللغة العربية في العراق، فأبو الاسود الدؤلي أول من وضع قواعد النحو في البصرة، كما ان لنا تاريخا رصينا وموروثا عظيما من المؤلفات التي تدلل مدى الرقي اللغوي والفصاحة، ولعل خير شاهد نهج البلاغة للإمام على بن ابي طالب (ع) و خطبه الخالدة المحيرة للعقول لخير دليل على مدى الرقي اللغوي والبلاغة . هذ ما يحتم علينا نحن العراقيين المحافظة على هذا الارث الثمين، في عقولنا لا رفوف المكتبات فحسب وعلى العراقيين ان يحرصوا على اللغة العربية أكثر من غيرهم، ولتدارك الانحدار لابد من حلول أهمها أعداد كراسات بالأخطاء الشائعة في الكتب الرسمية وتوزيعها على المعنين، واقامة دورات ملزمة لهم لتقوية مهاراتهم، فبعض الدوائر لا تعتمد الكفاءة اللغوية، والمسؤولون يختارون الطباعين وفق معاييرهم، ولو طبقت عقوبات على هذه الاخطاء لما استهان البعض باللغة لهذه الدرجة.
ان لم تجد هذه الحلول طريقها للتطبيق، أو طبقت ولم تثمر لعدم تفاعل البعض معها وتقاعسهم وكراهيتهم للقراءة، يبقى حل واحد وهو أسهل بكثير، وهو ان يجلس هؤلاء ولو ليومين في الاسبوع بين اطفالهم ويشاهدون الرسوم المتحركة، بشرط أن ينصتوا بكل جوارحهم، سيتعلمون حتما ولو شيئا بسيطا، أما محبي الظهور الاعلامي وعشاق عدسات الفضائيات، فعليهم أن يكثروا من التوقف اثناء الحديث، ويستفادون من عرف العرب فهم لا يقفون عند متحرك اثناء الكلام، وهذا يرفع عنهم بعض الحرج، وهو أفضل بكثير من وضعهم للحركات بغير مواضعها، لان السامع حتما سينتقدهم، وينتقد الفضائيات التي يتحدثون بها، والتي من المؤسف انها صارت تستضيف (شعيط ومعيط) .



#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتضار روافد وحيرة مازن معتوق
- جذب المصفط وصدك المخربط
- حقائق مهمة يكشفها الصندوق الاسود
- نوم العوافي
- متحف مرتضى كامل يرحب بكم
- ياسين صالح عبود معلم الاجيال
- اعترافات مؤلمة ليلة العيد
- دمعة تزن أطنانا
- مقالات بالصاص والعنبة
- حكمة بَدال التي غابت عنا
- الى قادتنا الامنين مع التحية
- صبري الاعمى تاريخ وحكايات
- مراهقة السياسيين وسياسة المراهقين
- عباس شعيّع يمتلك مفاتيح الحل
- كصة بكصة
- اقرب نقطة دالة
- الاعيب السياسيين في سوق الخضار
- لناخبينا ذاكرة
- الصحة ومحرقتها العجوز
- مخ ولسان


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مفيد بدر عبدالله - شعيط ومعيط فرسان الفضائيات