أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - وثنية المال في النظام الكولونيالي















المزيد.....

وثنية المال في النظام الكولونيالي


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4654 - 2014 / 12 / 6 - 22:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وثنية المال في النظام الكولونيالي

لم يخطئ المفكر الفرنسي اليساري ريجيس دوبريه حينما سمّى الولايات المتحدة بانها " يهوذا " العصر الرأسمالي ، فكم وجهاً تحمل في طلعتها هذه المقنّعة الغريبة الاطوار ، تراها مرةً محرّرة للشعوب وأخرى زعيمةً للديمقراطية وتارة اخرى حاملة شعلة الحرية التي استعارتها من فرنسا وهي المنقذة للشعوب الرازحة تحت تسلّط الدكتاتورية والانظمة المتزمتة الفاسدة
وبلا ايّ استحياء ؛ تلبس جلد الحرباء احايين اخرى وتبدو رافعة راياتها الحمر المصبوغة بالدم لتعلن الحرب على الدول الضعيفة بحجج وذرائع محاربة الارهاب بينما هي من يصنع الارهاب بمعيّة الدول المصدّرة له ؛ وتؤجج النزوع نحو العداوة ونشر الكراهية بين شعوب البلد الواحد من اجل ضعضعة الاستقرار وإشعال نار النزعات القومية والطائفية وخلق بؤرٍ للتوتر لهدفٍ مرسوم في اجنداتها لشرعنة التقسيم لا من اجل ارساء السلام بين الاعراق والمذاهب كما يتوهم البعض بل لأجل الاستحواذ على النعمة التي حباها الله لنا والتي صيّرته راعية الكاوبوي نقمة وأذى وكوارث لاتنتهي
مثل هذه الحالات التي تروّجها اميركا في بلادي بان المكونات السياسية المتسيّدة الباقية على عرش الحكم – وبعضهم اذناب الكولونيالية الحالية – لم يعد لها ايّ شغل بالعراق الذي عرفناه قبلا ، وانها تريد بلادا على هواها طالما ان الكرد ليسوا مستعدين للدفاع عن شركائهم في الوطن من العرب او التركمان والشرائح الاخرى فنرى المواطن " العراقيّ " من منبت كردستان يجهّز عدّته وعتاده للقتال الى جانب اخيه الكردي في كوباني السورية المحاذية للحدود التركية ويغفل عن الموصل وسنجار الايزيدية المشكوك في كرديتها لدى بعض أشقّئنا الكرد التي تجاوره وتحاذي كردستان وكذا الامر ينسحب على المواطن في المنطقة الغربية مما يطلق عليهم بالمكوّن السنّي الذي لايبدي استعداده للوقوف مع اخيه العائش في الوسط والجنوب لكونه اعتُبر من المكوّن الشيعيّ ، هكذا فتّتونا وقسمونا اشلاءً ومِزَقا قبل ان يشرعوا في تقسيمنا قانونا في ألواح مناضدهم وفي اجتماعاتهم ليسهل نهب اموالنا وثرواتنا وبالأخص النفطية منها
ويبدو ان سيدة الامبريالية لاتريد ان تغادرنا وتُكفينا شرورها فمادام النفط هنا فان امريكا رابضة في قلب الشرق الأوسط ولانرى امَدا لتغيير منهجها الطامع الاّ اذا سرنا على الطريق العاثر التي رسمته لنا ولامناص من تغييره طالما بقيت شعوبنا مطيّة لها موهمةً نفسها بان السيدة الكبيرة تريد لنا الخير والاستقرار والعيش الرغيد لنا ظاهرا لكنها تبيّت لنا كيانا مفككا تحت مسمّى الكونفيدرالية باطنا ؛ بحيث يفقد العراقيون وطنا كان اسمه العراق قبل بضعة عقود مضت تَـوَهّمنا انه يمتدّ من زاخو الى الفاو كي تخطط لنا وطنا اخر على هواها يمكننا ان نتعايش فيه بخارطة جديدة غير ماألفنا سابقا وفق معايير الفوضى الخلاّقة باعتبارنا شعوبَ وطنٍ مرتبكٍ غير متجانس بين مواطنيه
واهمٌ من يظنّ ان اميركا تمتلك قلبا رحيما ، فالرأسمال لادين له ولايعرف العطف فأذرع اخطبوط السلاح مليئة بأظفارٍ حادة لايهمها شيء الاّ ان تنهش الشعوب وتدمى اجساد المتعبين والموجوعين لتبقى " لوكهيد " ورفيقاتها شركات السلاح الاميركي تسوّق ما كسد لديها من اسلحة قديمة متراكمة لتنتج جديدا يطيح برؤوسنا – وهكذا دواليك
انها لعبة جرّ الحبل ، تُسقط هذا الطرف لتسخر منه وفي جولة اخرى تنتصر للطرف الخاسر
هكذا هي وثنية المال وعبادته الراسخة في عقل وقلب سيدة العالم "المتمدن " ، لابدّ ان تصنع حربا ضروساً لتكسب مالاً وثروات طائلة ولتذهب الاجساد الميتة الى مقابرها آمنة مطمئنة فالربّ سيرحمها ويُدخلها الفردوس الموعود ، فلا مكان للأسى والبكاء على الدماء النازفة والدموع الحرّى امام سانديكات مالكي السلاح ومنتجيه وفي اقبية البنتاغون وصالات البيت الابيض ولا حتى في البرلمان ومجالسه ، فالنحيب له مقرّه في المآتم والبيوت التي فقدت عائلها وأحبابها وفي الأضرحة الدينية وأماكن الندب والقبور وذلك ما أعتدتُ عليه وألفته في بلادي الموجوعة بالحروب الدائمة التي تكاد تفتك بأهلي وابناء وطني بشكل يومي وكأنها لاتريد ان تفتر او تستريح قليلا منذ ان بدأ سعيرها في ثمانينات القرن الماضي حتى وقتنا الحاضر
فاليانكي لايهدأ له بال حتى يستنزف كل ماحبانا الله به من كنوز الارض فتراهم يختلقون الحروب لتشغيل وتدوير ماكنات تصنيع السلاح بكل انواعه وهل ادلّ على ذلك ان 50% من ساسة امريكا ونوّابهم في الحزبين الجمهوري والديمقراطي ممولون ماليا من شركات السلاح في الولايات المتحدة ، وكل طلقة يستنزفها المارينز وكل طلعة جوية يُغير بها طيارو التحالف لابدّ ان تدفع من خزائن بلاد الرافدين الموعودة بالغنى الباذخ ومن أرصدة البترودولار العربي والتي تحتوي أرضنا خزينا ستراتيجيا هائلا من النفط ، وأكاد اجزم بان كلف الحرب الباهضة على برابرة داعش لابدّ ان تعوّض من جيوب الفقير لله المواطن العراقي وربما العربي ، فماذا تبقّى اذن لدينا لكي نبني مستقبلا زاهرا لاجيالنا اللاحقة ؟؟
هذه هي زعيمة الديمقراطية حاملة وهج الحرية ومنقذة الشعوب من الدكتاتورية كما تسمي نفسها ميْناً وخداعاً ، ملائكة الارض الطاهرة التي تبكي حالما تشعر بان هناك شعبٌ مضطهدٌ على الارض فتسارع الى نجدته وإنقاذه وتخليصه من عفن الدكتاتورية لا ليخرج طليقا حرّا يسود على وطنه كما يتوهم بعض اصدقائنا الليبراليين ذوي النوايا الحسنة الساخرين منّا لأننا يوصموننا من هواة نظرية المؤامرة ومن عشاق الذرائع ومحبّي الشمّاعات ونعلّق معظم أخطائنا وهزائمنا على الغير ولهذا ترانا من حيث ندري ولاندري اننا وقعنا في شِباك الزعيمة الكبرى اميركا وعشقنا ان نكون أسرى في احضانها الشائكة ومرابعها غير الخضر
يحقّ لنا القول ان بلاد الانكل سام تنام مع الذئب ليلا ضاحكة مستبشرة وتبكي مع الراعي نهارا كي تواسيه ومن يمتلك تلك المهارات الخبيثة غير " يهوذا " العصر السافل المنحطّ الغارق في وحل السياسة القذر

جواد غلوم
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعمار الأرض أم تخريبُها ؟؟
- التسفير القسري للعراقيين والتهجير من أرض الأجداد
- طوافٌ حول تضاريس الشعر
- حواضر العراق وضياع التراث المكانيّ
- ماذا تبقّى من عراقة الموصل ؟
- لماذا لاتكون داعش صناعة اميركية ؟؟
- وللديمقراطيةِ حميرها
- هل من إعادة فحصٍ للربيع العربيّ ؟!
- انقلاب الصورة
- نهبُ وتخريب التراث الموصليّ
- ضياعُ ذاكرة المكان
- نعم انتخبوا السيد الرئيس المُقْعَد
- انقذوا مسرح الرشيد ، نقولها للمرّة الألف
- المعوّقون في أرض السّواد
- هل أوقفَ الربيعُ العربيّ زحفَه
- حاشيةٌ ومستشارون
- نوّاب البرلمان العراقيّ أمسِ واليوم
- ممنوعٌ الدخول
- قصةٌ قصيرة بعنوان (سيرةٌ لمحزون يُدعى جبر )
- لماذا نحفرُ في الماضي لنردمَ الحاضرَ والمستقبل


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - وثنية المال في النظام الكولونيالي