أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد الحسين سلمان - عودة ماركس















المزيد.....

عودة ماركس


عبد الحسين سلمان
باحث

(Abdul Hussein Salman Ati)


الحوار المتمدن-العدد: 4647 - 2014 / 11 / 29 - 18:23
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بعد أنهيار الاتحاد السوفيتي, وأنتهاء الحرب الباردة, تحرر فكر ماركس مرتين.
تحرر في المرة الأولى من المدرسة الرسمية الستالينية والتروتسكية, المنقرضتين,وتحرر في المرة الثانية من المدرسة المكارثية, وبدأ كتّاب من الغرب و الشرق و من الشمال و الجنوب, يكتبون عن ماركس بحرية , وبدون ضغوطات أيديولوجية, بدأوا يكتبون عن ماركس الإنسان, ماركس الفيلسوف, ماركس الاقتصادي, و ماركس الثوري .
ومن هؤلاء الكتّاب, يبرز أسم ,هاري كليفر, Harry Cleaver, الإستاذ في جامعة تكساس الامريكية , وكذلك, ديفيد مكيلان, David McLellan , الإستاذ في جامعة لندن, و ماكسيميليان روبل , Maximillien Rubel, , الذي نادي بهذا الشعار:
لا تنصتوا للماركسيين، اقرأوا ماركس

و فرنسيس وين, Francis Wheen الصحفي البريطاني,
فرنسيس وين , هو من أطلق لقب شاعر الديالكتيك على ماركس .
فرنسيس وين صحفي بريطاني من مواليد 22-01-1957, يكتب في صحيفة الجارديان اللندنية.
كتب كتاب: كارل ماركس, 1999. وحاز هذا الكتاب على 3 جوائز عالمية, ثم كتب كتاب: سيرة رأس المال, 2006, ضمن سلسة : كتب غيرت العالم, .
ولهذا الكتاب قصة طريفة في الشرق الاوسط:
حيث صدرت نسخة عربيّة عن سيرة رأس المال، ضمن سلسلة كتب هزّت العالم عن دار العبيكان, وهي دار طبع ونشر سعودية, مقرها في لندن, و غامرت دار العبيكان السعودية بنشر كتاب رأس المال لكارل ماركس ـــــ سيرة (من تعريب ثائر ديب)، تعرّض الكتاب إلى حملة ضارية، ومُنع من المشاركة في معرض الكتاب في الرياض. واستغرب كثيرون صدور كتاب أحمر إلى أرض المملكة السعودية، فيما حاول بعضهم محاصرته بكل الوسائل المتاحة، لكنّه تسرّب من تحت الطاولة إلى مئات القراء المتعطّشين إلى كل ما هو ممنوع.
أدناه ترجمة المقدمة من كتاب فرنسيس وين: كارل ماركس 1999, ...م -1 , و انا اتحمل مسؤولتها مع كافة الهوامش والمصادر .
كتاب كارل ماركس.
تأليف فرنسيس وين
ترجمة المقدمة: جاسم الزيرجاوي.

في 17-03-1883, كان حاضراً في جنازة كارل ماركس أحد عشر مشيعاً.
سوف يبقى أسمه وعمله على مدى الزمن. هكذا تنبأ إنجلز و هو يلقي خطاباً عند قبر ماركس. م- 2
ولقد كان إنجلز على صواب.
أن تاريخ القرن العشرين هو تراث ماركس.
ستالين, ماو, تشي , كاسترو, الاشرار و الطيبون , جميعهم قدموا انفسهم على انهم ورثة ماركس.
بينما عند ماركس كان الامر على نحو مختلف. بحيث دفعه تلاميذه الى اليأس, عندما سمع ان حزباً فرنسياً جديداً, يطلق على نفسه, حزباً ماركسياً, رد ماركس عليهم:
الذي متأكد منه, هو أنني لست ماركسياً. ... م- 3
وكتبها ماركس بالفرنسية:
ce qu il y a de certain c est que moi, je ne suis pas Marxiste
ومع ذلك, وبعد مرور 100 سنة على وفاته, فأن نصف سكان الارض, شعوباً و حكومات, أدعوا أنهم ماركسيين.
و انتقلت افكار ماركس لدراسة الاقتصاد و التاريخ و الجغرافيا و الاجتماع و الادب.
ومنذ يسوع المسيح, لم يواجه شخصاً مثل هذا التفاني العالمي او سوء الفهم .
لقد حان الوقت, للتخلص من الميثولوجيا عن ماركس, وحان الوقت لاكتشافه من جديد, ماركس الإنسان.
ماركس الإنسان, من لحم ودم, الإنسان الذي كان يقضي كل وقته في مكتبة المتحف البريطاني, الأنسان الفيلسوف الجدي, والذي كان يدخن و يشرب و يطلق النكات.
في الغرب, وأثناء الحرب الباردة, كان يعتبر , شرير, ومصدر الشر .
بينما في الاتحاد السوفيتي , كان يعتبر الأله العلماني, واعتبره ستالين المسيح المنتظر.
وبسبب ستالين, اعتبره الغرب متواطأ في مجازر ستالين الوحشية, لا بل أندفع الغرب أكثر , فنسب صحفي بريطاني أن جرائم جاك السفاح, Jack the Ripper, في العام 1888, يعتبر ماركس المتهم الاول فيها!!!.
لكن لماذا؟ ماركس نفسه لم يكن ضمن الثالوث المقدس , Holy Trinity وسوف يجزع من هذه الجرائم.
العقيدة المزيفة التي تنباها, ستالين, وماو , وكيم ايل سونغ, حولت فكر ماركس الى ما يشبه العهد القديم عند المسيحين, انتزاع كلمة من هنا وهناك , من سياقها التاريخي لتصبح شعارات مقدسة وفي نفس الوقت لتبرير الاعمال الغير انسانية.
فقط السخفاء, والحمقى, يحّملون ماركس مأسي مجازر ستالين.
ومع الأسف, يوجد من له الاستعداد ليكون أحمق, خذ مثلاً: ليوبولد شوافزجيلد Leopold Schwarzschild , كتب في كتابه السوداوي, The Red Prussian, 1947 , قائلاً:
بطريقة او بأخرى, فأن الحقيقة المهمة في عصرنا, تعود لرجل واحد هو كارل ماركس, ومن المؤكد ان روسيا السوفيتية كانت بسببه و طريقة السوفييت كذلك.
أن هذا الزعم بين طريقة ماركس و العم ستالين هو زعماً بلا دليل ومنافٍ للعقل.
هل يمكن ان نلوم الفلاسفة اذا تم اساءة فهم فلسفتهم من الاخرين؟
واذا كانت ثمرة ما فاسدة, فهل يلوم شوافزجيلد, الشجرة, ويعتبرها مذنبة !!!!.
فقط المعاقين عقلياً: من الجانبين: الذين اعتبروا ماركس, ألهه او شيطان.
فقد كتب روبرت باين, Robert Payne , يقول: أن ماركس يحمل رؤيا و شر الشيطان, ويبدو عليه انه يريد ان ينجز مهمة الشيطان.
هذا النوع من الافكار و صل الى مرحلة عبثية بحيث , اعتقد ريتشار فومبراند , Richard Wurmbrand: ان ماركس تلقى تعاليم سرية في كنيسة الشيطان, Satanist church, وحسب خرافات ريتشار فومبراند , فأن ماركس قضى طفولته في هذه الكنيسة.
لا دليل و لا برهان على خطاب رتشارد, بل بالعكس, كتب ماركس في العام 1839 , مسرحية شعرية بعنوان: Oulamen , أعاد فيها ترتيب حروف الأسم البابلي عمانوئيل للمسيح, و يذكرنا فيها بالقداس الأسود الشيطاني, Satanist Black Mass , وجرائمه التي سوف تتكرر....م -4
هل سبق لكَ مرةٍ, أن سئلت عن طريقة تصفيف شعر ماركس؟ يسئل ريتشارد.
من المألوف أن الرجال يطلقون اللحية, ولكن لا توجد لحية مثل لحية ماركس, أن لحية ماركس هذه, دليل على أنه تلميذ الساحرة , Joanna Southcott .
هكذا يكتب ريتشارد عن ماركس.
لكن الحقيقة: أن عادة اطلاق اللحية في بريطانيا في منتصف القرن التاسع عشر , شائعة و مألوفة , بداية من لاعب الكر كريت الشهير كريس , W. G. Grace , وانتهاء بالسياسي اللورد سالزبري, Lord Salisbury .
فهل هؤلاء ايضاً , يتحدثون بأسم الشيطان؟
بعد أنتهاء الحرب الباردة, أعلن عدد كبير من الحمقى , ان البشرية وصلت الى نهاية التاريخ, مرددين مقولة فرانسيس فوكوياما المتعجرف:
أن الشيوعية ماتت مع موت ماركس نفسه, وأن كلمات الدم المروعة التي يهدد بها في البيان الشيوعي, تعتبر من بقايا التاريخ.
فلترتعد الطبقات السائدة خوفا من ثورة شيوعية. فليس للبروليتاريين ما يفقدونه فيها سوى أغلالهم وأمامهم عالما يكسبونه. أيّها البروليتاريون، في جميع البلدان، اتحدوا....م-5
ساعات رورلكس المزيفة هي اغلال للطبقة العاملة الآن, وليس ما يفقدونه سوى المايكرويف و العطل و صحون الستالايت, ويشترون المنازل و يتشاركون في خدماتها, ويحققون مكاسب مادية من البنوك, وبأختصار: نحن الآن برجوازيون, وحتى حزب العمال اصبح حزباً تاتشرياً.
عندما بدأت بكتابة هذا الكتاب, نظر اصدقائي لي بعين الشفقة.
وبغض النظر عن هذا, فقد أنجزت عملي, وكلما تعمقُت في دراسة ماركس, كلما بدأ لي مذهلاً اكثر.
اليوم , النقاد والسياسيون, الذين يعتبرون انفسهم مفكرين معاصرين, والذين يكررون مفردة العولمة في كل مناسبة, لا يعلمون أن ماركس تحدث عنها في العام 1848 , أن تمدد العولمة و هيمنة ماكدونالدز, McDonalds و MTV ...سوف لن تكون مفاجأة لماركس.
انتقال سيطرة المال من الأطلسي الى المحيط الهادئ, وقرية السيلكون, قد تنبأ بها ماركس قبل قرن و قبل أن يولد بيل كيتس , Bill Gates.

شئ واحد لم نكن نتوقعه لا ماركس و لا أنا, حصل في نهاية التسعينات, هي الاشادة بعبقرية ماركس من قبل الاشرار البرجوازيين.
أول أشاره ظهرت منهم هي ما كتبته صحيفة نيو يوركر , New Yorker في تشرين الاول من عام 1997 : بأن ماركس هو المفكر الكبير القادم: الرجل الذي علمنّا معنى الفساد السياسي , الاحتكار, الاغتراب, اللاعدالة, و السوق العالمي.
كلما طال بي الوقت في وول ستريت, إزداد قناعة أن ماركس على حق.....أنا مقتنع بشكل مطلق ان رؤية ماركس للرأسمالية صحيحة, هكذا يصرح أحد المستثمرين في وول ستريت.....م – 6 .

كان ماركس فيلسوفاً, مؤرخا, أقتصادياً, لغوياً, ناقد أدبياً, وثورياً .
لم تكن لماركس , مهنة, مثلنا, كان شغيل مذهل, آستثنائي, بحيث بلغ مجموع أعماله 50 مجلداً.
و سواء كان غول أسطوري او قديس: فأنه إنسان.
مكارثية الخمسينات, حرب فيتنام وكوريا , أزمة الصواريخ الكوبية, أجتياح تشيكوسلوفاكيا و المجر, مجزرة ساحة بكين, كل هذه الدماء الملطخة, هناك من يبررها, سواء بالماركسية او اعداء الماركسية.


المصادر
1. Francis Wheen : Karl Marx 1999

2. http://www.marxists.org/archive/marx/works/1883/death/burial.htm

3. http://www.marxists.org/archive/marx/works/1880/05/parti-ouvrier.htm#n5

4. https://www.marxists.org/archive/marx/works/1837-pre/verse/verse21.htm

5. http://www.marxists.org/archive/marx/works/1848/communist-manifesto/ch04.htm

6. http://www.newyorker.com/magazine/1997/10/20/the-return-of-karl-marx



#عبد_الحسين_سلمان (هاشتاغ)       Abdul_Hussein_Salman_Ati#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيفية حساب فائض القيمة؟
- المفهوم الماركسي للأتمتة – الجزء الأخير.
- المفهوم الماركسي للأتمتة -3
- المفهوم الماركسي للأتمتة -2
- المفهوم الماركسي للأتمتة-1
- إحياء ماركس
- المفهوم الماركسي للبضاعة (سلعة)
- المفهوم الماركس للإستغلال.
- العمل المأجور
- ماركس معاصرنا
- العمل الضروري, وقت العمل الضروري
- المفهوم الماركسي لنمط الإنتاج
- هل هناك ماركسية أخرى ؟
- نشأة اليسار ... في الحركة الشيوعية المحلية والعالمية والمراج ...
- ماركس و الإيديولوجية
- كارل بوبر – الجزء الثالث - عقم المذهب التاريخي
- ملاحظات بسيطة عن الديالكتيك
- كارل بوبر الجزء الثاني....... رحلة العلم
- مأساة الديالكتيك
- كارل بوبر , الجزء الأول...البديات الشاقة


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد الحسين سلمان - عودة ماركس