أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد الحسين سلمان - المفهوم الماركسي لنمط الإنتاج















المزيد.....

المفهوم الماركسي لنمط الإنتاج


عبد الحسين سلمان
باحث

(Abdul Hussein Salman Ati)


الحوار المتمدن-العدد: 4589 - 2014 / 9 / 30 - 16:46
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


المفهوم الماركسي لنمط الإنتاج

You take my life
when you do take the means whereby I live…….Shakespeare



A. نمط الإنتاج:

يعتبر نمط الإنتاج مفهوماً مركزياً في التصور المادي للتاريخ , و كذلك في رؤية , weltanschauung, ماركس للعالم.
في اللغة العربية: نمط الإنتاج.
في الأنكليزية: Mode of Production .
وفي لغة ماركس , Weise der Produktion .

1. نمط الإنتاج دائماً محدد , محسوس, عياني, concrete, فيقال, مثلاً :
نمط الإنتاج الرأسمالي
نمط الإنتاج الاسيوي
نمط الإنتاج الاشتراكي
نمط الإنتاج الشيوعي
نمط إنتاج الدولة.

2. ورد مفهوم نمط الإنتاج لأول مرة, في الإيديولوجية الألمانية, 1845 و من ثم توسع ماركس في مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي, 1859 , وأهتم بمفهوم نمط الإنتاج , كل من: ستالين و لوفيفر و التوسير وسمير أمين.

3. في الإيديولوجية الألمانية , 1845, يشير ماركس الى نمط الإنتاج : بأعتباره , نمطاً محدداً لنشاط البشر, وشكلاً محدداً , للتعبير عن حياتهم, فهم نمط محدد للعيش....م-1.


4. و في المقدمة الشهيرة لكتاب مساهمة في نقد الاقتصاد الساسي 1859 , حدد ماركس بوضوح معنى نمط الإنتاج:

ويمكن أن ألخص على النحول التالي النتيجة العامة التي وصلت إليها والتي أفادتني كخيط موصل في دراساتي:
في إنتاج الناس الاجتماعي لحياتهم يدخلون في علاقات محددة، definite relations,( bestimmte), ضرورية , ( notwendige ) , ومستقلة عن إرادتهم.
وهي علاقات إنتاج , relations of production (Produktionsverhä-;-ltnisse), تطابق درجة معينة من تطور قواهم الإنتاجية المادية , forces of production (Produktivkrä-;-fte) .
ويشكل مجموع , totality (Gesamtheit ), علاقات الإنتاج هذه البنيان الاقتصادي للمجتمع، أي يشكل الأساس الحقيقي الذي يقوم فوقه صرح علوي قانوني وسياسي وتتمشى معه أشكال اجتماعية. فنمط إنتاج , mode of production(Produktionsweise ),الحياة المادية هو شرط العملية الاجتماعية والسياسية والعقلية للحياة بوجه عام....م-2

5. أذن:
نمط الإنتاج = قوى الإنتاج + علاقات الإنتاج.

6. وقد لخص ستالين في كتابه , المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية, أيلول 1938, علاقة نمط الإنتاج و قوى الإنتاج و علاقات الإنتاج , بشكل مبسط , وواضح :
ما هي القوة الرئيسة في جملة ظروف حياة المجتمع المادية التي تقرر ملامح المجتمع وطابع النظام الاجتماعي، وتطور المجتمع من نظام إلى نظام آخر ؟
تعتبر المادية التاريخية ان هذه القوة هي اسلوب الحصول على وسائل الحياة الضرورية للوجود الانساني، نمط انتاج القيم المادية، mode of production of material values , الطعام، الكساء ، الحذاء، المأوى، الوقود، ادوات الانتاج الخ.. القيم اللامفر منها لحياة وتطور المجتمع.
لكي يعيش الناس عليهم ان يحصلوا على الطعام والكساء والحذاء والماوى والوقود الخ.. ولغرض الحصول على هذه القيم المادية، على الناس ان ينتجوها، ولكي ينتجوها على الناس ان يحوزوا على ادوات الانتاج, instruments of production و التي تنتج الطعام والكساء والحذاء والمأوى والوقود الخ..، يجب ان يكونوا قادرين على انتاج هذه الادوات وعلى استعمالها.

ان ادوات الانتاج التي يجري بها انتاج القيم المادية والناس الذين يشغلون ادوات الانتاج وينفذون انتاج القيم المادية بفضل درجة من التجربة الاجتماعية والمهارة العملية، كل هذه العناصر مجتمعة تشكل قوى الانتاج في المجتمع, productive forces.
الا ان قوى الانتاج ليست سوى وجه واحد للانتاج، سوى وجه واحد من نمط الانتاج، mode of production, وجه يعبر عن الانسان بمواد قوى الطبيعة التي يستفيد منها في انتاج القيم المادية. وجه اخر للانتاج، وجه اخر لنمط الانتاج، هو علاقة الناس ببعضهم البعض في عملية الانتاج، علاقات الانتاج بين الناس, relations of production...........
نتيجة لذلك فان الانتاج، نمط الانتاج، mode of production, يضم قوى الانتاج الاجتماعية , productive forces , وعلاقات الانتاج , relations of production , بين الناس كلاهما معا، وهو بذلك تجسيد وحدتهم في عملية انتاج القيم المادية......م-3

B. نمط الإنتاج الرأسمالي:

7. العمل المأجور , Wage labour :
هو الخاصية المهمة و الأولى لنمط الإنتاج الراسمالي, سواء كان تجارياً, المركنتيلية , Mercantilism , او اقتصاد السوق الحر ( الليبرالية الكلاسيكية), او اقتصاد السوق الاجتماعي Soziale Marktwirtschaft , او رأسمالية الدولة, او الرأسمالية الآن المتوحشة , والتي يطلق عليها إستاذنا البروفيسور حسين علوان حسين , رأسمالية النار , FIRE CAPITALISM.

8. لذلك يعبر ماركس عن هذه المأساة , بخطاب بليغ:

فالأجرة ليست إذن حصة العامل في البضاعة التي أنتجها. إن الأجرة هي قسم من بضاعة موجودة سلفا يشتري به الرأسمالي كمية معينة من قوة عمل منتجة.

فقوة العمل إذن بضاعة يبيعها مالكه، الأجير، من الرأسمالي. لماذا يبيعها؟ ليعيش.

و لكن ظاهرة قوة العمل، أي العمل، إنما هي النشاط الحيوي للعامل، إنما هي ظاهرة حياته بالذات. و هذا النشاط الحيوي هو ما يبيعه لشخص آخر، لكي يؤمّن لنفسه وسائل العيش الضرورية. و هكذا فإن نشاطه الحيوي ليس، بالنسبة له، سوى وسيلة تمكنه من العيش. فهو يعمل ليعيش. و العمل، بنظره، ليس جزءا من حياته، إنما هو بالأحرى تضحية بحياته. إنه بضاعة باعها لشخص آخر. و لذا فإن نتاج نشاطه ليس كذلك هدف نشاطه. فما ينتجه لنفسه، ليس الحرير الذي ينسج، و ليس الذهب الذي يستخرج من المنجم، و ليس القصر الذي يبني. إن ما ينتجه لنفسه، إنما هو الأجرة، و يتحول الحرير و الذهب و القصر بالنسبة له إلى كمية معينة من وسائل العيش، و ربما إلى قميص من القطن، أو إلى بعض النقود النحاسية، أو إلى منزل في قبو تحت الأرض. و العامل الذي يحيك طوال 12 ساعة، أو يغزل، أو يثقب، أو يخرط، أو يبني، أو يحفر، أو يحطم الحجر، أو ينقل الأثقال، الخ.، أتراه يعتبر هذه الساعات الـ12 من الحياكة أو الغزل أو الثقب أو الخرط أو البناء أو الحفر أو تحطيم الحجر، ظاهرة من ظاهرات حياته، أتراه يعتبرها حياته؟ بالعكس، إن الحياة تبدأ بالنسبة له حيث يكف عن هذا النشاط، عند المائدة، في الحانة، في النوم على السرير. أما ساعات العمل الـ12، فإنها لا تعني إطلاقا بنظره الحياكة و الغزل و الثقب، الخ.، إنما تعني كسب ما يمكنه من الأكل، و الذهاب إلى الحانة، و النوم. و لو كانت دودة الحرير تغزل لتأمين عيشها كدودة، لكانت أجيرا كاملا. إن قوة العمل لم تكن دائما بضاعة. و العمل لم يكن دائما مأجور، أي عملا حرا. فالرقيق لا يبيع قوة عمله من مالك الأرقاء، كما أن الثور لا يبيع عمله من الفلاح. فالرقيق يُباع، بما فيه قوة عمله، من مالكه، بيعا تاما. و هو بضاعة يمكن أن تنتقل من يد مالك إلى يد مالك آخر. فهو نفسه بضاعة، و لكن قوة عمله ليست بضاعته هو. و القن لا يبيع إلا قسما من قوة عمله، و ليس هو الذي يتقاضى أجرا من مالك الأرض، إنما هو بالأحرى الذي يدفع جزية لمالك الأرض.

فالقن من لوازم الأرض و ريع لمالك الأرض. أما العامل الحر، فهو بالعكس يبيع نفسه بنفسه، و ذلك بالمفرق. فهو يتنازل عن 8، 10، 12، 15 ساعة من حياته عن طريق المناقصات، يوما بعد آخر، لأسخى العارضين، لماك المواد الأولية و أدوات العمل و وسائل العيش، أي للرأسمالي. فالعامل لا يخص مالكا و ليس من لوازم الأرض، و لكن 8، 10، 12، 15 ساعة من حياته اليومية تخص من يشتريها. و العامل يترك الرأسمالي الذي استأجره، ساعة يطيب له، و الرأسمالي يصرفه ساعة يشاء، حين لا يبتز منه أي ربح أو حين لا يجد منه الربح المأمول. و لكن العامل الذي مورده الوحيد إنما هو بيع قوة عمله لا يستطيع ترك طبقة الشارين بكليتها أي الطبقة الرأسمالية، و إلا مات جوعا. إنه لا يخص هذا الرأسمالي أو ذاك، بل يخص طبقة الرأسماليين برمته، و عليه أن يجد فيها صاحبه، أي أن يجد شاريا في هذه الطبقة الرأسمالية....م-4 .

9. و يستند النظام الرأسمالي برمته على حقيقة , أن العامل يبيع قوة عمله كسلعة.....م-1.




المصادر:

1. K. Marx Capital, Volume I
2. K. Marx, A Contribution to the Critique of Political Economy
3. Stalin : Dialectical and Historical Materialism
4. Karl Marx: Wage Labour and Capital



#عبد_الحسين_سلمان (هاشتاغ)       Abdul_Hussein_Salman_Ati#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك ماركسية أخرى ؟
- نشأة اليسار ... في الحركة الشيوعية المحلية والعالمية والمراج ...
- ماركس و الإيديولوجية
- كارل بوبر – الجزء الثالث - عقم المذهب التاريخي
- ملاحظات بسيطة عن الديالكتيك
- كارل بوبر الجزء الثاني....... رحلة العلم
- مأساة الديالكتيك
- كارل بوبر , الجزء الأول...البديات الشاقة
- الأخ الكبير حسين علوان و كارل بوبر ..Karl Popper
- احتلال الموصل ونظرية المؤامرة
- مأساة سقوط الموصل
- أسئلة حول: الحزب الشيوعي العراقي و الانتخابات العراقية الاخي ...
- ماركس والعهد القديم و الجديد
- مقدمة في نقد مفهوم الطبقة و الصراع الطبقي 2-2
- مقدمة في نقد مفهوم الطبقة و الصراع الطبقي .. 1-2
- الحزب الشيوعي العراقي و الانتخابات العراقية.
- خدعة مصطلح الديالكتيك الماركسي.
- ماركس لم يزُرْ العراق ...
- الحزب الشيوعي العراقي أمْ الحزب الاشتراكي الديمقراطي العراقي ...
- جاسم الحلوائي و دكتاتورية البروليتارية


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد الحسين سلمان - المفهوم الماركسي لنمط الإنتاج