أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - العراق لا يحتمل ما طبق في ايران














المزيد.....

العراق لا يحتمل ما طبق في ايران


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 21 - 15:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل الطرق تؤدي الى روما، هكذا قال لي في نهاية الامر، من ناقشته في امر العراق و ما يصل اليه في هذه الظروف و ما مر به الى ان وصل لحاله الان، هل للعراق ان يكون في افضل حالاته ام هناك عراقيل اقوى و اكبر من امكانياته و لا يمتلك متطلبات ازاحتها في الوقت الحاضر، اي المعادلة السياسية الانية رياضية بحتة لا يحتمل التحليل و التفسير و الفروع التي يمكن ان تخرج بغير النتيجة الواحدة فقط .
ايران متنفذة و مسيطرة بشكل و اخر على ادارة البلد باستغلالها الوضع الاجتماعي السياسي و بلعبتها الهادئة المرنة احيانا و الضغوطات القوية في احيان اخرى . و على الرغم من انها تحاول التوفيق بين موالاة اللاعبين الداخليين لمرجعياتهم دون الخروج من طاعتها، و بين ما تريد ان تفرض ما هي عليهم في محاولاتها الاستراتيجية لحكم العراق، اي؛ تريد السيطرة بالقوة و الترهيب و الترغيب على المكونات المختلفة التي لا تخضع رغما عنها كرها لشكل الحكم و طبيعته و ما يفرضه . اي؛ التوجه و الادعاء بقوانين مدنية شيئا ما مع قوانين عقيدية دينية مذهبية قحة تفضلها على الاخر و تخدم بها المتشددين و الموالين لولي الفقيه يمكنها مسايرة الامر و اقناع النسبة الكبيرة من الشعب . انها لحد اليوم هي ايران التي تفرض كل شيء و ما تريده على المكونات المختلفة العرقية و المذهبيةفي بلدها، باسس يمكن ان نعتبرها حيل اما شرعية او مخادعة مستغلة للظروف العامة للبلاد و الخاصة للمكونات البعيدة عن القومية السائدة لخلط الاوراق فيما بينهم بسلاسة فائقة الدهاء، و هي تربط و تحيل امور ضاغطة الى المستقبل و تفرضها في وقتها المناسب ان لم تقنع بها الاكثرية في حينه، و تستغل الاحتياجات و العوز الشخصية و العائلية الضيقة لتنفيذ ما تفضله في الوقت المناسب .
تريد ايران ان تعيد تجربتها بشكل و ان كان نسبيا في العراق اما بنفسها او بواسطة الاحزاب و المكونات و التشكيلات التابعة لها . انهاالان في مرحلة تريد ان تستغل الظروف الانية من مجيء داعش و الفوضى العارمة التي حصلت لتعيد بناء الحشد الشعبي على غرار الحرس الثوري ليكون الااليدي و قوة الضاربة المعتمدة و الموالية للسلطة و فوق الجيش و الشرطة و ما يخص الحكومة من تشكيلات خاصة بها . فانها نجحت بشكل كبير قمع ما صدر من الانتقادات و الاحتجاجات العلنية و السريةفي بلادها بهذه التشكيلات العقيدية الايديولوجية الخاصة هؤلاء طوال الخمس و الثلاثين سنة الماضية ( كان عمر الدكتاتورية العراقية خمس و ثلاثين سنة) .
فهل يمكن للعراق بالتاريخ و المجتمع و التراث و الثقافة و الوعي و المكونات و نسبتها المجتمعي ان يعيد تجربة ايران نصا وروحااو تفرض ايران عليه اعادتها، او هل يمكن لايران ان تفرض ما فعلت طوال سنين حكمها في العراق بنفسها او بتعليماتها او املائاتها على من يمكن ان يمون عليهم او لا حول لهم و لا قوة الا منفذين لما ياتيهم منها .
فلنكن واقعيين و محليين لما موجود على الارض العراق بعيون متفتحة و مقيٌمين بشكل حيادي و بخلفية صافية خالية من اي ميلان لهذا او ذاك؛ ان العراق ليس بمكان ان تطبق ايران عليه ما نفذته في بلدها بالسهولة، ان للكورد موقفا و رايا و موقعا لا يمكن ان يعودوا الى المربع الاول و لا يسمح الواقع الاقليمي و الدولي بذلك ايضا، هذه من جهة، و كما هناك سنة العرب و ميولهم المذهبية و القومية الى المساحة الخلفية من ظهرهم و لا يمكن قطع صلاتهم و هم في تواصل فكري عقيدي تاريخي و جغرافي على العكس من ايران بشكل مطلق من جهة اخرى . السلطة التي تحتسب على الشيعة ليسوا جميعهم دينيين و مذهبيين و موالين للشرق البلاد، بل النسبة الكبيرة منهم و في قرارة انفسهم وان لم يجهروا بها علنا لظروف و مصالح خاصة، هم علمانيون، طرح حتى بعض منهم الدين و المذهب و القوميةخلف ظهره و دخل عالم الانسانية و ما يهمها من بابه الواسع، و هو دنيوي لا يمكن السيطرة عليه بشعارات و وعاظات مختلف المنشا و الدافع، اضافة الى ما يؤمنون به من الاهداف العامة التي لا تمت بصلة بالسلطة الدينية المذهبية .
و به نصل الى ان فرصة تنفيذ و اعادة تجربة ايران السياسية في العراق قليلة جدا، و يمكن القول لا مجال في تمكن ايران ان تزيح تلك العراقيل الفكرية التاريخية و الاجتماعية الثقافية امامها ان نوت ذلك مستقبلا ، و عودة هيمنة الغرب الى المنطقة بالشكل المنظور استنادا الى مبادرات اليوم سيبعد هذه الاحتمالية من التطبيق اكثر فاكثر . فاقول للاخ العزيز، هذه المرة لا تؤدي جميع الطرق الى روما بالمطلق، فان الطرق العراقية ربما تؤدي الى سمرقند .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القانون ليس لحماية المراة فقط
- الكورد لن يطلبوا حرق كتب سعدي يوسف ابدا
- عراقيل امام علاقات تركيا و العراق
- الشراكة العادلة ام دولة كوردستان برسم المجهول
- لماذا تدان كوردستان وحدها على ابسط خطا ؟
- كيف نحارب الدجل و الخرافة ؟
- سيرأس اوجلان دولة كوردستان
- شطحات اردوغان مستمرة
- قادة الكورد لا يقراون
- المشكلة في الدين ام في الواعظين ؟
- يُظلم الاصيل و يحكم الدخيل
- اساس المشكلة الاسلام السياسي ام الديموقراطية ؟
- ما الغموض في التعامل مع كوباني
- مراكز البحوث و قطر
- تعامل ايران مع اللاعبين المحليين في دول المنطقة
- ستزول سايكس- بيكو
- مابين الشعارات و الواقعية في العمل
- المثقفون في كوردستان و الهروب من الواجب
- شرف المهنة لدى الموظف العراقي
- اقول لبارزاني، من اين لك هذا ؟


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - العراق لا يحتمل ما طبق في ايران