|
كيف نحارب الدجل و الخرافة ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4638 - 2014 / 11 / 19 - 08:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
النفاق اصبح مهنة اكثرية السياسيين العراقيين، و فرض عليهم كتحصيل حاصل لما حل بالشعب العراقي و كافراز للظروف الموضوعية و السمات و الخصائص التي فرضت نفسها على العراق منذ سقوط الدكتاتورية، مما فرض واقعا، و اُستغلت التغييرات الفوضوية من قبل الانتهازيين، و اول الامر هواستغلال القادة السذج و منهم الجهلاء نتيجة التعامل و التساوم حول امور عامة من اجل لمصالحهم الخاصة . لذلك ترى و تسمع ان فلانا الان في موقع و مستوى اجتماعي لم يتوقعه هو بنفسه، كيف؟ انه تفهم الوضع و درس الواقع و قيم قادة الصدفة و عديمي الخبرة الطارئين، بمجموعة من المديح و التملق بانواعه اللفظية و العملية و منها بائسة مخزية لا يتحملها الا من غسل يده و نفسه و عقله من اية قيمة اجتماعية سياسية فكرية، من يعمل بهذا الشكل و هو يصب كل جهوده على الوصول الى موقع ما سريعا . هناك قصص كثيرة من هذا القبيل الا ان اطرفها و ما استعجبت منها هو ما فصح عنها صديقي في منطقة نائية من وسط العراق، موثوق به و له مكانة خاصة عندي و صدقته، قال؛ انه يعرف يمكن ان نسميه مسؤلا وروى لي قصته التي وصلته الى ما هو عليه الان . قال؛ انه كان عبثيا لم يمت بصلة بالسياسة باي شكل كان قبل السقوط، و لكنه لبق و عرف كيف يخلص نفسه من مخالب صدام و مؤسساته الاستخبارية و من الحرب العراقية الايرانية بحيله، هاديء الطبع غير عابيء بما يملك، و لكنه يصرف ما يحصل عليه من اجل الصعود سلٌما بعد اخر . انه كما لم يتوقع احد و بعد السقوط اصبح من رواد المساجد و الصلاة والصوم نظريا و نقش على جبينه وشما بعد اشهر فقط ، و لم يدع مسؤلا و حزبا لم يزره و يدعوه على سفرة متخمة، و هو منظَم لجميع الاحزاب و لم ينتم اليهم ايضا في نفس الوقت، اي؛ مع الجميع عند الانفراد بهم و في زياراتهم و غير منتمي اليهم عند لقاءه بالناس . كانت له عائلة و اولاد، وصل به الحال الى ان بقي وحيدا الان بعيدا عن اقرب الناس اليه رغم اتصالاته و ايجاد مكانة اجتماعية معتبرة له بين الناس نتيجة تدبير امورهم و حل مشاكلهم بطرقه المختلفة، فمن كثرة تحركاته و مشاغله اضر بوضعه الخاص، حيث لم يجده العالم الا و هو بيته عامر بالضيوف و الزوار من اصحاب المراتب الحزبية و بجيمع انواعها . اليوم بعد توليه مناصب مختلفة، تضرر من التغيير الذي حصل قليلا اخيرا، الا ان ضرره الاكبر كان من زواج زوجته السابقة من اقرب رفاقه الذي اهتم به، و الله اعلم بكيفية و ما وراء هذا الزواج غير البريء .ان المتبع لما سار عليه هذا العبثي الذي لا يعلم الكثيرون بامره، انه يفضل التعامل مع القادة وفق هواهم، اي يتكلم و يمثل بما يرضي زائرية و مضيفيه، انه خسر حياته الخاصة بحيله و تعدد مواهبه النفاقية، و المحزن في الامر انه يمثل التقي البريء المؤمن في ظاهره و يخدع بافعاله اقرب المقربين، كما يقول من روى لي قصته بالكامل و العهدة على الراوي . انه لامر عادي ان يكون مثل هذه النماذج في العراق بهذا الوضع و التغييرات المفاجئة من كافة النواحي السياسية الاقتصادية الاجتماعية، ترى من كان يعيش في فقر مدقع اليوم هو في بذخ و ابهة بفضل ملايين الحزب و المناصب و استغلال المواقع، و الثغرات التي اوجدها الوضع ما بعد التغيير و استشرى الفساد بانواعه فيه، و هذا اخطرهم . نعم اخطرهم هو التاثير على من يقترب منهم بالدجل الديني و المذهبي و بالنفاق من اجل الحصول الى ما يبتغون مهما كانت السلبيات على مجتمع و الدوائر المحيطة بهم . لقد انتشرت الخرافات الى قمتها، و اصبح الدجل مهنة معتبرة و باشكال مختلفة و يمارسها الكثيرون في اكثر المناطق، و لها ارضية خصبة و ما يعيش فيه المجتمع من الوعي المعلوم و المستوى الثقافي المتدني يدفع لسيطرة مثل هذه الاشكال من المنافقين و الدجالين و المتملقين السياسيين الذين يستغلون الظروف المؤآتية لمصالحهم الخاصة على حساب العام مضرين بالعلم و المعرفة و معرقلين سير الجيل الجديد في الطرق السليمة و ما يتطلبه العصر . ان الاسباب و العوامل عديدة و لكن يمكن حصرها في: الوضع السياسي و سذاجة القادة المغفلين و ايمانهم بالدجل و الخرافات باسم الدين و الطقوس، الوضع الثقافي المعلوم و الوعي القليل، التحزب و انتشار ظاهرة استغلال الدجل سياسيا لمصالح حزبية و شخصية، الفساد بكل انواعه، الفوضى و عدم الاستقرار و التدخلات الخارجية . بما ان العملية و ما فيها من الاركان و الزوايا العديدة و المعادلات السياسية المؤثرة على الوضع الاجتماعي والمرتبطة مع بعضها، و انتشار الجهل و التخلف و الامية بشكل كبير، هذا يسهٌل الامر على المنافقين و الدجالين عملهم . يجب معالجة الامر بعمل جمعي و بحملة وطنية و خطوات علمية التي من الواجب اشتراك الكل فيها و في مقدمتهم النخبة، من اجل؛ التعبئة الاجتماعية و نشر الوعي و بيان الفسادو موطنه، و ان فشل الجهات في التعامل مع الواقع العراقي،ابرز العديد و بحملة مبرمجة معتمدة على اسس علمية يمكن فضح امثال هذا الاخ الموجود و العديدين منهم امام الملا، و تعرضهم للعدالة والاهم اقرارهم قوانين حاسمة خاصة بامور الدجل و الخرافات من قبل البرلمان، و وضع حد لما يُفتعل باسم الدين و الطقوس وما ينجحون به من التاثير على الشعب، و يجب توجههم نحو الاولوية الصحيحة للحصول على الجاه و المكانة الاجتماعية . متى ما عاد العالم لمكانته الاجتماعية و احترمته السلطة بشكله اللائق سنتمكن من محاربة الدجل و الخرافات و نستاصلها من جذورها بوسائل علمية مؤثرة في الوقت المناسب .
#عماد_علي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سيرأس اوجلان دولة كوردستان
-
شطحات اردوغان مستمرة
-
قادة الكورد لا يقراون
-
المشكلة في الدين ام في الواعظين ؟
-
يُظلم الاصيل و يحكم الدخيل
-
اساس المشكلة الاسلام السياسي ام الديموقراطية ؟
-
ما الغموض في التعامل مع كوباني
-
مراكز البحوث و قطر
-
تعامل ايران مع اللاعبين المحليين في دول المنطقة
-
ستزول سايكس- بيكو
-
مابين الشعارات و الواقعية في العمل
-
المثقفون في كوردستان و الهروب من الواجب
-
شرف المهنة لدى الموظف العراقي
-
اقول لبارزاني، من اين لك هذا ؟
-
رحم الله من عرف قدر نفسه
-
الشباب بين الامس القريب و اليوم
-
الكورد يفتقد حتى الى القوة الناعمة للدفاع عن نفسه
-
المراة بين السلاح و الكتاب
-
سردشت عثمان حي مع بنات كوباني يحارب داعش
-
هل لدى الكورد اوراق يستعملها امام بغداد ?
المزيد.....
-
السعودية.. فيديو مرعب لجدار غباري في القصيم وخبير يوضح سبب ا
...
-
محكمة استئناف أمريكية تلغي حكما قضائيا حول إعادة موظفي -صوت
...
-
رئيس كوبا يعتبر فرصة زيارة الساحة الحمراء في التاسع من مايو
...
-
الشرطة البريطانية تعتقل 5 أشخاص بينهم 4 إيرانيين للاشتباه بت
...
-
إعلام حوثي: القصف الأمريكي يعاود استهداف مديرية مجزر في محاف
...
-
يديعوت أحرونوت: تقرير واشنطن بوست بشأن تنسيق نتنياهو مع والت
...
-
الاحتلال ينسف المباني السكنية في رفح ويكثف قصف خان يونس
-
زلزال بقوة 5.4 درجة يضرب تكساس الأمريكية
-
ترامب يجب أن يتراجع عن الرسوم الجمركية
-
تلاسن واتهامات بين إسرائيل وقطر، والجيش يستدعي جنود الاحتياط
...
المزيد.....
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
المزيد.....
|