أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عماد علي - المراة بين السلاح و الكتاب














المزيد.....

المراة بين السلاح و الكتاب


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4627 - 2014 / 11 / 8 - 01:14
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


من المسلٌم عندنا ان الكتاب بحفزك على القراة عندما يكون بجانبك و انت بمحض ارادتك تتصفحه بفضول او من اجل معرفة ما فيه للاطلاع عليه على الاقل، بينما السلاح يدفعك الى الشعور بان هناك من يفرض عليك الدفاع عن نفسك و تتخذ موقفا بدلا من الصفاء و الرواق و الهدوء ان تدخل عالم الحرب و الدم، و يوحي اليك بانك ستستعمله عاجلا كان ام آجلا ، هذا بالنسبة للرجل الخشن بطبيعته و العنود بصفاته اكثر من المراة، فماذا بمراة تحتار بين الكتاب و السلاح و ما فرضته عليها الظروف العامة لما حولها او الخاصة بها او بعائلتها او باحسن الاحوال ما تتعايشه من ظروف وطنها و ما تفرضه عليها مبادئها، كما نلمسه هذه الايام من ما يمرن به مقاتلات كوباني البطلات اللاتي رفعن راس المراة في العالم و انهن قيٌمن المرحلة و تعاملن معها و تاكدن بانها تتطلب السلاح قبل الكتاب . ان ما سمعته من احداهن بانها عندما القت نظرتها على كتاب في احد معاقلها فلم في نفسها الجرئة ان تبتعد عنها و هي بطبعها تهوي الكتاب،الا انها اخذتها في الوقت كانت في وسط معمعة الحرب واكملتها في الجبهة و اخلطت بما اكتسبت من المعلومات من الكتاب مع الواقع و احست بضرورة العلم و القوة في الوقت الحرج الذي مرت بها فانها لم تترك الكتاب في الوقت الذي كان السلاح افضل و اجلت القراءة الى الوقت المناسب .
نحن في وقت السلم و نشتهي كتبا نلتهمها و في الحرب كتبا اخرى ربما تلائم الظروف التي نكون فيها فنبحث عن فرصة لناخذ ما يفيدنا في عمقه و مضمونها للوقت ذاته او لمستقبلنا .
لابد ان نذكر هنا ان الشعوب المتحضرة المتعلمة هي من تهتم بالكتاب اكثر منا، و لكن قدسية المباديء التي يؤمن بها شباب كوباني و شاباتها و هم لم يخلقوا ان يكونوا محاربين و محاربات بل جلهم من خريجي الجامعات التي لم يعتقدن يوما بانهن سيحملن السلاح، و ما فرضته عليهن مبادئهن و اعتقاداتهن و ايمانهن بقضيتهن من العمل وفق الاولوية ولم يؤجلن ما لديهن الا ما لا يمكنهن من تحقيقه اليوم، و يعتقدن ان غدا افضل و ائمن من اجل الاطلاع و التزود بالعلم و المعرفة بعد تحررهن و الحفاظ على كرامتهن و حياة المواطنين التي يفضلن التضحية من اجلها، و تعتبرالخلط بين مهام السلاح و الكتاب هي عملية التفاعل بين ماموجود في الواقع مع التعلم او التعليم على ارض الواقع .
هل محض صدفة ان يكون عيد ميلاد احداهن و هي في المتاريس الامامية و تحارب داعش، و تقدم اليها رفيقة دربها وردة و سلاحا و كتابا لتلك المناسبة الخاصة العامة في نفس الوقت، هل يمكن ان يُنطر الى الحال تلك بتناقض ام انها الواقعية بذاتها و لا يمكن ان تزيح السلبيات و الوسيلة السيئة الغاية الطيبة او الحسنة فيهن، انها فتاة رقيقة صاحبة عاطفة و تحمل في ذاتها اجمل الاحاسيس و في النفس ذاته تجبر نفسها ان تقتل من تريد النيل منها و من شعبها و قوميتها بالذات، و تريد فرصة ان تكسب الوقت لتتزود بما يفيد الحياة و الرفاه والسعادة، و انها تفكر في سعادة و حياة الاخرين لو جاءت اجلها و لم تتمكن من حفظ الزهرة و السلاح و الكتاب لتحين فرصة استعمالهم جميعا فانها ضحت من اجل ما تعبره من اولوية مهامها .
صعوبة الموقف تظهر من تلهف المقاتلة المثقفة المبدئية الى كل منهم اي السلاح و الكتاب و الزهرة بناءا على ضرورته اكثر من الاخر، و ربما تفضل احدهم عن الاخر او تقدمه عليه، و لكن الواقع يفرض السلاح قبل الزهرة و الكتاب . انهن ملاك لا يمكن وصفهن الا في خضم التناقضات التي يعيشنها بانهن يستحقن الانحناء لهن و تقديرهن بشكل و بمستوى يمكن ان يكافئن و يقدرن به و بما يستحقنه .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سردشت عثمان حي مع بنات كوباني يحارب داعش
- هل لدى الكورد اوراق يستعملها امام بغداد ?
- في ضوء المستجدات ماذا يشهد مستقبل الكورد ؟
- من هو اليساري العراقي الشوفيني ؟
- همٌ المواطن الكوردستاني و افعال قادته
- حكم امريكا الجمهوري و ايران مابعد الخامنئي
- هل نيجيرفان يتاجر بنفط داعش بينما هو ينتهك اعراض الكورد ؟
- ارجوا ان لا يتحقق ما تنبات به من قبل
- لازالت النخبة مقصٌرة في قضية كوباني
- اضافة الى ما قاله حميد كشكولي
- مساومات امريكا و ايران مع البعض
- العائلة العراقية و مستقبل الطفل السياسي
- تركيا المكروهة في ناتو و المُكْرَهة في التحالف الدولي
- مطالبة العبادي بمحاكمة المالكي تُجسد مصداقيته
- كوردستان بين التحديات و القصور الذاتي
- هل لتخفيف الضغوطات عن تركيا و البارزاني ؟
- لم يتخل الكورد عن حق تاسيس دولته
- يحتاج العراق الى اعادة التاهيل السياسي
- في ظل المستجدات، سوريا الى اين ؟
- اليس من المعقول ان تُمنح مصروفات المواكب الحسينية للنازحين ؟


المزيد.....




- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...
- تجدد حملة القمع ضد النساء في إيران من قبل شرطة الأخلاق بسبب ...
- سوريا.. انتهاكات وقتل جماعي في مراكز احتجاز
- جانيت.. طفلة سودانية رضيعة تعرضت للاغتصاب والقتل في مصر
- بعد وفاة امرأة بالسرطان.. شاهد مفاجأة صادمة لعائلتها عند الق ...
- دخل شهري.. رابط التسجيل في دعم الريف للنساء 1446 والشروط الم ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عماد علي - المراة بين السلاح و الكتاب