أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - في ظل المستجدات، سوريا الى اين ؟














المزيد.....

في ظل المستجدات، سوريا الى اين ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4618 - 2014 / 10 / 29 - 15:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو ان النظام السوري رغم التهدئة و التريث المفروض عليه دون ارادته مما ابعده من السقوط الفوري، والذي يعيش في قلق دائم منذ الثورة السورية، و ما موجود فيه الان هو نتيجة طبيعية لمقتضيات ظروف موضوعية فرضت بقاء الاسد رغم الانهيار الكامل في منظومة حكمه، مستندا على ايران و روسيا قوة و مالا و ما استقر فيه بعد الصراع الدولي و الاقليمي بين المحاور .
توزعت الاراضي السورية وفق مكوناتها الشعبية، و تناور اسد كثيرا لحد ما وصل الى ما هو عليه، و لم تنضج بعد عملية احلال البديل المناسب موافق عليه المحاور كلها، و لا يمكن ان يبقى النظام واقفا على ارجله الا اذا تغيرت الانظمة المعادية له كافة في المنطقة و هذا غير منطقي .
داخليا، يتهادن الاسد مع الكورد للمنفعة المتبادلة و كل طرف يهدف الى تحييد الاخر في التعامل مع الاخرين او وضع حد للنظام في محاربته لهم من قبل ااكورد وعدم التنسيق معاطراف المعارضة او التنظيمات الاسلامية المتشددة، فكلاهما الاسد و الكورد ينفذان سياسة براغماتية استفاد منها الطرفان تكتيكيا، رغم الشكوك لكل منهما في نوايا البعض، و المناورات او التكتيك الذي يتبعاها في التعامل مع البعض و مع الاخرين على الساحة السورية، لم يدع ان يدخلا في التحالف الاستراتيجي بين الطرفين و انما وصلا لحد يستفيدا من البعض ضمنيا جراء التعقيدات الكبيرة في الداخل السوري و تدخلات دول المنطقة و اهدافهم فيها .
تركيا تريد اسقاط الاسد باي سعر كان لحدوث فوضى عارمة تمكنها ان تتدخل فيها بكل الاشكال، عندئذ يمكنها ان تجد لها ارضية لتوسيع نفوذها و فرض سطوتها و سلطتها على سوريا بعد التغييرلتحقيق اهداف قديمة جديدة تحملها و تسير عليها، فتظهر و تختفي بين الحين و الاخر على الملأ، لان كافة العوامل و الدوافع موجودة و مساعدة لتتمكن تركيا ان تسيطر و بشكل مباشر و مشابه تماما لما فرضت ايران سطوتها على العراق بعد سقوط الدكتاتورية فيه .
التحالف الدولي تراسة امريكا و هي اتعضت من الاخطاء التي اركتبتها في العراق و التي سلمت العراق على طبق من ذهب لايران ان كان ذلك مقصودا لفرض ميزان القوى ام نتيجة لما لم تحسب له امريكا من الظروف الداخلية العراقية من كافة النواحي الاجتماعية و السياسية، و الارتباط التاريخي بين البلدين العراق و ايران اكثر من الاخرين و حتى عربيا، لكون الاكثرية العراقية من المذهب ذاته، و الالتزام المذهبي اقوى من الانتماء الوطني في بلدان هذه المنطقة و منها العراق و ايران تستغل المذهب داخليا و خارجيا في سياساتها المختلفة، و هذا ما استغلته ايران سواء في العراق او في المنطقة بشكل شامل و تقدمت خطوات في دبلوماسيتها و سياستها الخارجية و فرضت شروطا لم تتراجع عنها طالما بقت على حالها و موقفها و ثقلها لحد ما هي موجودة فيه لحد الان .
تركيا تتعامل مع المعارضة العلمانية الى حد كبير و المعتدلة وبالليبرالية ما تناسبها، و تدعمها بكل قوة و تريد فرضها بعد ان دللتها في اسطنبول و تحاول ان تكون لها اليد الطولى في المستقبل السوري، و هناك التطرف الاسلامي المتمثل بداعش و من لف لفه، على خط، يمكن ان يكون موازيا الى المعارضة السورية الاسطنبولية بالنسبة لتركيا، و هي تتعامل معه بحذر و خشية و تهادنه و لها علاقة سرية و تنسيق مكشوف معه كما نراه يوميا و من كافة الجوانب .
لم تتاكد امريكا من ما تؤول اليه حال سوريا بعد اسقاط نظامه، لذلك لا تريد ان تدخل في متاهات و طريق لا نهاية واضحة لها، فهي تقف ضد داعش من جهة و لم تتخذ حليفا استراتيجيا متوافقا مع اهدافها النهائية في سوريا المستقبل لحد الان من جهة اخرى، و لذلك فهي تتريث في تحديد المسار و في تقصير الوقت للوصول الى النهاية السورية، فانها تتعامل مع متطلبات ايران و روسيا من جهة، و من جانب ما يتعلق بالنظام السوري و عدم اقرار اسقاطه و تسايس اطراف التحالف الدولي من جهة اخرى، و لم تعلن عن نيتها في السقوط او البقاء على النظام بشكل صريح، اي انها تمسك الحبل من الوسط لحد اليوم و تتعامل مع الجميع بما يريدونه و ياملونه دون الوعود او العهود لتحقيق اي هدف .
اذا، وضع سوريا اعقد من العراق ماقبل السقوط و مؤتمر لندن و التخطيط لما وراء سقوط الدكتاتور العراق، و لم تجر الرياح بما اشتهت اطراف مؤتمر لندن، و كان ذلك في وقت ضمن فيه تدخل امريكا المباشر في اسقاط الدكتاتور العراقي بشكل مباشر، فكيف تكون الحال بعدم مشاركتها، بينما حتى الان و هي تامل نجاحها بالاشراف من الجو و تتعامل مع الواقع و تريد السيطرة على مقدراتها و ما تصل اليه سوريا دون ان خسارة في الارواح كما حدث في العراق، لذا اننا امام مفترق طرق كثيرة لما تنويه امريكا، و التحالف كل على حده، و ما تريده المحاور الاخرى و مصالحها من مابعد النظام السوري تدلنا الى طريق عامض مظلم النهاية .
على كل حال، كل الطرق تؤدي الى روما، اي لابد من اسقاط النظام او راس النظام لو تكلمنا بدقة، و توافق الجميع لمابعده، و فان التغيير اتي و لكن كيف يقع في النتيجة او النهاية، فهي غير مضمونة و ربما تتدخل فيها امور داخلية لسوريا من النواحي الاجتماعية و السياسية، و خارجية مرتبطة بالمحاور و المتحالفين و مصالحهم ، و عليه، نهاية النظام لحد هذه الساعة غير معلومة و انما اسقاطه وارد في نهاية الامر، و الاصعب في الامر ان البديل ليس جاهزا بالشكل المراد لحد الان ايضا .
ان تدخلت خطط استراتيجية كبرى للمنطقة في الامر فهذا كلام اخر، و سوف نراها اي تنفيذ بدايات تلك الاستراتيجيات في القريب العاجل، و ان كانت المؤشرات تدل على قرب تنفيذها ان توافق مع المصالح و الاستراتيجيات المختلفة للاطراف الكافة الملمة و لها مصلحة في المنطقة سواء غربيا كانت ام شرقية .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليس من المعقول ان تُمنح مصروفات المواكب الحسينية للنازحين ؟
- مابين تونس و العراق
- لماذا لا يبحث العبادي عن المليارات العراقية المسروقة ؟
- مَن و اين و كيف يمكن محاربة داعش ؟
- ممارسات داعش تبرر استخدام اية وسيلة ضده
- ماهي مرجعية الاعلام الكوردستاني
- العدالة ما بين الامس و اليوم
- لماذا ينتمي الاوربي بجنسيه الى داعش
- الواقع الكوردستاني بين ضغوطات بغداد و حرب داعش
- ما تهدفه تركيا من فرض الجيش الحر مرافقا مع البيشمركة الى كوب ...
- نظام الملالي في طهران و اعدام ريحانة
- حب الكتابة ام كتابة الحب
- الحوار المتمدن و جائزة ابن رشد
- آمر القوة المرسلة الى كوباني مهني و مستقل
- امريكا و الهيمنة الناعمة على المنطقة
- لم يختر داعش المكان الصحيح لدولته
- هل كوباني احبطت مخططات تركيا ؟
- لماذا شقيق بارزاني الى كوباني
- اثبت اوجلان حكمته و حنكته في هذه المرحلة
- تركيا صاغرة امام الاخرين و قاسية مع الكورد


المزيد.....




- روسيا تقدّم إعانات مالية للأمهات الصغيرات لزيادة معدلات المو ...
- رضيعة فلسطينية تموت جوعا بين ذراعي أمها في غزة المحاصرة
- تعيين سالم صالح بن بريك رئيسًا للحكومة في اليمن
- واشنطن تفرض رسوماً جديدة على قطع غيار السيارات المستوردة
- رئيسة المكسيك ترفض خطة ترامب لإرسال قوات أمريكية لمحاربة كار ...
- الزعيم الكوري يؤكد ضرورة استبدال دبابات حديثة بالمدرعات القد ...
- نائب مصري: 32% من سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر (فيديو)
- إعلام: الجيش السوداني يستهدف طائرة أجنبية بمطار نيالا محملة ...
- صحيفة -الوطن-: تعيين حسين السلامة رئيسا لجهاز الاستخبارات في ...
- من هو حسين السلامة رئيس جهاز الاستخبارات الجديد في سوريا؟


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - في ظل المستجدات، سوريا الى اين ؟