أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - شرف المهنة لدى الموظف العراقي














المزيد.....

شرف المهنة لدى الموظف العراقي


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4629 - 2014 / 11 / 10 - 18:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد التغييرات السريعة، ويمكن ان نقول الانقلاب الحاصل في مقياس القيم و يمكن ان نصف بالخصوص قيمة شرف المهنة الذي كان من اقدس القيم لمن اعترف به من العراقيين بجميع فئاتهم . ان لم نحس في وقته و لم يذكره لنا التاريخ و لا المسنين بوجود بمثل ولو جزء يسير من نسبة الفساد الموجود الان في الدوائر الحكومية و هو ينخر كيان السلطة، نرى ان الفساد او ما يسمى بالشطارة كتسمية عصرية له في الدوائر الخدمية لما بعد السقوط، بعدما كانت الدوائر في العديد من المراحل السابقة مواقع فخر و يتباهى بها الموظف او صاحب درجة ما، و من المفاخر التي كان واجبا على المراجع اي كان موقعه الاجتماعي و الوظيفي و السياسي احترامها، و كانت دوما في مقدمة الاماكن التي يعتز بها ايٌ كان المواطن عرقه او مذهبه او خلفيته الدينية والفكرية والايديولوجية . كم من الموظفين المبدعين يصح ان نقول انهم تخرجوا من الدورائر الرسمية الحكومية و التي كانت مدرسة اخلاقية تربوية لهم و تقاعدوا و اعطوا بسلوكهم و تعاملهم مع المواطنين العراقيين اثناء خدمتهم درسا لم تشهده اية دولة اخرى في المنطقة ، اضافة الى كفائاتهم التي يشهد لها الجميع .
رغم وجود الضبط و الربط و المراقبة الشديدة في العهد الدكتاتوري السابق الذي لا يمكن انكاره، الا ان الفساد بانواعه كانت موجودة و بشكل مخفي جدا، و في مقدمتها في فكر و سلوك و تعامل من كان ينتمي الى البعث و يملك درجة حزبية معينة و له الحرية في ان يتعامل و كانه يملك ما يتصرف كيفما يفعل مع الدائرة و الناس، وعليه كان تلهف البعثيين من ضعيفي النفوس الى استحصال درجة حزبية اعلى لاستغلال الاخرين، على الرغم من خوفهم من الدرجات الاعلى منهم ايضا في جمهورية الرعب . فكم من رشاو قدمت باسم هدايا و ذهبت بسرية تامة الى المتسلطين البعثيين، خوفا و ليس ايمانا بعدالة الحكم . كم من متهم بريء نُفذ عليه حكم جائرلا يستحقه، و كم استوسط اخر باسم المحاباة و المحسوبية الحزبية و الشخصية العشائرية، و دفعت من الهدايا للمراتب الحزبية و الحكومية لتخفيف حكم ظالم بحق الاخرالبريء .
المهم هنا ان نذكر، كان هناك دائما من المبدعين الشرفاء المبتكرين و المخلصين في كل زمان و مكان قبل مجيءمن استغل الوضع و احلال ما يمكن ان نسميه الفوضى لمابعد سقوط الدكتاتورية، و حتى ليومنا هذا و ان كانت نسبة المبدعين انخفضت لحد الصفر احيانا، كم من موظف مخلص في اي سلك كان و ابتكر و تقدم في مسار كيفية اداءه الخدمة التي فيها و اعتبرها مقدسة ولا يمكن خيانتها من اجل المواطن و ليس مصلحة او ترضية لحزب او شخص ما .
بعدما انزلت السلطة الجديدة بعد السقوط من القيمة الخاصة و الهيبة للدوائر و زادت الطين بلة ما كانت عليه ايام البعث، نرى انها وصلت لحد الحضيض في هذه المرحلة . فلنا ان نسال، كم موظف مقتدر خبير صاحب كفاءة اهين من قبل حزبي او من يتشدق بالدين و المذهب و انتمى الى هذه الاحزاب المذهبية و وشم جبينه لمصلحة حياتية ، كم من موظف قدير يؤتمر من قبل من لا يستحق ان يكون في المنصب الذي فرضه الحزب و المحاصصة فيه، كم من موظف شريف يعاني من سذاجة من يامره وهو يمتلك كفاءة لم يمتلك ميره ولو نسبة ضئيلة منها، و هو الاكثر اخلاصا منه . كم من موظف قدير تعرض للضغوطات لكونه لا ينتمي فكرا او عقيدة او عقلية الى الاسلام السياسي و التخرف الذي يعيشه العراق، كم من موظف خضع للامر الواقع و هو انتمى الى حزب ليكف شر من لا يستحي في استلام المناصب و يامر بطفولية و بمزاجات مراهقية و يضر بالمواطن قبل زميله، كم من موظف سافر و رحل و هاجر الى اماكن مجهولة نتيجة القهر و الحبف عليه من مضايقات المهنة و تاثير الاسلام السياسي و تدخلهم في كل حدب و صوب في الامور الادارية، و كم من موظف قدير شب على وظيفته و تقاعد ليخلص نفسه من مَن عبث و عاث بالارض فسادا و استغل الدوائر ليشبع شهواته و هو يغطي افعاله باسم الدين و الحزب و المذهب و الصراع و التملق و كان له علاقة بالفساد، فحدث ولا حرج .
اننا لو دققنا في ما وقعنا فيه و ما نراه من الدوائر الفاسدة من كافة النواحي، سنرحم ايام البعث الدكتاتوري الظالم، لان الاسلام السياسي و تدخله المشؤوم في الدوائر و اهانته لاصحاب الخبرة وا لكفاءة و القديرينباسم الدين و العقيدة و المذهب و الايديولوجيا لن يدع مجالا الا ان نقول انهم بيٌضوا وجه البعث و افعاله بالف مرة .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقول لبارزاني، من اين لك هذا ؟
- رحم الله من عرف قدر نفسه
- الشباب بين الامس القريب و اليوم
- الكورد يفتقد حتى الى القوة الناعمة للدفاع عن نفسه
- المراة بين السلاح و الكتاب
- سردشت عثمان حي مع بنات كوباني يحارب داعش
- هل لدى الكورد اوراق يستعملها امام بغداد ?
- في ضوء المستجدات ماذا يشهد مستقبل الكورد ؟
- من هو اليساري العراقي الشوفيني ؟
- همٌ المواطن الكوردستاني و افعال قادته
- حكم امريكا الجمهوري و ايران مابعد الخامنئي
- هل نيجيرفان يتاجر بنفط داعش بينما هو ينتهك اعراض الكورد ؟
- ارجوا ان لا يتحقق ما تنبات به من قبل
- لازالت النخبة مقصٌرة في قضية كوباني
- اضافة الى ما قاله حميد كشكولي
- مساومات امريكا و ايران مع البعض
- العائلة العراقية و مستقبل الطفل السياسي
- تركيا المكروهة في ناتو و المُكْرَهة في التحالف الدولي
- مطالبة العبادي بمحاكمة المالكي تُجسد مصداقيته
- كوردستان بين التحديات و القصور الذاتي


المزيد.....




- مباشر: ضربات إسرائيلية تستهدف طهران وغرب إيران
- مطرقة منتصف الليل: الضربة الأمريكية لحظة بلحظة
- لماذا اضطرت إيران إلى استخدام صاروخ خيبر ضد إسرائيل لأول مرة ...
- خبير: -إيران تُخفي النووي المخصب على الأرجح في منشآت تحت الج ...
- هل نتانياهو الفائز الأكبر من الضربة الأمريكية لإيران؟
- تضارب في تصريحات ترامب قبل الضربة لإيران وبعدها
- أبرز ردود الفعل الإيرانية بعد القصف الأميركي للمنشآت النووية ...
- أول تصريح لترامب عن إمكانية -تغيير- النظام الإيراني بعد الضر ...
- مقتل وإصابة 72 شخصاً بتفجير انتحاري بكنيسة في دمشق والداخلية ...
- مقتل 20 في تفجير انتحاري بكنيسة في دمشق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - شرف المهنة لدى الموظف العراقي