أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي صابر - الخمر والإسلام














المزيد.....

الخمر والإسلام


غازي صابر

الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 21 - 03:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخمر من المشروبات الروحيه التي إكتشفها الإنسان مبكراً وهناك من يرجع تسميتها لعملية التخمير وهناك من يقول لأنها تخمر العقل أي تغشيه وتبعده عن التركيز .وللخمر جانب مهم ومفصلي في قصة الطوفان للنبي نوح حيث تؤكد أنه أنتجها وشربها وتاجر فيها ، وبمرور الأزمنه جرت عليها تحسينات وقد خمر الإنسان خمرته من أغلب الأثمار والفواكه حتى وصلت للعسل أما في وقتنا الحالي فلاحصر للمواد التي يصنع منها الخمر.
هي بنت المدن المتحضره لأن كل ما فيها من الأراضي الزراعيه حيث الأشجار والخضار والسواقي ولهذا هام بها الشعراء وتغنوا بها لرقتها وسحرهاالخلاب وهي تغطي جليسها بأجمل ما تملك .
أحبها الإنسان وتعشقها وهام بها وأصبحت خير جليس له ومن عشقه لها خلق لها تسميات عديده أحلاها الخمره ، والصافيه وتغنى بها الشعراء والملوك والأباطره حتى وصل بالبعض منهم ان يستحم بها ولرقتها فأنها تأخذ صاحبها حيث يريد وتضعه أمام رغباته بلا خوف وبكل نشوه لحظة يريد الغناء او الضحك او البكاء او إسترجاع الذكريات وتشجعه لتحقيق ما يبتغيه لكنها تهجره إن أكثر منها وفقد صوابه .لها قدسيه وعلى شاربها إحترام جليسها وهي تدفعه للرقه والإصغاء لكنها لاتفرض عليه إرادتها وكل مايفعله عندما يغرق في نشوتها مخزون في عقله الباطن وظلمها البعض حين حملوها إساءات بعض من شاربيها . يقول شاعرها :
دع عنك لومي فإن اللوم إغراء وداوني بالتي كانت هي الداء
صفراءلاتنزل الأحزان ساحتها لو مسها حجرمسته سراء
رقت عن الماء حتى ما يلائمها لطافة وجفى عن شكلها الماء .
أجدادنا العرب وكبقية شعوب الأرض تنعموا بها وتعلقوا بها فكانت حاضرة في كل مكان من صحراء العرب في الخيام وفي أماكن اللهو والمجون وفي مجالس كبار القوم وصعاليك الصحراء ولهذا عندما جاء الإسلام لم يعترض على تناولها والندامة معها فهي واحدة من النعم القليله لرجل الصحراء .ولم تحرمها اديان المنطقه والتي أخذ منها الإسلام كل تفاصيل الدين والتدين .حتى ذكرها القرأن في سورة محمد :مثل الجنة ـ ـ ـوأنهار من خمرلذة للشاربين .
تناولها القرأن بعد ذلك على ثلاث مراحل قيل لأنها تفقد المسلم ترديد صلاته وقيل لأنها ساعة يسكر فيها المسلم يتذكر سنوات قبل الإسلام حيث الحريه وعدم القيود وهو البدوي صقر الصحراء الهائم في فلواتها وكثيراً ما يحدث نقاش وشجار بين المسلمين وهم سكارى ولهذا اول ما ذكرها القرأن في سورة البقره 219 :يسألونك عن الخمر والميسر قل فيها إثم كبير ومنافع للناس .بعدها ذكرت في النساء 43 يا أيها الذين أمنوا لا تقربوا الصلاة وإنتم سكارى .ثم ذكرت في سورة المائده90 يا أيها الذين أمنوا إنما الخمرة والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فأجتنبوه لعلكم تفلحون .
في كل هذه الأماكن لم يحرمها ويكفر شاربها ولهذا لم توجد عقوبة محددة لشاربها كما حددت عقوبة الزنا او المرتد عن الإسلام .حتى ان الخليفه عمربن الخطاب اذا جيئ برجل سكران يأمره بالسير فأن مشى معتدلاً عفا عنه وان تعثر في مشيته جلده .وهذا ما عليه اليوم البلدان المتقدمه إنها تحاسب شارب الخمره في حالة تسببه بأذى لغيره من خلال تناوله للخمرولاتحرم الناس من شرابهالأنهم أحرار في الأكل والشرب والمهم في قانون الحياة هو عدم الإساءه للأخر .والقرأن يذكرها في أحد هذه الأيات الثلاث فيها منافع وفي سورة محمد أكد على وجود الخمره في الجنه لكن من يضمر الحقد والشرلها من وعاظ السلاطين والتجاره بالفقه الديني أفتوا أن خمرة الجنه غير خمرة الحياة وحتى النهي عنها يساوي النهي عن الأزلام في سورة المائده والأزلام مجرد عادة قبلية غير ملزمه للجميع .
بين طيات الفقه والفتوى ضاع على المسلم تذوق حلاوة شرب الخمر والتمتع بأنسها ورقتها والتحليق معها لتبديد شيئاً من أحزانه ومتاعبه في الحياة وتبقى هي مجرد مشروب لتخمير فواكه وأثمار خيرات الله في الأرض ولاتستحق كل هذا الكره والبغض لها .من يحقد عليها لم يتذوقها ولم يفهم البعد الوجداني والإنتعاش الحالم فيها ولم يفهمها كمشروب صدوق ورقيق وأكثرهؤلاء جلاف غلاظ مع أنفسهم ومع الأخرين عكس جلاس الخمره وما فيهم من رقه وسماحه والبحث عن أجمل مافي الزمن من لحظات وجدانيه تخلقها الخمره .
في بدايات الإسلام لم يكن الحقد عليها وعلى شاربها كما هو اليوم في عهد المليشيات ودعاة الإسلام والطوائف على القتل والتشدد والتكفير وإغتيال كل من لايؤيدهم في شرورهم ومساعيهم ، ولهذا صار شاربها المسالم هدف لهم وصارت الخمره عدواً لدوداً لعقولهم الجامده والمتخلفه وهم لا يمتون بصلة حقيقية للدين والتدين ولايفهمون أي معنى من معاني الحياة وما فيها من نعم .



#غازي_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاهد
- الإنتظار
- مبدأ الجبريه والخراب
- شباط الأسود وخيانة الموصل
- الشر وصناعة الشيطان
- عصافير
- الله واليله الأخيره
- من يدمر بالعراق؟
- النبل والخسه
- إكتشاف إمام قديم
- الحاجز المنيع
- فنتازيا الطوائف والعلم
- أبن ربيّه
- الثوب الأبيض
- إرثنا ومسلسل القتل
- الرئيس مسعود البرزاني والتناقض
- الديمقراطيه والعشائريه في العراق الجديد
- مأسي الجنوب
- إرث لوسي
- بقرتنا الحلوب


المزيد.....




- ?? مباشر: واشنطن تستأنف إيصال المساعدات لغزة عبر الرصيف البح ...
- مصادر ملاحية بريطانية: تعرض سفينتي شحن لهجمات قبالة عدن بالي ...
- الجيش الأمريكي يكشف حقيقة استخدام الرصيف المؤقت بغزة لتحرير ...
- لحظة وصول 4 رهائن إسرائيليين بعد عملية أسفرت عن مقتل عشرات ا ...
- كوريا الشمالية تعاود رمي جارتها الجنوبية ببالونات -القمامة- ...
- الدفاع المدني السعودي ينفذ عملية مفترضة في مشعر مزدلفة
- صانع ChatGPT يتجاهل التهديد القاتل الذي يشكله الذكاء الاصطنا ...
- -بيزنس إنسايدر-: أخبار غير سارة تحملها أجنحة -ميراج- الفرنسي ...
- الجيش الروسي يقضي على طاقم هاون أوكراني
- الكشف عن مضمون رسالة نتنياهو إلى غانتس وثنيه في اللحظة الأخي ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي صابر - الخمر والإسلام