أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - (مسيحيون أم نصارى)؟ حوار رمضاني مع الأستاذ (أسعد أسعد)















المزيد.....



(مسيحيون أم نصارى)؟ حوار رمضاني مع الأستاذ (أسعد أسعد)


نهرو عبد الصبور طنطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4638 - 2014 / 11 / 19 - 01:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دار حوار بيني وبين الأستاذ "أسعد أسعد" على صفحتي في الفيسبوك في شهر رمضان الماضي حول هل أتباع "المسيح بن مريم" "نصارى" أم "مسيحيون"، وهذا نص الحوار:

بدأ الحوار بيننا على النحو التالي:
نشر الأستاذ "أسعد أسعد" بالأمس تعليقا على أحد المنشورات يعاتبني فيه أنني أطلق اسم "نصارى" على مسيحيي مصر، فقال في تعليقه التالي:
(شفت بقي يا نهرو ... مش عيب عليك يا راجل يا أزهري يا متنور .. يا عالم ... تنسب عقائد النصاري اللي هاجمها القرآن ... تقوم إنت تنسبها للمسيحيين ... جري إيه يا نهرو .. ده إنت أستاذنا ... راجع الموضوع كويس .. و قول لي إيه العقيده اللي نسبها القرآن للنصاري ... بتحسبها إنت من عقائد المسيحيين ... و لعلمك .. و عشان أخليها سهله عليك... جميع عقائد النصاري التي إنتقدها القرآن .. ليست عقائد مسيحية كتابيه ... و تعتبرها الكنيسه كما إعتبرها القرآن ... شرك ... و كونك تنسب للمسيحيين و تقول عليهم نصاري من الذين إنتقدهم القرآن فهذه سبه و شتيمه ... أربأ بك أن تقصدها ... حبيبي يا نهرو ... ها أسيبك تفطر .... صوم مقبول ... إن شاء الله .... خلي بالك علشان أنا باتعلم منك كتير زي ما قلت لك قبل كده ....). انتهى

نهرو طنطاوي:
وجوابا على سؤال أستاذ أسعد أسعد أقول التالي:
إن المعتقدات التي انتقدها القرءان الكريم والخاصة بالنصارى هي:
(وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ). (30_ التوبة).
(اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ). (31_ التوبة).
(لقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ). (17_ المائدة).
(لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ). (73_ المائدة).
(إِنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انتَهُوا خَيْراً لَّكُمْ). (171_ النساء).
وسؤالي الاستفساري الاستفهامي للأستاذ أسعد:
هل "المسيحيون" المصريون كما يفضل تسميتهم الأستاذ أسعد بهذا الاسم ليسوا هم "النصارى" الذين انتقد الله عقائدهم هذه؟.
وهل يعني الأستاذ أسعد باعتراضه على كلامي أن "المسيحيين" المصريين كما يسميهم الأستاذ أسعد لا يؤمنون بأن المسيح ليس هو الله، أو ليس هو ابن الله؟.
وهل لا يؤمنون بالثالوث الأقدس "الآب، والابن، والروح القدس" الذي هو عقيدة "الله ثالث ثلاثة" التي ذكرها القرءان؟.
فإذا كان "المسيحيون" المصريون لا يؤمنون بهذه العقائد، فليتفضل الأستاذ أسعد مشكورا ويخبرنا بماهية عقائد المسيحيين المصريين التي تختلف عن عقائد النصارى التي وردت في القرءان الكريم؟.

أسعد أسعد:
لبحث هذا الموضوع ينبغي أولا إستعراض بل و فحص عقائد و إيمان المسيحيين الذين يؤمنون بصلب المسيح يسوع و قيامته... لأنه من وجهة النظر الإسلامية يدعو القرآن الفئة التي تتبع المسيح بالنصاري ... و لم يرد في القرآن الإسم أو الصفة "المسيحيين" أبدا و لذلك فيجب أن يعرف المسلم القارئ أو الدارس لهذا الموضوع ... إن هناك فرقا شاسعا بين من دعاهم القرآن نصاري ... و بين من دعوا مسيحيين ... و سبب الدعوة لفهم هذه التفرقة بين المسيحية و النصرانية ... إن القرآن قد فند و شجب و رفض تماما مجموعة من العقائد عن الله و عن المسيح نسبها القرآن للجماعة التي دعاها نصاري ...و قد إنتقلت هذه الصورة إلي ذهن المسلم و لازمته ... و صار المسلم يعتقد إن عقائد النصاري هي عقائد المسيحيين أو أن المسيحيين هم نصاري ... فكلما قابل المسلم مسيحيا أو رأي كنيسة او كتابا مقدسا أو صليبا .. فكلمة نصاري حاضرة في ذهنه بما علق بها من تعاليم إنتقدها و فندها القرآن حتي إلي حد التكفير... و ينسبها المسلم إلي المسيحيين بينما العقيدة و الإيمان المسيحي السليم برئ منها تماما ... لذلك يلزم إن نستعرض العقائد التي نسبها القرآن للنصاري .. و أن نبين أنها لا تخص و لا يؤمن بها المسيحيون الحقيقيون ... و أول ما سأبحثه هو الفرق بين شخص و عقيدة الله في النصرانية و إختلافها تماما عن الإيمان المسيحي السليم ..

فالقرآن قد حدد شخصية الله بنص ما جاء في سورة الإخلاص (التوحيد):
"قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ..اللَّهُ الصَّمَدُ.. لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ.. وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ"
و كال القرآن إتهامات لطائفة النصاري عن تعارض عقائدها مع هذه العقيدة القرآنيه أهمها ما جاء في الآيات ...
المائدة 73 .. لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
النساء 171 يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً
مريم88 - 92 وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا ..َقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ..تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ..أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا ..وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا
المائدة 116 وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي و َلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ
التوبة 30 – 31 "وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ..
اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ"

وتعليقا علي هذه الآيات أقول ... إنه إن كانت العقائد التي إنتقدها القرآن هي عقائد طائفة النصاري فإن إيمان الكنيسة المسيحية الكتابي السليم يكاد يتفق مع إنتقادات القرآن لهذه العقائد النصرانيه و يتعارض مع هذه العقائد تماما ... فالمسيحية لا تعبد المسيح من دون الله .. و المسيحية لا تتخذ المسيح ربا من دون الله ...و المسيحية لا تدعي إن الله إتخذ ولدا ...و المسيحية لا تقول بثلاثة آلهة بل بإله واحد ...فما هي العقيدة المسيحية الكتابيه من نحو الله و المسيح ... يقول قانون الإيمان المسيحي ...نؤمن بإله واحد ...و منذ بزوغ فجر الإعلان الإلهي فقد تم إرساء عقيدة التوحيد بيد و علي فم النبي موسي في سفر التثنية و الإصحاح السادس "«اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. 5فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ.".. و هذا الإعتقاد و الإيمان الراسخ هو ما إستشهد به يسوع المسيح أمام الكهنة و الكتبة اليهود ..." 28فَجَاءَ وَاحِدٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَسَمِعَهُمْ يَتَحَاوَرُونَ، فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ أَجَابَهُمْ حَسَنًا، سَأَلَهُ:«أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ أَوَّلُ الْكُلِّ؟» 29فَأَجَابَهُ يَسُوعُ:«إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. 30وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى. 31وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ»."
و يؤكد بولس رسول يسوع المسيح هذا التعليم عن وحدانية الله فيقول في رسالته إلي كنيسة أفسس و الأصحاح الرابع "3مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ. 4جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضًا فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ. 5رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، 6إِلهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ."
و يقول يعقوب رسول يسوع المسيح أيضا في رسالته "19أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللهَ وَاحِدٌ. حَسَنًا تَفْعَلُ."
فالإيمان بالله أنه هو وحده الإله الواحد هو أساس إيمان المسيحيين في جميع العصور إيمانا موروثا من إعلان الله لذاته إبتداء من أنبياء اليهود الأقدمين ... و خلال شهادة يسوع المسيح الذي هو كلمة الله الحي ... و بشهادة رسل المسيح عند تكوين الكنيسة في العصر المسيحي الرسولي ...
و تنشأ المشكلة بين العقائد الإسلامية و الإيمان المسيحي حين تردد الكنيسه إن الآب و الإبن و الروح القدس إلاها واحدا ... كيف يمكن أن يكون ثلاثة واحدا ...و أبدأ كلامي بأن أقول ... حينما يشهد المسيحي بأنه يعبد الاها واحدا الذي هو في اللغة العربية الله فيجب علي المسلم السوي أن يصدقه ...المسيحي لا يكذب عليه ...فالهندوسي يعبد البقره و يجاهر بإيمانه هذا للمسلمين لا يخاف و لا يهاب و لا يداري و لا ينافق ... و البوذي يعبد بوذا جهارا... لا نفاق و لا رياء و لا خوف من المسلمين ... فلماذا يتهم المسلم المسيحي بالكذب و التضليل عندما يشهد له المسيحي بأنه يعبد إلاها واحد و أن لا إله إلا الله ... أليس إتهام المسيحي بالشرك بعد هذه الشهادة يعد تعنتا من المسلم دون فهم أو إدراك ... طبعا هناك فرق بين العقيدة الإسلامية و الإيمان المسيحي حول مفهوم شخصية الله ... لا جدال في هذا ... لكن ينبغي أيضا أن لا يكون هناك جدال ولا تناحر في العقيدة و الإيمان بوحدانية الله و شهادة المسيحي بأنه لا إله إلا الله ...فإن كان المسيحي يعترف ... الآب و الإبن و الروح القدس .. إلاها واحدا ... فهناك مشكله للمسلم في فهم هذه المقولة ... و لكن يجب علي المسلم السوي أن يصدق المسيحي عندما يجاهر بإيمانه بإله واحد و إن إختلف معه في طبيعة الله الواحد هذا ... فنأتي إلي أرضية مشتركة للحوار و التفاهم ... إن كلينا المسلم و المسيحي ..في ضميرنا الإنساني ..نعبد إلاها واحدا لا شريك له ...

ثم نأتي إلي شخصية المسيح ... من هو ... هل المسيح هو الله ....
و قد إنتشرت في هذه الأيام تساؤلات إسلامية تتحدي النصاري (المسيحيين) قائلة .... أين قال المسيح أنا هو الله فاعبدوني .... و كما جاء في القرآن في سورة المائدة " لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ" ... و أنا أقول ... لا يمكن للمسيح أن يقول أنا هو الله ...لسبب بسيط هو أن المسيح ليس هو الله ... لماذا ... لأن الله هو الآب و الإبن و الروح القدس ... فإذا قلنا إن الإبن هو الله فهذا خطأ ... و إذا قلنا الآب هو الله فهو خطأ أيضا .. و إذا قلنا أن الروح هو الله فهو خطأ أيضا ..كل واحد من هؤلاء الثلاثة ليس هو الله في ذاته ... لأن الله هو الآب و الإبن و الروح القدس ...لا تستطيع أن تقول أن هناك ثلاثي ... الله و الإبن و الروح ... أو الله و الآب والإبن ...هذا ليس تثليث .. هذا شرك ... بجعل الإبن و الروح منفصلان ... ثم ضمهما إلي الله ... كثالث ثلاثة ... و هذا ما أدانه القرآن ... و تدينه الكنيسة أيضا ...لأن الآب و الإبن و الروح القدس إله واحد ... يسوع المسيح لم يقل أبدا في أيام جسده علي الأرض "أنا هوالله" بل قال ... أنا و الآب واحد ... و ايضا قال .. من رآني فقد رأي الآب ... و هذا صحيح لأن الآب و الإبن و الروح القدس واحد و ليسو ثلاثة ... فالآب و الإبن و الروح القدس هم الثلاثية التي أعلن الله لنا نحن البشر فيها عن ذاته الإلهية الغير منظورة و الغير مدركة ... الذات الإلهية المطلقة .. غير مدركة إلا بالإعلان الإلهي للبشر عن ذاته ... لذلك فأول ما أعلن الله للبشريه في سفر التكوين يقول النص...في البدء خلق إلوهيم ... و الإسم إلوهيم في العبرية جمع و ليس مفرد .. فماذا نقول عن المسيح ... الجسد الإنساني ... مخلوق بعمل الروح القدس .. أما من يسكن هذا الجسد فهو من يملاء السموات و الأرض بل إن الكون نفسه لا يسعه لأنه هو يحوي الكون و الكون لا يحده و لا يحويه .. فإن الإله الله الخالق ... حينما خلق لنفسه جسدا ليعلن ذاته في للبشريه و يقترب فيها إليه .. فيقول الكتاب المقدس "الله كان في المسيح ... "

وتستخدم الكنيسه مصطلح ... تجسد الله لتعبر عن المسيح ...و قد يوحي هذا المصطلح "تجسد" إن هذا الجسد قد إحتوي الله في داخله ... و بذلك يكون الله محدودا ... و أنا أقول إن أقرب المصطلحات العربية لعلاقة المسيح بالله هو "تجلي" أي .. "إن الله تجلي في المسيح" ... ليعلن الله للبشر عن ذاته و عن صفاته شخصيا ... و ليس إعلان بمجرد كلمات الأنبياء كما في الماضي و يقول بولس في رسالته إلي العبرانيين ..." 1اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَبِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، 2كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ، 3الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي، 4صَائِرًا أَعْظَمَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ بِمِقْدَارِ مَا وَرِثَ اسْمًا أَفْضَلَ مِنْهُمْ."
و أنتقل الآن إلي تفنيد عقائد النصاري عن المسيح .. و هي العقائد التي إنتقدها القرآن و سأعرض ذلك التفنيد في ضوء الإيمان المسيحي ... فالنص القرآني يتهم النصاري بأنم يزعمون إن الله ثالث ثلاثة ...و هذه طبعا عقيدة فاسدة كما قلت لا يؤمن بها المسيحيون .. لأن هذه العقيدة معناها إن الله و إثنان آخران ..(هما في الغالب المسيح و أمه مريم) يكونان ثالوثا ... الله فيه هو ثالث الثلاثة ... و هذا مخالف تماما للإيمان المسيحي ... الذي ينادي بأن الله الواحد هو الآب و الإبن و الروح القدس... أما إيمان النصاري فقد فصل المسيح الإبن عن شخص الله ثم أضافه إليه – أي إلي الله - كشخص منفصل و أضاف إليهما مريم أم يسوع كشخصية مستقلة أيضا ...و هذا هو الثالوث المريمي و ليس المسيحي ... الله و مريم و المسيح ... ليس ...الآب و الإبن و الروح القدس ... و قد إنتقد القرآن الثالوث المريمي " وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ" ... بل إن القرآن يتهم النصاري .. بأنهم عبدوا المسيح و أمه من دون الله ... و في مقطع آخر أنهم عبدوا رهبانهم من دون الله و المسيح عيسي إبن مريم ... و هذه العقائد و الممارسات لا علاقة لها بالمسيحية الكتابيه السليمة ...

فكيف إذا يكون الله هو الآب و الإبن و الروح القدس ... لا حظ إن هذا التثليث المسيحي ... ليس الله و المسيح و الروح القدس ...لأن الله في العقيدة المسيحية – و أكرر - هو الآب و الإبن و الروح القدس .. إلاها واحدا ... و من حيث إن هذا البحث محصور في قضية صلب المسيح فسأوضح هنا – قبل أن أناقش حقيقة الصلب –

فمن هو المسيح و ما علاقته أو بالأحري ماهو مركزه في الله ...
ولا بد لنا أن نبدأ من البدء ... من سفر التكوين ... عن الخليقة و خليقة الإنسان بالتحديد ...ففي الأصحاح الأول "26وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا" أي إن الله في ذاته له صورة يحتويها و لا تحتويه ... علي هذه الصورة التي فيه – أي في الله - قرر الله أن يخلق الإنسان عليها .. و قد كان "27فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. " و هذا الكلام يوافق وصية النبي محمد للجنود المقاتلين إذ أوصاهم في الحديث الصحيح"تجنبوا الوجه فإن الله خلق آدم علي صورته" .. فالنبي محمد يوافق إن لله صورة فيه أي في ذاته ... و نستطيع أن نقول إن الله أعلن عن ذاته في الوجود بهذه الصورة التي جسدها أولا في آدم ... مع أن صورة الله أزليه أبديه أما آدم فهو ليس أزليا و إن كان له حياة أبديه ... و في الأصاح الثاني نري تفصيل إعطاء الروح لآدم "7وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً" ... لذلك نستطيع أن نري الثلاثية في خليقة آدم ...ترابا من الأرض (الجسد) ...النفخة من الله (الروح) ... فتكونت (النفس) الحية ... فكانت ثلاثية كينونة آدم هذه تجسيد لصورة الله ... و لم تستمر حياة آدم في الجنة طويلا إذ أخطأ و حكم الله بطرده منها .. إلا أنه قبل أن يصدر علي آدم حكم الموت و الطرد .. أعلن الله إعلانا كونيا ...تكلم به في وجه عدوه الشيطان الذي أسقط الإنسان والمتمثل في شكل حية .." 14فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ. 15وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ»" و هذا الجزء الأخير فيه إعلان نبوي عن نسل المرأة – نسل ينسب إلي المرأة و ليس للرجل أي دخل فيه – فهو أي هذا النسل الذي يسحق رأس الحية أي يهزم تمردها علي الله الذي نقلته بغوايتها إلي البشريه و زرعتها فيها ... و تسبب ذلك التمرد في طرد البشر من الجنة

ومن ثم و قبل أن ينفذ الله حكم الطرد في الإنسان ... "21وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا.22وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضًا وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». 23فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا. 24فَطَرَدَ الإِنْسَانَ، وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ، وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ." و لاحظ العمل الذي عمله الله بنفسه ليستر الإنسان ... "أقمصة من جلد" ... و هذه إشارة لذبيحة عملها الله بنفسه ليستر بجلدها عري الإنسان ... و صار الإنسان ينتظر النسل الذي تكلم عنه الله الذي سيسحق رأس الحية و بالتالي يفتح طريق شجرة الحياة للإنسان مرة أخري ... لأن الإنسان لم يمت بسبب تأثير الثمرة التي المحرمة التي أكلها .. لكن بسبب منعه من الإستمرار في الأكل من شجرة الحياة ... فعندما ولدت حواء إبنها البكر قايين قالت عنه " فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ قَايِينَ. وَقَالَتِ: «اقْتَنَيْتُ رَجُلاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ»" و المعني في اللغة الأصليه يشير إلي .. إقتنيت رجلا هو الرب... فقد ظنت إن ولادتها لهذا النسل يكون هو الذي سيسحق رأس الحية .. مما يعكس إيمانها بكلام الله .. حتي و لو علي نوع من عدم الفهم الكامل للإعلان الإلهي ... و قد أثر هذا العمل - الذي عمله الله - في عبادة آدم و نسله فنقرأ عن إبنا آدم قايين و هابيل " وَكَانَ هَابِيلُ رَاعِيًا لِلْغَنَمِ، وَكَانَ قَايِينُ عَامِلاً فِي الأَرْضِ. 3وَحَدَثَ مِنْ بَعْدِ أَيَّامٍ أَنَّ قَايِينَ قَدَّمَ مِنْ أَثْمَارِ الأَرْضِ قُرْبَانًا لِلرَّبِّ، 4وَقَدَّمَ هَابِيلُ أَيْضًا مِنْ أَبْكَارِ غَنَمِهِ وَمِنْ سِمَانِهَا. فَنَظَرَ الرَّبُّ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ، 5وَلكِنْ إِلَى قَايِينَ وَقُرْبَانِهِ لَمْ يَنْظُرْ. فَاغْتَاظَ قَايِينُ جِدًّا وَسَقَطَ وَجْهُهُ."... هابيل مارس ما ورثه عن أبيه آدم عن ما عمله الله بذبيحة ليكسو بها أبويه ... فعمل قايين ذبيحة إيمانا و إعترافا لله ... أما هابيل ... فقد عمل التقدمة مفرغة من معناها ...الذي هو سفك الدم و ستر خطية الإنسان بجلد الذبيحة ...فنظر الله و تقبل قربان هابيل .... أما تقدمة قايين من خضروات و ثمار الأرض فلم ينظر إليها ... و باقي القصه معروفة ... و أصبحت سلسلة النسل البشري ... في إنتظار نسل المرأة الذي سيسحق رأس الحية...فقدم نوح ذبائح ... و قدم إبراهيم ذبائح ... وقدم إسحق ويعقوب و الأسباط ذبائح ... ثم أتي ناموس موسي ... ليؤسس الطقوس و الفرائض التي أساسها الذبائح .... و كلها ممارسات نبوية عن ذبح عظيم يفدي به الله البشريه و يكفر عن خطاياها ...

وبدون الدخول في التفاصيل ... فسنتقدم للأمام إلي نبوات أشعياء النبي الذي أعلن الله علي فمه "14وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ»." و بتجنب الدخول في تفاصيل شرح هذه النبوة ذات الأبعاد المختلفة و تفسيرها .. فإن الإسم عمانوئيل في موقعه النبوي عن إبن مولود ميلادا عذراويا يعني أن يحل الله في وسط شعبه بولادة هذا الإبن... و في نبوة أخري يقول النبي ... 6لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ. 7لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ، وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ، لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ، مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هذَا.".. و نلاحظ هنا أن النبوة تقول .. يولد لنا ولد ... فالولد مولود منا نحن البشر ... لأن الله لا يلد ... ثم يقول ونعطي إبنا ... و العطية من الله المعطي .. فالولد ينسب في جسديته لنا أي إبن الإنسان .. أما في كينونته و حلوله في رحم مريم و ولادته منها فهو يدعي .. إبن العلي أي الله ...كما قال الملاك لمريم ..." 30فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ:«لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. 31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. 32هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، 33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ»." ... الإبن الذي ستلده مريم ... إبن العلي يدعي ... أي إن هذا مركزه و هذه دعوته .. و يسمي هذا الإبن إلاها قديرا ... فيكون يسوع ولد مريم ..البتول ... نسل المرأة (من دون رجل) هو إسمه الإلهي – إبن العلي يدعي - و ليس البشري بين الناس ... إلاها قديرا .. لأنه هوالذي ملكه يبقي إلي الأبد .. سواء في الأرض أو في السماء ... ففي الأرض أيام جسده أعلن ... مملكتي ليست من هذا العالم ...و في السماويات يدعي ..رئيس ملوك الأرض ... و هو أبا أي رأسا أبديا ...رئيس السلام ... و ليس لملكه نهاية ... هذا هو المسيح يسوع المدعو بروح النبوة إبن الله ...هو الصورة التي في الله التي عليها خلق الله الإنسان .... فمن حيث أنه هو الصورة التي في الله لأنه إلاها قديرا... فهو ديان الجنس البشري ... هو مقياس حياتهم و الناموس الذي يقاس عليه صلاح الإنسان و هو الحكم علي خطاياه ... و هو القاضي الذي يحاسب الإنسان ... المسيح صورة الله الذي خلق عليها الإنسان هو القاضي و هو الديان ... و قبل أن أتطرق إلي صلب المسيح يسوع و موته و دفنه و قيامته و صعوده إلي السماء ... دعنا نتساءل ... هل نفي القرآن أن يكون لله إبنا ... أم أنه نفي أن يكون له ولد ... و بمراجعة الآيات القرآنية التي سردتها مسبقا نري أن القرآن نفي أن يكون لله ولدا ... و لم ينفي أن يكون لله إبنا ...لأن الولد نسل ... أما الإبن فمركز ... أما إنتقاده للنصاري في قولهم ... و قالت النصاري المسيح إبن الله ... فلأن العقيدة النصرانية ... كانت توحي بأن الله دخل في علاقة مع مريم كانت ثمرتها المسيح ... فكان النصاري يستعملون مصطلح إبن الله بهذا المفهوم و ليس بالمفهوم المسيحي الذي سبق شرحه ...أي أن الولد البشري المولود معجزيا بالروح القدس ... يدعي (من قبل الله كما قال الملاك) إبن الله ... و تكون طبيعة المسيح ...هو بشخصه و كيانه اللاهوتي هو الصورة الموجودة في الله ...بولس يقول عنه في رسالته إلي كنيسة كولوسي"15الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ" و يقول عنه أيضا في رسالته إلي كنيسة فيلبي "6الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ الله"... المسيح هو الإنسان البشري الكامل الذي فيه ترأي الله للإنسان ... أو تجلي الله للإنسان ... ليعرفه الإنسان .. من هو الله ... و أيضا ليفدي الإنسان بسبب حبه للإنسان .. حتي لا يموت الإنسان موتا أبديا بعيدا عن الله ...

نهرو طنطاوي:
أستاذ أسعد
تحياتي لك

لقد تلوت كل تعليقاتك واستوقفتني ثمان فقرات هامة أقدمها لك في تعليق منفرد حتى يتسنى لي نقاشها معك وهي:
(1)
(من رآني فقد رأي الآب ... و هذا صحيح لأن الآب و الإبن و الروح القدس واحد و ليسو ثلاثة ... فالآب و الإبن و الروح القدس هم الثلاثية التي أعلن الله لنا نحن البشر فيها عن ذاته الإلهية الغير منظورة و الغير مدركة ... الذات الإلهية المطلقة).

(2)
(فماذا نقول عن المسيح ... الجسد الإنساني ... مخلوق بعمل الروح القدس .. أما من يسكن هذا الجسد فهو من يملاء السموات و الأرض بل إن الكون نفسه لا يسعه لأنه هو يحوي الكون و الكون لا يحده و لا يحويه .. فإن الإله الله الخالق ... حينما خلق لنفسه جسدا ليعلن ذاته في للبشريه و يقترب فيها إليه).

(3)
(وتستخدم الكنيسه مصطلح ... تجسد الله لتعبر عن المسيح ...و قد يوحي هذا المصطلح "تجسد" إن هذا الجسد قد إحتوي الله في داخله ... و بذلك يكون الله محدودا ... و أنا أقول إن أقرب المصطلحات العربية لعلاقة المسيح بالله هو "تجلي" أي .. "إن الله تجلي في المسيح" ... ليعلن الله للبشر عن ذاته و عن صفاته شخصيا ... و ليس إعلان بمجرد كلمات الأنبياء كما في الماضي).

(4)
(فكيف إذا يكون الله هو الآب و الإبن و الروح القدس ... لا حظ إن هذا التثليث المسيحي ... ليس الله و المسيح و الروح القدس ...لأن الله في العقيدة المسيحية – و أكرر - هو الآب و الإبن و الروح القدس .. إلاها واحدا).

(5)
(فمن هو المسيح و ما علاقته أو بالأحري ماهو مركزه في الله ...
ولا بد لنا أن نبدأ من البدء ... من سفر التكوين ... عن الخليقة و خليقة الإنسان بالتحديد ...ففي الأصحاح الأول "26وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا" أي إن الله في ذاته له صورة يحتويها و لا تحتويه ... علي هذه الصورة التي فيه – أي في الله - قرر الله أن يخلق الإنسان عليها .. و قد كان "27فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. " و هذا الكلام يوافق وصية النبي محمد للجنود المقاتلين إذ أوصاهم في الحديث الصحيح"تجنبوا الوجه فإن الله خلق آدم علي صورته" .. فالنبي محمد يوافق إن لله صورة فيه أي في ذاته).

(6)
ثم تقول:
(ونستطيع أن نقول إن الله أعلن عن ذاته في الوجود بهذه الصورة التي جسدها أولا في آدم ... مع أن صورة الله أزليه أبديه أما آدم فهو ليس أزليا و إن كان له حياة أبديه

و في الأصحاح الثاني نري تفصيل إعطاء الروح لآدم "7وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً" ... لذلك نستطيع أن نري الثلاثية في خليقة آدم ...ترابا من الأرض (الجسد) ...النفخة من الله (الروح) ... فتكونت (النفس) الحية).

(7)
(فالولد مولود منا نحن البشر ... لأن الله لا يلد ... ثم يقول ونعطي إبنا ... و العطية من الله المعطي .. فالولد ينسب في جسديته لنا أي إبن الإنسان .. أما في كينونته و حلوله في رحم مريم و ولادته منها فهو يدعي .. إبن العلي أي الله).

(8)
(دعنا نتساءل ... هل نفي القرآن أن يكون لله إبنا ... أم أنه نفي أن يكون له ولد ... و بمراجعة الآيات القرآنية التي سردتها مسبقا نري أن القرآن نفي أن يكون لله ولدا ... و لم ينفي أن يكون لله إبنا ...لأن الولد نسل ... أما الإبن فمركز).

هذه هي أبرز الفقرات التي وردت في تعليقاتك وتعالى نناقشها معا كل فقرة على حدة.

لنبدأ بالفقرة الأولى، ولننتهي منها ثم ندخل على التي بعدها:
تقول في الفقرة الأولى:
(1)
(من رآني فقد رأي الآب ... و هذا صحيح لأن الآب و الإبن و الروح القدس واحد و ليسو ثلاثة ... فالآب و الإبن و الروح القدس هم الثلاثية التي أعلن الله لنا نحن البشر فيها عن ذاته الإلهية الغير منظورة و الغير مدركة ... الذات الإلهية المطلقة).

أستاذ أسعد إذا كان (الآب والابن والروح قدس) إله واحد وليسوا ثلاثة كما تقول، فما الفرق بين (الثلاثة) و(الثلاثية) التي أعلن الله لنا نحن البشر فيها عن ذاته كما تقول؟؟.
وإذا كانت الثلاثية إله واحد كما تقول فما معنى _لاحظ أنني أقول معنى وليس من هو_ فما معنى الآب وما معنى الابن وما معنى الروح القدس؟ وهل هذه الكلمات الثلاثة تحمل معنى واحد أم لكل منها معنى مختلف؟؟.
في انتظار جوابك.

أسعد أسعد:
الآب و الإبن و الروح القدس ... هو إعلان الله الغير محدود و الغير مدرك ... عن ذاته للبشر ... فهو يعلن لهم إن في ذاته أبوه ... تتسع لهم و تشملهم و تحبهم ... و هو في ذاته بنوه ... تتواصل معهم و تتنازل إليهم لترفعهم إليه و تعلن لهم الحب الإلهي ... و هو في ذاته روح ... منتشر متواجد يحوي الوجود هو الفاعل المنفذ الخالق المجدد ... و كل هذه ... الأب و الإبن و الروح القدس ... مصطلحات بلغه بشريه أعلنها الله بروحه للعقل البشري ليدركها القلب البشري ..عن ذاته الغير مدرك الغير محدود إعلان خاص للعقل البشري .. بلغه بشريه تناسب الفهم البشري ... يستوعب أبعادها القلب البشري ... أما المطلق فهو يفوق الإدراك البشري ... و هذا ما سنعاينه و ندركه .. بعد أن نفارق أجسادنا البشريه المحدوده .. بالزمان و المكان و الأبعاد الكونيه ... إلي الحضرة الإلهيه ... التي تقصر عقولنا امحدوده داخل أجسادنا عن إدراكها ... و لكي أوضح لك ... أنت لا تستطيع حتي أن تتخيل أنك تعيش في وجود لا مكان للزمن فيه .. لا أمس ولا غد ... و أنا لا أستطيع أن أشرحه لك ... خارج قدراتي العقليه البشريه ...و هو قد خلق الإنسان بمنظومه ثلاثيه ... الروح و النفس و الجسد ... ليستطيع الله أن يتواصل معه ... و بإرادته الحره .. فالإنسان يرفض أو يقبل التواصل ... و يستعمل الله غالبا معطيات و مصطلحات و أمثال و لغه بشريه علي قدر ما يستوعب العقل البشري .... من إعلان ... يفوق قدرة المعرفة الذهنيه .. لكنه قد يسطع للإدراك القلبي ... و لاحظ البشر يتعاملون مع غير المنظور عن طريق خاصيتين ...التصور .. و هي قدرة في العقل البشري ... نتج عنها الإختراعات و كافة مستلزمات تقدم البشريه .. و الأخري التواصل ... و هي خاصية تتلقي الإعلان من الله .. و قد تقبله و قد تتغافل عنه إرادة الإنسان .... مصيبة المصائب .... حينما يغلق الإنسان تواصله ... و يطلق العنان لتصوراته ... أسوأ شئ .... أن تتصور الذات الإلهيه ... و أن تغلق قلبك عن التواصل معه ... و نتج عن ذلك جميع الديانات الوثنيه و البدائيه ... و جميع الإنحرافات الدينيه في جميع الأديان ... التصور في العقل .. و النفس .. بتفاعل مع الجسد .. أما التواصل ففي الروح ... و بما أن روح الإنسان أصبح منفصل عن الله بالطبيعه .. فهو لا يستطيع التواصل مع الله إلا إذا تواصل الله معه من علاه ... و قبل هو التواصل بقلبه و عقله .. فيعيد الله إليه قدرة التواصل مع الله بروحه ...و هذا يسمي بالمصطلح اللغوي البشري ... إيمان ....(أما الإيمان فهو الثقه بما يرجي و الإيقان بامور لا تري) .. معلهش .. إستحملني .... أحبك ... فطرت إيه النهارده ...

نهرو طنطاوي:
حسنا أستاذ أسعد ولكن هذه الثلاثية الإلهية فيها "البنوة" وهذه البنوة تأكل وتشرب وتقضي حاجتها وتمشي وتنام وتبكي وتفرح وتحزن مثلنا نحن البشر تماما فكيف تنطبق هذ الأفعال والممارست البشرية المحدودة على الله المطلق الأزلي غير المحدود كما وصفته؟؟.

أسعد أسعد:
حلو قوي جميل .. يا جميل ... الجسد البشري المولود من رحم مريم ... هو الجسد الذي تراءي فيه الله ببنوته لنا ... جسد له طبيعه بشريه كامله ... لكن بخليقه خاصه بدون رجل ... الروح الذي يملاء هذا الجسد ليجعل منه إنسانا حيا هو الروح الإلهي ... و أنا أقول .... إن الله تجلي في المسيح ... فالمسيح يسوع إبن الله و ليس ولد الله ... (لأنه يولد لنا ولد و نعطي إبنا) .. الولد من الإنسان يولد .. و الإبن من الله يعطي ... حليت بإيه بعد الفطار ... إوعي تقولي بطيخ .. لوحدك يا نهرو ...

نهرو طنطاوي:
حسنا أستاذ أسعد
لو وافقتك جدلاً على أن الروح الذي يملأ الجسد هو الروح الإلهي _مع أنني أعتقد بأن الله ليس له روح في ذاته إنما الروح هو خلق من خلق الله_ فكيف للجسد المخلوق المحدود أن يحوي الروح الإلهي المطلق اللامحدود؟؟ أليس هذا طعنا في ذات الله المطلق اللامحدود بأن جعلت روحه المطلق يحتويه جسد محدود مخلوق؟؟

أسعد أسعد:
إنت كده جبت المفيد ... المشكله هي مفهومك و عقيدتك عن الروح ...إسلاميا أتكلم ...المسيح كلمة الله القاها إلي مريم (فتكون بها الجسد) و روح منه (الحال في الجسد) فكيف يكون الروح الذي من الله مخلوق و محدود ... لكن لنتقدم إلي الفكر المسيحي ... الله غير محدود يملأ الكون و يحوي الكون و الكون لا يحده الله موجد الوجود و الوجود محدود أما الله فهو غير محدود ... الله يتراءي لمن يشاء في الوقت الذي يشاء بالشكل الذي يشاء ... الله يتجلي أي يعلن و جوده ... الله خلق لنفسه جسدا في رحم مريم ... المولود من مريم وعاء تجلي الله فيه للبشرية ... و السبب إعلان ذاته .. إعلان أبوته للبشر .. روح الله الذي يملاء الكون و اكبر من الكون تجلي و تراءي بقدرته الإلهيه التي لا تحد في جسد المسيح بينما يملآ وجوده الكون كله ... مثال قد يكون عليه الكثير من التساؤلات و الإنتقادات .. اسوقه اليك لعلي أستطيع أن أشرح فكري لك .. كوبا فارغا ... ليس فارغا (لا يوجد فراغ علي سطح الأرض) إن ما في هذا الكوب يملاء غلاف الأرض كلها و الكوب لا يحده ... و جميع خواص ما هو خارج الكوب ... هي نفس خواص ما يملأ الكوب تماما .. فاذا القيت بالكوب في المحيط ... فما يملأ الكوب هو نفسه تماما الذي يملأ المحيط ... يا نهرو نحن هنا نتكلم عن قدرة الله ... المسيح في المسيحية هو صورة الله الجسد من مريم و الصوره الأزليه الأبديه التي ف الله تجلت في المسيح ... جسد المسيح المحدود لا يحوي أي يمتلك الروح ... الروح الغير محدود هو الذي يمتلك جسد المسيح المحدود ... المسيح تكلم و شفي أناس عن بعد لم يرهم و الم يروه ... قال لقائد روماني ترجاه من اجل شفاء ابنه ...إبنك حي ... و قال للمرأة الكنعانيه ... إبنتك قد شفيت ... فهل خرج الروح من المسيح و شفي ثم رجع إليه ؟؟؟ الله تجلي في المسيح ... في أعمال المسيح ... في كلمات المسيح ... في حياة المسيح ... في قيامة المسيح من بين الأموات ... قيامة من القبر .. بلا رجعة للقبر ...يا نهرو أنا اريدك أن تدرك ما يؤمن به المسيحيين لتعرف أنه مختلف تماما عما كان النصاري يؤمنون به ... إيمان النصاري خطأ ... مالناش دعوه بيه ... اللي قاله القرآن عنهم صح ... و إيمانهم ما ينطبقش علي الإيمان المسيحي بل يتعارض معاه .... ممكن أروح أنام ...

نهرو طنطاوي:
عمي أسعد
أنا زعلان منك جدا علشان لم تراع العشرة الطويلة إللي بينا،
يعني يا راجل طيب انت بتعرفني من سنوات طويلة وتناقشنا كثيرا حول هذا الموضوع، ثم تأتي بعد كل هذه السنوات تقول لي نفس الكلام اللي كنت بتقوله زمان وبنفس الطريقة؟؟ وكده أزعل منك جدا، لأني بحس كأنك بتكلم أحد متسولي أو هواة أو عواطلية الفيسبوك مش بتكلم نهرو طنطاوي. يبقى لي حق أزعل ولا ما أزعلش؟؟.

شوف يا أستاذ أسعد
أنت عارفتي كويس من زمان، فإذا أردت أن نستمر في الحوار فلابد أن يكون حوارنا جادا وردودنا محددة ومباشرة ومركزة ومختصرة دون شرح أو تفصيل أو دخول في تهويمات ومتاهات لا داعي لها على الإطلاق. هنا سأستمر معك في الحور، أما لو في كل سؤال سهل بسيط أسأله لك سترد عليَّ بخطبة جمعة فلتسمح لي لن أستمر في الحوار وسأنسحب فورا. فأنا لست تلميذا أجلس في فصل في إحدى المدارس لتنهال عليَّ بكل هذا الشرح.

أستاذ أسعد أنا كلامي واضح ومحدد وأسئلتي مباشرة ومحددة، أنا ليس لدي مشكلة لا في مفهومي ولا في عقيدتي عن الروح، المشكلة لديك أنت، ولولا أن لديك مشكلة في عقيدتك لما أتيتني لتحاورني فيها.

تقول: (الآب و الإبن والروح القدس واحد و ليسو ثلاثة)، ثم تعود وتقول بعدها: (فالآب و الإبن و الروح القدس هم الثلاثية التي أعلن الله لنا نحن البشر فيها عن ذاته الإلهية). وسألتك هل هم ثلاثة أم ثلاثية؟ وما الفرق بين الثلاثة والثلاثية فلم تجبن؟

وتقول: (الله غير محدود) ثم تعود فتقول: (الله يتراءي لمن يشاء في الوقت الذي يشاء بالشكل الذي يشاء). ثم تقول: (لله يتجلي أي يعلن و جوده). ثم تقول: (الله خلق لنفسه جسدا في رحم مريم) . ثم تقول: (المولود من مريم وعاء تجلي الله فيه للبشرية). ثم تقول: (روح الله الذي يملاء الكون و اكبر من الكون تجلي و تراءي بقدرته الإلهيه التي لا تحد في جسد المسيح). ثم تقول: (المسيح في المسيحية هو صورة الله الجسد من مريم و الصوره الأزليه الأبديه التي ف الله تجلت في المسيح). ثم تقول: (الروح الغير محدود هو الذي يمتلك جسد المسيح المحدود). إيه الحكاية يا أستاذ أسعد؟؟ انت عايز تقرطسني ولا إيه؟؟!!.

سؤالي مرة أخرى واضح ومحدد:
هل هو يتجلي؟
أم يعلن وجوده؟
أم تجسد؟
أم تراءى في الجسد؟
أم امتلك الجسد؟
وأليس امتلاك الروح للجسد يتعارض مع التجسد والتجلي؟.

وهل الروح والجسد شيء واحد، أم أن الروح التي هي من ذات الله شيء والجسد شيء آخر؟؟.

أرجوك استاذ أسعد أجبني أجوبة مباشرة مركزة محددة دون شرح أو تفصيل، ولو أنا احتجت إلى تفصيل سأطلب من.

أسعد أسعد:
يا نهرو يا حبيبي .. إنت أستاذي و أنا باتعلم منك ... العشرة الطويله عزيزه عليا ... و لن أفقدك أبدا ... أبدا ... إذا طردتني م الباب .. ها أدخل لك م الشباك ... و إذا كتمت بقي .. مش ها تسد وداني .. و ها افضل أسمع ليك .. حكاية أن أرد رد مختصر .. إنت أستاذ و مدرس .. و يمكن ده عيب في أعترف بيه .. ممكن تستحملني يا نهرو ... إنت بتقول إن ما عندكش مشكله فيك و لا في عقيدتك في فهمك للروح و بتقول المشكله عندي أنا ... صح يا نهرو .. المشكله هو إختلاف عقيدتي عن عقيدتك .. مش بس في الروح ... ياه ... أعد و الا بلاش ... أنا هنا باعرض ليك عقيدتي .. و غرضي ليس نقد العقيده الإسلامية .. المناقشه أساسا يا نهرو يا حبي .. هي عن .. هل المسيحيين نصاري أم لا ... و أنا بابين الفرق بين عقيدة النصاري كما أوردها و نقدها القرآم و بين العقيدة المسيحية ... النقاش ليس بين إسلام و مسيحية ... أنا أعتقد إن النقاش بين النصرانية و المسيحية ...نقاش الإسلام مع المسيحية شئ آخر تماما ... ثم أنا مش عايز أقرطسك ... ها أعمل بيك إيه لو قرطستك ... ها أبيع فيك لب و سوداني ..(راجعلك).

أسعد أسعد:
رجعت لك ... متأسف علي الإنقطاع ... كنت باعمل الفطار للحاجه أم العيال ... كنا بنقول إيه ... شوف يا عم نهرو الثلاثيه هنا ليست ثلاثية الأشخاص .. ما أقصده هو ثلاثية الإعلان الإلهي عن الذات الإلهيه .. الآب و الإبن و الروح القدس ... و ده المفهوم المسيحي .. اللي بيناقض .. المفهوم النصراني ... الله و مريم و المسيح ... أما المفهوم الإسلامي .. فهذا شئ آخر و ليس هو مجال هذه المناقشه ... أنا باثبت لك .. إن النصاري .. غير المسيحيين .. مش با ابرهن الإيمان المسيحي للمسلمين ... ثم سؤآلك المحدد و الواضح .. عن يتجلي أم يعلن أم تجسد أم تراءي أم أمتلك .... كلهم مع بعض مافيش تعارض ... و سؤالك عن إن أمتلاك الروح للجسد يتعارض مع التجسد و التجلي ... مافيش تعارض ... انت هنا بتتكلم عن الله الغير محدود القدرة ... و في كل موقف يتعامل مع البشر بحسب حكمته اللا محدوده و قدرته اللا محدوده ... و لا حظ إحنا بنتكلم عن جسد المسيح .. المخلوق في رحم مريم بروح الله .. مختلف تماما عن الجسد الإنساني .. الذي يزرع في رحم المرأة بمني الرجل ... جسد المسيح له خواص بشريه عاديه .. من جهة الفسيولوجيا ... أكل و شرب و عطش وو جوع و الم .. و حتي الموت ... و له شهوات أيضا يشعر بها لكن الإختلاف هنا ... إن طبيعتنا الجسدية بسبب عصياننا علي الله (أخطأ آدم فأخطأت ذريته و عصي آدم فعصيت ذريته) فنحن غرائزنا بالطبيعة تغلب إرادتنا و حتي حكم ضميرنا ..(وهذان يقاوم أحدهما الآخر حتي تفعلون ما لا تريدون) (لأن الإراده حاضرة عندي أما أن أفعل الحسني فلست أجد) فالمسيح مختلف لأن جسده خاضع للروح الذي فيه و النفس التي فيه لأن ... (و ها الخبطك في الحته دي) ... لأن الآب و الإبن و الروح القدس ... فيه (أنا في الآب و الآب فيّ) ... أرجوك يا نهرو أن تلتزم بالعقل النصراني ... إترك العقل المسلم جانبا الآن ... أنا أحاول إقناعك .. كمسلم ... إن العقيدة النصرايه .. إللي إنت ضدها كمسلم ... غير العقيدة المسيحية التي أنت مختلف عنها كمسلم .. أما دخولنا في نقاش او جدل أو مناظره .. إسلاميه مسيحية عن من هو الله .. فهذا لم يكن هدفي من البدايه ... و بعدين إنت أستاذ يا أخي و أنا تلميذك ... إحتملني ... حبي .... حبيبي ... باموت فيك يا نهرو يا عسل ...

نهرو طنطاوي:
لا يا أستاذ أسعد ليست الثلاثية ثلاثية الإعلان عن الذات وإنما الثلاثية هي ثلاثية أشخاص لكل منهم خاصية وعمل لا يشاركه فيه الآخر، وأقدم لك البرهان على هذا:
فأنت كأرثوذكسي في عقيدتك الأرثوذكسية الأقانيم الثلاثة لكل أقنوم منها خاصية وعمل لا يشاركه فيها الأقنوم الأخر، وتكون خواص الأقانيم الثلاثة أو الثلاثية كالتالي:
أقنوم الآب: هو الذات وهو مختص بالوجود والبثق أي: هو باثق ينبثق منه ولا ينبثق هو من شيء وهذه الخاصية لا يشاركه فيها أي أقنوم آخر من الأقانيم. وقد نص قانون الإيمان على هذا بقوله: ( نؤمن بإله واحد، الله الآب، ضابط الكل، خالق السماء و الأرض، ما يرى و ما لا يرى).

أما أقنوم الابن: فهو الرب يسوع المولود من الآب وهو المخلص والشفيع والمتجسد. وقد نص قانون الإيمان على هذا بقوله: ( نؤمن برب واحد يسوع المسيح، ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساو للآب في الجوهر، الذي به كان كل شيء. هذا الذي من أجلنا نحن البشر، و من أجل خلاصنا، نزل من السماء و تجسد من الروح القدس و من مريم العذراء. تأنس و صلب عنا على عهد بيلاطس البنطي. تألم و قبر و قام من بين الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب، و صعد إلى السموات، و جلس عن يمين أبيه، وأيضًا يأتي في مجده ليدين الأحياء و الأموات، الذي ليس لملكه انقضاء).

أم أقنوم الروح القدس: فهو المحيي المنبثق من الآب والناطق في الأنبياء، وقد نص قانون الإيمان على هذا بقوله: (نعم نؤمن بالروح القدس، الرب المحيي المنبثق من الآب. نسجد له و نمجده مع الآب والابن، الناطق في الأنبياء).

وهذا يعني أن لكل أقنوم خصوصية لا يشاركه فيها أقنوم آخر، فمثلا الآب هو الباثق الذي لا ينبثق من شيء، والابن منبثق من الآب وحده وليس من الآب والروح القدس، وكذلك الروح القدس منبثق من الآب وحده وليس منبثقا من الآب والابن، فألا يعني هذا الإيمان يا أستاذ أسعد أننا نتحدث عن ثلاثة أشخاص مختلفين في خواصهم عن بعضهم بعضا ثم تقول لي النصرانية التي انتقدها القرءان غير المسيحية؟؟!!!

انت شكلك ما أكلتش بطيخ النهاردة، هبعتلك عربيتين بطيخ وعلى السكين كمان.

وبعدين انت بتقول (إن جسد المسيح له خواص بشريه عاديه .. من جهة الفسيولوجيا ... أكل و شرب و عطش وو جوع و الم .. و حتي الموت ... و له شهوات أيضا يشعر بها). ثم تقول بعدها: (فالمسيح مختلف لأن جسده خاضع للروح الذي فيه و النفس التي فيه لأن لآب و الإبن و الروح القدس ... فيه (أنا في الآب و الآب فيّ).
حسنا يا أستاذ أسعد، من الذي مات على الصليب هل هو الجسد الإنساني فقط أم الجسد والإله معا؟؟.

أسعد أسعد:
شفت يا نهرو إنت عملت إيه في الأخ مصطفي موسي... أهو قال لك المسيحية لا تختلف عن النصرانيه ... و بصراحه يا نهرو إنت إدتني درس محترم في قانون الإيمان المسيحي .... يا راجل .. يا ابو الأنهار ... ياللي علمك وسع المحيطات و البحار ... ركز معايا يا نهرو يا حبيبي ... إحنا هنا بنناقش .. الفرق بين عقائد النصاري التي إنتقدها القرآن .. و بين االإيمان المسيحيي الذي لا يمت للنصرانية بتاتا ... هذا هو إيمان النصاري بالنص القرآني ..
كال القرآن إتهامات لطائفة النصاري عن تعارض عقائدها مع العقيدة القرآنيه أهمها ما جاء في الآيات ...
المائدة 73 .. لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
النساء 171 يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً
مريم88 - 92 وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا ..َقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ..تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ..أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا ..وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا
المائدة 116 وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي و َلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ
التوبة 30 – 31 "وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ..
اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ"
هذا هو إيمان النصاري .. و أنت قد أوردت لنا مشكورا قانون الإيمان الأرثوذكسي ... فهل العقيدتان متساويتان ... ألاي تري الفرق ... أنا لا أعبد المسيح و أمه من دون الله ... أنا لا أعبد ثالوثا هو الله و المسيح و مريم ... أنا لا أتخذ الرهبان أربابا من دون الله ... أنا أعبد إلاها واحدا لا شريك له ... الله ليس له ولد .. لكنه أعطانا إبنا بحسب نبوة أشعياء النبي ... عندما قالت النصاري إن المسيح إبن الله ... و مع إن اللفظ يبدو مسيحيا إلا أن فكر النصاري إن الله كانت له صاحبة .. كمال قال عنهم القرآن و فضحهم .. و من الصاحبه نتج المسيح ... هل هو ده فكر و إيمان المسيحيين في رأيك ... أنا عايز منك كلمة حق و قول حق ... هل الإيمان النصراني الذي إنتقده القرآن هو الإيمان المسيحي ... كيف تعادل الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ... بالذين قلوا .. نؤمن بإله واحد ... هو أنا باضحك عليك يا نهرو والا خايف منك .. أنا لو باعبد ثلاث آلهة ... ها أقولها .. قدامك و علنا ... و ها أفتخر بيها كمان ... يا نهرو الهندوس بيفتخروات بالبقر و عبادته ... البوذيين بيفتخروا ببوذا و عبادته ... إشمعني أ،ا اللي هاكذب عليك ..أو أغشك و أخاف منك و أقولك .. أنا باعبد إله واحد .. و أنا في الأصل باعبد تلاته ... ليه و عشان ايه .... لكن إذا كنت إنت مختلف معايا في الثالوث .. و العقيده المسيحية المختلفه عن العقيدة الإسلاميه ... فهذا شئ مختلف تماما .. و مناقشه أخري تماما ... يا نهرو يا حبيبي ... ناقش العقيده النصرانية التي فندها القرآن في ضوء الإيمان المسيحي .... هل معقول أن تري إن ألإتنين واحد...... ده موضوع نقاشنا ... أما مقارنه أو شرح بديهيات الإيمان المسيحي فهذا خارج عن نطاق المناقشه ... يا نهرو ... أنا أقول و أشهد ... لا إله إلا الله ... فهل أنا نصراني ....................... أصوت ... أصرخ ... أقول يا ناس ياهوه ... انا لا أقول إن الله ثالث ثلاثه ... أنا لا أعبد المسيح و أمه من دون الله ... أنا لا أتخذ أحبارا ولا رهبانا أربابا من دون الله ... أنا لا أقول إن الله كانت له صاحبة أنجب منها إبنا ... أنا مش خايف من حد ... و لا بادلس علي حد ...لو انا باعبد الله و المسيح و مريم كثالوث .. ها أقولها و انادي بيها في عين الشمس ... مش عارف أقولك إيه أكتر من كده .... البطيخ ... لن أتنازل عن شادر بطيخ بحاله .... نقزقز و نمزمز أنا و انت تحت شجره جنب ساقيه .... حبي .... حبي .... رايح أنام وراجعلك الصبح ... ترد عليا بعد الفطار مش و انت صايم .... رمضان كريم .. و كل سنه و أنت مليون طيب ...تصبح علي خير ...

نهرو طنطاوي:
أستاذ أسعد
صحصح معايا لو سمحت:
أنت تعرف جيدا أن هناك عشرات العقائد وربما مئات العقائد النصرانية المختلفة التي نشأت بسبب التثليث والبنوة والتجسد وتأليه المسيح ابن مريم عبر التاريخ النصراني ومنذ القرون الأولى للنصرانية وحتى يوم الناس هذا، واتخاذ المسيح ومريم إلهين من دون الله لم يكن الله في سورة المائدة الآية (116) (أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله)، لم يكن يتحدث عن جموع النصارى في المدينة المنورة، إنما كان حديث القرءان في آية المائدة (116) عن طائفة واحدة من طوائف النصارى التي كانت تقطن المدينة المنورة في القرن السابع، وآية المائدة (116) يا أستاذ أسعد لم تكن تتحدث عن تثليث على الإطلاق، فالتثليث في آية المائدة (116) جئت به أنت من عند نفسك ولم يذكره الله في الآية على الإطلاق، فالآية تتحدث عن طائفة واحدة فقط من طوائف النصارى المتعددة التي كانت موجودة في المدينة المنورة كانت تعتقد بألوهية المسيح وألوهية مريم فقط من دون الله.

وهل تدري يا أستاذ أسعد ما معنى عبارة: (من دون الله)؟؟ أي: تأليه مريم والمسيح دون تأليه الله رب العالمين. وهذا الاعتقاد يسمى (تثنية) وليس (تثليثا)، فلو كانت الآية تتحدث عن تثليث كما تقول لجاء نصها كالتالي: (أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين مع الله) وليس: (أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله)، فهناك فرق شاسع جدا يا أستاذ أسعد بين: (من دون الله) و(مع الله).

وهذه الطائفة يا أستاذ أسعد كان اسمها (المريمانيون) أو (المريمانية) أو (المريمية) أو (المريميين)، وكان أول من تحدث عن هذه الطائفة التي كانت تأله مريم والمسيح فقط هو القديس (أبيفانيوس) أسقف سلاميس فى كتاب الهرطقات حوالى سنة 375 وقال عنهم: (وكان أتباع هذه الطائفة يعبدون ثلاثى مكون من الله والعذراء مريم كآلهة أنثى بصفتها أم يسوع كإلهين بشريين وطغت فيما بعد عبادة العذراء وإبنها المسيح فقط وقلت عبادة الله معهما فيما بعد). انتهى

وانتشرت عقيدتهم ما بين عامين (315، 403) ميلادية وانتشرت هذه الطائفة حتى وصل أتباعها إلى بعض البلدان ومنها الجزيرة العربية، وقد تحدث عنهم (ابن تيمية) في كتابه: (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح) أنهم ليسوا هم كل نصارى المدينة المنورة والجزيرة العربية إنما هم طائفة منهم، قال بن تيمية: (مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: الْمَسِيحُ وَأُمُّهُ إِلَهَانِ مِنْ دُونِ اللَّهِ، وَهُمُ الْمَرْيَمَانِيُّونَ وَيُسَمَّوْنَ الْمَرْيَمَانِيَّةَ، كَذَلِكَ قَالَ ابْنُ حَزْمٍ، وَهُوَ - سُبْحَانَهُ - لَمْ يَحْكِ هَذَا عَنْ جَمِيعِ النَّصَارَى، بَلْ سَأَلَ الْمَسِيحَ سُؤَالًا يُقَرِّعُ بِهِ مَنِ اتَّخَذَهُ وَأُمَّهُ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ). انتهى

وتحدث عنهم كذلك العلامة (أحمد المقريزى) في كتابه: (القول الابريزى)، وتحدث عنهم (ابن حَزْم الأندلسي) في كتابه: (الفصل في الملل والأهواء والنحل).

ولو راجعت يا أستاذ أسعد نصوص القرءان الكريم جيدا في عقائد طوائف النصارى المختلفة والمتعددة والتي كانت موجودة ومنتشرة في المدينة المنورة لوجدت أن القرءان الكريم تحدث عن عدة عقائد مختلفة لعدة طوائف نصرانية مختلفة، وستجد يا أستاذ أسعد أن طائفتك كانت موجودة في المدينة المنورة ضمن هذه الطوائف، وهذه هي عقائد الطوائف النصرانية المختلفة التي انتقدها القرءان الكريم على النحو التالي:

طائفة حكى القرءان عنها بقوله: (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰ-;-هَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ). (116_ المائدة).
وطائفة حكى القرءان عنها بقوله: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا). (88_ مريم).
وطائفة حكى القرءان عنها بقوله: (وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءاً). (15_ الزخرف).
وطائفة حكى القرءان عنها بقوله: (وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ). (30_ التوبة).
وطائفة حكى القرءان عنها بقوله: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ). (31_ التوبة).
وطائفة حكى القرءان عنها بقوله: (لقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ). (17_ المائدة).
وطائفة حكى القرءان عنها بقوله: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ). (73_ المائدة).
وطائفة حكى القرءان عنها بقوله: (إِنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انتَهُوا خَيْراً لَّكُمْ). (171_ النساء).

عايزك بعد ما تفطر وتشرب القهوة تقعد كده مع نفسك وتشوف إنت إيمانك تبع أي طائفة في دول؟. هتلاقي نفسك تبع النصارى الذين قالوا (المسيح بن الله) والذين قالوا: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ)، والذين قالوا: (إن الله ثالث ثلاثة). وهي الأقانيم الثلاثة.

وأنت تعرف جيدا يا أستاذ أسعد أن النصارى أو المسيحيين في العالم منذ القرون الأولى للنصرانية أو للمسيحية وحتى يومنا هذا منقسمون لعشرات وربما مئات الطوائف في مصر والمنطقة العربية وفي جميع بلدان العالم.

وهذه يا أستاذ أسعد مجموعة من العقائد المسيحية المختلفة لطوائف مسيحية مختلفة كما تفضل أن تسميهم منذ القرون الأولى للمسيحية:

# فى عام 260م، كان الأسقف (بولس السميساطي)، يؤمن بإله واحد، ويؤمن بأن (الكلمة والروح القدس) ما هما إلا صفات لله وليسا بأقنومين، وصفة الكلمة هي التي كانت تعمل مع كل الأنبياء وليس المسيح فقط، وأن المسيح الذي ولد من العذراء مريم ما هو إلا إنسان مثلنا تماما، لكنه أعظم من موسى ومن كل الأنبياء، لأنه كان إنسانا كاملا، وكلمة الله حلت عليه بعد ولادته من مريم.

# ونشأت من عقيدة (بولس السميساطي) عقيدة أخرى تقول: (كان في المسيح أقنومان وابنان للإله، أحدهما بالطبيعة والآخر بالتبني).

# وفي أواخر القرن الثاني وفي النصف الأول من القرن الثالث بدأت عقيدة أخرى في آسيا الصغرى وروما وشمال أفريقية. ومن أهم دعاتها (نوئيطوس)، الذي بشّر في أزمير بين سنة (180 وسنة 200)، فأعتقد أن الإله هو أقنوماً واحداً ظهر فى ثلاثة أشكال (الأب والأبن والروح القدس) وليس ثلاثة أقانيم أو أحوال: (حال الآب)، و(حال الابن)، و(حال الروح القدس), وكان يبحث عن وحدانية الإله ورأى أن هذه الوحدانية لا تتفق مع وجود ثلاثة أقانيم، ورأى أن التمييز في الإله ليس بين أقانيم بل بين أحوال وأشكال ثلاثة اتخذها الإله الواحد في الزمن. لذلك نستطيع أن نخلع عليه ثلاثة أسماء، فندعوه تارة (الآب) لأنه مبدأ الكون وخالقه، وتارة (الابن) لأنه تجسّد وصار إنساناً، وتارة (الروح القدس) لأنه يملأنا بحضوره.

# ثم ظهرت عقيدة (لوشيانوس)، وكانت عقيدته تقوم على: الإيمان بأن الله واحد وحيد لا مساو له، وهو الخالق لكل الأشياء، وكل ما هو خارج عنه فهو مخلوق، فهو الذي خلق (الكلمة) وقد أخذ هذا (الكلمة) جسداً بشرياً لا روحاً. ولأن ابن الله قد جاع وعطش واضطرب فإنه أخذ جسداً بشريا فعلياً وبالتالي كان يسوع إنساناً حقيقياً. والمسيح هو الشخص الذي عرّفنا بالله والذي ارتفع إلى المجد بعد أن أظهر طاعة كاملة ومحبة عارمة لله، ومن هذا التعليم نجد أن يسوع ناسوت فقط وأنه ابن الله بالتبني وليس بالحقيقة.

# ثم ظهرت عقيدة (آريوس) (256 - 336م) وهو مواطنً ليبيً , تلقى تعليمه اللاهوتى فى أنطاكية فى مدرسة (لوقيانوس), وعندما ذهب إلى الأسكندرية وخدم فيها رسمه البابا (بطرس) بابا الأسكندرية (شماساً) ورسمه (كاهناً) وسلمه كنيسة بوكاليا, وهى كنيسة الإسكندرية الرئيسية فى ذلك الوقت، وكانت عقيدة (آريوس) عن المسيح كلمة الله: (أنه خالق ومخلوق، خالق الكون, ومخلوق من الإله). وكان (آريوس) يقول: (إنّ الكلمة ليس بإله، بل بما أنه "مولود" من الله الآب فهو لا يُشاركه طبيعتهِ، بل تقوم بينهما علاقة "تبنّي"، فالكلمة إذاً ليس بأزليّ بل هو مجرد خليقة ثانويّة أو خاضعة. وعلى ذلك يكون الخلاص الذى صنعة المسيح عملاً قام به كائن محدود , أقام ذاته مخلصاً بفعل إرادته الحرة , ومن ثم فلا تكون كفارته خلاصاً للجنس البشرى كله إلا من قبيل إظهار أمكانية كسب الخلاص). ويقول أيضاً: (كان فى المسيح امكانية لأختيار الخير أو الشر, وحرية الأختيار تقوم فى العقل أو الروح أو النفس الأنسانية الناطقة العاقلة). والعجيب أن المسيحية الأرثوذكسية اعتبرت عقيدة (آريوس) هذه كفراً وزندقة لأن عقيدته كانت حصيلة فكر فلسفى لاهوتى عقلانى.

# وخرجت من عقيدة (آريوس) عدة عقائد كان من أبرزها: عقيدة: (تشكك بمساواة الابن للآب في الجوهر). وعقيدة تقول: (إن طبيعة الابن مختلفة تماماً عن طبيعة الآب). وعقيدة ثالثة تقول: (بأن الروح القدس ليس إلهياً إنما هو مخلوق ثانوي).

# ثم ظهرت عقيدة (مقدونيوس) وهى: ( أن الروح القدس عمل إلهى منتشر فى الكون، وليس بأقنوم متميز عن الآب والإبن بل هو مخلوق يشبه الملائكة ولكنه ذو رتبة أسمى منهم).

# ثم ظهرت عقيدة: (أبوليناريوس) الذي كان أسقف اللاذقية، حيث كان يعتقد (أن كلمة "طبيعة" وكلمة "أقنوم" بمعنى واحد, فإذا كان فى المسيح طبيعة لاهوتية كاملة, وطبيعة ناسوتية كاملة إجتمعتا معاً فى المسيح, فإن هاتين الطبيعتين الكاملتين يكونان أقنومين إذ لا يمكن أن يتألف أقنوم واحد من طبيعتين). وعلى ذلك يرى (ابوليناريوس) (أن التصور القائل بإتحاد اللاهوت بالناسوت اتحادا كاملاً, بمعنى كُليَّان فى كُلِى واحد, هو تصور مستحيل. وكان ينادى بلاهوت المسيح ولكن لا يؤمن بكمال ناسوته، إذ كان يرى أن ناسوت المسيح لم يكن محتاجا الى روح فكان بغير روح لأن الله (الكلمة) كان يقوم بعمله في منح ناسوته الحياة).

# ثم ظهرت عقيدة: (إفنوميوس) أسقف (سيزيكوس) والذى كان يعتقد: (بأن الابن غير مساوى للآب، وكان ينادى بأن هناك جوهر واحد سامى ولكن بلا تمايز فى الخواص، وأن الابن ليس مولودا من الآب بل ناتجا عنه، وأن الروح القدس كان أول المخلوقات التى عملها الابن بالقدرة الخالقة التى أعطاها له الآب).

# ثم ظهرت عقيدة (الأبيونيين): حيث (أعتقدوا أن المسيح ليس إلا ابنا ليوسف النجار من مريم). إلا أن هذا التصور قد وجد معارضة شديدة من خارج هذه الجماعة وفى داخلها أيضاً حيث أنقسمت هذه الطائفة إلى عدة طوائف كل منها له معتقده ولكن يطلق عليها أسماً واحداً وهو (الأبيونيين) الذى يعنى (طوبى للمساكين).

# ثم ظهرت عقيدة أخرى: ( ترفض لقب "العذراء مريم" حيث أن المسيح ولد من "مريم" بواسطة الروح القدس، وبعد ذلك عاشر يوسف النجار "مريم" معاشرة الأزواج). وقد أنكرت هذه العقيدة اللقب الذى أطلق على "مريم" فى العقيدة الأرثوذكسية والعقيدة الكاثوليكية وهو: "العذراء دائمة البتولية".

# ثم ظهرت عقيدة: "رهبان الإسقيط" وكان يرأسها "أفوديوس" وهى عقيدة تقوم على: (تصوير الإله فى صورة جسدية، أو إطلاق المشاعر الحسية والإنسانية، وأن الإله ذو صورة بشرية وذو أعضاء جسمية بشرية).

# ثم ظهرت عقيدة (نسطور) وكان بطريركاً للقسطنطينية،فقد كان يعتقد: (أن مريم لم تلد إلهاً بل ما يولد من الجسد ليس إلا جسداً وما يولد من الروح فهو روح. فالعذراء ولدت إنساناً عبارة عن آلة للاهوت. وذهب إلى أن يسوع المسيح لم يكن إلهاً في حد ذاته بل هو إنسان مملوء بالبركة أو هو مُلهم من الله لم يرتكب خطية). وقال فى خطبته الأولى "إنهم يسألون إن كان من الممكن أن تدعى مريم والدة الإله. لكن هل لله أم إذاً؟. لأن مريم كانت امرأة والحال أنه من المستحيل أن يولد الله من امرأة ولا أنكر أنها أم السيد المسيح إلا أن الأمومة من حيث الناسوت فقط. ثم قال (نسطور) في خطبة له كذلك: إن ذاك الذى يقول ببساطة "أن الله مولود من مريم يجعل من العقيدة المسيحية سخرية للوثنيين، لأن الوثنيين سوف يجاوبون "لا أستطيع أن أعبد إلهاً يولد ويموت ويدفن". وفصل (نسطور) المسيح إلى طبيعيتين وأقنومين وأستنتج أمرين، أحدهما: (أن العذراء لم تلد سوى الإنسان ولذلك لا يجب أن تلقب بأم الإله). والثانى: (أن الإله لم يولد ولم يتألم ولذلك لا ينبغى أن يقال أن الإله مات). وهو بذلك يعتقد بأن الطبيعة الإلهية لم تتحد بالإنسان الكامل وإنما ساعدته في حياته فقط. وكان (نسطور) يردد قول "القسيس" التابع له "أناستاسيوس": (أن لقب والدة الإله له مذاق وثنى وهو يتعارض مع التعبيرات الواردة فى الكتب المقدسة مثل (بلا أب ولا أم). الواردة فى الرسالة إلى العبرانيين (7: 3).

# ثم ظهرت عقيدة الراهب القس (بيلاجيوس)، (حيث كان ينكر وجود علاقة مباشرة بين خطيئة آدم وسائر أفراد الجنس البشري، وكان يعتقد أن الإنسان ينال رضى الله بواسطة جهوده الخاصة. وكان يعتقد أن الإنسان لم يكن بحالة روحية سيئة إلى درجة تستوجب موت المخلص على الصليب).

# ثم ظهرت عقيدة (اوطاخى) وكان "أرشمندريت" أى "رئيس دير" فى أحد الأديرة بالقسطنطينية، حيث كان يعتقد: (بأن المسيح ليس له جسداً، أي أن المسيح ليس له ناسوتاً, وأن شكل المسيح الجسدى ليس مثل إنسانيتنا ولا من ذات جوهرها, وأن الطبيعة اللاهوتية أبتلعت الطبيعة الجسدية, وضاع الناسوت تماماً, وذاب جسده فى ألوهيته .وكان يعتقد بأن "العذراء مريم" "ولدت الله فقط"، وتعنى أن الناسوت قد ذاب فى اللاهوت مثلما تذوب نقطة الخل فى المحيط. أى أن الطبيعتين قد امتزجتا معاً فى طبيعة واحدة ولكن ذاب الناسوت فى اللاهوت وتلاشى وأن المسيح الذي كان يراه الناس في حينه هو الله حقيقةً).

# ثم ظهرت عقيدة (بيرلس) أسقف بصرة، وكان يعتقد: (أن المسيح قبل ولادته من العذراء لم يكن له لاهوت متميز, بل أنه كان له لاهوت الأب أى أن المسيح لم يكن له وجود قبل ولادته من مريم, وأنه فى ولادته دخل وأتحد بالإنسان النفس الإنسانية التى أصلها من الإله, وأنها بلا شك فائقة كل النفوس البشرية لأنها منبثقة من الطبيعة ألإلهية).

# ثم ظهرت عقيدة (كورنثيوس) وهو من أصل يهودى أنشأ ديانة جديدة أثناء حياة "يوحنا الرسول" ألفها من تعاليم المسيح مع تعاليم "الكنوسسيين" ورأى أن يسوع هو رجل يهودى كامل وقدوس وابن بالطبيعة ليوسف النجار ومريم, وحل فيه المسيح بنزوله عليه على هيئة حمامة عند عماده من يوحنا فى نهر الأردن، وعندما أتحد المسيح بيسوع قاوم إله اليهود (خالق العالم) بشجاعة وعندما رأى إله اليهود مقاومة المسيح يسوع فقام بتحريض أتباعه اليهود فقبضوا عليه ليصلبوه, فلما رأى المسيح أنهم قبضوا على يسوع طار إلى السماء وترك يسوع وحده يصلب).

أسعد أسعد:
تعبت نفسك عا الفاضي (تهريج و فرفِشه)... يا راجل يا طيب .... أنا عرضت لك ما أؤمن به من نصوص الكتاب المقدس ... و أنت أعطتني درس في تاريخ الهرطقات المسيحية ... بصراحه بحث قيم جدا ... و مش عارف أشكرك عليه إزاي ... بس دي كلها هرطقات يا نهرو يا حبيبي .. و عقائد فلسفها البشر ... و مازال البشريتفلسفون حتي الآن .. لم تأتي لي بنص في الكتاب المقدس يقول .. إن الله ثالث ثلاثة ... و لما يكون الله ثالث ثلاثة يبقي فيه إتنين معاه و هو تالتهم ... صح ... زي ما قال القرآن عن هل الكهف ... ثلاثة و رابعهم كلبهم .. طب قول إنت .. مين الإتنين التانيين اللي القرآن قال إن النصاري جعلوا الله ثالثهم ... أنا إقتبست عباره واحده من قانون الإيمان المسيحي ... نؤمن بإله واحد .... يا تصدقني ... و يبقي أنا ماليش دعوه بالنصاري .. و بكل اللسته اللي انت جبتها دي (بس باقولك إيه .. إنت طلعت برم ... حته دراسه ما احلمش إني أحط أيدي عليها بالشكل الرائع اللي إنت عملته ... صحيح إنك أستاذ ...و أستاذي كمان) ... طب أعمل إيه علشان أخليك تصدق إن ماليش دعوه بالنصاري .. و أنا فعلا أؤمن بإله واحد ...أنا عايز نصوص من الكتاب المقدس تتفق مع العقيده النصرانيه ... و نشوف هل صحيح الكتاب المقدس نصراني و الا مسيحي ... علي فكره قالت النصاري المسيح إبن الله ... مرتبط بعقيدتهم إن الله كانت له صاحبة ... و أنجب منها .. و هذه هرطقة أخري ... إبن في المسيحية .... كما تنبأ اشعياء ... يولد لنا ولد ... و نعطي إبنا .. و يكون إسمه إلاها قديرا ... قبل نقد القرآن للنصرنيه بحوالي 1200 سنه ... و خليني أقولك تاني ... إحنا بنناقش النصراية التي بحسب نصوص القرآن و ليس بحسب كتب و عقائد أخري .. و نقارنها بنصوص الكتاب المقدس .. حتي نفرق بين النصرانيه و المسيحية .... المناقشه هنا .. ليست إسلام و مسيحية .. هذه قضيه مختلفه تماما ... القضيه .. نصرانيه .. و ليست كل العقائد و الهرطقات نصرايه ... أنا أجادل النصرانية التي فضحها و فندها القرآن ... يا نهرو ... لو أنا باعبد تلاته .. مش ها أخاف منك ... و لا ها أغشك ... لا تبحث في العقائد المسيحية إبحث في النصوص ... نصوص الكتاب المقدس ...و رجاء رجاء حار ... أنا لا أناقش إختلاف الإيمان المسيحي الكتابي مع العقائد الإسلاميه القرآنيه ... أنا أناقش .. عقائد النصاري ... يا نهرو .. يا نهرو .. يا حبيبي ... كل آيات القرآن التي إنتقد بها النصرايه .. أوافق عليها تماما ... تماما ... تماما ...بس أنا مش كده ... أنا مش شايف إن عقيدتي المسيحية الكتابيه منتقده من القرآن ... لا باقول ثالث ثلاثة و لا باقول من دون الله أو حتي مع اله ... الله واحد لا سواه ولا شريك له .. لا إله ألا الله ..... يا ناس يا هوه .. يا أهل الفيس بوك ... حد يوصي نهرو عليا .. أنا مش نصراني .... شادر بطيخ بحاله ... مش ها اتنازل ... و هانقعد أنا و انت نقزقزه تحت شجره جنب الساقيه ... بجد بجد بجد .. لازم أشكرك علي البحث بتاع العقائد المسيحية .... ممتاز ... ممتاز ... ممتاز ... ربنا يكافأك.

نهرو طنطاوي:
أستاذ أسعد،
أنت لم تعرض لي ما تؤمن به من نصوص الكتاب المقدس كما تقول وأنني لم أعطك درسا في تاريخ الهرطقات المسيحية كما تقول أيضا، فهذا لم يحدث يا أستاذ أسعد وأرجوك أن تكون منصفا في كلامك وأن تحترم وعيي ولو بقدر يسير.

إنما أنت قلت إن القرءان كان ينتقد عقائد النصارى ولم ينتقد عقائد المسيحيين، وقلت في تعليق سابق لك بالنص: (شوف يا عم نهرو الثلاثيه هنا ليست ثلاثية الأشخاص .. ما أقصده هو ثلاثية الإعلان الإلهي عن الذات الإلهيه .. الآب و الإبن و الروح القدس ... و ده المفهوم المسيحي .. اللي بيناقض .. المفهوم النصراني ... الله و مريم و المسيح). أليس هذا هو كلامك يا أستاذ أسعد؟؟

فكانت ردودي الأخيرة عليك هي دحض زعمك وادعاءك بأن النصارى في المدينة المنورة كانوا يؤمنون بالتثليث بين (الله ومريم والمسيح)، وأثبت لك بالبراهين القرءانية والتاريخية بأنه لم تكن هناك طائفة في المدينة المنورة تؤمن بالتثليث الذي زعمته أنت وهو: (الله و مريم والمسيح). فهذا التثليث من اختراعك أنت يا أستاذ أسعد ولم يذكره القرءان قط، فما ذكره القرءان هو التثنية وهو تأليه (مريم والمسيح) فقط من دون الله وليس التثليث، قال تعالى: (أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله).

وقد سردت لك مجموعة من تعدد العقائد المسيحية وانقسامها واختلافها وانتشارها بين النصارى في جميع البلدان التي كانوا يتواجدون فيها وبما فيها جزيرة العرب منذ القرون الأولى للمسيحية، وأن نصارى جزيرة العرب لم يكونوا طائفة واحدة كما تحاول أن توهمنا وتوهم المتابعين بهذا، فأنا لم أعطك درسا _كما تتهكم وتسخر_ في تاريخ الهرطقات المسيحية وأنت تعلم هذا جيدا يا أستاذ أسعد، وتعلم أن حواري معك ليس بغرض أن أعطيك دروسا، فأنا لست بأفضل ولا أعلم منك في أمور ديانتك وأهل ديانتك حتى أعطيك فيهما دروسا.

أما قولك: (لم تأتي لي بنص في الكتاب المقدس يقول .. إن الله ثالث ثلاثة).

أقول: كلامك هذا حقيقة انت اعترفت بها بلسانك، فلا يوجد على الإطلاق في الأناجيل الأربعة نص واحد يقول فيه المسيح عليه السلام أن الله له (ثالوث مقدس) ولا (ثلاثة أقانيم) ولا (ثلاثية الإعلان الإلهي)، إنما هذا هو قولك أنت وقول آبائك بأفواههم ما أنزل الله به من سلطان، ولا يوجد نص واحد في الأناجيل الأربعة يقول المسيح فيها صراحة أن (الآب و الإبن و الروح القدس) إله واحد، ولم يرد هذا التثليث إلا في رسالة يوحنا الرابعة آية سبعة يقول فيها: (فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ.). فألا يعد قول يوحنا هذا أن الله ثالث ثلاثة؟؟ وأن يوحنا نفسه وصفهم بقوله: (وهؤلاء الثلاثة هم واحد)؟ وإذا لم يكن قول يوحنا الصريح هذا أن الله ثلاثة فكيف تكون الثلاثة؟؟ ثم تقول لي: الله ليس ثالث ثلاثة؟؟!!! فمن أصدق؟ أصدقك أنت؟؟ أم أصدق يوحنا؟؟.

ولماذا تقتبس لنا عبارة واحدة فقط من قانون الإيمان؟؟ لماذا لم تذكر لنا قانون الإيمان كاملا حتى يعرف الناس أن قانون الإيمان يتحدث عن ثلاثة آلهة وليس عن إله واحد؟؟.

وأخيرا يا أستاذ أسعد هل لو أنت وأهل الأرض جميعا ظللتم تصرخون من الآن إلى يوم القيامة وتقولون أن (الآب و الإبن و الروح القدس) شخص واحد هل تريدني أن ألغي وعيي وحواسي وأصدقكم فيما تقولون؟؟ فإن كنت ترى أن الثلاثة (الآب و الإبن و الروح القدس) شيء واحد أو شخص واحد فهذا شأنك ولا يعنيني هذا في شيء على الإطلاق، وهل لو أنت وأهل الأرض جميعا ظللتم تصرخون من الآن إلى يوم القيامة وتقولون لي أن النصارى الذين انتقدهم القرءان ليسوا هم المسيحيون الذين يؤمنون بالثالوث الأقدس أو الأقانيم الثلاثة وأن المسيح بن الله أو أن الله هو المسيح ابن مريم، فهل تراني سألغي وعيي وتفكيري وحواسي وأصدقكم فيما تقولون؟؟!!!.

وأرجوك يا أستاذ أسعد أن تحترم وعيي وإلا توقفت عن الحوار معك.

أسعد أسعد:
أستاذ نهرو ...أعتذر كل الإعتذار و آسف جدا إذا كنت فد إتبعت في حواري معك أسلوب عدم الكلفة و التباسط ... و القفشات أحيانا .. و أعدك من الآن أن التزم بالجدية ... و أرجو ألا أكون قد جرحتك أو أسأت إليك في شئ ... و أعدك أن ألتزم معك بخط الحوار دون التباسط في الكلمات و التعابير ... و لقد خرجت علينا سيادتك بأن نصاري الجزيره أو بالحري العقيدة النصراية التي إنتقدها القرآن ...كانت عقيدة ثنائيه و ليست عقيدة التثليث ... المنسوبة إلي المسيحية ... و عند هذه النقطه أقول لسيادتكم ... ها أنت قد فرقت أو إبتدأت تفرق بين عقائد النصاري و عقائد المسيحيين علي وجه ما ... في هذه المناقشه أنا لست بصدد دفاعي عن العقيدة المسيحية ... ضد أي عقيده أخري بما فيها بل و علي الأخص العقيدة الإسلاميه ... أنا قلت النصاري ليسوا مسيحيين ... ثنوا أو ثلثوا ... أنت قلت النصاري لم يثلثوا بل ثنوا و إن المسيحية هي التي تثلث .. عظيم جدا ... فهل نتفق الآن إن النصرانيه ليست هي المسيحية ... أنا لا أسألك أن تقتنع أو توافق علي العقيدة اتلمسيحية .. أنا أقول إن ما إنتقده القرآن من عقائد نصرانيه .. لا تنطبق علي المسيحية ... و دعني أكررلك موضوع و مفهوم ثالث ثلاثة ... لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ... يعني هناك إثنان ثالثهم الله ... يعني هناك الله و شخص و شخص ... و الإ لو كان القرآن يقصد ... الله و شخص و شخص و شخص ... فهؤلاء ثلاثة رابعهم الله ... و أنت تقول بالحرف "
وأخيرا يا أستاذ أسعد هل لو أنت وأهل الأرض جميعا ظللتم تصرخون من الآن إلى يوم القيامة وتقولون أن (الآب و الإبن و الروح القدس) شخص واحد هل تريدني أن ألغي وعيي وحواسي وأصدقكم فيما تقولون؟؟ فإن كنت ترى أن الثلاثة (الآب و الإبن و الروح القدس) شيء واحد أو شخص واحد فهذا شأنك ولا يعنيني هذا في شيء على الإطلاق" .... أستاذ نهرو .. راجع مناقشتي .. من طلب منك أن تؤمن أن الآب و الإبن و الروح القدس شخص واحد ... أنا طلبت من سيادتك أن تري إن هذا التثليث - بصرف النظر عن عدم فهمك له و لا إيمانك به و أنك ضده تماما - إلا أنه ليس هو عقيدة النصاري ...و أتوقف عند هذه النقطة .. إن عقيدة النصاري - كما في القرآن - ليست هي عقيدة المسيحيين بنصوص الكتاب المقدس فقط دون قوانين إيمان و لا دفاعيات و لا عقائد كنسيه ... و بالتالي فإن المسيحيين ليسوا نصاري ... حتي لو كان المسيحيين في نظرك هراطقة فليس هذا هو موضوع النقاش ... أرجو أن أكون قد أوضحت نقطتي ... و لك مني خالص الإحترام

نهرو طنطاوي:
أستاذ أسعد
أنت تعلم أني أحبك وأحترمك وأحب مزاحك أيضا،
ولكنك تعلم مقصدي جيدا من كلامي، فمقصدي أن لا تأخذ ردودي عليك باتجاه آخر غير اتجاهها الذي نتحدث فيه.

ثم يا أستاذ أسعد أنا لا يعنيني في شيء إن كنت نصرانيا أو مسيحيا، فأنا أتحاور معك حول مضامين عقيدة وليس على اسماء عقائد وطوائف، والعقيدة التي انتقدها القرءان هي ذاتها العقيدة التي تبعها المؤمنون بثالوث الأقانيم والبنوة حول العالم سواء كان اسمهم نصارى او كان اسمهم مسيحيين أو حتى كان اسمهم وائل، فالاسماء لا تعنيني يا أستاذ أسعد بقدر ما يعنيني مضمون العقيدة ذاتها، وأنا أرى أن عقيدتك الآن وكل المؤمنين بها على اختلاف طوائفكم هي ذاتها العقيدة التي ندد بها القرءان وانتقدها.

هذا كل ما في الأمر
ويبقى بيننا دوام الحب والاحترام
ولكم دينكم ولي دين.

أسعد أسعد:
عزيزي الأستاذ نهرو ... يبدو أننا بدأنا نكتشف الهدف من الحوار .. فأنا من البدايه لم يكن هدفي أبدا أن أقنعك أو أشرح لك العقيدة المسيحية لكي أقنعك بها ... كان هدفي و هو ما يزال أن أبين لك أن العقيدة او العقائد التي هاجمها القرآن و التي تخص المسيح و الله و التي ينسبها المسلمون إلي المسيحيين ... لا تخص المسيحيين من بعيد و لا من قريب ...بل المسيحية الكتابيه توافق علي جميع الإنتقادات التي أوردها القرآن عن العقيدة النصرانيه ... هدفي أن أبين إختلافها - اي العقيدة النصرانية - مع العقيدة المسيحية ... فقط ... لاغير ... دون الدخول في مناقشه عقائدية بين الإسلام و المسيحية .. و بدون حتي محاولة إقناعك بصحة أو معقولية العقيدة المسيحيه ... أنا فقط أريد أن أقنعك و أحاورك في إختلاف العقيدة المسيحية الكتابيه عن العقائد النصرانية التي إنتقدها القرآن ... بصرف النظر .. و أكرر لك .. بصرف النظر عن إقتناعاتك و رؤيتك للعقيدة المسيحية .... و إذا أردت دعنا نبدأ النقاش من الأول ... أنت تورد لي عقيده نصرانيه مما تظن أو تشك أنها عقيده مسيحية و أنا سأبين لك أنها لا تخص المسيحية في شئ و أن المسيحية مختلفة عنها تماما ... بصرف النظر .. و أؤكد ... بصرف النظر عن إعتقادك بصحة أو عدم صحة العقيدة المسيحية ... فالمناقشه هنا ...هي بين النصرانيه التي أنت لا توافق عليها .. و بين المسيحية التي أنت لا توافق عليها أيضا ... منتظر رأيك للإستمرار في المناقشه ... و رجاء الا تدخل في عدم عقلانية المسيحية لأن هذا ليس موضوع النقاش ... أشكرك لأجل صبرك .. و أرجو أن تتقبل خالص إحترامي و مودتي ..

نهرو طنطاوي:
أنا موافق أستاذ أسعد على استمرار الحوار ولكن بشرطين:
الأول: تيجي ناكل بطيخ ساقع مع بعض تحت الشجرة جنب الساقية.
الثاني: لا تقل لي أن التثليث الذي كان عند نصارى المدينة هو (الله ومريم والمسيح) فهذا لم يكن موجودا قط ولم يذكره القرءان على الإطلاق كما سبق وأن أوضحت في تعليقاتي السابقة.

أما العقائد التي وردت في القرءان فهي في هذه الآيات:
(وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰ-;-هَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ). (116_ المائدة).
(وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا). (88_ مريم).
(وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءاً). (15_ الزخرف).
(وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ). (30_ التوبة).
(اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ). (31_ التوبة).
(لقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ). (17_ المائدة).
(لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ). (73_ المائدة).
(إِنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انتَهُوا خَيْراً لَّكُمْ). (171_ النساء).

فيمكنك أن تذكر لي ما هي العقائد التي تخص النصارى وما هي العقائد التي تخص المسيحيين أو التي لا تخصهم في هذه الآيات.
وتقبل تحياتي

أسعد أسعد:
أستاذ نهرو شكرا علي موافقتك باستمرار الحوار ....أما الشرط الأول ... فأنا لي الشرف أن يحمعني معك مجلس واحد في أي مكان و أيضا أن تكون لنا شركة محبة مع بعضنا البعض سواء بطيخ أو أي شئ .. أو حتي لا شئ ... فصحبتك لي ... لي فيها كل الشبع ... اما الشرط الثاني ... فأنا لا مانع عندي من التمسك بنص الآيات .. و بالنظر إلي الآيات التي أنت أوردتها فقد تكررت فيها كلمة ثلاثة ... مما حدا بي إلي الإستنتاج إن القرآن يقصد بها النصاري ... و إلا أرجو إفادتي .. من هم الذين يتهمهم القرآن بأنهم قالوا ثلاثة (مهم جدا أن أـلقي إجابة) ... و من هنا دعني أعلق علي كل نص قرآني بنصه ... لأبين أنه لا ينطبق علي العقيدة المسيحية في شئ ... (1)
(وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰ-;-هَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ). (116_ المائدة).... أولا .. هذا التساؤل من الله .. هو مساءلة للمسيح علي إعتبار أن الله يحاسبه عما قال للناس ... و هذا ينفي العقيدة المسيحية عن المسيح من جهة علاقة المسيح بالله (سواءء وافقت عليها أم لا .. و لا حظ إن إقتناعك بما سأورده للدفاع عن المسيحية هو دفاع عن إتهام المسيحية بأنها نصرانيه ... ما أطلبه منك هو فقط تمحيص العقائد ... لتحكم هل العقيدتان ... هل هما متساويتان ... إذا رأيتهما متساويتان فأنت تحمل القرآن ما لا يحتمل ... لأنك كما طالبت بالنص أن يتُبع تماما و أن يرُد عليه بنص .. أنا أيضا بنفس المقياس سأطالبك أين ذكر القرآن عن المسيحيين أنهم نصاري .. و اذكر لي بالنص عقيده نسبت للمسيحيين نصا و بالإسم و ليس إستنتاجا و تفسيرا من رأيك الشخصي .. مع العلم أنك نهيتني أن أستنتج إن النصاري لهم ثالوثث فمن العدل أن تطبق نفس القاعدة علي آرائك)... أأنت قلت للناس ... عباره غير مسيحية ..إنجيل يوحنا يقول "1فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. " فالمسيح هو الكلمة - وذلك بحسب القرآن أيضا - و العقيدة المسيحية تقول كما في النص .. و كان الكلمة الله ... و بحسب النص الله لا يستجوب الله و الا صاروا شخصين منفصلين و هذا ضد العقيدة المسيحية... ثم ... أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰ-;-هَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ .. أما من جهة المسيحية فهذا ما قاله المسيح ....23وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ. 24اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا ... و قال لتلاميذه عن الآب ...لأَنَّ الآبَ نَفْسَهُ يُحِبُّكُمْ، لأَنَّكُمْ قَدْ أَحْبَبْتُمُونِي، وَآمَنْتُمْ أَنِّي مِنْ عِنْدِ اللهِ خَرَجْتُ. 28خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ الآبِ، وَقَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَيْضًا أَتْرُكُ الْعَالَمَ وَأَذْهَبُ إِلَى الآبِ».....و هو قال في صلاته ...
1تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ:«أَيُّهَا الآبُ، قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضًا، 2إِذْ أَعْطَيْتَهُ سُلْطَانًا عَلَى كُلِّ جَسَدٍ لِيُعْطِيَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِكُلِّ مَنْ أَعْطَيْتَهُ. 3وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ. 5وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ.
6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. .... فتساؤل الله إلي المسيح ... ليس من المسيحية في شئ ... لأنه يفصل بين الله و المسيح ..(ملحوظه كلام المسيح و صلاته هنا لا تعني إنفصالا بين شخصيتين ... المسيح هنا يقدم صلاته للآب كإبن الإنسان و هو لا يخاطب الله .. هو يخاطب الآب ... و هو هنا يؤكد لتلاميذ في صلاته محبة الآب لهم .. و في بنوته يؤكد لهم إلمحبة التي في محبة الآب له و محبته للآب....و هذا عكس التساؤل الذي وجهه الله إلي المسيح .... و ثانيا يشكك في صحة رسالة المسيح ...و قبل أن أترك هذه النقطه .. أنت أصريت أن أناقش النصراية كما نص عليها القرآن أنها منسوبة إلي النصاري ... فهل هؤلاء القوم الذين سأل الله المسيح عن إذا ما كان المسيح قد قال للناس ... أن يعبدوه و أمه من دون الله ... فهل أنت تعتبر أن هؤلاء القوم الذين تحدث الله عنهم إلي المسيح هم نصاري ... و سأتابع التعليق علي بقية النصوص التي أوردتها حالا .... تحياتي ... و إمتناني لشخصك العزيز ...

أسعد أسعد:
أستاذ نهرو ... و نأتي إلي الإقتباس التالي الذي أوردته أنت من سورة مريم و قد إقتبست أنت الآيه 88 و أنا أعطيك هنا المقطع كله ...
أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا

فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا

يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا

وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا

لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا

وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا

لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا

تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا

أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا

وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا

إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا و أنا لا أري هنا ذكرا لا للنصاري و لا للمسيحيين .. بل القرآن يتوعد المجرمين (الكافرين) ... فكيف ضممت أنت النصاري إلي المسيحيين في هذا المقطع ... و الآية 88 التي ذكرتها أنت تقول .. و قالوا اتخذ الرحمن ولدا ... و أنت تعرف أن كفار قريش كان لهم باع و بدع في نسب النسل إلي الله ... فمنهم من قال ...وم نسب لله بنات و البعض بنين و البعض قال عن الشفعاء... اللات و العزي و مناة .. تلك الغرانيق العلي .. و إن شفاعتهن لترتجي ... فلم يكن للنصاري فقط باع في نسبة الولد إلي الله (الأنثي و الذكر) لكن جماعات أخري من كفار قريش .. فلماذا تزج أنت بالمسيحيين في هذه الزمرة العربية المجرمة (الكافرة) ... و إليك النصوص الإنجيليه من االعهدين القديم و الجديد .. عن ميلاد المسيح و من هو ... النبي أشعياء يقول ..."6لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ." ....فهذه نبوه قبل المسيح ب 700 سنه و قبل القرآن ب 1300 سنه ... و تحققت كلآتي ... 26وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ، 27إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُل مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ. 28فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ:«سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ». 29فَلَمَّا رَأَتْهُ اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ، وَفَكَّرَتْ:«مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هذِهِ التَّحِيَّةُ!» 30فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ:«لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. 31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. 32هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، 33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ». .... لم تقل المسيحية إن الله او الرحمن إتخذ ولدا ... بل قالت النبوة ... يولد لنا ولد (مولود جسديا من مريم) و نعطي إبنا (نعطي و العطيه من عند الله ) إبنا ... لم تدعي المسيحية إن الله إتخذ ولدا لكن النبوة تقول أنه أعطي و لم يتخذ .. أعطي إبنا .. و هذا الإبن إسمه ..كما سماه الله بنفسه ... إلاها قديرا .. نبوة قبل القرآن ب 1300 سنه .. و قد تحققت في مريم .... هذا يكون عظيما و إبن العلي يدعي .... الله هو الذي سماه و ليس المسيحيين .. الله أعطانا ... و نحن لم ندعي انه إتخذ ... و هذا فرق شاسع بين العقيده المسيحية و عقيدة المجرمين (الكفار) التي أنت أوردتها و نسبتها إلي النصاري .. و لم يذكر القرآن في هذا المقطع بالتحديد أنها كانت عقيده نصرانيه ... و انت بهذا يا أستاذ نهرو تنسب للمسيحيين ليس فقط أنهم نصاري بل أيضا مجرمين .. الشئ الذي لم ياتي به القرآن .. و لم يقله الله عنهم .. لا في القرآن و لا في غير القرآن... و أنا رأيي أنك بموقفك هذا فأنت في مواجهة مع القرآن و مع الله نفسه .. الذي لم ينسب في القرآن للمسيحيين ما تدعيه أنت عليهم .... شكرا لسعة صدرك ... و أتابع

نهرو طنطاوي:
هل انتهيت من تعليقاتك أستاذ أسعد أم ليس بعد؟

أسعد أسعد:
أستاذ نهرو ... تعليقاتي مستمرة علي الآيات القرآنيه التي أتيت أنت بها و فيه قبلت إستمرار الحوار و أكل البطيخ الساقع تحت شجرة جنب الساقيه ... و إليك ما أقتبسته أنت و تعليقي عليه ... و في كل مره أحب أن أذكرك .. إني لا أنا قش العقيدة الإسلاميه مقابل العقيدة المسيحية .. أنا فقط أثبت أن ما إتهم به القرآن النصاري لا ينطبق علي المسيحيين ..و أن العقيدة التي إتهم بها القرآن النصاري ... ليست من المسيحية الكتابيه في شئ و لا تؤمن بها .. بل و توافق القرآن أنها عقيدة باطله ...و الإقتباس هو ..(وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءاً). (15_ الزخرف)....و إليك المقطع ألمقتبس منه هذه الآية ....
وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ

الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ

وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ

وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ

لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ

وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ

وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ .... و واضح من هذا المقطع إن الإنسان في طبعه كفور مبين .. بأن جعل من عباد الله جزء من الله .... فلماذا حصرت هذا الإتهام في المسيحيين ... و هل ذكر القرآن أن هذه عقيدة نصرانيه .... أم أنك كلما وجدت نقدا للشرك و للكفر في القرآن ألصقته بالمسيحيين ... بمرجعية أنهم نصاري ... و القرآن برئ من ذكر أيا من هاتين الطائفتين في النصوص التي تقتطعها أنت .... يا أستاذ نهرو .... لماذا تطبق عقائد الكفر العامة ... علي المسيحين .... أين النص الكتابي من الكتاب المقدس الذي يقول .. إننا نؤمن بفلان و فلان ... و فلان ... جزء من الله .... و لماذا إقتطعت الجزء الأول فقط من الآية .. فذكرت ...و جعلوا له من عباده جزءا .... لكي توحي إلي الإخوة المتابعين أنه يقصد النصاري و بالتالي المسيحيين ... بينما القرآن يقصد .. كفر البشر أجمعين .. بما فيهم ... العرب .. و المسلمين الغير ملتزمين ... فقال القرآن ... إن الإنسان لكفور مبين .... يا أستاذ نهرو ... أنا أبتدأت أن أراك ... تلصق بالقرآن ما لم ينص عليه .. و تنسب إلي الله .. ما لم يقله ... رجاء الإلتزام بالنص القرآني ... أنا لا أناقش عقيدتك ... أنت حر فيها .. أنا أناقش نصوص قرآنيه ... رجاء ...تابع بقيه الإقتباسات و ردي عليها ... تحياتي و إحترامي و ومودتي لشخصكم الكريم ...

نهرو طنطاوي:
أستاذ أسعد
تقول: (فأنا لا مانع عندي من التمسك بنص الآيات .. و بالنظر إلي الآيات التي أنت أوردتها فقد تكررت فيها كلمة ثلاثة ... مما حدا بي إلي الإستنتاج إن القرآن يقصد بها النصاري ... و إلا أرجو إفادتي .. من هم الذين يتهمهم القرآن بأنهم قالوا ثلاثة (مهم جدا أن أـلقي إجابة).

سأتفق معك أن النصارى في عهد الرسول هم الذين كانوا يقولون ثلاثة، فبرأيك أنت ما هو نوع التثليث الذي كان يقول به النصارى يومها؟؟.

أما قولك:
(سأطالبك أين ذكر القرآن عن المسيحيين أنهم نصاري .. و اذكر لي بالنص عقيده نسبت للمسيحيين نصا و بالإسم و ليس إستنتاجا و تفسيرا من رأيك الشخصي).

قلت لك من قبل يا أستاذ أسعد نحن لا نتحاور هنا حول أسماء المسيحيين أو النصارى نحن نتحاور حول عقائد وردت في القرءان نسبها مجموعة من الناس لله وللمسيح بن مريم، سمهم أنت كما تشاء لا يعنيني هذا في شيء على الإطلاق وما يعنيني هو مناقشة العقائد وهل هي تنطبق على عقيدتك أم لا، فإذا انطبقت عليك فأنت المقصود بها وإذا لم تنطبق فلا بأس.

أما آية: (أأنت قلت للناس)، فطالما أنها تخالف تعاليم عقيدتك فدعك منها، ولنأتي لبقية الآيات التي ذكرتها لك في تعليق سابق يمكن الرجوع إليها.

أم قولك: (لم تقل المسيحية إن الله او الرحمن إتخذ ولدا ... بل قالت البنوة).

حسنا والقرءان قال عن البنوة : (وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُون).
فبرأيك هذا الكلام منسوب للمسيحيين أم للنصارى؟

وتقول في تعليقك الأخير:
(إني لا أنا قش العقيدة الإسلاميه مقابل العقيدة المسيحية .. أنا فقط أثبت أن ما إتهم به القرآن النصاري لا ينطبق علي المسيحيين ..و أن العقيدة التي إتهم بها القرآن النصاري ... ليست من المسيحية الكتابيه في شئ و لا تؤمن بها).

حسنا أستاذ أسعد، فهل المسيحية لا تقول بالبنوة ولا تقول بالتثليث ولا تقول بربوبية المسيح كما نصت الآيات التالية:
(وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ). (30_ التوبة).
(اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ). (31_ التوبة).
(لقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ). (17_ المائدة).
(لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ). (73_ المائدة).
(إِنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انتَهُوا خَيْراً لَّكُمْ). (171_ النساء). ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أرجوك أستاذ أسعد ومن فضلك اجعل ردودك مركزة ومختصرة أرجوك، فوالله أنا شايف نفسي يعني بفهم شوية من غير شرح مطول.

أسعد أسعد:
استاذ نهرو .. أنا اري اننا ندور في دوائر و حلقات مفرغه ... و لتثبيت حوارنا ليكون له فائدة .... أنا أقول ... أن النصرانية التي إنتقدها القرآن في آيات صريحه منسوبة للنصاري .. دون آيات التثليث أو الشرك التي لم تنسب صراحة للنصاري .. فأنا أناقش إختلاف هذه العقائد النصرانية المنسوبة صراحة في القرآن للنصاري ... عن المسيحية ....لكي أثبت أن عقائد النصاري .. ليست هي عقائد المسيحيين ... بصرف النظر عن إختلافك .. و فهمك أو عدم فهمك للعقائد المسيحية التي تختلف عن عقائد النصاري ... و بعد أن أنهي مناقشتي معك عن إختلاف عقائد النصاري عن العقائد المسيحية الكتابيه ... فمن الممكن أن نبدأ حوارا آخر .... عما تراه أنت من عقائد كفر و شرك ... من نصوص القرآن تنسبها أنت بفهمك و تفسيرك للمسيحية ... و سأبين لك إختلافها أيضا ... حتي لو أنت معترض عليها ...أستاذ نهرو أنت قلت ... أنا لا يهمني الأسماء ... مسيحي أو نصراني ... لا يا أستاذ نهرو أنا يهمني جدا ألا تدعو المسيحيين نصاري لأن بمراجعتي للديانة النصرانية من نصوص القرآن و جدتها مختلفة عن المسيحية الكتابيه .. و أنا أعتبر إصرار بعض المسلمين علي إتهام المسيحيين بالنصرانيه ... إنما هو سب و شتيمة ... أنت مسلم ...فهل تقبل أن أدعوك صابئيا ... بل أنت سني .. هل تقبل أن أدعوك شيعيا .. أو قرآنيا .. ماذا لودعوتك أحمديا .. أو بهائيا ... فأنا أرجو حصر المناقشه فيما نسبه القرآن صراحة و بالإسم إلي النصاري ... و أنا سأبين لك إختلاف العقيدة المسيحية الكتابيه عنها ....حتي لو نسبت الكفر و الشرك للنصاري .. فهذه قضية أخري و لكن المسيحيين ليسوا نصاري .... دعنا ننتهي من هذه النقطه ... لنتبين بعدها .. ما تنسبه أنت من آيات التكفير و الشرك التي وردت في القرآن .. لنري إذا كانت تنطبق علي عقائد المسيحية الكتابيه .. من عدمه ... و هذه قد تكون مناقشه أو مناقشات أخري .. فدعنا ننهي أولا موضوع النصاري ... و إن المسيحيين ليسوا نصاري ...مع خالص تقديري و مودتي لشخصكم الجليل ..

أسعد أسعد:
أستاذ نهرو ... هذه هي الآيات التي أنت أوردتها من القرآن
حسنا أستاذ أسعد، فهل المسيحية لا تقول بالبنوة ولا تقول بالتثليث ولا تقول بربوبية المسيح كما نصت الآيات التالية:
(وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ). (30_ التوبة).
(اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ). (31_ التوبة).
(لقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ). (17_ المائدة).
(لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ). (73_ المائدة).
(إِنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انتَهُوا خَيْراً لَّكُمْ). (171_ النساء).

(1) عندما يقول النصاري المسيح إبن الله ... فهذه هي عقيدتهم عن البنوة ...الأنعام ...بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(101)...و المسيحيون لا يقولون إن الله كانت له صاحبة...البنوه كائن في طبيعة الله كالأبوة و الروح كيانه الذي يملأ السموات و الأرض و ما بعدها مما هو خارج الكون أيضا ... تقول النبوة ... لأنه يولد لنا ولد (الولد مولود من مريم بعمل الروح القدس) و نعطي إبنا (فهذا الولد تجسيد لبنوتنا إلي الله أبينا لكل البشر لمن يقبل و من يرفض ) البنوة مركز في الله قال عنه الملاك لمريم .. و إبن العلي يدعي ... و لاحظ كلمة يدعي هذه .. و أترك مفهومها اللغوي العربي لك ...
(2) تم الرد سابقا علي موضوع الأحبار و الرهبان من دون الله
(3) الله هو المسيح ابن مريم ... عقيدة خاطئة لآنها تلغي الآب و الروح القس ... الآب و الإبن و الروح القدس إله واحد ... فلا يمكن أن تقول أن الإبن هو الله أو أن الآب هو الله أو أن الروح القدس هو الله ...ثم أن تأليه المسيح في ذاته و بشريته التي كان بها علي الأرض مرفوض ... بولس يقول "و إن كنا قد عرفنا المسيح حسب الجسد لكن الآن لا نعرفه بعد" و قال أيضا عن تجلي المسيح الإبن في الجسد المولود من مريم .... 5فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا: 6الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. 7لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. 8وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. 9لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ 10لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، 11وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ.
(3) الله ثالث ثلاثة ... هذا يعني ثلاثية ..الله و آخر و آخر ... فيكون الله ثالثهم ... كأن يكون الله و الإبن و الروح ..مثلا ... المسيحية تقول ... الآب و الإبن و الروح القدس إله واحد .. أما إذا كان المقصود ... الله و الآب و الإبن و الروح القدس ... فالله هنا هو رابع أربعة و ليس ثالث ثلاثة ...و لم يقل القرآن من هم الإثنين الذي الله ثالثهما
(4)المسيح كلمة الله و روح منه ....و هذا هو إعتقاد الكنيسة ... أما "و لا تقولوا ثلاثة" .. فانظر ردي في (3) أعلاه ... أو هل يقصد القرآن هنا ثلاثيه أخري غير الثلاثيه التي رددت عليها .. أرجو الإفادة ...
أخي نهرو .. رجاء عدم الإلتفات إلي ما يدور بيني و بين الأستاذ محمد نشأت عبد الله ... فهذه مجرد سفسطه ليس إلا ... و ليست كردودك و مناقشاتك ...
تحياتي و إحترامي و مودتي لشخصك المحبوب

نهرو طنطاوي:
أعتذر لك أستاذ أسعد عن التأخير في الرد لوعكة صحية ألمت بي من أمس،
أستاذ أسعد
آية سورة الأنعام التي ذكرتها والتي تتحدث عن استنكار الله أن يكون له ولد أو تكون له صاحبة، فهذه الآية والتي قبلها لا علاقة لها بالنصارى ولا بالمسيحيين إنما تتحدث عن طائفة من أهل مكة ادعت أن لله شركاء من الجن وخرقوا له بنين وبنات.
وهذا هو النص الكامل:
(وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (100) بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ). (101_ الأنعام).

أما آية سورة التوبة فلا تتحدث عن صاحبة ولا ولد إنما تتحدث عن عقيدة النصارى في بنوة المسيح لله فقط ولم تذكر صاحبة ولا ولد وهي نفس عقيدة المسيحيين اليوم التي تعتنقها أنت: (وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ).
فأرجوا عدم الخلط بين الآيات وبين العقائد المختلفة بعضها ببعض من فضلك. فهذه الآية الأخيرة تتحدث فقط عن بنوة المسيح لله فقط وليس فيها أي حديث عن ذكر اتخاذ ولد ولا عن اتخاذ صاحبة.

أما نبوة "أشعيا" التي تحدثت عنها وهي: (لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا إلهًا قديرا أبا أبديا رئيس السلام). فهذه الآية فيها إشكالات كثيرة، الإشكال الأول: أن ترجمة اليهود لهذه الآية تؤكد أنها تتحدث عن أمر حدث في الماضي وليس شيئا سيحدث في المستقبل وأن الإله القدير هو الذي سماه عجيب غريب أو عجيب مشير وهذا هو نص ترجمتهم العربية لها: (ولد لنا ولد وأعطي لنا ابن والسلطة على كتفه والعجيب الغريب, الإله القدير الأب الأبدى دعا اسمه أمير سلام).

وهذا هو التفسير اليهودي للنص:
(قد ولد الطفل لنا: على الرغم من آحاز هو شرير، وابنه الذي ولد له منذ سنوات عديدة [تسع سنوات قبل توليه العرش] ليكون ملكا لنا عوضا عنه، يجب أن يكون رجلا صالحا، و سلطة القدوس، تبارك، يجب أن تكون على كتفه، لأنه يجب الانخراط في التوراة ومراعاة الوصايا، دعا الاله القدير الله العظيم والأب الأبدي، اسم عجيب له وهو حزقيا، "أمير السلام"، لأن السلام والحقيقة سوف يكون في ايامه وتسمى باسمه).
وهذا هو موقع شاباد اليهودى الذى به الترجمة والتفسير وفقا للقراءة اليهودية:
http://www.chabad.org/library/bible_...showrashi/true

أما الترجمة المسيحية التي اعتمدت أنت عليها فإنها تتحدث عن المستقبل وهذا هو نص الترجمة المسيحية: (لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا إلهًا قديرا أبا أبديا رئيس السلام).
فهل النص يقول (ولد لنا ولد) أو (يولد لنا ولد)؟؟

ولو سلمت لك جدلا بصحة الترجمة المسيحية التي تقول: (لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا إلهًا قديرا أبا أبديا رئيس السلام).
فأيضا لن يسلم النص وفق هذه الترجمة من كثير من الإشكاليات وهي: (ونعطى ابنا). من المعطي ومن العطية ومن سيعطي من؟؟ ومن المتحدث؟ فمن يعطي الله ولدا ومن يعطيه ابنا؟، وهناك احتمال ربما تكون هذه نبوءة فعلا تتنبأ بأن قوم هذا الولد وهذا الابن هم من يدعونه من عند أنفسهم ومن دون الله اسما عجيبا مشيرا، وهم من يدعونه من عند أنفسهم ومن دون الله إلها قديرا، بدليل الفعل المضارع (يدعى) الذي جاء بصيغة المنبي للمجهول، أي: لا يعرف من سيدعونه بهذه الأسماء ولا من يصفه بهذه الصفات. أيضا هل هو وفق النبوءة (أبا أبديا) كما يقول النص أم ابنا وحيدا لله كم تقول المسيحية؟؟ وهناك احتمال بأن يكون الفهم الصحيح للنص كالتالي: (لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا _والذي دعاه بهذا هو_ إلهًا قديرا أبا أبديا رئيس السلام). وليس أن هذا الابن هو الإله القدير، وبالتالي فليس هناك من قراءة علمية نستطيع من خلالها أن نتحقق بها من التفسير الصحيح وكلها محض اجتهادات ظنية تحتمل الصواب وتحتمل الخطأ. ولا أعتقد أنك تبني إيمانك على محض شكوك وظنون لا برهان قاطع عليها.

أما قولك: (الله ثالث ثلاثة ... هذا يعني ثلاثية ..الله و آخر و آخر ... فيكون الله ثالثهم ... كأن يكون الله و الإبن و الروح ..مثلا ... المسيحية تقول ... الآب و الإبن و الروح القدس إله واحد .. أما إذا كان المقصود ... الله و الآب و الإبن و الروح القدس ... فالله هنا هو رابع أربعة و ليس ثالث ثلاثة ...و لم يقل القرآن من هم الإثنين الذي الله ثالثهما).

شوف يا أستاذ أسعد فلو قلنا (الله والآب والابن والروح القدس) يكون الله رابعهم وليس رابع أربعة فهناك فرق كبير بين (الله رابعهم) وبين (رابع أربعة)، لأن كلمة (رابعهم) تعني أن الله ليس من جنس الآب ولا الابن ولا الروح القدس وبالتالي فهو رابعهم، أما أنتم فتقولون (الآب الله والابن الله والروح القدس الله) فهنا يقال (ثالث ثلاثة) وليث ثالثهم.

ثم هل تدري يا أستاذ أسعد لماذا لم يذكر القرءان من هم الاثنان اللذان الله ثالث ثلاثتهم؟؟ لأن كل واحد في الثلاثة هو الله ثالث ثلاثتهم، وهنا تكمن دقة وبلاغة التعبير القرءاني عن عقائد النصارى أو المسيحيين، فالنصارى أو المسيحيين لم يقولوا (الله واثنين معه ليسا هما الله فصار الله ثالث ثلاثتهم) إنما عقائد النصارى أو المسيحيين تقول: أن (الآب والابن والروح القدس) هم الله، فكان التعبير القرءاني غاية في الدقة والتعبير عن حقيقة العقائد المسيحية فقال: (ثالث ثلاثة) أي كل واحد في الثلاثة هو الله أو كلهم الله، وانتبه مثلا لتعبيره عن أهل الكهف وكلبهم حيث قال: (ثلاثة ورابعهم كلبهم) ولم يقل (رابع أربعتهم)، لماذا؟ لأن الكلب من جنس مختلف عن جنسهم فكان لابد من تمييزه بذكر جنسه عنهم فقال: (ثلاثة ورابعهم كلبهم)، أما حين يكون الثلاثة من جنس واحد فيكون التعبير عن أي واحد منهم بـ (ثالث ثلاثة) أو (رابع أربعة) أو (خامس خمسة)، لأن جميعهم من جنس واحد، فقوله تعالى عن عقيدة النصارى أو المسيحيين: (ثالث ثلاثة) لا يعني أن الله ومعه اثنين آخرين من جنس مختلف عنه، كلا، إنما الثلاثة جنس واحد هو الله، وهذه هي عين عقيدة النصارى أو المسيحيين، وبالتالي وبما أن ثلاثتهم من جنس واحد فأي واحد فيهم هو (ثالث ثلاثة)، (الآب) هو ثالث ثلاثة و(الابن) ثالث ثلاثة و(الروح القدس) ثالث ثلاثة، لأن الثلاثة من جنس واحد كما تدعون انتم في عقيدتكم، فالقرءان حين قال (ثالث ثلاثة) شخص بدقة بالغة ورائعة عقيد المسيحيين أو النصارى وهي أن (الآب والابن والروح القدس) ثلاثتهم الله. ولا تقل لي الثلاثة واحد، لأن كل واحد منهم يختلف في شخصه وذاته وخصوصيته وعمله عن الآخر وبالتالي فهم ثلاثة أنتم جعلتموهم واحد بغير علم وبغير سلطان آتاكم.

أسعد أسعد:
أخي المحبوب نهرو ... لا بأس عليك ... أرجو لك من الله القدير كل صحة و عافية ... شكا لأجل ردودك .. و سأوافيك بردي غدا ... حيث لم أفتح البريد إلا متأخرا .... أرجو لك صوما مباركا .. عافاك الله من كل ضعف أو مرض .. و كل عام و انتم بخير ... و إلي اللقاء غدا ... إن أحينا الرب و عشنا ...

أسعد أسعد:
أخي العزيز نهرو .. كيف حالك اليوم .. لعلك بخير ..
حسن جدا استاذ نهرو ... أنت قد إنتهيت إلي أن النصاري لا علاقة لهم بكل عقائد الكفر و الشرك التي إنتقدها القرآن ... و لم ينتقد القرآن النصاري إلا في عقيدة واحده .. و هي "و قالت النصاري المسيح إبن الله " ... و أنا شخصيا راجعت الآيات القرآنية لأري ما نسب من شرك أو كفر للنصاري .. فلم أجد فعلا غير هذه الآية .. (وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ).و تابعها القرآن بالآية
(اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ). (31_ التوبة)
و نستنتج من هذه الآية ...الأخيرة .. إن القرآن ينتقد النصاري لتركهم عقيدة و عبادة الله و المسيح إبن مريم ليعبدوا أحبارهم و رهبانهم ... و قبل أن أسترسل في مناقشه باقي ردودك ... دعني أتوقف و أتساءل ... هل في رأيك أن هذه هي كل عقيدة النصاري التي إنتقدها القرآن .. من دون ثالث ثلاثة و من دون المسيح و أمه إلهين من دون الله .. و من دون إتخذ الرحمن ولدا و من دون لم تكن له صاحبة ... رجاء الرد حتي يمكن إستمرار الحوار الذي أذكرك أنه للتفريق بين عقائد النصاري و إيمان المسيحيين ليس إلا .... بنصوص من القرآن و من الكتاب المقدس ... أرجو أن تكون بخير ..و من فضلك طمئني علي صحتك ... رمضان كريم و كل عام وانتم بخير

نهرو طنطاوي:
تحياتي لك أستاذ أسعد
وأشكرك على دعائك لي وكل عام أنت بخير

أولا: لقد عهدت فيك الإنصاف في الحوار، وبالتالي أريد منك اعتذاراً عن هذه العبارة الواردة في تعليقك السابق والتي قلت فيها: (حسن جدا استاذ نهرو ... أنت قد إنتهيت إلي أن النصاري لا علاقة لهم بكل عقائد الكفر و الشرك التي إنتقدها القرآن).

فأنا لم أنته إلى هذا ولم أقٌل هذا، فهذا من قولك أنت عني، فلا تقولني ما لم أقل.

أما قولك: (ولم ينتقد القرآن النصاري إلا في عقيدة واحده .. و هي "و قالت النصاري المسيح إبن الله " ... و أنا شخصيا راجعت الآيات القرآنية لأري ما نسب من شرك أو كفر للنصاري .. فلم أجد فعلا غير هذه الآية .. (وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ).و تابعها القرآن بالآية (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ). (31_ التوبة( و نستنتج من هذه الآية ...الأخيرة .. إن القرآن ينتقد النصاري لتركهم عقيدة وعبادة الله و المسيح إبن مريم ليعبدوا أحبارهم و رهبانهم).

ولكنك نسيت أن تذكر عقيدة التثليث التي نسبها الله للنصارى في قوله:
(لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ). (73_ المائدة(
وقوله:
(إِنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انتَهُوا خَيْراً لَّكُمْ). (171_ النساء(
فلماذا أهملت عقيدة التثليث؟ أليست من عقائد النصارى في المسيح بن مريم والله والروح القدس؟؟.

أما بخصوص سؤالك التالي:
(هل في رأيك أن هذه هي كل عقيدة النصاري التي إنتقدها القرآن .. من دون ثالث ثلاثة و من دون المسيح و أمه إلهين من دون الله .. و من دون إتخذ الرحمن ولدا و من دون لم تكن له صاحبة ... رجاء الرد حتي يمكن إستمرار الحوار الذي أذكرك أنه للتفريق بين عقائد النصاري و إيمان المسيحيين ليس إلا(.

أستاذ أسعد أنا قلت لك من قبل أنا لا تعنيني الأسماء نصارى أو مسيحيين، فلا يعقل أن يكون كل حوارنا هذا الممتد منذ أيام حول أسماء هل هم كانوا اسمهم (مسيحيين أم نصارى)؟؟!!، ولو كنت أعلم أن حوارنا منذ البدء يدور حول هل هم كانوا اسمهم (نصارى أم مسيحيين) لما كنت بدأت فيه من أساسه. فنحن نتحدث عن عقائد لطوائف من البشر كانت موجودة في المدينة المنورة وقت نزول القرءان على النبي محمد تجاه (المسيح ابن مريم)، سمهم أنت نصارى سمهم مسيحيين سمهم لا شيء فهذا لا يعنيني في شيء. ولو كنت تتحاور معي حول أسماء فقل لي من الآن حتى لا أجهد نفسي فيما لا طائل من ورائه. وأعيد وأكرر أنا أتناقش معك حول عقائد وردت في القرءان الكريم في (المسيح بن مريم) ولا يعنيني على الإطلاق اسماء من اعتنقوا تلك العقائد.

وجوابا على سؤالك أقول: إن الطوائف التي كانت موجودة في المدينة المنورة وقت نزول القرءان الكريم على النبي محمد من الذين يؤلهون (المسيح بن مريم)، كانت عقائدهم تدور حول تأليه المسيح بن مريم بهذه الصور: إما ببنوته لله، أو بالتثليث، أو باتخاذه ربا من دون الله، أو باتخاذه وأمه إلهين من دون الله، أو باتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم، فكل هذه العقائد كانت موجودة لدى طوائف تأله (المسيح بن مريم) في المدينة المنورة ، سمهم أنت نصارى أو سمهم مسيحيين أو لا تسمهم شيئا فهذا شأنك وحدك ولا شأن لي بكيف كانت أسماءهم.

أشكرك أستاذ أسعد وأنتظر ردك

أسعد أسعد:
الأخ العزيز الكريم المحبوب الأستاذ نهرو
آسف جدا و أعتذر عن إنقطاعي هذه الأيام ... فلقد حلت بي أنا أيضا و عكه صحية ...مكثت فيها ليلتين في المستشفي .. و خرجت قبل الآن بحوالي خمس ساعات ... و أنا أطلب منك برجاء في المحبة أن تعطني بعض الوقت الملم فيها نقاط الحوار لإتابع من أين توقفنا و يكون لنا من بعد إذنك فرصة لتواصل الحوار مرة أخري ... عندي هنا الآن ساعه متأخره من الليل .. و استمحيك أعذرا في ن أعود للحوار بعد حوالي 24 ساعه من الآن ... أستعيد فيها نقاط الحوار و أعيد ترتيب أفكاري حتي نتواصل دون تشتيت في الأذهان بسبب إنقطاع التواصل ... رجاء ألا تنساني من صالح دعائك ... و كل عام و انتم بخير و سلام و أمان و محبه دائما في نعمة رب العالمين ...

نهرو طنطاوي:
شفاك الله وعافاك أستاذ أسعد من كل مكروه وسوء
ولا بأس عليك
خدك وقتك أستاذ أسعد فيهمني أولا صحتك وأن تكون في أتم صحة وسعادة وسكينة
وأتم الله عليك الصحة والعافية.

أسعد أسعد:
أخي المحبوب نهرو
لقد قضيت بعض االوقت في مراجعة مناقشاتنا ... و لكن ببعض البطئ بسبب ظروفي الخاصة ... و قد رأيت بها بعض التشابك ... ربما لأني لم أوضح الأمر من جانبي ... و من البداية و أنت تذكر إنه كان لي إعتراض علي تسميتك للمسيحيين بالنصاري ... و كنت أريد أن أوضح لك إن العقائد النصرانية التي إنتقدها القرآن ليست من المسيحية في شئ ....و أنا يهمني جدا أن أفرق بين النصرانية كما عرض القرآن عقائدها ... و بين الإيمان المسيحي المبني علي نصوص الكتاب المقدس ...(دوا أن أقارن العقيده الإسلامية بالعقيدة المسحية و دون أن أشرح حتي العقيدة المسيحية فليس هذا غرضي هنا ... فقط أن أوضح الفرق بين النصرانية و المسيحية) ... و بسبب تداخل مناقشتنا و تفرعها ... فأنا أطمع في سعة صدرك أن تتكرم بذكر أو سرد العقائد التي في رأيك نسبها القرآن للنصاري بآيات و نصوص قرآنيه .... و التي أنت تعتقد أنها تعني المسيحيين ...حتي يمكنني أن أبين لك حصريا الفرق بينها و بين الإيمان المسيحي الوارد عنه نصوص صريحة في الكتاب المقدس .... و إسمح لي أن أطمع في سعة صدرك .. أن أكرر أن المسألة ليست إختلاف مسميات ... فما أبعد الشيوعيه عن الرأسماليه ... و ما أبعد ... الهندوسيه عن اليهوديه ... أقول ... و ما أبعد النصرانيه عن المسيحية .... لك مني كل تحيه و محبة و إحترام .... رمضان كريم و كل سنه و إنت طيب

أسعد أسعد:
لقد تحسنت صحتي كثيرا ... و لا توجد كلمات كافيه و لا معبره عن شكري و امتناني لك ...و صالح دعاءك لي ... أدام الله المحبة و المودة في قلوبنا ...أعاد الله عليك هذه الأيام الطيبة بكل خير و سعادة ...

نهرو طنطاوي:
حمدا لله على سلامتك أستاذ أسعد
ومتعك الله بالصحة والعافية
وكل عام انت والأسرة الكريمة بخير وسعادة وسكينة

هذه هي الآيات التي طلبتها أستاذ أسعد والتي أرى أن الله قصد بها عقائد النصارى الذين هم المسيحيين الآن، ولكن لا تنس رجائي منك من قبل وهو عدم التطويل والإسهاب في شرح العقائد المسيحية فأنا أعلم وأعرف جيدا جميع عقائد المسيحيين بكل طوائفهم أعلمها وأعرفها كما أعلم وأعرف عقائد طوائف المسلمين:

أما العقائد النصرانية المسيحية التي وردت في القرءان فهي في هذه الآيات:
(وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ). (30_ التوبة).
(اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ). (31_ التوبة).
(لقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ). (17_ المائدة).
(لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ). (73_ المائدة).
(إِنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انتَهُوا خَيْراً لَّكُمْ). (171_ النساء).

لك خالص التحية.

أسعد أسعد:
أخي العزيز نهرو
دعني أولا أفند لك قول النصاري "المسيح إبن الله" لأثبت لك أنه لا يعني "المسيح إبن الله" في المسيحية
التوبه 30 و 31
وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ

مفاتيح إيمان هؤلاء النصاري هما في شقين أولهما ... يضاهؤون قول الذين كفروا من قبل ... و ثانيهما ... إتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله و المسيح إبن مريم ... فالقرآن يتهمهم ...بأنهم أخذوا عقيدتهم من الذين كفروا ... و هم الذين قالوا إن الله هو المسيح إبن مريم ... ثم أنهم لم يثبتوا حتي علي هذه العقيدة الفاسدة .. بل إتخذوا رهبانهم أربابا من دون الله و المسيح ابن مريم ... فقول المسيح إبن الله الذي قالته النصاري .. يقول القرآن أنهم إتخذوه أو شابهوا به قول الذين كفروا ... و أنت تتذكر أننا تنتاقشنا من بل في القول أو الآيىة القرآنيه ... و هكذا كان ردك ...
أستاذ أسعد
آية سورة الأنعام التي ذكرتها والتي تتحدث عن استنكار الله أن يكون له ولد أو تكون له صاحبة، فهذه الآية والتي قبلها لا علاقة لها بالنصارى ولا بالمسيحيين إنما تتحدث عن طائفة من أهل مكة ادعت أن لله شركاء من الجن وخرقوا له بنين وبنات.
وهذا هو النص الكامل:
(وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (100) بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ). (101_ الأنعام).
أما آية سورة التوبة فلا تتحدث عن صاحبة ولا ولد إنما تتحدث عن عقيدة النصارى في بنوة المسيح لله فقط ولم تذكر صاحبة ولا ولد وهي نفس عقيدة المسيحيين اليوم التي تعتنقها أنت: (وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ).
فأرجوا عدم الخلط بين الآيات وبين العقائد المختلفة بعضها ببعض(إنتهي الإقتباس من ردك)
و أنا أتساءل ..فكيف يكون من قالوا إن لله شركاء ... ليسوا كفارا ... و كيف إذا ينفي القرآن عن الله ... أن تكون له صاحبة ...و بالتالي فمن أين يأتيه الولد ... ففكر القرآن الذي ينفيه عن إتخاذ الله الولد أنه لابد أن تكون لله صاحبة يأتيه منها الولد ... فينفي القرآن عن الله هذا الفكر ... أفليس هذا فكر الكفار ... الذي قال القرآن عن النصاري أنهم يضاهؤونه بقولهم المسيح ابن الله .. فهم أي النصاري يضاهؤون هذا الفكر ... فيكون قول النصاري .. المسيح ابن الله مستمد من تعاليم أو أفكار الكفار الذين نسبوا لله صاحبة ... و ليس من إعلان الله في الكتاب المقدس ... الكتاب المقدس يقول " 35فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ." و بذلك تكون نسبة المسيح إلي الله بالبنوة في الفكر المسيحي تختلف تماما عن نسبته إلي الله بالبنوية عن الفكر النصراني ... و ذلك لإختلاف نص و مصدر العقيدة ... النصاري فكرهم عن المسيح مستمد من فكر الكفار الذي ينسب بنوة المسيح لله بعلاقة جسدية .. و اما الفكر المسيحي فينسب بنوة المسيح لله إلي قوة عمل الروح القدس في مريم ..و يقول الملاك لمريم .. "القدوس المولود منك" و القدوس هو لقب من القاب الله ...
يا أخي نهرو أنا أسألك الا تناقشني إسلاميا و لا منطقيا في معقوليه الإيمان المسيحي ... فهذا مضمار آخر تماما خارج عن هدف مناقشتنا هذه ...أنا فقط أطلب منك في المحبة .. أن تتدبر الأمر ... في إختلاف الفكر المسيحي و مصدره عن فكر النصاري و مصدره بحسب نصوص القرآن ... و السبب ... فأنا حين أقرأ القرآن و أفهم ما إعترض به القرآن علي الفكر النصراني .. فأنا أري فرقا شاسعا بين أقوال النصاري و بين الإيمان و النصوص الكتابيه المسيحية ... و سأوافيك لاحقا برأيي في فكر النصاري الوارد في باقي الآيات القرآنيه ...
رمضان كريم و كل سنه و أنت طيب ...

أسعد أسعد:
أخي العزيز نهرو
سبق في حوارنا أن قلت لي ..." أما آية سورة التوبة فلا تتحدث عن صاحبة ولا ولد إنما تتحدث عن عقيدة النصارى في بنوة المسيح لله فقط ولم تذكر صاحبة ولا ولد وهي نفس عقيدة المسيحيين اليوم التي تعتنقها أنت: (وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ).
فأرجوا عدم الخلط بين الآيات وبين العقائد المختلفة بعضها ببعض(إنتهي الإقتباس من ردك).
و أنا قدبينت لك الفرق بين إعتقادي في بنوة المسيح لله و بين إعتقاد النصاري فيها .. النصاري لا يقولون أو لايعتقدون فيما قاله الملاك لمريم "الروح القدس يحل عليكي و قوة العلي تظللك لذلك القدوس المولود منك يدعي إبن الله" أين قال القرآن إن هذا هو إيمان أو عقيدة لنصاري ...و القرآن لا يمكن أن يكفر المسيحيين المعتقدين في بنوة المسيح لله بحسب هذا النص الموحي به ... لو عندك إشكاليه في النص .. فهذا موضوع آخر تماما عن بحثنا ... أرجو الا تتطرق إليه فله مدخل آخر تماما .. نحن هنا أمام موضوع التفريق بين عقائد النصاري التي فيها نص قرآني و بين عقائد المسيحيين التي بها نص كتابي ..
ثم أنت قلت بعدم خلط العقائد المختلفة بعضها ببعض ...و ها أنت تأتي بآيات و عقائد نصوصها القرآنية ليس فيها كلمة نصاري و لم تنسب لهم أي للنصاري صراحة في القرآن ... إذا كنت تريدني أن أبين لك الفرق بين النصوص الكتابيه و بين هذه العقائد الكفريه التي إنتقدها النص القرآني .. فهذا شئ خارج عن التفرقه بين النصاري و المسيحيين .. و أنا قبل أن أبين لك إن النصوص الكتابيه المسيحية تعارض تماما هذه العقائد ... أرجو منك أن تثبت لي من القرآن ... إن القرآن قصد بها النصاري ... و لماذا لم ينسبها صراحة إلي القرآن ... مع عدم اللجوء إلي أي تفسيرات شخصية (كما فعلت من قبل في تفسيرك لسفر أشعياء) .. أو أي مفسر للقرآن ... لك أن تعلق و تبين وجهة نظرك ... و لي أن أناقشها معك ... هل هذه الآيات مقصود بها النصاري .. وأين ورد ذلك في القرآن ... أنت نفيت عن النصاري .. أنهم نسبوا إلي الله إتخاذ صاحبة لينجب منها الولد .. و قلت أنها عقائد كفريه .. و ليست من عقائد النصاري .. لأن القرآن لم يوجه الإتهام فيها صراحة إلي النصاري ... فكيف توجه أنت الإتهام في هذه الآيات و تنسبها أنت إلي النصاري ...
(لقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ). (17_ المائدة).
(لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ). (73_ المائدة).
(إِنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انتَهُوا خَيْراً لَّكُمْ). (171_ النساء).
مع العلم أنه سبق و ناقشنا هذه الآيات الثلاث ... و مستعد لإعادة النقاش عنها ..
صيام مبارك إن شاء الله ... و رمضان كريم ... و كل سنه و إنت طيب

نهرو طنطاوي:
تحياتي لك أستاذ أسعد
وكل عام أنت بخير

أنا في حيرة من أمري في حواري معك أستاذ أسعد
فأنت تقول: (يا أخي نهرو أنا أسألك الا تناقشني إسلاميا و لا منطقيا في معقوليه الإيمان المسيحي).

ما يعني أستاذ أسعد أنك تطلب منى ألا أناقشك من منطلق إيماني الإسلامي ولا من خلال رؤية الدين الإسلامي في عقائد النصارى في المسيح بن مريم ولا من خلال المنطق والمعقولية للإيمان المسيحي، فبربك حين تجردني من كل هذه الأدوات في الحوار فبماذا أتحاور معك؟؟!!!
لن يبقى لي إلا "الشومة" أو "النبوت" كآليات للحاور!!! ولا أظنك تريد الحوار بهذه الأدوت.

يا أستاذ أسعد أنت تريدني أن أفهم نظرة القرءان للنصارى وعقائدهم من خلال فهمك أنت لها وليس من خلال مضمون ودلالات النصوص.
وهذا لن يوافقك عليه أحد لا عاقل ولا مجنون.

أسعد أسعد:
حبيبي نهرو
الظاهر إن إحنا مش ها ناكل بطيخ تحت الشجره جنب الساقيه بس ... دا إحنا كمان ها نلعب تحطيب ... أحبك يا عسل
دي رسالة تحيه سريعه ... سعيد جدا ... إن إختلافنا الفكري إبتدا يتقارب ... سأشرح لك و جهة نظري لاحقا .... تحيه و محبه .. و كل سنه و إنت طيب ...

أسعد أسعد:
أخي الحبيب نهرو
دعني أعترف لك ... إن الموضوع فعلا ... أكبر و أعقد مما كنت أتصور ... فخلال نقاشنا و حوارنا و جدت في مكتبتي الإكترونيه كتابا عن جذور الإختلاف بين الفكر المسيحي و الفكر الإسلامي ... و لا أخفيك ... فوقع في يدي ... و إكتشفت إن الموضوع ليس مجرد مقارنة نصوص .... و ليس مجرد إختلافات فكريه و عقليه ... لقد إكتشفت إن الإيمان الإسلامي لا يكتمل إلا بتكفير المسيحيين ... و كل ملة أخري ... و قد تقول لي ... و هكذا المسيحية ... و هكذا كل ملة أخري ... الأديان يكفر بعضها بعضا ... إلا أنني من منطلق و زاوية إختباري الشخصي المسيحي ... بصرف النظر عما تكون قد قرأت من كتب و آراء في نظرك مسيحية ... فأنا لا أكفر إنسانا و لا أحكم علي إنسان بالدينونه ... أنا و جهة نظري ... هكذا أحب الله العالم ... و عن كفارة المسيح ... و هو كفارة ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضا ... و عن المسيح ... و هو مات لأجل الجميع .. لكي يحيا الجميع فيما بعد لا لأنفسهم بل لأجل الذي مات من أجلهم و قام ... هذا هو فكري الشخصي المسيحي الإختباري ... لا كافر و لا مشرك ولا مغضوب عليه ... كل البشريه مشروع إلاهي ... لإعادة تأهيل كل إنسان بعمل الروح القدس .. لعلاقة شخصية مبنيه علي المحبه المتبادله بين الله و الإنسان ... لقد تبينت إن الإسلام ضد هذا الفكر تماما .. سيآتك و حسناتك هي ميزان علاقتك مع الله كسيد و أنت من عباده أو عبيده ... و مقياس حسناتك و سيآتك ... مصدره ... سيرة و تعاليم النبي محمد ... عن جميع أركان الإسلام ... و يجب علي المسلم أن ينكر تماما كل عقيده أخري ... بل إن كان سنيا ... سيكره الشيعي ... و الموت لكل إنسان لا يتبع العقيدة الإسلامية التي يحددها له من يتبعهم من العلماء ...
نرجع إلي موضوعنا ... الفرق بين النصرانية و المسيحية ... دعنا نبدأ بك .. أنت تقول .. إن الإثنين واحدا ... حسنا لكي أٍستطيع أن أحاورك علي أساس فكري مقبول لدي كلينا ... هل يمكن أن تبدأ أنت بسرد العقيدة النصرانية كما وردت بنصوص القرآن ... و أن تضاهيها بالعقيدة المسيحية التي وردت بنصوص الكتاب المقدس ... لكي تثبت لي .. إن هاتان العقيدتين متطابقتين .... و أنا سأبدا من جانبي بشرح آيات الكتاب المقدس التي ستوردها أنت لتبرهن تطابقها مع العقائد النصرانيه ... و تقوم أنت بشرح الآيات القرآنيه التي سأوردها أنا لأبين عدم تطابقها مع آيات الكتاب المقدس ... شكرا علي إحتمالك و طول أناتك ... و كل سنه و انت طيب.

نهرو طنطاوي:
وهنا رأيت أن الحوار بدأ يدور في حلقة مفرغة فتوقفت عن الحوار عند هذا الحد ورأيت أن هذا يكفي.

نهرو طنطاوي
كاتب وباحث في الفكر الإسلامي _ مدرس بالأزهر
مصر _ أسيوط
موبايل : 01064355385 _ 002
إيميل: [email protected]
فيس بوك: https://www.facebook.com/nehro.tantawi.7
مقالات وكتابات _ نهرو طنطاوي:
https://www.facebook.com/pages/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%86%D9%87%D8%B1%D9%88-%D8%B7%D9%86%D8%B7%D8%A7%D9%88%D9%8A/311926502258563



#نهرو_عبد_الصبور_طنطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبضة قلب في حياة ميتة
- لماذا توقفت عن كتابة مقالي اليومي في (روزاليوسف)؟
- (الإلحاد) هو الابن الشرعي للعقائد المسيحية
- (ليندي انغلاند) (أنجلينا جولي): يد تبطش والأخرى تداوي وتطبطب
- الفرق بين الإنسان الواقعي والإنسان الافتراضي
- الفرق بين -حقائق الأشياء- و-زخرف الكلمات- و-عوالمنا الخاصة-:
- آخر الهوامش: هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 ي ...
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (26)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (25)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (24)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (23)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (22)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (21)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (20)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (19)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (18)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (17)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (16)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (15)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (14)


المزيد.....




- شاهد: مسيرة للمسيحيين في شوارع القدس إحياء ليوم الجمعة العظي ...
- لبنان.. تجسيد صلب المسيح في الجمعة العظيمة
- شاهد: 125 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة الثالثة من رمضان في ...
- 150 ألف مصلٍّ يؤدون العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبار ...
- 125ألف أدوا صلاة الجمعة الثالثة في المسجد الأقصى
- 150 ألف مصل يؤدون العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبارك ...
- التصعيد الإسرائيلي تجاه المقدسات الإسلامية، والهجوم على ريف ...
- -أنقذ حياة 100 شخص-.. الهيئة الروحية لمسلمي روسيا تمنح إسلام ...
- رحلة أوليا جلبي.. الحج الأوروبي المسيحي إلى القدس العثمانية ...
- بسبب شارة التوحيد .. نجم ريال مدريد المسلم روديغر يقاضي صحفي ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - (مسيحيون أم نصارى)؟ حوار رمضاني مع الأستاذ (أسعد أسعد)