أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (14)















المزيد.....


هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (14)


نهرو عبد الصبور طنطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4600 - 2014 / 10 / 11 - 13:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


16 أغسطس 2013
(السلمية، المحبة، الإنسانية):
مصطلحات جوفاء وهمية لا وجود لها في واقع الحياة:
هي مصطلحات نحتها النصارى على مر العصور وقاموا بترديدها وتداولها ورفعها كشعارات حين يكونوا أقليات مستضعفة لا حول لها ولا قوة، ثم تم استغلالها من قبل الساسة والمؤسسات الغربية الاستعمارية وقاموا بترويجها بين شعوب العالم الثالث والشعوب المستضعفة والمستحمرة حتى تتقبل ذبحها واحتلاها وتركيعها في صمت ودون مقاومة، أي: يذبحون ويحتلون ويركعون بمحبة وسلمية وإنسانية.
بينما "القرءان الكريم" جاء ليتعامل مع الواقع الحقيقي للحياة، فقال تعالى:
(وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). (179_ البقرة).
وقال:
(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ القَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا). (217_ البقرة).
وقال:
(فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوَهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الكَافِرِينَ). (191_ البقرة).
وقال:
(الشَّهْرُ الحَرَامُ بِالشَّهْرِ الحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المُتَّقِينَ). (194_ البقرة).
وهذه الحقيقة الإنسانية العامة قد وعاها "أبو تمام" جيداً فصاغها بقوله:
(السيف أصدق إنباءً من الكتب ** في حده الحد بين الجد واللعب).

17 أغسطس 2013
توقع ليته ما تحقق:
توقع توقعته ونشرته بتاريخ: 7 / 2 / 2011 قبل تنحي مبارك بأربعة أيام، كم أنا حزين أنه تحقق.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=244844

18 أغسطس 2013
صديقة سألتني:
أستاذ نهرو: يعني لو صار انتخابات حتفوز الاخوان؟
فأجبتها: لو صارت انتخابات حرة ونزيها الآن وتحت إشراف دولي كامل بين "السيسي" و"أيمن الظواهري" فبكل تأكيد ويقين عندي سيكتسحها "أيمن الظواهري" بنسبة 95 %.

18 أغسطس 2013
قراءتي لشخصية "السيسي" في كلمته اليوم:
بعد سماعي لكلمة "السيسي" اليوم تأكد لي إحساس أنه يعاني من خلل نفسي خطير يسمى في علم النفس: "التقمص"، وهذا الخلل مصاب به كثير من المصريين الذين يتقمصون معاني ألقاب يناديهم بها أو يصفهم بها أحد على سبيل المزاح أو السخرية، ويصدقون أنفسهم رغم أنف الواقع والحقيقة والعيان، كثير من المصريين يفرحهم جداً ويثير لعابهم أنت تصف أحدهم أو تناديه وتقول له "يا زعيم" "يا برنس" "يا نجم" "يا باشمهندس" "يا أستاذ" "يا عمنا" "يا كبير" "يا وحش"......إلخ.
أما حالة "السيسي" النفسية فيبدو أنها جاءت نتيجة أن بعض من حوله وصفه أو ناداه "يا عبد الناصر"، فالرجل صدق نفسه أنه "عبد الناصر" بصحيح.
ودائما ما تكون نتائج هذا الخلل النفسي بشعة وخطيرة ووبيلة وسوداء على صاحبه، إذ أنه يفاجأ بعد حين وبعد فوات الأوان أن الحقيقة الواقعية على الأرض تختلف تماما عن الأوصاف والألقاب التي أطلقت عليه.
وهكذا ستكون نهاية "السيسي" عندما يتعافي ويستفيق لنفسه ويستيقظ من حالة "التقمص" التي يعيشها، بعدما تثبت له الأيام والأحداث والوقائع أن زمن "عبد الناصر" لم يكن فيه "فيسبوك" ولا "تويتر" ولا "قناة الجزيرة" ولا "موبايلات بكاميرا" ولا ولا ولا ولا ......إلخ. والمخيف أنه ربما بعد أن يستفيق ويستيقظ سيكون قد "خربها وقعد على تلها".

20 أغسطس 2013
طقطوقة من الزمن الجميل
(أحمد ومنى ليفني يا عز).
https://www.youtube.com/watch?v=REGTKe8WNPw

20 أغسطس 2013
بدء وصول جسر جوي سعودي لنقل مساعدات المملكة إلى مصر
هذا ما يريده لنا الانقلابيون وأنصارهم
يريدون للشعب المصري أن يظل طوال حياته شعباً شحاذاً متسولاً يعيش على فتات المنح والمعونات والمساعدات والعطايا من اللي يسوى ومن اللي ميسواش.
http://www.akhbarak.net/articles/13305565-«الألمانية»_بدء_وصول_جسر_جوي_سعودي_لنقل_

21 أغسطس 2013
الإخوان المسلمون وثورة 25 يناير:
الإخوان منذ بداية ثورة "25 يناير" فعلوا بالضبط ما فعله (بائع المسابح) الريفي الساذج الذي دخل إلى "ملهى ليلي" بالقاهرة ظناً منه أن أحداً من رواد الملهى من الممكن أن يشتري منه "مسبحة".

21 أغسطس 2013
(أعلن مبايعتي لجمال مبارك رغم أنف إبراهيم عيسى، ولكن).
هذا كان عنوان مقال لي بتاريخ 20 / 12 / 2009، أي قبل "ثورة 25 يناير" بسنة وشهر، وقمت بتشريح المجتمع المصري بجميع فصائله وانتماءاته وأعطيت كل فصيل حقه ووصفه الحقيقي، وياللعجب!! ظني فيهم لم يخب.
طالعوا الرابط التالي:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=195980

28 أغسطس 2013
علاقة الغرب العلماني المتحضر بالحاكم العربي:
الحاكم العربي في نظر النظم العلمانية الغربية مجرد (عاهرة) يستمتع بها حينا من الدهر ثم يلقى بها إلى أوسخ حاوية للزبالة.
انظر كيف تعامل الغرب العلماني المتحضر مع (عاهراته) من الحكام العرب بعد أن انتهت صلاحيتهم:
صدام حسين
زين العابدين بن علي
حسني مبارك
علي عبد الله صالح
معمر القذافي
بشار الأسد
والدور سيأتي حتما عل كل طاغية سفاح مجرم يقتل شعبه.

31 أغسطس 2013
هوس "سيسي" باستنساخ عته "ناصر":
عبد الناصر كان أكثر حظاً بكثير من الطاغية (عبد الفتاح السيسي)، إذ كانت البيئة والواقع والظروف المصرية في ذلك الوقت كلها قابلة ومهيئة لتواجد طاغية كـ (عبد الناصر)، فالشعب المصري في ذلك الوقت كان في أغلبه من الأميين والجهلاء والفلاحين الذين ربما لا تجد من بين كل عشرة آلاف منهم عشرة أشخاص يجيدون "القراءة والكتابة" فضلا عن أن يكونوا مثقفين أو ذوي رؤية سياسية أو مرتكزات فكرية نحو أي شيء ما، وكانت وسائل الاتصال الجماهيري التي تخاطب الرأي العام في ذلك الوقت تقتصر على "الإذاعة" المصرية الموجهة وبضعة "صحف ورقية" موجهة كذلك، وكان جمهور هذه الوسائل قاصرا على فئة معينة من الشعب المصري، وبالتالي كانت الطريق ممهدة تماما أمام صناعة طاغية كـ (عبد الناصر) تميز عصره بالهزائم والنكسات والنكبات، لكنه استطاع في بيئة بدائية كتلك أن يجعل من هزائمه وانكساراته ونكباته انتصارات وإنجازات تصفق لها الجماهير الأمية الساذجة الغافلة. حيث كانت خطب (عبد الناصر) العنترية الفارغة والجوفاء التي يستخف فيها بوعي المصريين تلاقي رواجا كبيرا بين الجموع الأمية الغافلة الجهولة.

أما (عبد الفتاح السيسي) فيريد أن يتجاوز بنا كل هذا التطور المذهل في وسائل الاتصال الجماهيري الآن ويقفز بنا عائدا إلى عصر الخمسينات والستينات البائد كي يوهمنا عبر خطاباته العبثية "العبيطة" بأنه قام ببطولات وانتصارات وانجازات وعنتريات خارقة من "الوهم والعار" تجاه قطاعات من الشعب المصري وليست ضد عدو خارجي، متجاهلا أن المجتمع المصري الآن لا يخلو بيت فيه على الإطلاق من امتلاك (الأطباق اللاقطة) ومشاهدة (الفضائيات) المتعددة والتجوال في (السموات المفتوحة) وامتلاك أجهزة (الحاسوب) و(الهاتف المحمول) و(الانترنت) ومواقع (التواصل الاجتماعي).
فهل يقبل الشعب المصري في عام (2013) وبعد كل هذا الوعي والتطور المذهل في وسائل الاتصال الجماهيري أن يعود إلى عصر (الستينات) البائد خلف جندي بدائي مهووس يدعى (عبد الفتاح السيسي)؟؟.

3 سبتمبر 2013
مصيبة الموت:
لا أدري لماذا تحول وقع وتأثير خبر "الموت" على الناس كوقع وتأثير خبر تافه لا قيمة له يقول: "التقى الرئيس المؤقت "عدلي منصور" صباح اليوم برئيس الوزراء المؤقت "حازم الببلاوي" للتشاور حول بعض قضايا الشأن الداخلي"؟؟.
مع أن الله يقول: (فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ المَوْتِ). (106_ المائدة). فإذا كان الله سبحانه يصف الموت الطبيعي بأنه "مصيبة" فكيف يكون القتل العمد، وقتل الغيلة "الاغتيال"، والقتل على الهوية، وقتل الإبادة، والمجازر الجماعية، وحرق جثث الموتى والتمثيل بها؟؟؟!!!!.

3 سبتمبر 2013
الضعف جريمة والضعفاء مجرمون:
الشعور بالضعف النفسي والهزيمة النفسية وانكسار الإرادة وارتداء ثوب الذلة والهوان والخنوع والاستسلام خوفاً من بطش الطغاة وجعجعة الفجار وسطوة الباطل لن يصلح أن يكون عذرا مقبولا يعفيهم من المسئولية أمام الله، إن الذين قبلوا على أنفسهم أن يستتروا خلف ضعفهم وهوانهم وقبلوا أن يتجرعوا كأس الذلة والمهانة بمحض إرادتهم طلبا للسلامة والدعة والأمن والحفاظ على حياتهم وأشيائهم سيصيبهم صغار عند الله في الحياة الدنيا ولهم عذاب شديد يوم القيامة.
قال تعالى:
(وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ القَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ(31) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ). (32_ سبأ).
وقال:
(وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ). (21_ إبراهيم).
وقال:
(وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ النَّارِ(47) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ العِبَادِ). (48_ غافر).
وقال:
(إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ المَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً(97) إِلاَّ المُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً). (98_ النساء).
وقال:
(وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاْ(67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ العَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً). (68_ الأحزاب).
فالضعف جريمة وليس عذراً، والضعفاء مجرمون وليسوا معذروين.

4 سبتمبر 2013
هل حقا يعجز الناس عن الحكم على الأشياء؟:
كثير من الناس تعيش في معظم الأوقات حال من الالتباس والتشتت والخلط، ولسان حال هؤلاء يقول: (ما عدناش عارفين ولا فاهمين مين الصح ومين الغلط، مين الصواب ومين الخطأ، فين الحق وفين الباطل).

ورداً على هؤلاء أقول: أنتم خبثاء ضعفاء ماكرون، لأنكم تعون جيدا الفرق بين الصواب والخطأ، بين الصحيح والسقيم، بين الحق والباطل، لكنه الخوف والجبن والذل والضعف والهوى والشهوات هي وحدها ما تمنعكم من إعلان مواقفكم الناتجة من بصائركم التي وهبها الله لكم والتي لا تكذب ولا تغش ولا تخون ولا تجامل ولا يمكن إغراؤها أو إغواؤها أو إكراهها، فالبصيرة هي أشبه بجهاز الأشعة فائق الدقة أو هي أشبه بالعدسة المكبرة التي تضاهئ بين البصمات فتكشف عن صاحب البصمة الحقيقي من غيره، هذا ما قاله الحق سبحانه: (بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره).
والبصيرة هذه هي جهاز واحد لا يتعدد ولا يتغير ولا يتبدل، هذا الجهاز الواحد موجود داخل كل إنسان في أي مكان على وجه الأرض مهما كان فكره أو دينه أو توجهه أو لونه أو نوعه، وقوانين ومقاييس ومعايير وموازين هذا الجهاز تنص داخل جميع أفراد الجنس البشري على أن: الجزء أصغر من الكل، والنار تحرق ،،،،،،إلخ.

فكل إنسان وأي إنسان على وجه الأرض ذكراً كان أو أنثى أيا كانت درجة وعيه وأيا كانت حصيلته العلمية والمعرفية ضئيلة أو غزيرة قد زوده الخالق سبحانه بجهاز من الوعي الذاتي الداخلي الذي هو "البصيرة"، والذي عن طريق خبراته وتجاربه وممارساته وعلاقاته وتأملاته وملاحظاته الحياتية قد قام بتحصيل مخزون كامل شامل جامع من آليات ومعايير وقواعد ومقاييس وأسس التمييز والمعرفة والعلم يكفيه ليخوض به معترك هذه الحياة الدنيا ويحكم به على الأشياء ويميز به بين الطيب والخبيث وبين الصالح والطالح وبين ما ينفعه وما يضره، حتى ولو لم ينل أدنى قسط يذكر من التعليم النظامي المدرسي والأكاديمي، وحتى وإن لم يقرأ أو يسمع عن: (سقراط، أو أفلاطون أو أرسطو أو أبيقور، أو كونفوشيوس، أو ابن سينا، أو الكندي، أو ابن طفيل، أو ابن رشد، أو جون ديوي، أو فرانسس بيكون، أو ديفيد هيوم، أو كانط، أو هيجل، أو اسبينوزا، أو ثورانديك، أو سكنر، أو جون لوك، أو برتراند راسل، أو هربرت سبنسر، أو جوهان فيخته، أو أوغوست كونت، أو جان جاك روسو، أو بول سارتر، أو رينيه ديكارت، أو ستيوارت ميل، أو شوبنهاور، أو نيتشه، أو تولستوي، أو أو أو أو.....إلخ). فيكفي أن جميع الناس بلا استثناء تعلموا من واقع مدرسة الحياة أن النار تحرق، والماء يروي وينظف ويُغْرِق، وأن البرد يلزمه تدفئة، والحر يلزمه تبريد وترطيب وتهوية، وأن الجوع يسده الأكل، والظمأ يطفيه الماء.

ومما لا يخفى على أحد أن بني الإنسان بلا استثناء لفرد واحد منهم منذ طفولتهم المبكرة يستطيعون التمييز بين الطويل والقصير، بين الصغير والكبير، بين الناعم والخشن، بين الدقيق والغليظ، بين السعة والضيق، بين الجزء والكل، بين الثقيل والخفيف، بين الجمال والقبح، بين الصحة والسقم، بين الثراء والفقر، بين النافع والضار، بين الأمن والخوف، بين الأعلى والأسفل، بين الراحة والمشقة، بين اليابس والرطب، بين الحلو والحامض، بين الأبيض والأسود، بين العدل والظلم، بين الرغد والفاقة، بين الفرح والحزن، بين الرحمة والقسوة، بين القوة والضعف، بين المرتفع والمنخفض، وبين، وبين، وبين،،،، إلخ. ويقينا أن الله لم يخلق الناس ليتركهم لمن يتلاعب بهم وبقناعاتهم دون جهاز وعي ذاتي يتمكنوا به من الحكم على الأشياء بشكل صحيح وصواب إذا هم تخلصوا من أهوائهم ومطامعهم وشهواتهم ومخاوفهم التي أسماها الله في الآية "معاذير".

ومن ثم فكل إنسان على وجه الأرض لديه معايير ومقادير "البصيرة" التي من خلالها يميز بين الأشياء وأضدادها، وقد نقلت في كتابي: (النظام المديني وزوال الديموقراطية) فقرة معبرة في هذا الصدد لأحد الكتاب يقول فيها:
العامل الأمي الأفغاني "جامشيد" يهزم المفكر الأمريكي الكبير "فوكوياما" فلسفيا:
(في كابول، يتحدث العامل اليدوي الأمي "جامشيد" (26 عاما) نيابة عن العديد من المواطنين عندما يسرد محاسن ومساوئ النظم الغربية الجديدة المفروضة بالقوة من قبل النظام الأفغاني الجديد الذي يدعمه الغرب. بالمقارنة مع الحياة في ظل حكم "طالبان"، "جامشيد" (يقدر الحرية من أجل الاستماع إلي الموسيقي، والخروج مع زوجته بسهولة وبدون مراقبة ليفعل ما يريده)، لكنه لا يمكن أن ينسي مطلقا أنه (في ظل حكم "طالبان" المستبد، كان يمكنه ترك المحل مفتوحا والذهاب لأداء الصلاة في المسجد ولن يتجرأ أحد مطلقا علي سرقة أي شيء... ولكن الآن -يقول جامشيد-: (الحكومة الديمقراطية الليبرالية نفسها "فاسدة"، وهي التي تسرق مال الشعب بالباطل!!!). بكل تأكيد "جامشيد" الأمي لم يقرأ مطلقا مؤلفات الفيلسوف البريطاني "جون ستيوارت ميل" مؤسس الفلسفة الليبرالية ولم يقرأ مطلقا مؤلفات المفكرة السياسية الأمريكية "آين راند". ولكن سواء كان يحكمه رجال دين ثيوقراطيين أو حكومة جاءت بعد فوز بانتخابات مدعومة من الغرب، فإنه -بالتأكيد- يعلم جيدا ما يضره وما ينفعه ويستطيع أن يميز بين ما يعجبه وما لا يعجبه). انتهى

ولهذا أقول: إن أولئك الذين هم كالأنعام الذين سيذرأهم الله إلى جهنم من الجن والإنس كانت لهم قلوب لا يفقهون بها وأعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها ، قال تعالى: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الغَافِلُونَ). (179_ الأعراف). فهؤلاء اختاروا بمحض إرادتهم أن ينزلوا إلى درك البهيمية ورضوا لأنفسهم أن يعيشوا كالأنعام وأن يقوموا بتعطيل كافة حواس وأجهزة الإدراك لديهم واكتفوا بالطعام والشراب كالأنعام وتركوا لغيرهم من الطغاة والضالين والفجار أن يسوقوهم ويقتادوهم ويقوموا بتوجيههم وإرشادهم وهم خامدون متخاذلون عن القيام بهذا بأنفسهم.
فلابد أن يقر في وعينا ويقيننا وإيماننا أن الحساب يوم الحساب سيكون على موازين ومقاييس ومعايير هذه البصيرة وهل توافقت معتقداتنا وأفكارنا وسلوكياتنا معها أم لا؟ وليس على أي شيء آخر.
وبكل تأكيد يوجد هناك في كل زمان ومكان من يجادل ويماحك ويراوغ ليجعلنا نضل ونتجاوز ونقفز فوق بصائرنا ليلبس علينا الحق بالباطل ويجعلنا نكتم الحق ونحن نعلمه ونميزه، ولكي نتجاوز شرور ومعوقات هؤلاء فعلينا بالسير في الأرض للعلم والبحث والنظر والتفكر بأنفسان لنقف على حقائق ما يتسق ويتوافق مع بصائرنا لا مع ما يتوافق وأهوائنا وضعفنا وخوفنا ومطامعنا وشهواتنا وحرصنا، وعلينا أن نعي جيداً أن مقولات وخلاصات وقناعات الآخرين هي مسئوليتهم وحدهم وسيسألون عنها وحدهم، ولن يعفينا من المسائلة غدا بين يدي الله اتباعنا لمقولات وخلاصات وقناعات الآخرين بلا بحث ونظر وتدقيق منا.
وأقول كذلك: بعد تحقق مضمون قوله تعالى: (بل الإنسان على نفسه بصيرة). داخل كل فرد من أفراد الجنس البشري بلا استثناء، (ولو ألقى معاذيره) لم يعد هناك لخائف ضعيف أو طامع جبان أو نذل أو دعي كاذب مخادع متبع لهواه وشهواته ورغباته الشخصية من مبرر ليدعي أنه: (ما عدناش عارفين ولا فاهمين مين الصح ومين الغلط، مين الصواب ومين الخطأ، فين الحق وفين الباطل).


نهرو طنطاوي
كاتب وباحث في الفكر الإسلامي _ مدرس بالأزهر
مصر _ أسيوط
موبايل : 01064355385 _ 002
إيميل: [email protected]
فيس بوك: https://www.facebook.com/nehro.tantawi.7
مقالات وكتابات _ نهرو طنطاوي:
https://www.facebook.com/pages/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%86%D9%87%D8%B1%D9%88-%D8%B7%D9%86%D8%B7%D8%A7%D9%88%D9%8A/311926502258563



#نهرو_عبد_الصبور_طنطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) ...
- القرءانيون وخرافة تواتر القرءان – الحلقة الثانية
- القرءانيون وخرافة تواتر القرءان – الحلقة الأولى
- من بدل دينه فاقتلوه
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (13)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (12)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (11)
- الأزهر يصادر كتبي ويوقفني عن أعمال التدريس مؤقتا ويحيلني للم ...
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (10)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (9)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية –ثورة 25 يناير- 8
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (7)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (6)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -25 يناير- (5)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (4)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (3)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (2)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية –ثورة 25 يناير- (1)
- -العلمانية- على الطريقة المسيحية الأرثوذكسية المصرية
- السنة ما لها وما عليها: الفصل الرابع عشر: (هل حفظ الله كتاب ...


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (14)