أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (20)















المزيد.....


هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (20)


نهرو عبد الصبور طنطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4609 - 2014 / 10 / 20 - 08:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


31 يوليو 2013
عودة الرئيس "محمد مرسي":
عودة الرئيس "محمد مرسي" لمن يرون المشكلة المصرية تتلخص فقط في عودة "محمد مرسي" هم واهمون بل حالمون، فقد كان "محمد مرسي" رئيسا لمصر لمدة عام كامل ولم يستطع أن يفعل شيئا تجاه دولة العسكر العميقة التي تسطو مصر منذ عقود طويلة، فالأمر أعقد وأكبر من "محمد مرسي" ومن جماعة الإخوان بل ومن الشعب المصري بأكمله.
فالمشكلة الحقيقية لمصر تكمن في أن قادة "الجيش المصري" تربطهم علاقة استراتيجية وعضوية بـ "الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل" على كافة الأصعدة وفي كافة الجوانب منذ اتفاقية السلام التي أبرمها "السادات" مع "إسرائيل"، هذه العلاقة العضوية الاستراتيجية تتلخص مفرداتها في أن الجيش المصري يحظى بامتيازات مادية ومعنوية فائقة من الولايات المتحدة خاصة ومن الغرب عامة في مقابل التزامات صارمة تقع على عاتقه مقابل هذه الامتيازات، ومن أهم وأخطر هذه الالتزامات التي تقع على عاتق "الجيش المصري" هي الحفاظ على بقاء واستمرار معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، والحفاظ على أمن الحدود المصرية الإسرائيلية، والحفاظ كذلك على تأمين المجرى الملاحي لقناة السويس. ولا يعني الغرب وفي مقدمته "أمريكا وإسرائيل" بعد هذا شيئا عن الديمقراطية أو حقوق الإنسان وليذهب الشعب المصري أجمعه إلى قاع الجحيم.
ومنذ ذلك الوقت والغرب عموما وأمريكا وإسرائيل خاصة يتعاملون مع مصر (الجيش) وليس مع مصر (الدولة) أو مصر (الشعب)، فمصر في عيون الغرب لا تعدو كونها جيشا يمتلك شعبا يقطن بلدا اسمه (مصر)، ومن يتصور أن قادة الجيش المصري يمكنهم التفريط في هذه العلاقة أو الاستغناء عنها بسهولة فهو إما "واهم" أو "مخدوع" أو في أحسن أحواله "ساذج".
وبعبارة موجزة يمكن القول أن مصر عبارة عن جيش له وطن، كلما حاول بعض أفراده أن يجعلوا منه وطناً له جيش قام الجيش بانقلاب عسكري على الوطن.
وعليه فلن تقوم لمصر قائمة إلا إذا انتزع المصريون الوطن من بين أنياب الجيش وجعلوه وطنا له جيش بدلا من كونها جيش له وطن، وهذا بدوره يتطلب نضال طويلا وشاقا وتضحيات بكل غالٍ ونفيس.
أما اختزال بعض الناس للقضية المصرية في "جماعة الإخوان" وفي عودة "محمد مرسي" وفقط، فهذا ضرب من الهراء والوهم والخيال ووضع العربة أمام الحصان، إذ لو عاد "محمد مرسي" سيحكم من؟؟!!، وبماذا سيحكم؟؟!!، بالسيسي وعساكره المنتشرين في الجيش والشرطة والقضاء والإعلام والأزهر والكنيسة وفي كافة مفاصل ووزارات ومؤسسات الدولة؟؟!!.

13 أغسطس 2013
المعونات الأمريكية لمصر:
لم يحدث أن الدولارات الأمريكية التي تتبرع بها الولايات المتحدة لمصر في شكل معونات وغيرها، لم يحدث قط أنها كانت تُعطى لغرض تنمية مصر اقتصاديا وتعليميا وصناعيا وزراعيا والارتقاء بمستوى معيشة شعبها، كلا على الإطلاق، إنما كانت عطايا وهبات ورشى تنهال على مصر لتسمين وتقوية وتأسيد الجيش المصري من أجل عسكرة الدولة وتحويلها إلى ثكنة عسكرية في هيئة دولة، لتركيع الشعب المصري وقمعه وإذلاله وتجويعه لضمان حماية أمن إسرائيل والحفاظ على سريان وديمومة معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية وتأمين المجرى الملاحي لقناة السويس فحسب.

13 أغسطس 2013
حركة تعيين محافظي ثكنة مصر العسكرية:
تحقيقا لأهداف (ثورة 30 يوليو) المجيدة تم الآتي:
تعيين كلا من:
1. اللواء / طارق مهدى عبد التواب محمد محافظا للإسكندرية
2. اللواء / عبدالفتاح سالم حرحور محافظا لشمال سيناء
3. اللواء/ خالد فودة صديق محافظا لجنوب سيناء
4. اللواء / بدر طنطاوى بدر غندور محافظا لمطروح
5. اللواء / محمود محمد أحمد خليفة محافظا للوادى الجديد
6. اللواء / سماح محمد أحمد قنديل محافظا لبورسعيد
7. اللواء / ابراهيم حماد محمد حماد محافظا لاسيوط
8. اللواء / طارق محمد سعد الدين محافظا للاقصر
9. اللواء / عمر محمد عبدالجواد الشوادفى محافظا للدقهلية
10. اللواء / محمد عبداللطيف منصور محافظا لدمياط
11. اللواء / أحمد بهاء الدين القصاص محافظا للاسماعيلية
12. اللواء / مصطفى يسرى عطا الله محافظا لاسوان
13. اللواء / العربى أحمد يوسف السروى محافظا للسويس
14. اللواء / صلاح الدين ابراهيم حسان زيادة محافظا للمنيا
15. اللواء / مصطفى كامل عبدالباسط هدهود محافظا للبحيرة
16. اللواء / محمود محمد عثمان عتيق محافظا لسوهاج
17. اللواء / عبدالحميد عبدالعزيز الهجان محافظا لقنا
18. اللواء / صلاح الدين إبراهيم حسان زيادة محافظا للمنيا
19. اللواء / إبراهيم حماد محمد حماد محافظا لأسيوط
متى سيترشح الفريق أول "عبد الفتاح السيسي لرئاسة ثكنة مصر العسكرية؟؟!!

27 أغسطس 2013
الفرق بين "قناة الجزيرة" و"الإعلام المصري" و"العربي":
لا شك عندي على الإطلاق في أن "قناة الجزيرة" قناة موجهة، وليست حيادية، وتسلط الأضواء على الأحداث وتضخمها أو تقلل من شأنها وفق ما يراه المسئولون عنها والقائمون عليها، إلا أن الفرق بين "قناة الجزيرة" وبين الإعلام المصري والعربي هو:
قناة الجزيرة ترى أمامها عشرة لصوص، فتقوم بإرشاد الناس عن خمسة منهم وتساهم في فضحهم وتعريتهم والقبض عليهم وتسليمهم للعدالة، وتغض الطرف عن الخمسة الآخرين.
بينما "الإعلام المصري" و"العربي" _الحكومي والخاص_ فيقوم بتلميع اللصوص العشرة وتبرير خطاياهم وتفسير جرائمهم وتقديمهم للناس على أنهم حماة الوطن والوطنية وحرَّاس القوم والقومية، وتقديم الحمقى والخونة والعملاء والجبناء والأنذال على أنهم قادة وزعماء أفذاذ لا يشق لهم غبار.
أما العجب العجاب هو أن كثيراً من المصريين والعرب يسبون "الجزيرة" ليل نهار ويرجمونها بلعناتهم ويصبون عليها جام غضبهم واتهاماتهم لكنهم لا يستقون أخبار بلدانهم وشئون أوطانهم إلا منها!!!.

27 أغسطس 2013
"باسم يوسف"
سمسار دماء المصريين:
قام بأكبر عملية سمسرة وشرعنة وتمهيد لسفك دماء المصريين في تاريخ مصر الحديث، سيبوء بإثمٍ وكفلٍ من هذه الدماء يوم العرض على الله، في يوم ليس له من الله من عاصم.
(إن في هذا لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد).

28 أغسطس 2013
"عَلَم" إسرائيل ليس محض "قطعة قماش" وليس محض "عَلَم":
"عَلَم" إسرائيل هو كتاب تاريخ من العار، كتاب من التاريخ المخزي والمخجل لحكامنا وقادتنا وجيوشنا ونخبنا المثقفة وبعض شعوبنا.
انظروا إلى هذا العلم ودققوا فيه جيدا، وضعوه نصب أعينكم، على الحائط، على المكتب، فوق جهاز التلفاز، في غرفة المعيشة، على المنضدة في غرفة نومكم، على شاشات أجهز الحاسوب لديكم، فهو شاهد الإثبات الوحيد على كل أكاذيب ومخادعات وتضليلات وتزويرات حكامنا وساستنا وإعلاميينا ومفكرينا وكتابنا ومؤرخينا الكذبة الخونة الأشرار.
ومن حدثكم منهم عن "الوطن والوطنية والأمن القومي والأمان" فانظروا إلى هذا العلم لتكتشفوا كذبه وزيفه وتضليله.
ومن حدثكم منهم عن "المندسين والإرهاب والمؤامرات وتقسيم الأوطان وزعزعة الاستقرار" فانظروا إلى هذا العلم لتكتشفوا كذبه وزيفه وتضليله.
ومن حدثكم منهم عن "بطولات القادة والزعماء والأبطال وأصحاب الفخامة والمعالي والسمو" فانظروا إلى هذا العلم لتكتشفوا كذبه وزيفه وتضليله.
ومن حدثكم منهم عن "الحرية والإرادة والعزة والكرامة والإباء" فانظروا إلى هذا العلم لتكتشفوا كذبه وزيفه وتضليله.
ومن حدثكم منهم عن "مزايا الدولة المدنية أو الليبرالية أو العلمانية في نسختها المصرية والعربية" فانظروا إلى هذا العلم لتكتشفوا كذبه وزيفه وتضليله.
ومن حدثكم منهم عن "تجديد الخطاب الديني والإصلاح والإصلاحيين والتنوير والمستنيرين" فانظروا إلى هذا العلم لتكتشفوا كذبه وزيفه وتضليله.
ومن حدثكم منهم عن "جيوشنا القوية العظيمة وجنرالاتها البواسل المغاوير" فانظروا إلى هذا العلم لتكتشفوا كذبه وزيفه وتضليله.
ومن حدثكم منهم عن "العبور والصمود والمواجهات والانتصارات" فانظروا إلى هذا العلم لتكتشفوا كذبه وزيفه وتضليله.
ومن حدثكم منهم عن أننا سنسير في طريق "العلم والحضارة والقانون والإنسانية والتقدم والرقي" فانظروا إلى هذا العلم لتكتشفوا كذبه وزيفه وتضليله.
إنه ليس مجرد قطعة من القماش، وليس مجرد "عَلَم"، إنما هو شاهد عدل يحمل لنا ذاكرة من العار والهزائم والخيانة والعمالة والكذب والتضليل، ذاكرة لا تنسى ولا تكذب ولا تجامل ولا تخدع ولا تخون.

14 سبتمبر 2013
كلما رأيت أحداً في صفحات التواصل الاجتماعي يذكرنا بعناوين الصحف المصرية أثناء هزيمة "67" النكراء، التي كان يقول بعض تلك العناوين: "قواتنا تتوغل داخل إسرائيل" و"إسقاط 43 طائرة للعدود"، أقول في نفسي: ما أشبه الليلة بالبارحة.
ذكريات مؤلمة
لها وخز الشوك وطعم العار
أليس كذلك؟
يود بعضنا لو ينشق الزمان ويبتلع مثل هذه الذكريات.
واقع بئيس، ظاهره البطولات الزائفة والانتصارات الوهمية
وباطنه الانتكاسات والنكبات والهزائم الساحقة
تجرعه المصريون في الماضي رغم أنوفهم
لقلة الحيلة وضعف ذات اليد
ويراد لهم الآن أن يحيوه مرة أخرى
قد أصادف مريضا
فأيها أولى؟
أن أقدم له كوبا من الشيكولاتة الدافئة؟
أم الأنجع والأصلح له جرعة من الدواء المر؟
لا تحدثني عن استرداد الكرامة (خلي الطابق مستور).
إذ ليس من الحصافة نكأ جميع الجراح دفعة واحدة.
وعلى أية حال إنها "ذكرى"
و(الذكرى تنفع المؤمنين).
فقط المؤمنين لا سواهم.

25 ديسمبر 2013
"المازوشية" أو "المازوخية" الوطنية:
هل حقا: (بلادي وإن جارت علي عزيزة *** وأهلي وإن ضنوا علي كرام(؟؟؟.
"المازوشية" أو "المازوخية" تعني الحصول على المتعة عند تلقي التعذيب الجسدي أو النفسي. وفيها نجد أن الشخص المازوشي يقوم بأشياء (بوعي أو بدون وعى) تعرضه للفشل أو الضياع أو الإهانة أو التحقير أو الإيذاء اللفظي أو البدني، وهو يكرر هذا السلوك ويجد متعة خفية في ذلك على الرغم من شكواه الظاهرية. ويستمر الشخص في هذا السلوك بشكل شبه قهري مهما تعرض للمشاكل والمتاعب، فهو يعشق التضحية والظلم والقهر والتعذيب. و"المازوشية" على هذا المستوى هي نوع من انحراف واضطراب الشخصية المصحوب بسلوك هادم للذات.
وارتبطت "المازوشية" في الدراسات النفسية ونظريات التحليل النفسي دائما بالانحرافات النفسية والشخصية أثناء الممارسة الجنسية حيث لا يشعر ذلك الشخص المنحرف المصاب بالمازوشية باللذة أثناء الممارسة الجنسية إلا إذا وقع عليه ألم بدني ونفسي، يقول (سيجموند فرويد) مؤسس التحليل النفسي: (يدل هذا الانحراف على ارتباط اللذة الجنسية التي يستشعرها الشخص بما يعانيه من الم بدني ونفسي). انتهى
أرى من وجهة نظري أن "المازوشية" أو "االمازوخية" لا ترتبط فقط بالانحرافات النفسية والشخصية أثناء الممارسة الجنسية أو حصرها في انحرافات الممارسة الجنسية فحسب، بل إن هذا الانحراف يتفشي في ما يتوهمه كثيرون من العجزة والضعفاء والدهماء والغوغاء وحثالة الشعوب ومسلوبي الكرامة والإرادة والآدمية أنه وطنية أو قمة الانتماء للوطن، بل إننا نجد مثل هذا الانحراف "المازوشي الوطني" منتشرا بصورة مرضية متطرفة بين كثير من الشعوب العربية وخاصة بين قطاعات كبيرة من المصريين، وهو هذا المصطلح الذي قمت بنحته وأسميته (المازوشية الوطنية)، وقمت بتعريفها على النحو التالي:
"هي تلك المفاهيم والأفكار الكاذبة الزائفة المخادعة الموبوءة حول عظمة الوطن والوطنية التي يقوم بشحنها الطغاة والمستبدون عبر وسائل إعلامهم في نفوس الرعاع والغوغاء مما يدفعهم إلى التفاعل المرضي مع ممارسات وسلوكيات الطغاة الفجرة المجرمين الذين يحكمونهم بالحديد والنار حتى يبدو خضوعهم للذل والقهر والاستعباد والحكم بالحديد والنار هو قمة الوطنية وقمة الانتماء للوطن، وأثناء خضوعهم المخزي هذا يشعرون بمنتهى اللذة والمتعة وهم يخضعون صاغرين للطغاة والمفسدين المستبدين الذين يحكمونهم متصورين أنهم يحرصون على الوطن ويمارسون الوطنية في أبهى صورها. ومهما وجد ذلك المنحرف في وطنه من قهر واستبداد واستعباد وتجويع وإفقار إلا أنه يظل على استمتاعه بانتمائه لهذا الوطن الذي دخله بميلاده وربما يخرج منه إلى عالم الموتى دون أن يتذوق فيه ولو للحظة واحدة شيئا من الكرامة أو القيمة أو الحقوق أو المعاملة الآدمية أو أدنى المعاني الإنسانية، وقد جسد أحد الشعراء المصابين بهذا الانحراف "المازوشي" هذه (المازوشية الوطنية) المرضية المنحرفة أو هذا الانحراف النفسي الوطني المرضي في قوله:
) بلادي وإن جارت علي عزيزة *** وأهلي وإن ضنوا علي كرام(.
ويرى السيكولوجيون المتخصصين في "علم نفس" أن الفرد الذي يقع عليه الألم يشعر بذلك على صورة ألم أو انه يجد لذة بتحويل الألم إلى لذة. وتفسر نظرية التحليل النفسي المازوشي أن هذه الشخصية المنحرفة تجد في التعذيب والإيلام دغدغة قد تكون مثيرة للشعور بالراحة واللذة غير أنها تصبح أحاسيس مثيرة ومؤلمة إذا ما زادت عن مستواها الاعتيادي واستمرت مدة طويلة، حتى وجدوا أن الإحساس بالألم إذا ما استمر وتواصل ربما يصبح إحساسا مرغوباً به، وبذلك فإن ما يبدأ بالأصل كمجرد خضوع أو قبول بالألم قد ينتهي إلى الشعور باللذة كما يعتقد أصحاب مدرسة التعلم الشرطي، ويكون التطبيع الشرطي والتطبع بالأحاسيس الجديدة وقبولها أمراً مقبولاً.
بالضبط كما يستمتع ويلتذ كثير من المصريين بحكم العسكر واستجدائه وتمنيه والاطمئنان إليه رغم قهر العسكر وطغيانهم واستبدادهم وفجورهم وإرهابهم وسرقتهم واحتكارهم لمقدرات الوطن والاستئثار بها لأنفسهم من دون المصريين جميعا.
بينما الشعور بالوطنية السوية والانتماء الوطني السليم غير المرضي لابد أن تتوافر فيه شروط ومواصفات تؤدي إلى تماسك الجماعة الوطنية ككل، وتؤدي إلى شعور الأفراد بانتمائهم إلى الجماعة الوطنية والولاء لها وتمسكهم بعضويتها ومعاييرها والتحدث عنها بدلا من التحدث عن ذواتهم، وعملهم معا في سبيل تحقيق أهداف مشتركة، واستعدادهم لتحمل مسئولية عمل الجماعة الوطنية والدفاع عنها، والتقارب الشديد بين مكونات الجماعة الوطنية، والروح المعنوية والقوة والإنتاج والعمل الجماعي بروح الفريق والاندماج في العمل والتكامل وجاذبية الجماعة الوطنية.
وكل هذا يتوقف على شعور الفرد بإشباع الوطن لحاجاته كمواطن وتوافر الحاجة التي يعد الوطن مصدرا لإشباعها له، وشعور المواطن بقيمته ومكانته وكرامته داخل الوطن، ووجود روح التعاون والتفاعل وتلاشي الروح الفردية وكثرة الاختلاف بين طوائف وأفراد الوطن، وعدم وجود خبرات وتجارب سيئة في نفوس المواطنين داخل الوطن وخاصة من قبل مؤسسات الحكم، وعدم تفشي الاستبداد والواسطة والمحسوبية والاحتكار لدى أفراد معينين داخل الوطن، ووجود وسهولة التواصل والاتصال وتلاشي روح الفرقة والتقوقع والانعزال والطائفية والعنصرية داخل الجماعة الوطنية، وعدم تناقض قيم واهتمامات جماعة الحكم مع قيم واهتمامات الأفراد.
فعدم توافر كل هذه الشروط والمواصفات وغيرها داخل الجماعة الوطنية سيؤدي حتماً إلى تفكك عُرى الجماعة وانهيار تماسكها، وإن وجد نقيض كل هذه الشروط والمواصفات داخل الجماعة الوطنية ومعه وجد أشخاص يتغنون بالوطن والوطنية فهؤلاء مرضى مازوشيون وطنيون منحرفون نفسيا وشخصيا وإنسانيا وآدمياً يجب القبض عليهم ووضعهم في مصحة نفسية لعلاجهم.
يقول الدكتور حامد عبد السلام زهران:
من العوامل المؤدية إلى نقص تماسك الجماعة وتفككها هي:
• تناقص إشباع الجماعة لحاجات أفرادها.
• تناقص الحاجة التي كانت الجماعة مصدرا لإشباعها لدى الأفراد.
• نقص وانخفاض مكانة الفرد داخل الجماعة.
• نقص التعاون وزيادة التنافس بين أفراد الجماعة.
• نقص التفاعل بين أفراد الجماعة.
• التفرد وتركز السلوك الفردي حول الذات في الجماعة.
• اكتساب الجماعة لخصائص كريهة أو غير سارة.
• اختلاف أفراد الجماعة حول حل المشكلات الاجتماعية.
• الخبرات غير السارة بالنسبة للأفراد في الجماعة.
• سيادة الجو الاستبدادي في الجماعة وشعور الأفراد أن أفراداً معينين يسيطرون على الجماعة أو أن لهم خصائص غير مستحبة.
• صعوبة الاتصال بين أفراد الجماعة نتيجة لتعدد القوميات واللغات.
• تناقض معايير الجماعة مع معايير الفرد). انتهى

* المصدر: حامد عبد السلام زهران، "علم النفس الاجتماعي"، الناشر: "عالم الكتب"، الطبعة الخامسة، القاهرة، 1984، ص91.
* راجع: أسعد الامارة، "الشخصية المازوخية وانحرافاتها".

27 ديسمبر 2013
رشوة إغلاق الجمعيات الأهلية الخيرية الإسلامية قبيل الاستفتاء على الدستور:
كان إغلاق 1055 جمعية خيرية إسلامية عبارة عن "عظمة" ألقى بها "عبد الفتاح السيسي" لزعيم النصارى "تاوضروس الثاني" إذ لطالما لهث خلفها وطلبها "تاوضروس" كي تحل محلها الجمعيات الخيرية النصرانية بغية التبشير بالمعتقدات النصرانية بين المسلمين استغلالا للفقراء والمحتاجين.
وكان أمر الإغلاق هذا عبارة عن رشوة يقوم في مقابلها "تاوضروس" بإصدار الأوامر والتعليمات لقطعان النصارى للخروج يومي 14 ، 15 يناير المقبل للتصويت على الدستور بـ "نعم"، كي تتمكن وسائل الإعلام المصرية من تصوير طوابير القطعان أمام لجان الاستفتاء، وحتى يقول الانقلابيون للعالم ها هي جماهير الشعب المصري العظيم قد لبَّت النداء وخرجت للتصويت على الاستفتاء، بغية إضفاء لون من الشرعية على دستور العصابة.

28 ديسمبر 2013
المادة (64) من مسودة الدستور:
طلب مني أحد القراء التعليق على المادة (64) من مسودة الدستور المزمع الاستفتاء عليه منتصف الشهر المقبل، وهذا نصها:
المادة (64): (حرية الاعتقاد مطلقة. وحرية ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة لأصحاب الأديان السماوية، حق ينظمه القانون).
وقد وصف هذه المادة بأنها مادة كفرية تؤدي إلى التلاعب بالأديان.
وفي الحقيقة قمت بإعادة تلاوة هذه المادة وأخذت أتأملها بتأنٍ، وبعد تأملي في عبارتها وكلماتها، لم أجد في المادة أي كفر لا من قريب ولا من بعيد، بل وجدت أن واضع هذه المادة بهذا النص قصد من ورائها التلاعب بقساوسة النصارى المشاركين في لجنة تعديل الدستور واستغفالهم بها هم وأدعياء الدفاع عن حرية الفكر والرأي والتعبير واستحمارهم بغية استرضائهم بها دون أن ينتبهوا لمضمونها ومدلولها الحقيقي، فنص هذه المادة عبارة عن هراء وسراب لا قيمة له ولا معنى ولا فائدة ولا طائل من ورائه.
كيف؟.
العبارة الأولى منها تنص على: (حرية الاعتقاد مطلقة).
هذه العبارة هي من باب تحصيل الحاصل وتأكيد المؤكد وإثبات المثبت ولم تأت بأي جديد، إذ الاعتقاد أو العقيدة سواء كانت دينية أو فكرية أو فلسفية أو سياسية أو مذهبية أو أي لون آخر من الأفكار والعقائد والفلسفات هي بالفعل مطلقة، لأن الاعتقاد بشيء معين محله القلب والفكر، أي أنه أشبه بحديث النفس الذي لا يطلع عليه إلا صاحبه فحسب، بمعنى أن لك الحق المطلق في أن تعتنق ما تشاء من عقائد أو أفكار أو فلسفات مادام اعتقادك هذا هو محض عقيدة قلبية بينك وبين نفسك وما لم تتحدث بها مع أحد أو تدعو إليها أو تنشرها أو تروج لها بأي شكل من أشكال الترويج، هذا هو المفهوم والمضمون الحقيقي الذي تحمله هذه العبارة ولا تحمل مفهوما أو مضموناً سواه، وهذا المضمون لهذه العبارة هو نفسه المضمون الذي كانت تطبقه وتعمل من خلاله جميع أجهزة الدولة في عصر مبارك اللعين، وخاصة جهاز مباحث أمن الدولة، وتأكيدا على ذلك مثلاً حينما كان يقوم بعض "فاعلي الخير" بتقديم شكوى ضدي إلى جهاز مباحث أمن الدولة قبل ثورة يناير بسبب بعض كتاباتي الدينية والسياسية ويتهموني بإنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة أو بنشر أفكار مصادمة للدين الإسلامي وكان مكتب مباحث أمن الدولة يقوم باستدعائي للتحقيق معي، كنت يومها أقول لضابط الأمن: أليس الدستور والقوانين تكفل لي حرية الفكر والرأي والتعبير؟ فكان ضابط الأمن يرد علي قائلاً، نعم لك الحرية المطلقة في أن تعتنق ما تشاء من أفكار وعقائد ولكن بشرط عدم التحدث بهذه الأفكار وتلك العقائد مع الناس وعدم الدعوة إليها أو نشرها أو الترويج لها، إذ لو فعلت هذا فأنت قد فعلت شيئا يجرمه القانون.
فكنت أقول له يومها: فتح الله عليك يا حضرة الظابط وربنا ينور بصيرتك كمان وكمان تتصور مكنتش واخد بالي خالص من الحته اللولبية دي!!.
إذاً فالعبارة التي تقول: (حرية الاعتقاد مطلقة).
هي عبارة كاذبة ماكرة مخادعة عبثية لا معنى لها ولا قيمة ولا طائل من ورائها سوى خداع قساوسة النصارى المشاركين في لجنة الخمسين واستغفالهم بها هم وأدعياء الدفاع عن حرية الفكر والرأي والتعبير.
وما يؤكد هذا المفهوم أن العبارة التاالية لها في نص المادة يؤكد ما قلته، وهذا هو نص العبارة التالية في نص المادة: (وحرية ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة لأصحاب الأديان السماوية، حق ينظمه القانون).
انتبه لعبارة (حق ينظمه القانون).
وهنا مربط الفرس وبيت القصيد، أي لك مطلق الحق أن تعتقد وتعتنق ما تشاء من عقائد وأفكار وفلسفات، ولأصحاب الأديان السماوية مطلق الحرية في ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة ولكن هذه الحرية ينظمها القانون، أي: اعتنق ما تشاء من عقائد وأفكار وفلسفات ومارس ما تشاء من شعائر وأقم ما تشاء من دور عبادة ولكن طبقا للقانون الذي ستضعه لك الدولة، فأنت عليك أن تعتقد ما تشاء من عقائد والدولة بقوانينها هي التي ستحدد لك "متى، وأين، وكيف" تمارس هذه العقيدة، وقد لا تسمح لك الدولة بممارسة هذا الاعتقاد أو تلك الأفكار أو الدعوة إليها أو نشرها أو الترويج لها لأن الدولة قد ترى فيها خطرا على الأمن القومي أو أن هذا الاعتقاد أو هذه الأفكار تكدر الأمن العام وتؤثر سلبا على السلم الاجتماعي بين المواطنين.
ولو كانت لجنة الخمسين التي قامت بوضع التعديلات الدستورية جادين حقا فيما يرددونه من شعارات لكان نص المادة (64) بدلا من نصها الحالي الذي يقول: (حرية الاعتقاد مطلقة. وحرية ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة لأصحاب الأديان السماوية، حق ينظمه القانون).
كان من المفترض أن يكون نص هذه المادة كالتالي:
(لجميع المواطنين الحق الكامل في اختيار العقيدة والفكر والرأي والمذهب، وتوفر الدولة الحماية اللازمة لجميع أفرادها أثناء الممارسات الفكرية والدينية والمذهبية ما لم تمثل هذه الممارسات اعتداءً على حقوق وممتلكات الآخرين وما لم تحرض على العنف ضد الآخرين).
نقطة ومن أول السطر.

نهرو طنطاوي
كاتب وباحث في الفكر الإسلامي _ مدرس بالأزهر
مصر _ أسيوط
موبايل : 01064355385 _ 002
إيميل: [email protected]
فيس بوك: https://www.facebook.com/nehro.tantawi.7
مقالات وكتابات _ نهرو طنطاوي:
https://www.facebook.com/pages/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%86%D9%87%D8%B1%D9%88-%D8%B7%D9%86%D8%B7%D8%A7%D9%88%D9%8A/311926502258563



#نهرو_عبد_الصبور_طنطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (19)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (18)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (17)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (16)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (15)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (14)
- (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) ...
- القرءانيون وخرافة تواتر القرءان – الحلقة الثانية
- القرءانيون وخرافة تواتر القرءان – الحلقة الأولى
- من بدل دينه فاقتلوه
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (13)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (12)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (11)
- الأزهر يصادر كتبي ويوقفني عن أعمال التدريس مؤقتا ويحيلني للم ...
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (10)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (9)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية –ثورة 25 يناير- 8
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (7)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (6)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -25 يناير- (5)


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (20)