اللاجئين الكُرد في اوروبا .. ملاحظات بسيطة

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4635 - 2014 / 11 / 16 - 11:25
المحور: المجتمع المدني
    

رغم مرور حوالي العشرين سنة ، على تواجد بعض اللاجئين الكُرد العراقيين ، في البُلدان الأوروبية ، وحصولهم على الجنسية وإستقرار أوضاعهم .. إلا ان المُلاحَظ ، هو النسبة المُنخفِضة ، من بناتهم وأولادهم ، الذين يتخرجون من الجامعة ، ناهيك عن الدراسات العُليا والتخصُصية . صحيح ان هنالك مُحاميٍ ناجحٌ هُنا ، أو طبيبٌ جيدٌ أو مُهندسٌ كفوء هناك ، أو حتى مُهتمٍ بالشأن العام والسياسي وإستطاع الوصول الى منصبٍ ، بالإنتخابات .. إلا أن كُل هؤلاء ، لايُشكلون سوى نسبة ضئيلة .
* الظروف المعيشية والإشتراطات والقيود والتسهيلات ، مُختلِفة كما يبدو ، من بلدٍ الى بلد .. بحيث ان فُرَص الحصول على تعليمٍ جامعي ، رُبما تتوفرُ في النرويج والسويد ، مثلاً .. أكثر من ألمانيا وفرنسا .
* من الطبيعي ، ان جيل اللاجئين الذين وُلِدوا في هذه البلدان ، وإنتظموا في المؤسسات التعليمية منذ الحضانة والروضة ... تكون حظوظهم أكبر كثيراً ، في تكملة المراحل المتقدمة من الدراسة ومن ثم الإندماج في المُجتمع . إلا ان اللافت ان نسبة الإناث ، اللاتي يكملن الدراسة ، أكبر من نسبة الذكور . رُبما بسبب ، ان الذكور يميلون بطبيعتهم ، الى الإنخراط في العمل والحصول على المال ، لتلبية متطلباتهم ، أكثر منهن .
* نجاحَ قسمٍ من اللاجئين في إنشاء أعمال خاصة بهم ، ولا سيما في بعض المجالات : مثل إمتلاك مطاعم صغيرة او محلات حلويات ، أو سيارات تكسي . والظاهر ، ان عمل التكسي " رغم صعوبة الحصول على رخصة القيادة وضرورة إمتلاك السائق لمواصفات ومؤهلات عالية .. إلا أنه كما يبدو ، عملٌ جيد وأكثر راحة وإستقراراً من بقية الأعمال ( لاسيما إذا كانتْ السيارة مُلكاً للسائق ) . لهذا ، فليسَ من النادر ان تجد ، لاجئين من خريجي جامعات الأقليم ، يعملون كسواق تكسي .
* النظام الإداري والإجتماعي والقوانين ، في هذه البُلدان .. تُتيح الحَد الأدنى من العَيش الكريم ، لجميع القاطنين ، سواء من مواطنيهم الأصليين ، أو اللاجئين ، وحتى أولئك اللذين لم يحصلوا بعد على الجنسية . لكن بِشرط ، الإلتزام بالقوانين وعدم خرقها .
أعتقد .. ان المشاكل تبدأ ، عندما يتوقع اللاجئ ، إمتيازات أكثر ومكاسب أكبر .. وعندما لايحصل عليها ، يحاول إستغلال إنسانية القوانين في هذه البُلدان ، والإلتفاف عليها .. إضافة الى انه احيانا ، هنالك تعسُفٌ في تطبيق القوانين ، من قِبل الجهات التنفيذية .
* أرى .. ان الجاليات الكردية " العراقية خصوصاً " في بُلدان المهجَر .. عجزتْ لحد اليوم ، في تشكيل نواة ، لجماعة ضغط أو لوبي ، يستطيع التأثير في المُشرِع الأوروبي والحكومات الاوروبية .. وقد يكون أحد الأسباب ، هو تدّني المستوى التعليمي ، لنسبةٍ مهمة من اللاجئين ، وإنغماسهم في الأعمال البسيطة والصغيرة ، وعدم إرتقاء طموحاتهم الى مُستويات أرقى .

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل