أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عطا درغام - الصراع الحزبي الأرمني في مصر-2















المزيد.....

الصراع الحزبي الأرمني في مصر-2


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 4633 - 2014 / 11 / 14 - 19:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عهد عبد الخالق ثروت إلي عبد الحميد نبوي باشا رئيس لجنة المستشارين الملكيين بدراسة الوضع الداخلي للجالية الأرمنية وإيجاد وسائل تسوية وحلول لمشاكلها. وفعلا ، أفتي بدوي باشا بتأجيل موعد الانتخابات إلي أجل غير مسمي حتي يتسني للحكومة دراسة الخلاف القائم بين حزبي الرامجافار والطاشناق وتقرير نظام انتخابي جديد. وبناء علي هذا ، ناشد الطاشناق الحكومة المصرية إرجاع مجلسه الملي المنحل ، وطالبوها أيضا بأن تشدد في مراقبة جماعة رامجوار التي تضم بينها كثيرين من المتطرفين ( الشيوعيين).
ورغم قرار الحكومة، فقد ظل الموقف ملتهبا بين الفريقين ، وزاد الرامجافار من الأعراب التابعين لدولة إيطاليا الذين احتلوا فناء الكنيسة الخارجي ومنعوا أعضاء الطاشناق من تأدية فروضهم الدينية ، أكثر من هذا ، تردد الرامجافاريين أنفسهم علي الكنيسة يحملون الهراوات في غير أوقات الصلاة. وفي المقابل ، رفع الطاشناقيون عريضة إلي عبد الخالق ثروت يعربون فيها عن عدم رغبتهم في بقاء المطران بمصر لأنه يتدخل في أمور حزبية ومالية تخرج عن دائرة اختصاصه.
وعلي هذا النحو، ظلت قضية الجالية الأرمنية متأججة بين قطبي الصراع :الطاشناق والرامجافار من ناحية ، ومحل دراسة واهتمام اللجنة القانونية التي شكلتها الحكومة برئاسة عبد الحميد بدوي باشا من ناحية أخري.
وفي 11 يونيو 1928 ، وجه رئيس الوزراء الجديد مصطفي النحاس باشا (16 مارس 1928 – 25 يونية 1928) نداء إلي الأرمن المتناحرين بضرورة عقد مصالحة بينهم والموافقة علي قرارات الحكومة التالية:
أولا : انتخاب تسعة أعضاء جدد ليحلوا محل الأعضاء المستقيلين والموقوفين في المجلس الملي بالإسكندرية.
ثانيا : استمرار مجلس الإدارة المؤقت في إدارة شئون الجالية لحين إجراء الانتخابات.
ثالثا: تشكيل لجنة تختص بتنفيذ الانتخابات علي أن تضم تمثيل جميع الأطراف بشكل متساو ، وأن يكون فيها ممثل حكومي.
كما أبلغ النحاس الأرمن بأنه في حالة عدم الموافقة علي هذه القرارات سوف تتخذ الحكومة الإجراءات اللازمة لتنفيذها ، وفعلا ، تشكلت لجنة للإشراف علي الانتخابات من ممثلي الطاشناق والرامجافار وأحمد عبد القادر وكيل محافظة الإسكندرية ممثلا للحكومة . وأجريت الانتخابات في 25 أغسطس 1929 ، وأسفرت عن حصول حزب الرامجافار علي "906" صوت مقابل "640" للطاشناق من مجموع "1550" ناخب.
ورغم مرور الانتخابات بهدوء ظاهري ونجاح الشعب الأرمني في اختيار رؤسائه ، إلا أن السلام لم يستتب داخل الجالية حيث انقسم الناجحون علي أنفسهم إلي فريقين وعمت الفوضي المجلس الملي ، ويذكر المؤرخ آلبوياجيان بان أعضاء المجلس الملي كانوا يخرجون من قاعة الاجتماعات وبهم إصابات مختلفة ، وكانت المجالس تنفض بعد ظهور فضائح مخزية.
وأمام إخفاق الأحزاب السياسية الأرمنية في قيادة الجالية ، دخل غير الحزبيين الساحة لقيادة المجلس الملي . في الابتداء ، شكلوا اتحادا شعبيا في عام 1926 ذكروا في حيثيات تأسيسه أن هذا الاتحاد ليس حزبيا ولا يهدف إلي تنفيذ سياسة بذاتها وتنحصر أهدافه في :
أولا : مؤازرة الشعب الأرمني ثقافيا وتقنيا بكل الوسائل المشروعة ، ولفت أنظار الشعب الأرمني إلي الوطن.
ثانيا : تنمية إدارة كل ما يخص الجالية لا سيما المجلس الملي بحيث يكون انعكاسا للأغلبية الشعبية وتمثيلا لكل الفئات.
وقف الاتحاد الشعبي الأرمني موقفا سلبيا إزاء انتخبابات المجلس الملي بالقاهرة التي أجريت في 22 يونية 1930 . وأدرك الحزبيون أن النتيجة مرهونة بتصويت غير الحزبيين . ولذا ، تنافس حزبا الرامجافار- المتحد مع الهنشاك- والطاشناق علي استمالتهم . وفعلا ، نجحت بداية جبهة الرامجافار- الهنشاك في اكتساب تأييدهم، ولكن الطاشناق ظفر اخيرا باستقطابهم إلي جانبه وأسهموا في انتصاره . صوت "1250" من "2287" ناخب لصالح الطاشناق مقابل "86" صوت لصالح جبهة الرامجافار- الهنشاك.
وفي الإسكندرية ، نشط الأرمن غير الحزبيين . فبخلاف الاتحاد الشعبي ، تكونت كتلة غير حزبية في عام 1931 أطلقت علي نفسها " الاتحاد الأرمني" . وقد ذكر هذا الاتحاد في لائحته الداخلية بان ظروف الأرمن بالمهجر لا تسمح لهم بمزاولة عمليات سياسية تؤدي إلي اضطراب حياتهم الطبيعية . كما اقترح الاتحاد سياسة المصالحة بين الحزبيين وغير الحزبيين ، والقيام بنشاط غير سياسي من أجل ضمان امن الشعب والعمل علي اهتمام الشعب بوطنه.
ولكن الاتحاد الأرمني فشل في توحيد صفوف الأحزاب والتوفيق بينهم في الإسكندرية . ولذا ، لم يشترك في انتخابات المجلس الملي عام 1935 وامتنع "880" ناخب عن الإدلاء بأصواتهم وأسفرت النتيجة لصالح الطاشناق ب"867 " صوت مقابل "822" للرامجافار.
وفي انتخابات مجلس ملي القاهرة التي جرت عام 1936 دعا الاتحاد الشعبي الأرمني الاحزاب بان يكون التصويت نسبيا . وفعلا تم هذا في الانتخاب نصف الدوري ، ووافق الجميع علي نظام القائمة ، وتخصيص خمسة مقاعد للحزبيين (2 طاشناق ،2 رامجافار،1 هنشاك) ومثلهم لغير الحزبيين.
وعلي هذا النظام الوفاقي، سارت انتخابات المجلس الملي الأرمني حتي نهاية الحرب العالمية الثانية عندما احتج الطاشناقيون علي هذا النظام النسبي ، وأخذ يصعد حملاته ليقود المجلس الملي ويستحوذ علي كافة نشاطاته من أجل تحقيق هاجس حكومة المنفي الذي يراوده. بيد أن احتجاجاته وطموحاته منيت بالفشل امام تحدي دوائر الرامجافار والمنظمات غير الحزبية.
وهكذا ، يتضح أن انتخابات المجلس الملي الأرمني في مصر قد دخلت في دائرة الصراع السياسي بين الأحزاب الأرمنية وعندما فشلت هذه الأحزاب في إدارة الجالية الأرمنية، دخل غير الحزبيين الميدان ، ولكنهم أخفقوا أيضا في إدارتها.
وأخيرا ، استقرت جميع القوي العاملة في محيط الجالية المتناحرة أيديولوجيا وسياسيا ، علي التمثيل النسبي لهم جميعا داخل المجلس الملي.
ويتضح أن الجالية الأرمنية كانت غارقة حتي نخاعها في قضاياها وأمورها الداخلية وصراعاتها الحزبية ، مما يثير تساؤلا حادا : أين موقع مصر وأحداثها في هذا الزخم المتلاحق المتوتر من الصراعات والطموحات الأرمنية.



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع الحزبي الأرمني في مصر-1
- الأرمن المصريون وأرمينية السوفيتية-3
- الأرمن المصريون وأرمينية السوفيتية-2
- الأرمن المصريون وأرمينية السوفيتية-1
- الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-7
- الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-6
- الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-5
- الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-4
- الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-3
- الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-2
- الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-1
- الجمعيات الأرمنية في مصر-5
- الجمعيات الأرمنية في مصر-4
- الجمعيات الأرمنية في مصر-3
- الأرمن في مصر ( 1896- 1961 )
- الجمعيات الأرمنية في مصر-2
- الجمعيات الأرمنية في مصر
- ضبابية الموقف الأمريكي إزاء الإبادة الأرمنية
- نشاط الأرمن في الصحافة والأدب في مصر - 3
- نشاط الأرمن في الصحافة والأدب في مصر-2


المزيد.....




- تونس ـ السجن لرئيس الحكومة الأسبق ومسؤولين سابقين في قضية -ا ...
- مصر.. البلشي يحسم مسألة سباق نقيب الصحفيين
- لبنان يعرب عن تضامنه مع سوريا في وجه -الاعتداءات الإسرائيلية ...
- الولايات المتحدة تلغي نظام الإعفاء من التأشيرة مع رومانيا
- توصيات الجامعة الربيعية لأطاك المغرب المنظمة بالرباط أيام 25 ...
- ناشطة بأسطول كسر الحصار: قلقون من احتمال حدوث هجوم إسرائيلي ...
- كيف استخدمت الدعم السريع المسيّرات لتغيير مسار الحرب؟
- غارات إسرائيلية جديدة على سوريا ودوي انفجارات في دمشق
- محللون: إسرائيل تستثمر هشاشة الوضع بسوريا لفرض وقائع ميدانية ...
- غارات إسرائيلية تستهدف مناطق متفرقة في سوريا


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عطا درغام - الصراع الحزبي الأرمني في مصر-2