أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - التعايش المشترك؟؟؟!!!...















المزيد.....

التعايش المشترك؟؟؟!!!...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4630 - 2014 / 11 / 11 - 10:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الــتــعــايــش الــمــشــتــرك؟؟؟!!!...
إثر مقالي المنشور بالحوار المتمدن من يومين تحت عنوان :
" الــتــقــســيــم.. وعــتــمــة الــمــوت "
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=440694
وردتني عشرات الميلات والمكالمات الهاتفية, من أصدقاء وغير أصدقاء.. سوريين وغير سوريين. منها التي تسأل عني كأنني مريض غارق بكوما. ومنهم من يعاتب عن تشاؤمي السلبي الراديكالي.. ومنهم من يشتمني كأنني أنشر مرض إيبولا. ومنهم من يتهمني بالخيانة المتعمدة.. كأنني أنشر عن تخطيط ومؤامرة, كما عودتنا ثقافة المخابرات المزروعة في جيناتنا من ستين سنة وأكثر.. أو بأنني اثبط عزائم المقاومة. لأن كل شــيء تــمــام في البلد. وأن النصر آت (بعزم الله وإرادته)... مع الهتاف والترديد الأناشيدي : ســوريـا الله حـامـيــهـا!...
وهذا الصباح وردتني مكالمة هاتفية من صديق طبيب سوري, مقيم بهذا البلد.. إنسان صادق رائع أحترمه لهدوئه واتزانه وآرائه المتزنة الحكيمة, مقيم بهذا البلد من ثلاثين سنة... حادثني ليطمئن عني.. كلمني بهدوء مستفسرا عن يأسي وتشاؤمي... كأنهما باتولوجية مرضية بحاجة إلى مداراة طويلة وراحة وعلاج... لأنه أراد أن ينفح الأمل بمشاعري.. وأن البلد.. بلد مولدنا ســـوريــا ــ ولو طال الزمن ــ سوف يعود لبهائه وأمانه, وخاصة أنه ما زال بين شعبه أناس طيبون أحرار عاقلون.. همهم إعادة بناء بلد جديد علماني حضاري هادئ.. بعيد كل البعد عن هذه السلطة أو من يحاول افتراسها.. من داعش وغير داعش التي لا يمكن أن تتعايش إطلاقا مع طبيعة شعبنا السوري.. ولا يمكن لشعبنا السوري أن يتعايش معها...
كان يحدثني كأنه يقرأ كتاب قصة خيالية ناعمة حالمة, لمريض فقد البصر لا يستطيع القراءة... لأنه صديقي.. لأنه لا يريد رؤيتي بحالة هذا اليأس الباتولوجي الذي وصلت إليه كتاباتي... حتى أنه أراد دفعي للحراك وتذكيري بواجباتي تجاه بلد مولدنا.. بأن نجمع السوريين من حياديين أو من كل الأطراف التي يمكن أن تجلب مصالحة حقيقية لهذا البلد.. أن نتحرك وغالبنا من المثقفين والأطباء وأساتذة الجامعة والاختصاصيين بالثقافات والعلوم والتقنيات المختلفة.. أن نتحرك ونتناقش ونتبادل الآراء والأفكار التي ــ على بساطتها ــ يمكن أن تساعد أهلنا وبلدنا.. وتعيد إلى قلوب البشر هناك.. بعض الأمل.. وخاصة العودة إلى العيش المشترك...
" والعودة إلى العيش المشترك " هي الجملة أو الفكرة التي أعادتني إلى مدينة الرقة السورية التي يحتلها ويحكمها ويدير شؤونها, حسب الشريعة الإسلامية, بكل حذافيرها مقاتلو داعش.. وعادت ذاكرتي إلى الفيديو التي رأيتها من عدة أيام عن تنفيذ حكم الإعدام بثلاثة جنود أسرى سوريين, بالضرب والرجم منتهيا بالسحل وراء ثلاثة دراجات نارية.. حتى الموت. اسباب هذا الحكم اللاإنساني المشين, والمضاد لجميع القوانين البشرية, والذي يزيد تشاؤمي ويأسي من العودة إلى العيش المشترك.. لأن الأسرى الثلاثة من الطائفة العلوية... والضاربون والراجمون أطفال وكبار من أهالي الرقة يا بشر.. وبينهم شيوخ ووعاظ وائمة.. بتوجيهات بعض من مقاتلي داعش المتعددي الجنسيات...
نعم يا صديقي.. أنا مريض بتشاؤمي ويأسي.. من امتداد مجازر هذه الجماعات الداعشية التي يتبعها أنصار وأنصار من العالم كله.. وخاصة من البلدان العربية والإسلامية... ومـن هذا البلد الذي ولدت فــيــه!!!...
هل رأيت مجازر قضاء هــيــت غرب الأنبار بالعراق... حيث أعدم مقاتلو هذه الخلافة الداعشية من أسبوع حتى اليوم 570 أسيرا من عشيرة الــبــونــمر العراقية.. وهم من المسلمين السنة يا بشر. يعني أنهم يقتلون أخوانهم لأنهم رفضوا مبايعة أبي بكر البغداي... إذن هل هم مسلمون؟.. أم أنهم خلقوا إسلاما لهم Secte وكيف تتبعه في بلداننا, حاضنات مخدرة بالرعب أو القبول.. حتى أصبح العراق وسوريا.. والبلدان القريبة من أبناء عمنا, يتبعون ويتبعون داعش.. كأننا في زمن الفتوحات... الإســلام الجديد الداعشي أو قطع الأعناق... ومن يدري إذا تابعنا هذه الحضارة الإســلامية الجديدة.. قد نعود إلى الإعدام بالخازوق.. كما كان أيام الخلافة العثمانية...
مجازر جماعية Holocauste يتكرر يوميا أمام أنظار العالم كله.. لأن القتلة الداعشيون يفتخرون بها وينشرونها على صفحات النت والعديد من القنوات الإسلامية التي تفتح لهم أبوابها ونوافذها ومزاريبها...
وتطلبون مني ألا أتـــشـــاءم... العالم يمشي بسرعة ملايين الكيلومترات بالساعة.. نحو الحضارة وتطوير الحريات وهناء الإنسان... ونحن نعدم ونعدم ونقتل ونسحل.. حسب شريعة داعش... ونركب الحمار بالمقلوب.. كأيام جد جدنا أبي النواس!!!...
إذن كيف تريدونني أن أعود وأقبل التعايش والمصالحة مع هذه المخلوقات الغريبة الجديدة التي تفظع وتقتل باسم الدين... وتتلذذ بالقتل والتفظيع باسم الدين.. وأن الله أمرهم بهذا.. وأنهم ينفذون كتابه وشريعته... مستحيل... لا شــيء يجمعني بأدنى و أبسط مبادئ التعايش مع هذا النوع من البشر... ولا يمكنني على الاطــلاق, أن أشــارك مــعــهــم وطــنــا..... لأنني لا أشعر بأية رغبة ولا لأية رغبة مشاركة أي شــيء معهم... لأننا من عالمين مختلفين كليا... وتفرقنا آلاف السنين من الفكر والتحليل الحضاري.. أو اللاحضاري... ولا يمكنني مشاركتهم أي شــيء... لأنني ســأفـقـد كليا, إنسانيتي إن تعايشت معهم...
ولكن... ولكن هل يجب أن نترك لهم البلد؟؟؟ وأن نتنازل عن إنسانيتنا وحضاراتنا وتاريخنا ووجودنا... علما أن هذا البلد خلق أولى الأبجديات والحضارات... قبل ابتداع جميع الأديان... دون استثناء.. وقبل أن تجنزر الأديان.. أو بعضها.. جميع الحضارات والحريات.. وتـخـخـنـقـهـا.
ولهذا قصص وتحاليل منطقية عديدة أخرى... ومنها رغم الصعوبات.. وذلك بعد استباب السلام وعودة حياة طبيعية لهذا البلد... إن استتب السلام وعادت الحياة الطبيعية لهذا البلد. وهو تطبيق العلمانية كاملة والقوانين المدنية كليا.. وخاصة فصل الدين نهائيا عن الدولة.. كما فعلت جميع الدول المتحضرة في العالم من مئات السنين... ما عدانا نحن.. لأن جميع حكامنا ومشايخنا المستزلمين للملوك والحكام, قاوموا الفكر و العلمانية بعنف وحقد.. لأن العلمانية تهدد مكاسبهم وتــحــد من سلطاتهم, التي ادعوا ــ كذبا ودجلا وبهتانا ــ أنهم ورثوها من الله.. وابتلينا بحكمهم وظلمهم من مئات السنين... حتى وصلنا إلى داعش...
لهذا يجب البدء بتحضير جيل جديد, وتعاليم جديدة, وأنظمة تعليمية جديدة, لهذا الجيل المستقبلي الجديد.. وخاصة أنظمة وتشريعات حكومية تؤمن الديمقراطية وتحقق التعددية وتأمين حرية الأنسان. الإنسان الذي يصبح قاعدة المجتمع وهرمه. لا العشائرية. ولا المذهبية. ولا العائلية. وأن تبقى السلطة ملكا للشعب وحماية الإنسان وحرياته.
عندما أرى هذه الشجرة الأفلاطونية.. تنمو في بلدي.. ولو رأيت بداياتها.. حينها قد أشــفى من اليأس والتشاؤم... ولكنني حتى هذه الساعة. لا أرى أبدا أي بصبوص أمل.. لأي شــــفــاء...................
***********
عــلــى الــهــامــش :
ــ مراضاة لصديقي الحيادي العاقل الطيب.. وتحضيرا للاجتماع المقبل الذي يريد تحضيره لجمع شخصيات حيادية وموالية ومعارضة فكرية أو معارضة راديكالية.. ومن أجل تحضير كلمة افتتاحية لمشاركتي المرهونة.. لجأت إلى اليوتوبYoutube وغوغل Google باحثا عن أحداث مشتركة بيني وبين من قد أجتمع معهم أو لا أجتمع.. عن أحداث مشتركة.. ومررت صدفة من بعض ما رأيت على حلقة الأتجاه المعاكس لفيصل القاسم على قناة الحزيرة القطرية, بتاريخ 4 تشرين الثاني 2014 والتي يقدم فيها باحثا بالشؤون الداعشية يدعى حسين محمد حسين, بطاقم ذي ماركة وكرافات.. افتتح صراخه ومهاترته بمبايعة الخليفة الداعشي أبي بكر البغدادي.. يقابله بالنقاش ممثل عن المقاتلين الأكراد الذين يجابهون داعش في عين العرب Konané اسمه شيرزاد يزيدي... هذه المرة الثالثة التي أشاهد فيها نقل هذه الحلقة... وللمرة الثالثة تأكدت أنـه ليس بالإمكان بأي شكل من الأشكال التعايش مع هذه المساطر الداعشية.. إذ أن هذا الخبير الداعشي المطقم كان (يـجعـر) مهددا الصليبيين والعلويين وحتى المسلمين السنة والعرب والأكراد .. وحتى سكان العالم كله.. بأن خلافة داعش ومقاتلوهم سوف يحاربونهم أينما كانوا حتى يدخلوا في الإسلام تحت ظل وحكم وحماية الخليفة أبي بكر البغدادي.. وإلا يا ويل ويلهم.. ولدى الخلافة كل الأسلحة الحديثة والتقنيات الضرورية .. والإمكانيات البشرية.. لغزو الكفار بكل مــكــان.....
تكفي هذه الحلقة.. ويكفيني دس صاحب البرنامج السيد فيصل الــقــاســم (السوري الأصل) حتى تتأكد قناعتي بألا تــعــايــش مع هؤلاء, بأي شكل من الأشكال, إن أردنا أن نبني حياة جديدة.. وبلدا جديدا.. لــشــعــب حــر حضاري جــديــد... حينها ــ فــقــط ــ آمـل أن ســوريــا ســوف تـــحـــيـــا...
بــــالانـــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأكارم الأحبة.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية طيبة مهذبة
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقسيم.. وعتمة الموت...
- اتجاه معاكس... اتجاه مغلق...
- وعن ندوة نقاشية... وهامش عن الحياد.
- ماذا أصاب ربيعكم.. يا عرب؟؟؟!!!...
- جهادستان Djihadistan
- وانتهت الحكاية!!!...
- عودة أخيرة إلى بيان الحوار
- عودة إلى جائزة ابن رشد...
- رسالة إلى صديقي الفنان المتفائل... وهامش عن جائزة أبن رشد.
- رسالة إلى السيدة ناهد بدوية
- خمس سوريين... وأردوغان المنقذ؟!...
- عودة داعش إلى القمقم؟؟؟...
- تصريحات أوغلو وصرخات دي ميستورا
- عودة قصيرة للأسبوع الماضي... تفسير.
- عين العرب كوباني... فاجعة الفواجع...
- بايدن وأردوغان... والخراب...
- أردوغان... يبيع عضلاته...
- خواطر سياسية عن -قبول الآخر-... ولفت نظر.
- ديمومة الحرب الغبية...
- داعش... والبترول... والدس الكاذب.


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - التعايش المشترك؟؟؟!!!...