أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - بايدن وأردوغان... والخراب...















المزيد.....

بايدن وأردوغان... والخراب...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4596 - 2014 / 10 / 7 - 17:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نقلت جريدة L’Orient – Le Jour اللبناتية التي تنشر باللغة الفرنسية في العاصمة اللبنانية بيروت, نقلا عن موقع INYT الأمريكي التابع للنشرة العالمية من صحيفة نيويورك تايمس الأمريكية, من يومين تصريح نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جـو بــايــدن Joe BIDEN الذي يتهم فيه أردوغان وحكام وأمراء المملكة العربية السعودية وحكومة قطر وبعض الدول الخليجية, بمساعدة وتسهيل وتمويل المقاتلين الإسلاميين في سوريا.. كداعش والنصرة وغيرهما وتفرعاتهما, والذين دعتهم الولايات المتحدة الأمريكية للتحالف معها لمحاربة داعش... مما أثار غضب السلطان العثماني الجديد السيد رجب طيب أردوغان.. مطالبا السيد بايدن بالاعتذار... ولكن السيد بايدن لم يعتذر.. بل أبدى بعض التراجع والتخفيف من حدة كلماته السابقة...
أفهم هذا اليوم إذن.. لماذا صـرح السيد أوباما ووزير دفاعه ورئيس أركان قواته, بأن هذه الحرب ضد داعش سـوف تطول وتستمر من ثلاثة إلى عشرة سنوات... بالإضافة أن الناطقين الرسميين باسم البيت الأبيض صرحوا فورا أن استراتيجية الحكومة الأمريكية بخصوص التدخل في سوريا والخطة المتفق عليها مع حلفائها لمحاربة داعش...لن يتغير منها فاصلة بسيطة واحدة.
غريبة عجيبة هذه الحرب التي سوف يقودها هذا التحالف الهيتروكليتي.. ضد داعش وتفرعاتها في سوريا... ويا لمعاناة الشعب السوري الذي يتمرمر لوحده من أذاها الطويل وهو وحده يبقى ويقدم الضحايا الرئيسية.. لا كما يسميها خبراء إعلام الجيش الأمريكي : ضحايا جانبية Victimes Collatérales... يا لغباء هذه التسمية الرهيبة القميئة الحقيرة, بحق الشعوب التي تعاني لوحدها.. فظاعات المعتدي (داعش) والاعتداءات الجوية العمياء من الطيران الأمريكي ـ الأطلسي وحلفائهم التي تدعي ملاحقة داعش وضربه.. وهي في الواقع لا تلاحق سوى أشباح داعش, مشاركة إياه بالتدمير والخراب..وضرب مواقع خالية من مسلحي داعش..وخاصة إنهاء ما بدأوا من خراب, بكل مكان عبروا بـه أو احتلوه وباشروا بتخريبه.
************
جل ما أخشى على هذا البلد, قبل الخراب الكامل والتقسيم والتهجير والتفتيت الذي أصابه.. هو ضياع القيم كليا... والاعتياد على العيش بلا قيم طبيعية والتي كانت سائدة فيه. لأن هذه الحرب الأثمة, انتجت الخراب.. وخاصة خراب القيم... وخاصة عند الأطفال والشباب من الشعب السوري. وخاصة أنهم من أربعة سنوات يعيشون المجازر.. وقطع الأعناق,, واغتصاب الأخوات والأمهات.. بشكل طبيعي.. والتفجيرات.. والسيارات المفخخة.. وأشلاء الجثث.. والأم مقطعة أشلاء.. والأخ الصغير يموت بعد سقوط صاروخ على مدرسته.. وأشكال المقاتلين المرعبة للمقاتلين الإسلاميين.. يقطعون رؤوس أسراهم.. قرب أحيائهم وبيوتهم المهدمة..
هذا هو الجيل الجديد الذي سوف تورثنا إياه, هذه الحرب الغاشمة, والتي خططها المجرم العالمي ألأمريكي الألماني المولد.. والصهيوني الفكر والمبدأ.. من أربعين سنة.. كيسنجر ومشروعه بشرق أوسط جديد. وما زال هذا التخطيط موجودا بقلب السياسة الأمريكية, للمشرق.. ولسوريا خاصة.. وهذا الجيل هو الضحية الأولى لهذه المؤامرة.. ولهذه الحرب التي غرقت بها سوريا بغباء سياسي.. ولم تتجنبها.. فضياع هذا الجيل سوف يكون كارثة الكوارث.. لأنه يرى العنف اليوم طبيعة طبيعية.. وأصبحت حياتهم حربا غاباتية وصراعا آنيا للعيش اليومي.. وترقب الموت والمجازر... يعني أن أعداء البلد قد كسبوا الجزء الهام من المعركة... تجميد حضارة البلد.. وتجميد كل مشاريع تطوره نحو الأفضل... وخاصة اعتبار تقسيمه وتفتيته أمرا واقعيا محتوما.. وتفسيخ طوائفه التي كانت تعيش بعض التوافق والتفاهم.. ويحتاج اليوم إلى عشرات أو مئات السنين, للبحث عن عودة التعايش البسيط العادي بين بعضها البعض.. يعني أن كيسنجر قد وصل اليوم إلى مأربه الآثم.. دون أن يكلف الخزينة الأمريكية سنتا واحدا.. لأن أولاد عمنا الخونة المستزلمين, وبعض النفوس المريضة من الداخل ومن قلب مدننا وجيراننا.. شــاركوا بهذه الجريمة ضد الإنسانية.. والتي هي تحطيم جيل بكامله من هذا الشعب السوري.. فكريا ونفسيا. لأن هذه الحرب ضد سوريا, لا تشبه أيا من الحروب التاريخية. لأنها تدمر جيلا بكامله.. لما قدمت من فظائع وجرائم عادة بالوطن السوري والشعب السوري.. وأغرقت الأجيال السورية الفتية إلى أقدم من فظائع القرون الوسطى من التاريخ.. ومن منا لم يــر صورة هذا المقاتل الداعشي الإسلامي حاملا رأس الفتاة التي ذبحها, رافعا اصبعه بتوحيد الله.. كأنه يقدم ذبيحة طبيعية لله... كما كانوا يقدمون ذبائح للآلهة القديمة من آلاف السنين.. عــادت ســوريـا آلاف السنين إلى الوراء مع هذا " الربيع العربي " المقرف الآثم ومع مقاتليه الإسلامويين القادمين من كل عتمات الغباء والجهل والموت والحقد الطائفي الأعمى.
أي إنسان عاقل يقبل أن يتحول بلده نحو العتمة والتمزق بهذا الشكل المرعب السريع التدهور.. ما هو مستقبل البلد بجيل يعيش هذه الفظائع, كأنها فيديو طبيعية.. حتى أنه يندمج فيها ويصرخ "الله أكبر" مع القتلة.. كأنه يمارس تعاليم الدين.. بشكل آني طبيعي.. وأن القتل وفصل الرؤوس جزء من تعاليم الدين الذي ورثه أمه وأبوه لــه... وأن من واجبه في المستقبل.. أن يقتل ويفظع.. حتى يكسب الجنة... ومن يجرؤ اليوم في الوطن الممزق على الاعتراض صارخا بوجه دولة داعش : كــفــا أيها القتلة.. أنتم خوارج عن كل إســلام.. وعن أي دين.. وكل داعية يحلل أعمالكم بفتوى.. وكل أيـة تفسروها على هوى أخطائكم وجرائمكم.. خارجة عن حقيقة الدين والتطور والحضارة.. وخارجة عن الإنسانية... ولكن هل تسمعون صراخ الإنسانية ضدكم.. وهل تفقهون ما معنى كلمة إنسانية بشريعتكم التي لم تعد تقبلها أيـة شـريعة في العالم.. سوى شريعة المؤامرة الأمريكية... والتي بعد استعمالها لكم... كمحارم الكلينيكس.. سوف ترميكم.. وتتخلى عنكم.. كما تتخلى عن كل عبيدها, بعد ستغلالكم بخدمة مصالحها ومخططاتها ومؤامراتها.....
****************
عــلــى الــهــامــش
ــ أختار لكم هنا مقطعا مما يسميه قائد شرطة دبي السابق السيد ضاحي خلفان "تـغـريـدة" بكتاباته عن داعش, وهو بالطبع يعبر عن رأي شخصي دراسي عميق, لا يمثل على الاطلاق السياسية الخليجية العامة الداعمة لداعش من فوق الطاولة.. وكثيرا من تحت الطاولة:

"كلما تأملت بقضية داعش، إزددت يقينا أننا نتعرض لأكبر خديعة في تأريخنا.. داعش تظهر فجأة، ثم تصبح قوّة عظمى، تتداعى للتصدي لها أمم الأرض قاطبة، ثم يعلن رئيس أقوى دولة في العالم، إن الصراع مع داعش التي تشكل أكبر خطر على أمريكا، ولا ينسى أن يضيف كلمة (والعالم) سيطول !! إنتبهوا الصراع مع داعش سيطول.. كم سيطول؟ ربما أكثر من عقدين من الزمن كما طال صراع الغرب مع القاعدة، التي نُسيت هذه الأيام.. إبشروا إذن الصراع مع داعش سيطول، كأني بداعش الحركة الشيوعية العالمية، أو الإتحاد السوفيتي أيام زمان !! وداعش هذه يا سادة، لا تملك قمراً صناعياً لا حربياً ولا تجسسياً، ولا للأغراض البحثية، والأغرب أنها لا تملك منظومة رادارات، ولا نظاماً للتقاطع الصاروخي، وليس عندها باتريورت، ولا قبة حديدية كما عند إسرائيل مثلاً، وهي لا تملك سلاحاً جوياً، لا سمتيات، ولا طائرات شبح، لا سوخوي، ولا أف 16، لا أواكس ولا طائرات مسيرة ذاتياً "بدون طيار"، ولا حتى طائرات لرش المبيدات، وإذا سيطرت على مطارات جيوش مهزومة فإنها تستعمل مدرجات هذه المطارات ساحات للصلاة الجماعية، و عقد جلسات البيعة والتثقيف، ، وقطع رؤوس الأسرى من الإعداء، أو المدنيين الذين لم يبايعوا خليفة رسول الله، العربي القريشي، الواجب السمع والطاعة "
هذا مدخل تغريدة السيد ضاحي خلفان الذي واكب ولادة داعش وغيرها من التنظيمات القتالية الجهادية الإسلامية وتفرعاتها وأخطارها على العالم.. أترك للقارئات والقراء الكرام رغبة الاطلاع عليها بالكامل لدى الرفيق Google العالم بكل شـــيء... وهو يستحق المطالعة... ولكن بما أن السيد خلفان لم يعد يملك سوى منصبا فخريا, بعد إزاحته ــ حبيا ــ من منصبه, نظرا لتضارب آرائه السياسية بالنسبة للتوجيه الأمريكي لمناورة التنظيمات الإسلامية.. تبقى كتاباته صـرخـة في وادي الــطــرشـــــــان!!!...
ولن تتغير المناورات التآمرية الأمريكية وحلفائها, فاصلة صغيرة واحدة...
بــــالانــــتــــظــــار.......
للقارئات والقراء الأكارم الأحبة.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي... وأطيب وأصدق تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أردوغان... يبيع عضلاته...
- خواطر سياسية عن -قبول الآخر-... ولفت نظر.
- ديمومة الحرب الغبية...
- داعش... والبترول... والدس الكاذب.
- داعشيات سرطانية...
- حقيقة حقيقية.. مرعبة...
- الخريف العربي... والغربي؟!...
- داعش.. داعش و مؤتمر باريس.. ومقبرة...
- كلمات حزينة...
- العالم... العالم بانتظار قرار الأمبراطور...
- شرطة الشريعة!!!...
- جريمة ضد الإنسانية عاجل
- وعن اجتماع حلف الأطلسي.. وداعش...
- كفا...تعال نتفاهم يا صديقي...
- مقال محشور... بالصدفة...
- داعش؟؟؟... ماكينات الكذب.. أو ماكينات الغباء؟!...
- ردي إلى الرئيس الذي انتخبته من سنتين...
- صديقتي السورية غاضبة.. عبر سكايب...
- وعن داعش.. والغرب.. والغباء.. من جديد...
- داعش... ومجلس الأمن...


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - بايدن وأردوغان... والخراب...