أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - حقيقة حقيقية.. مرعبة...















المزيد.....

حقيقة حقيقية.. مرعبة...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4580 - 2014 / 9 / 20 - 20:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حـقـيـقـة حـقـيـقـيـة.. مــرعــبــة...
صدق الأناركي الروسي بـوخـارين
NikolaÏ-;- BOUKHARINE
(1888 – 1936) عندما قـال :
"الـــســـلــطــة تـــفـــســد "
Le Pouvoir corrompt
وأنا أضيف أن العقل البشري يمكن أن يتحول إلى أخطر سلاح دمــار شــامـل... وخاصة.. عندما تأتيه الأوامر مباشرة من الآلهة...
عندما نرى ما يحدث في بلداننا نتساءل, لماذا لم نر دولة عربية واحدة, قاد خليفتها, أو ملكها, أو سلطانها, أو أميرها, ومع توالي السنين, رئيس جمهوريتها, أو ديكتاتورها العسكري.. يـقـود شعبه إلى السعادة والاستقرار والعلم والتطور. أما يقتل نصف شعبه, أو يقودهم إلى حروب مع جيرانهم, يموت فيها النصف الأخر...
ألف ألف لماذا تجتاز خاطري وتساؤلي... وخاصة عندما أنظر إلى صور المدن والقرى لهذا البلد الذي ولدت فيه.. والذي كان من أجمل بلدان العالم.. وزرقة سمائه وخضرة حدائقه, لا مثيل له... ونساؤه أجمل من كل آلهة الأساطير... واليوم تتراكم فيه أكوام الخراب والموت واليأس والخوف... ونصف سكانه مهجرون.. يشحذون فتات موائد جيرانهم.. بعدما حضنوا واستقبلوا سنينا طويلة كل حزين منكوب من كل بلاد المشرق والعربان.
دمشق مرتعبة.. حلب مهدمة جائعة.. اللاذقية تسمع عواء الذئاب المهددة.. حمص بلا ماء أو كهرباء خرابها ينطق بالحزن العميق.. والرقة وكل الشمال تحت حكم نيرون إسلامي من قبيلة داعش.. لا يعرف أحد من أين أتى... شــرع الموت ثم الموت.. ولا شيء سـوى الموت.. لأن الله حلل له وله وحده.. موت كل من لا يبايع دولته الإسلامية.
وهنا أتساءل من جديد لماذا لم نعط خلال كل هذه السنين, إنسان واحد.. حاكم واحد.. يدعو إلى الحياة وهناء الإنسان.. ولا شيء آخر سوى هناء الإنسان... كل حكامنا وعبر كل القرون كانوا يطلبون منا أن نموت في سبيل الله.. ومن أجلهم طبعا.. وكلهم كانوا يدعون أنهم من سلالة نبي الإسلام إن ولدوا بالشام أو في تطوان أو في خراسان أو في النجف أو في مكة.. ووراثة حكمنا حق وراثي لهم.. لأنهم من بركات الله ومن سلالة رسوله.. وطبل المشايخ لهم وزمر لهم تجار الوظائف.. وكنا دائما نسمع من يأخذ مكانهم, بعد انقلاب أو حرب عشيرة ضد عشيرة.. أو عسكري ضد عسكري.. أنه جاء لمحاربة الفساد.. ومن قرون كنا نسمع دائما أن المنقذ الجديد جاءنا لمحاربة الفساد.. محاطا بجهابذة تريد غسل عقولنا.. ويستمر الغسيل والتطبيل وعبادة الحاكم الجديد.. وشعار بالروح.. بالدم.. نفديك يا أمير.. يا سلطان.. يا حاكم.. وما من شيء يتغير.. لأننا دوما ندفع وندفع.. إن أردنا تجديد هوية.. أو الحصول على رخصة بيع جرائد.. وحتى لو أنه لا توجد سوى جرائد السلطان.. والتي كل عناوينها عن السلطان وابن السلطان.. وأبن أبن السلطان.. ولا شيء عن الفساد الذي لم يتغير.. وهو القاعدة المثلى الثابتة منذ مئات السنين.. ويا ويل من لا يفسد ويفسد.. فهو مشبوه أنه يتآمر على السلطان وابن السلطان وابن ابن السلطان.. فيأتي الأمر من الله بسحله وقتله وسبي عائلته...
إذن بعد كل هذا.. لسنا أبدا أفضل أمة عند الله.. بل أتعس وأفقر أمة عند الله.. لأننا لم نعرف سعادة الإنسان من مئات السنين.. ولم نعرف ولم نمارس أية حرية.. سوى عبادة إله السلطان والسلطان.. منذ ولدنا... لأننا لا نستطيع السفر حيث نشاء.. ولا نستطيع اختيار ما نقرأ.. وما نعبد... أو نــرفــض أن نــعــبــد... ولم نملك بأي يوم من الأيام حق اختيار مصيرنا... لأننا كنا دوما مجبرين على قبول السيء أو الأســوأ... ونتابع الترديد صباح مساء.. بعد الصلاة خمسة مرات في اليوم.. بالروح بالدم.. بالروح بالدم.. نفديك... الخ.. الخ.. حتى أصبح الترديد مرادفا.. روتينيا.. آليا.. ميكانيكيا.. كصلاة الخمسة مرات في اليوم!!!... ولا أي إله يسمع...
لهذا السبب استطاع داعش وخليفة داعش, توطيد خلافته.. لأن غلابة شعوبنا لا ترى الفرق بين السيء والأسوأ.. وعندهم كلهم في الهوى سوا... بالنسبة لهم كل الحكام سواسية.. وكل الحكام سوف يقبضون على حياتهم ويغمرونها بالموت والتعاسة.. ولا فرق عندهم بين حاكم وحاكم... ألم يوصيهم جدهم وجد جدهم بالمثل التالي " اللي بياخد أمي.. بسميه عمي " ألم يوصينا مشايخنا منذ أقدم تاريخنا الأحمر ـ الأسود أن الله قال لهم : وأطيعوا الله وأولي الأمر منكم... مهما فسد وطغى أولو الأمر؟؟؟!!!... حتى أصبحنا بالوراثة جيلا بعد جيل أفسد من حكامنا ألف ألف مرة.. وحتى من وصلوا بعد جهد وصعوبات إلى بدايات فكر وتحليل.. يعني من أسميهم الأنتليجنسيا العربية أو الإسلامية..أو بلا أية هوية.. اختاروا الانطواء تحت راية الحاكم.. وباعوا له قليل معرفتهم, لقاء راتب أو وظيفة.. حتى يستمر الفساد... وما من أحد منهم في أي بلد من بلاد العربان.. فتح صدره وفكره وصرخ : كــفــا.... ما عدا شخصان فقط خلال مائة سنة... الأول يدعى أنطون سعادة.. والثاني نـزار قــبــانــي...الأول قتل منذ نطق بأول حقيقة.. والثاني هــجــر حتى موته.. منذ أن لفت انتباهنا إليها.. وليعترض المعترضون المحترفون المطبلون المزمرون من محترفي الالتزام وعبادة أي حاكم يأخذ أمهم.. وهنا أحترم الكلمة واللغة... نقطة على السطر...........
***********
عــلــى الــهــامــش :
ــ أمراض اللوبي
بعد أن حدثتكم عن البلاد التي ولدت فيها.. وحملت جيناتها بسلبياتها المتعددة.. والتي غادرتها بحثا عن الأوكسيجين من زمن طويل جدا... أرى من واجبي أن أحدثكم عن البلد الذي اخترته, وكنت أحمل مبادئ فلسفته وثورته وحضارته.. وخاصة كتاباته.. فـــرنـــســـا... وبعد أن عشت فيه أكثر من خمسين سنة منخرطا كليا بسياسته.. وحدود أو لا حدود حرياته وديمقراطيته وإمكاناته الثقافية... وأبوابه المفتوحة على مصراعيها منذ مائة سنة وأكثر, لهجرات من كل أصقاع الأرض.. وخاصة لسكان مستعمراته المتعددة التي انفصلت عنه بعد الحرب العالمية الثانية وحصلت على استقلالها.. بــعــنــف أو بمصالحات واتفاقيات ملونة متعددة... ولكن فرنسا.. كغالب البلاد الغربية.. بلد لوبيات.. لوبي الأطباء.. لوبي المخابر.. لوبي أصحاب البنوك.. لوبي النقابات العمالية.. لوبي أصحاب المزارع الكبيرة.. لوبي أصحاب المزارع الصغيرة.. دون أن ننسى اللوبي الصهيوني و المؤسسات الماسونية المختلفة.. وعشرات اللوبيات المختلفة الرأسمالية التي تدافع كل منها عن مكاسبها ومكتسباتها التاريخية.. وظهور التجمعات الإثنية التي كانت محرومة كليا من التعبير.. في البلاد التي هاجرت منها.. وهذه التجمعات الإثنية التي بدأت تتكون ســرا منذ خمسين سنة.. بدأت منذ عشر سنوات تأخذ أشكالا خطيرة ظاهرة.. ومنها التجمعات الإسلامية التي تشكل بكبرى البلدان الأوروبية حوالي 10% من سكان البلد الأصليين.. هل زرتم لندن أو باريس؟؟؟... وفي زناتير بعض المدن الفرنسية أحياء ومناطق تحتوي على أكثر من 50 إلى 60% من الجاليات الإسلامية المنشأ... مما جعل من هذه التجمعات حاضنات لبعض التحركات والدعوات لعدم الالتزام بقوانين البلد الذي حضنهم وأمن لهم كل إمكانيات الأمان والتعليم والتعبير والعناية الصحية والعمل والعبادة.. وخاصة التمرد الكامل على جميع التشريعات العلمانية, رغم أنها تبقى القاعدة الرئيسية لدساتير البلدان الأوروبية. الحريات الدينية.. نعم.. ولكن مع فصل الدين عن الدولة وسياستها وقوانينها... مما أثار وما يزال يثير حذرا متبادلا ما بين السلطة وهذه التجمعات... وما بين هذه التجمعات والسلطة.. من وقت لآخر.. إذ أن هذه التجمعات الطائفية بدأت تتجمع.. وتتظاهر وتظهر عنفها... وخاصة بعد أحداث العراق وسوريا.. وحرب إسرائيل ضد حماس.. وتدمير غزة.. وظهور داعش.. والتحاق المحاربين الذين انخرطوا بالمئات والآلاف في صفوف التشكيلات المقاتلة الإسلامية في العراق وسوريا.. غالبا من أصول شمال إفريقية, حاملة جوازات سفر فرنسية أو كندية وأسترالية وبريطانية رغم تغاضي السلطات الأوروبية في البدايات... والمساعدات الجمة التي قدمتها الحكومات الأوروبية.. بتغاضيها عما يجري على الأرض هناك وهنا... وبدأت عودة البعض منهم تثير الوسواس والخشية من عدة أحداث إرهابية في بلجيكا وفرنسا وانكلترا.. قام بها بعض أبناء هذه البلدان لدى عودتهم من معارك سوريا والعراق... ودعوات مفتوحة على الأنترنيت بتفجير بلاد الكــفــار...وهنا بدأت الحكومات الأوروبية ومختلف أجهزتها الأمنية التي كانت تنذر حكوماتها منذ أشهر من أخطار عودة هؤلاء المحاربين إلى أوروبا... عندها بدأت هذه الحكومات تتلمس مؤخراتها الشمطاء, باحثة بغباء عن إمكانات مجابهة هذه الأخطار الإضافية الجديدة.. ولكن بإصرارها, كما رأينا مؤخرا, على متابعة سياساتها الخاطئة, بمتابعة قوات المعارضة (المعتدلة) والتي لم يعد لها أي وجود على الأرض...
بينما اللوبيات العديدة التي ذكرتها ببداية الصفحة, مشغولة بالانطواء على مصالحها الواسعة.. لم تلتفت ولم تنتبه لما يجري من تحركات إثنية ــ طائفية في بلدها.. بالإضافة إلى تفاقم البطالة بشكل رهيب.. حتى وصل إلى أكثر من 10% من عدد السكان في فرنسا.. 20% في اسبانيا وإيطاليا.. أكثر من 30% في اليونان.. بالإضافة إلى انضمام العديد من دول أوروبا الشرقية الفقيرة التي انفصلت عن الاتحاد السوفييتي الذي تفتت.. وانضمت للاتحاد الأوروبي.. أضاف مئات الضائقات إلى الدول الأوروبية القديمة.. نظرا لانخفاض أمكانيات العمل والأجور...
أوروبا العتيقة... أوروبا العتيقة من عشرة سنوات تفقر وتفتقر.. وتتغير.. تسير ببطء.. تفقد روحها وثقافتها.. وهناك أطماع وذئاب مختلفة الأنياب والمطامع.. بدأت تخيفها.. وتدعوني إلى التساؤل والحذر... ولكنني أحبها.. نــعــم أحبها.. لأنها حضنتني وعلمتني.. وفتحت لي أبواب سماء حــريــات لم أستطع حتى أن أحلم بها أولى أيام شبابي...
لذلك من واجبي أن أدافع عنها..........
بــــالانــــتــــظــــار.........
للقارئات والقراء الأكارم الأحبة.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية طيبة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخريف العربي... والغربي؟!...
- داعش.. داعش و مؤتمر باريس.. ومقبرة...
- كلمات حزينة...
- العالم... العالم بانتظار قرار الأمبراطور...
- شرطة الشريعة!!!...
- جريمة ضد الإنسانية عاجل
- وعن اجتماع حلف الأطلسي.. وداعش...
- كفا...تعال نتفاهم يا صديقي...
- مقال محشور... بالصدفة...
- داعش؟؟؟... ماكينات الكذب.. أو ماكينات الغباء؟!...
- ردي إلى الرئيس الذي انتخبته من سنتين...
- صديقتي السورية غاضبة.. عبر سكايب...
- وعن داعش.. والغرب.. والغباء.. من جديد...
- داعش... ومجلس الأمن...
- لعبة شطرنج مغشوشة...
- ثلاثة مليارات دولار... زائد مليار واحد...
- عودة إلى.. عش الدبابير...
- هل تغيرت البوصلة؟؟؟!!!...
- الامبراطور و الخليفة
- ابن عمنا.. باراك حسين أوباما


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - حقيقة حقيقية.. مرعبة...