أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - التقسيم.. وعتمة الموت...















المزيد.....

التقسيم.. وعتمة الموت...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4627 - 2014 / 11 / 8 - 17:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الـــتـــقـــســـيـــم.. وعـتـمـة الــمــوت...
بعد فلسطين.. بعد يوغوسلافيا.. بعد السودان.. ها هي الإشــاعات والخطابات والموافقات والتنهدات.. ها هي أصوات تتعالى عن تقسيم سوريا... دائما نفس النغمة... تقسيم البلد.. كما وصل إليه اليوم.. مع بعض التحركات ــ داعشيا ــ على الأرض.. دائما لأسباب ودوافع وتحكيمات وضروريات طائفية.. ولم يعد أحد يتكلم أي شــيء عن الوطن والقوم والقومية... والحريات والآمال الضائعة.. والدفاع عن الوطن.. بل صــار الكلام... تقسيم.. تقسيم بين السنة والشيعة... وكما تنبأ لنا كيسنجر من أربعة عقود بأنه سيعيد العرب من حيث أتـــوا.. ها هي السياسة والمخططات الأمريكية وغباء الحاضنات الطائفية التي وقعت بالفخ.. تعود بسوريا بعد تفجيرها وتفتيتها وتهجير شعبها... خمسة عشر قرن إلى الخلف.. إلى التقسيم واكتمال الفتنة والغباء والتخلف الديني المجنزر الكامل... وقد يحصل لا التقسيم إلى أكثر من باندوستانين ميتين حكما.. فقط.. بل إلى عدة باندوستانات إقليمية داخلية محدودة حسب تعدادها وإحصائياتها الطائفية...
وهنا كيف تحلل وتبنى هذه الإحصائيات؟؟؟... هل حسب الخطوط الغبائية المتخلفة المنتطرة؟؟؟... هل سيتم التقسيم حسب أعداد الجوامع والكنائس؟؟؟.. أم حسب البشر الذين تمكنوا من البقاء أحياء في بيوتهم المهدمة المنكوبة؟؟؟... والمدن القليلة الساحلية التي لم يقع فيها مزيدا من الخراب.. لمن ســوف تمنح؟؟؟... للتجار وزعماء تجارة الحرب وتبادل الاتفاقات من تحت الطاولة لمتابعة اقتسام الغنائم.. كالعادة بكل الحروب المبنية على تجارة البشر والمواد الأولية... وهل سوف تبقى دولة داعش بشكلها الحالي؟.. أم أنها سوف تصبح باندوستان مطوق.. محاط ممنوع الخروج منه... حتى لا يعود المحاربون الداعشيون إلى البلاد التي أتوا منها بالآلاف.. من أمريكا وكندا واستراليا وأوروبا وتركيا والسعودية واليمن والشيشان والعديد من البلاد الإسلامية...وخاصة الذين لم يقتلوا بعد.. ولم يتمكنوا من الالتحاق بالحوريات.. وقرروا العودة للبلدان التي ولدوا فيها قبل اندلاع ما سمي ألف مرة خطأ " الربيع العربي "... وتخشى حكومات هذه البلاد إن عادوا إليها.. سوف يطالبون فيها بالتقسيم, ما بين أهل الإســلام وما تبقى من سكانها الكفار الأصليين... لذلك السبب تقدم هذه الحكومات مساعدات ...اسلحة فتاكة طبعا جمة لجميع الأطراف المتقاتلة.. جميع الأطراف.. ليبقى هؤلاء المقاتلون.. بأرض الجهاد المقسمة.. أو أن يرحلوا ــ بكافة الطرق العادية وغير العادية ــ إلى الجنة والحوريات الموعودة...تجنبا لانتشار رغبات التقسيم وتطبيق الشريعة ببلدانهم.. والتي انتشر بالعديد من أحيائها التي تحيط بمدنها الكبرى , يسمونها بنعومة مخادعة الزنانير Ceintures الخاصة الغير خاضعة للسيطرة.. والتي لا يسيطر عليها سوى بعض المشايخ وتجار المخدرات... كزنانير مدن فرنسية رئيسية مثل باريس وليون وستراسبوغ.. وعديد من مثيلاتها الأوروبية التي أصبحت مرتعا خصبا لتجنيد المقاتلين المرسلين لــســوريــا...
لنعد إلى بدية موضوعنا... لنعد إلى ســوريـا... إلى سوريا التي يتحضر مشروع تقسيمها الجديد بكل القنصليات الغربية.. وحتى بين وزراء خارجية دول صديقة لسوريا.. لها هناك مصالح استراتيجية.. بحرية ونفطية وغازية... بعد أربعة سنين من حرب ضروس.. استغلت فظاعاتها وجحافلها الداعشية والجبهتنصرية وغيرها من الجحافل المقاتلة المختلفة المذهب والعقيدة والمصلحة والارتباط بالدولة العثمانية أو بدولة أو مملكة أو أمارة أو مشيخة (عربية أو إسلامية) نفطية... وبعد نصف مليون قتيل, من جميع الأطراف المتناحرة الموالية والمعارضة, وملايين المهجرين.. وتفجير ثلاثة أرباع المدن السورية... ولم تنته قصة الحرب بعد والتي يحدثنا يوعدنا السيد أوباما ببساطته الإنسانية المزورة, بأنها قد تطول أكثر من عشرة سنوات... ومؤسساته الإعلامية تطبل لنا من أسابيع دعايات وإشاعات وحلول التقسيم أو التقسيمات المتعددة.. من يدري.. من يدري.. كحلول معقولة مبدأية لاختصار الحرب...

يا جماعة.. يا بشر.. إنهم يلعبون برقابنا ولحانا ومصيرنا.. كمسرحية كراكوز عيواظ!!!... لماذا لم يقولوا لنا من بداية البدايات.. لقد اكتشفنا نفطا وغازا مواجه ساحلكم.. كثيرا من النفط والغاز.. كميات هائلة غير محدودة من النفط والغاز... وأنتم بحاجة أن تحلوا مشكلة السنة والشيعة التي لم تستطيعوا حلها بتفاهم وسلام من خمسة عشر قرن.. سوف نساعدكم على حلها.. وسوف ندربكم ونسلحكم ونعلمكم أحدث الطرق ونبيعكم أخطر التقنيات للاقتتال بين بعضكم البعض.. حتى تصلوا إلى النهاية التي ترغبونها.. بالمقابل تتنازلون لنا عن أحقية هذا النفط وهذا الغاز.. بالإضافة أنكم لا تعرفون أي شــيء عن طرق استخراجه.. لكم رغباتكم وجنتكم وحورياتكم ومعتقداتكم... وتقسيم بلدانكم كما آلــت إليه اليوم.. وإن أردتم ــ يــومــا ــ إعادة إعمار ما فجرتم وهدمتم, داخل هذه الباندوستانات المجزأة المهدمة المتعبة المتفجرة.. تنسون نهائيا قومياتكم وأمانيكم وخطاباتكم عن حقوق الإنسان.. وهذه أمور تتابعون الاختلاف عليها بين بعضكم البعض.. وتفسرونها وتتابعونها حسب حدود مفاهيمكم العشائرية والطائفية... ونحن نهتم بإعادة إعمار ما يمكن إعادة إعماره... مـقـابـل الــنــفــط والـــغــاز... طبعا!!!............
هــذا هو الفخ الكبير النهائي... الضربة القاضية.. والتي سوف توقع وثيقة موتنا النهائي... بلا وطن.. بلا أرض.. بلا نفط ولا غاز.. ولا ما يحزنون... الموت والغباء سوف يغلفاننا نهائيا.. بالإضافة إلى فقدانكم نهائيا ــ يا قوم يا بشر ــ كل ركائز ودعائم ما يسمى ركيزة دولة حـرة ذات سيادة... وداعش سـوف تبقى جاثمة على صدوركم إلى الأبد... لأنها سوف تكون حارسكم وسجانكم المعين عليكم.. من كل هذه الشركات الرأسمالية المتعددة الجنسيات التي ساهمت وشاركت بواسطة حكومات هي التي خلقتها... بإشـعـال حروبكم الطائفية الغبية... وبخلق ســرطــان جاعـــش... حكومات تحضركم للتقسيم.. وكل مشاريعها الاستعمارية الحاضرة لهذا التقسيم... وكل ما يولده من عتمات ظلامية أبدية.
***********
عـــلـــى الـــهـــامـــش :
ــ أرسل لي صديقي الطيب الدكتور شـــحــادة, فيديو لدقائق معدودة على الفيسبوك تظهر ثلاثة أسـرى من الجيش السوري في مدينة الرقة, بين أيدي مقاتلي داعش الذين يسيطرون عليها ويديرون شؤونها حسب الشريعة الإسلامية... حيث أخذ مقاتل باللباس التقليدي الطالباني الداعشي يهيج جمهورا من المدينة طالبا منهم تنفيذ حكم الإعدام بهؤلاء الأسرى في ساحة المدينة بالضرب والرجم حتى الموت.. فانهال الجمهور الهائج.. يا ويلنا من انحدار هذه الحاضنات الغبية.. على الأسرى.. ثم أكمل عليهم مقاتلو داعش بالسحل وراء دراجاتهم النارية.. وكان فيهم بعض حياة.. وداروا بهم المدينة كلها.. حتى فارقوا الحياة...
الخطيب الداعشي الملتحي كان يعلن على الملأ بالمايكروفون أن الجنود الأسرى( من الجيش السوري النظامي) هم من الطائفة العلوية.. ولهذا حلل موتهم!!!...
صــورة ومسطرة من التقسيم الذي ينتظركم... إن بقيتم مخدرين نائمين صامتين... وما ستؤول إليه حضارة هذا البلد وشرائعها وقوانينها.. إن تــم هذا التقسيم... في ســوريـا التي اكتشفت الأبجدية والحضارة والقوانين والثقافات الحضارية.. من آلاف السنين.. قبل ابتداع جميع الأديان... ولست أفهم ولا أريد أن أفهم كيف تحضن بعض الجماعات من هذا البلد, جماعات غريبة, تقتل أهلهم ومواطنيهم باسم الدين وشريعة الدين... وتقتل الوطن.. وتفتت الوطن.. وتفجر الوطن.. وتقسم الوطن...
بكل أعراف البشر... هذا لا يسمى غــبــاء.. فقط.. لأن اسمه جنون الخيانة.
يا صديقي.. بعدما شــاهـدت هذه الفيديو... لن أنــام هذه الليلة.. سوف أكتب وأصرخ مـرة أخرى بـوادي الــطــرشــان...
من يدري؟؟؟... من يـــدري؟؟؟............
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأكارم الأحبة.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية مهذبة.. حـــزيـــنـــة.........
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتجاه معاكس... اتجاه مغلق...
- وعن ندوة نقاشية... وهامش عن الحياد.
- ماذا أصاب ربيعكم.. يا عرب؟؟؟!!!...
- جهادستان Djihadistan
- وانتهت الحكاية!!!...
- عودة أخيرة إلى بيان الحوار
- عودة إلى جائزة ابن رشد...
- رسالة إلى صديقي الفنان المتفائل... وهامش عن جائزة أبن رشد.
- رسالة إلى السيدة ناهد بدوية
- خمس سوريين... وأردوغان المنقذ؟!...
- عودة داعش إلى القمقم؟؟؟...
- تصريحات أوغلو وصرخات دي ميستورا
- عودة قصيرة للأسبوع الماضي... تفسير.
- عين العرب كوباني... فاجعة الفواجع...
- بايدن وأردوغان... والخراب...
- أردوغان... يبيع عضلاته...
- خواطر سياسية عن -قبول الآخر-... ولفت نظر.
- ديمومة الحرب الغبية...
- داعش... والبترول... والدس الكاذب.
- داعشيات سرطانية...


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - التقسيم.. وعتمة الموت...