أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - الحكمة من تشكيل الائتلاف العراقي الموحد -















المزيد.....

الحكمة من تشكيل الائتلاف العراقي الموحد -


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1299 - 2005 / 8 / 27 - 11:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


سألني رجل أجنبي نبه قال : نسمع في النشرات الإخبارية الدائرة في فلك الإعلام الغربي والأمريكي لفظ : العرب السنة ، بينما نسمع لفظا آخر في الوسائل ذاتها ، هو : المسلمون الشيعة ، أ فلا يوجد عرب شيعة في العراق ! ؟
والجواب على سؤال كهذا ليس عسيرا عليّ ، ولا على الكثير من العراقيين ، فالعرب الشيعة في العراق أكثر مكونات الشعب العراقي عددا ، وهم والعرب السنة قد توزعوا على قبائل عربية لا يرقى الى انتمائها العربي أدنى شك ، لا بل توزعوا على القبيلة العربية الواحدة ، وقد استوطنوا العراق منذ حقب زمنية بعيدة ، وهم ، بعد ذلك ، ساميون في محتدهم ، يلتقون في ساميتهم بالأقوام السامية التي سكنت العراق والجزيرة العربية قبلا ، ولكن الحكام العثمانيين الأتراك ، الذين حكموا العراق على أساس مبدأ التفرقة بين الناس في العصور الأخيرة ، قربوا العرب السنة في العراق لأنهم ، وإياهم ، على مذهب أهل السنة ، تماما مثل قرب الصفويون الفرس العرب الشيعة خلال حكمهم للعراق ، وعلى ذات الأساس ، لأنهم ، وإياهم ، على مذهب واحد .
لقد استغل الأتراك والفرس الدين الإسلامي ، ومذاهبه التي سبق أن ظهرت بين العرب أنفسهم أول الأمر ، أبشع استغلال ، فراحت كلا الدولتين : العثمانية التركية ، والإيرانية الفارسية تلعب بالورقة الطائفية من أجل بسط نفوذها على العراق وعربه ، يعاونهم في ذلك تاريخ من الصراع طويل قام بين مذهبي : الشيعة والسنة ، اللذين تشكلا بعيد التأسيس الأول للدولة الإسلامية .
وإذا كان الصراع الأول قد قام بين الأمويين ، وبين العلويين بشكله الواضح ، فإننا نجده قد تحول بقيام الدولة العباسية في العراق الى صراع بين العباسيين الذين ازدهرت مذاهب السنة في زمنهم ، وبين العلويين ( الشيعة بجميع فرقهم ) الذين ناصبوا العباسيين العداء على امتداد حكمهم ، مثلما ناصبتهم الدولة تلك العداء ذاته على خلفية أحقية العباسيين بحكم المسلمين من العلويين ، وباستثناء تلك الفترات التاريخية التي استطاعت فيها فرق من الشيعة العرب ، وبانضمام فقراء الشعوب المقهورة بالحكم العباسي إليهم من بناء دول ذات حضور تاريخي معروف مثل الدولة الفاطمية في مصر والشمال الأفريقي على سبيل المثال .
حين سقطت الدول العثمانية على إثر اشتعال نيران الحرب العالمية الأولى حل بدلا عن حكمها في العراق حكم بريطاني ، استعماري ، سار على ذات المسار الذي سارت عليه الدولة العثمانية من قبل ، فقربوا السنة من عرب العراق بهذا الشكل أو ذاك ، وبسبب من الوقوف القوي للعرب الشيعة في القتال الى جانب الجيش العثماني في جنوب العراق ، وذلك بعد أن استنجد بهم بعض من قادة الجيش ذاك ، وفي أحرج ساعات قتاله للقوات البريطانية التي غزت العراق من جنوبه .
لقد ذكر رحالة سويدي كان في بغداد وقت أن كانت المعارك على أشدها في جبهة الشعيبة من البصرة وفي جبهة الكويت كذلك أن أحد القادة الأتراك المدعو علي العسكري قد حل في مدينة كربلاء على عجل ، وطلب من رجال الدين الشيعة ( المجتهدين ) ، كما سماهم هو ، أن يصدروا فتايا الى أتباعهم من العرب الشيعة بضرورة الانضمام الى القوات التركية لمقاتلة القوات البريطانية الزاحفة نحو بغداد ، وقد كان للقائد هذا ما أراد .
هذا الموقف ، على ما يبدو ، لم تغفره بريطانيا للعرب الشيعة في العراق على امتداد ثمانين سنة خلت ، فقد حرمتهم من المشاركة الفاعلة في حكم العراق ، وتركت الجنوب العربي الشيعي على تخلفه الى أن قامت ثورة 14 تموز بقيادة زعيمها عبد الكريم قاسم الوطني ، وبجهود العاملين في وزارة البلديات ، خاصة وزيرتها الشيوعية ، نزيهة الدليمي ، حيث غيرت بجملة من المشاريع المهمة من وجوه الحياة في جنوب العراق كثيرا ، لكن هذا الحال لم يدم طويلا ، فبعد القضاء على الجمهورية العراقية الأولى عاد الحكم في العراق الى ذات التوجهات السياسية التي رسمتها دوائر المخابرات الغربية من قبل ، وبعد ذلك توج صدام تلك التوجهات بحملات إبادة استهدفت العرب الشيعة على وجه الخصوص ، حتى أنه راح يطعن في أصولهم العربية ، فمرة يقول أنهم فرس مجوس ، وأخرى يرى فيهم أنهم عبيد ساقهم الحجاج بن يوسف الثقفي ، وابن عمه وقائده الميداني ، محمد بن قاسم الثقفي ، مع جواميسهم من الهند والسند الى جنوب العراق ، لقد ساندت صداما في تقولاته هذه مكانة إعلامية غربية دعمت حكمه ، وسخرته من أجل حفظ المصالح الغربية في العراق وفي المنطقة ، وعلى ذات النهج سارت أجهزة الإعلام العربية الطائفية من دون النظر الى مصلحة الشعب العراقي ، والى مكونات شعوب بلدانها ، هذا جانب ، وجانب آخر هو أن العرب الشيعة في العراق تحملوا عبء العداء المستديم بين العرب ، وبين الفرس الذين يتمذهبون بمذهب الشيعة ، فصار العربي الشيعي في العراق بنظر البريطانيين المستعمرين ثم الحكام العرب الطائفيين الذين حكموا بلدانهم بمشية المستعمرين هؤلاء ، هو فارسي كذلك ، وهذا الطرح في الواقع كان يثلج صدور حكام طهران المعممين منهم ، أو المتوجين على حد سواء ، وعلى هذا سهل على هؤلاء جميعا أن يطلقوا على العربي الشيعي في العراق لفظ : مسلم شيعي ، وليس عربي شيعي ، مثلما اعتادوا أن يطلقوا ذلك على العرب السنة ، رغم أن الصراع بين العرب السنة والشيعة بدأ عربيا بعد قتل الخليفة الثالث ( رض ) ، ذلك القتل الذي اشترك فيه فقراء العراق ، مثلما اشترك فيه فقراء مصر ، وكان الدافع في ذلك هو الصراع بسبب العوز والحرمان الذي حل بعرب الفتوحات ، عرب الجنوب ( اليمن ) في العراق ومصر ، وبين عرب الشمال ، عرب الجزيرة ، حيث السلطة والثراء .
وهناك سبب ثالث مهم لنفي صفة العروبة عن شيعة العراق ألا وهو أن القيادة الدينية – المذهبية في العراق ظلت بيد رجال الدين الشيعة الفرس في الأغلب ، الأعم ، ومنذ قيام الحوزة الدينية الشيعية في الحلة ( بابل ) أولا ثم في مدينة النجف ثانيا قبل مئات السنين ، وبرعاية مؤسسها الأول ، نصير الدين الطوسي الذي كان له الفضل في انقاذ الكثير من كتب مكاتب بغداد من بطش المغول ، وذلك حين قام بنقلها الى بلدة الحلة القريبة منها ، رغم أنه كان قد ارتضى لنفسه أن يكون وزيرا في حكومة هولاكو قائد المغول .
تسليم قيادة الحوزة الدينية في النجف الأشرف ، وعلى هذه الشاكلة المتوارثة ، للشيعة من غير العرب هو خطأ جر على شيعة العراق العرب الكثير من المحن ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر سمح لإيران ، ومن دون مشقة ، أن تتدخل في شؤونهم ، وتحاول باستمرار فرض هيمنتها عليهم ، وها هم الشيعة العرب في عراق اليوم يكررون ذات الخطأ التاريخي ، وذلك حين سمحوا للشيعة من غير العرب هذه الأيام أن يتولوا قيادهم ، وقيادة شعبهم وبلدهم ، وما المعارك التي اندلعت بين أنصار الصدر ، الخط العربي الشيعي ، وبين أنصار الحكيم ، الخط الشيعي الفارسي في أيامنا هذا إلا مؤشر يشير بقوة الى ذاك الخطأ المدمر ، مع أن العرب الشيعة في العراق اليوم ليس بحاجة الى إيران ، كي يعلقوا أنفسهم بها ، بل على العكس فإن إيران تريد أن تستغل نفوذها عليهم أداة للعبور الى ضفاف الأمريكان ، أو على الأقل لرفع الضغط الأمريكي - الغربي المتواصل ، والهائل عليها في مسألة محاولاتها الجادة لامتلاكها الأسلحة النووية .
وعلى هذا بات على الشيعة العرب قي العراق أن يمتلكوا زمام أمورهم بأيديهم ، وأن يدركوا أن إيران تفكر في مصلحتها هي قبل مصلحتهم ، وإنها أجهدت نفسها كثيرا في بناء كيان للشيعة تمثل بالائتلاف العراقي الموحد كي تستطيع من خلال عملائها المعروفين في قيادة هذا التشكيل ، والمنحدرين من أصول إيرانية ، وعربية ، وغير عربية ، أن تسهل فرض هيمنتها على عموم الشيعة في العراق ، وليس من أجل توحيدهم كما توهم الكثيرون منهم ، وقد بدا هذا جليا من خلال دعمها للمجلس الأعلى بزعامة عبد العزيز الحكيم الذي سعى جاهدا في الأشهر القليلة الماضية للاستحواذ على كل المراكز المهمة في الدولة وقوى الشرطة ، منصبا لها قادة لا ينتمون للعرب الشيعة في عملية فرز مخططة ، ومستبعدا من تلك المراكز القيادية العناصر الشيعية من تنظيمات شيعية أخرى ، تماما مثلما استبعد أعضاء تلك التنظيمات العربية الشيعية من عملية النقاش الدائرة الآن في الجمعية الأمريكية – الإيرانية ، وهذا ما صرح به أحد قادة تنظيمات الصدر في مدينة الثورة من بغداد .
هذا التصرفات وغيرها هي التي استفزت العرب الشيعة كثيرا ، يضاف لها ذلك الهجوم الذي قاده عنصران محسوبان على إيران هوى ومحتدا على أفراد من أنصار الصدر كانوا جالسين في مكتب تابع له في مدينة النجف الأشرف ، والعنصران هذا هما محمد باقر القبنجي ، وحسن عبطان ، قائد شرطة النجف اللذان ورد ذكرهما في مصادر الاخبار .
لقد كلف الهجوم المذكور السيد الحكيم ، وتنظيماته غاليا ، ليس في النجف الأشرف وحدها ، وإنما في مدن كثيرة من العراق ، حيث تهاوت مقراته سراعا بيد فقراء العرب الشيعة الذين يشكلون الغالبية المطلقة في تنظيم الصدر .



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دستور مشلول لا ولن ينقذ بوش من الورطة !
- الصرخي علامة من علامات تخلف العراق في العهد الأمريكي !
- السستاني يصفع الجميع !
- إمارة الحكيم الإيرانية !
- بعد تعاظم الورطة السستاني يمزق صمته !
- الجوع سيوحد العراقيين !
- العرب ورياح الديمقراطية الأمريكية ! 3
- العرب ورياح الديمقراطية الأمريكية ! 2
- العرب ورياح الديمقراطية الأمريكية-1
- علاوي وأحلام العصافير !
- حكومات تحت ظلال سيوف الديمقراطية الأمريكية !
- بوش الدجال بين طالبان سنة العربان وطالبان سنة إيران !
- أوربا نحو القبول بالحصة من الغنيمة العراقية !
- حليفكم الجبل يا مسعود !
- العراق نحو ولاية الفقيه !
- جنود من بطيخ !
- ويسألونك عن الزرقاوي !
- حكومة دونما حكم ودولة دونما حدود !
- حرب الأحزاب الطائفية بدأت في العراق !
- الشيعة العرب هم الخاسرون !


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - الحكمة من تشكيل الائتلاف العراقي الموحد -