أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - إمارة الحكيم الإيرانية !















المزيد.....

إمارة الحكيم الإيرانية !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1287 - 2005 / 8 / 15 - 10:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ما كان عبد العزيز الحكيم ليجرأ على إعلانه اللاوطني في ضرورة أن تقام إمارة للشيعة تتشكل من تسع محافظات في الوسط والجنوب لولا أن الفكرة في الأساس قد طبخت بمطابخ الحكومة الإيرانية ، وقد رسمت خططها ، ومنهج تنفيذها مسبقا ، فالمجلس الأعلى الذي يقوده الحكيم ، ومن بعده منظمة بدر ، هما في الحق والحقيقة صناعة إيرانية لا يمكن لأي إنسان عاقل أن يغفل هذه الحقيقة ، فالمعروف أن إيران قد اقتطعت من ميزانية الشعب الإيراني وثروته أموالا طائلة وأنفقتها على هذين التشكيلين ، ولسنوات طويلة ، ولهذه الساعة التي تكتب بها أحرفي هذه .
كانت إيران تهدف أن تضع يدها على التحرك الشيعي العراقي منذ الساعة التي أعلن فيها قيام المجلس الأعلى ، والذي يسميه أبناء الجنوب العراقي اليوم بالمجلس الأعمى ، وذلك حين جمعت تحت جناحي ذلك المجلس جميع الحركات السياسية الشيعية المتواجدة على أرضها مطلع سنوات الثمانينيات من القرن المنصرم ، وفي السنوات الأولى من الحرب العراقية - الإيرانية ، وصار جهاز مخابراتها ( إطلاعات ) هو من يقود عمل ذلك المجلس ، حتى في بعض العمليات العسكرية المحدودة التي كان أنصار المجلس هذا يشنونها على صدام المجرم وجنوده . هذا التدخل الفض لجهاز المخابرات الإيرانية هو الذي اضطر قادة بعض الأحزاب السياسية الشيعية ، ومن تمكن من كوادرها ، الى مغادرة إيران ، واللجوء الى الدول الأخرى خاصة الدول الغربية التي كانوا يسمونها للامس القريب بالدول الكافرة !
وإذا كان المجلس المذكور قد ضم عربا من أهل جنوب العراق من بين كوادره الذين كانوا يعملون في مقره بشارع قريب من ساحة الفردوسي من العاصمة ، طهران ، وفي سنة قيامه الأولى ، فإن هذه الحال لم تستمر طويلا ، وذلك بعد أن أستعيض عن هؤلاء بالعراقيين من أصول إيرانية ، ومن الذين يجيدون اللغة الفارسية ، فبعد سنة من قيام المجلس ذاك ما كنت لتسمع متحدثا يتحدث اللغة العربية بين جدران مقره أبدا ، ذلك المقر الذي صار على العربي الشيعي القادم من جنوب العراق غريب الوجه واليد واللسان على حد تعبير الشاعر المتنبي العظيم .
ولهذا فقد رحل من رحل من عرب جنوب العراق الى الدول الكافرة ، أو الى كردستان العراق ، أو الى الأهواز حيث لاذوا بعربها ، باستثناء أولئك الذين ارتضوا لأنفسهم أن يستعجموا ، ويصبحوا جزء لا يُنظر له باحترام من ماكنة النظام في طهران ، أو جزء من جهاز مخابراته المعروف ب ( إطلاعات ) . هؤلاء الذين انتقلوا الآن الى العراق بعد أن سمحت لهم القوات الأمريكية بالدخول إليه دون أسلحة ، وبلعبة مكشوفة ، مثلما سهلت لهم تلك القوات العمل السياسي في أوساط الناس في جنوب العراق ، هؤلاء الناس الذين باتوا يعانون الأمرين منهم الآن ، وذلك حين شاهدوا بأم أعينهم كيف أن أتباع المجلس هذا راحوا يسيطرون على المراكز الخدمية والأمنية في محافظات الجنوب ، وكيف بدؤوا بتطبيق النهج الإيراني في الحياة السياسية ، ذلك النهج الذي يريد هؤلاء منه الاستحواذ على ساحة العمل السياسي وحدهم ، والقضاء التام على بقية الحركات والأحزاب السياسية ، حتى لو كانت هذه الحركات والأحزاب شيعية الهوى ، مثلما جرى ذلك لجميع الأحزاب والحركات السياسية الإيرانية بعيد قيام ولاية الفقيه .
والحديث ، الذي يجري الآن عن تحويل قائمة الائتلاف الموحد الشيعية الى حزب سياسي ، وبنفس الاسم ، يصب بهذا الاتجاه ، وعندها ستكون قيادة الحزب هذا بيد شخص من بين أعضاء المجلس نفسه ، مادام عبد العزيز الحكيم هو رئيس القائمة تلك اليوم ، بينما يتفرغ هو لأمر المرجعية بعد مآلها له من السستاني الذي استشعر الخطر ، ولاذ بالسنة من العراقيين الآن ، ولهذا شكل هو ووكلاؤه ورجال دين من السنة في المحافظات العراقية ما عُرف بالروابط الإسلامية ما بين السنة والشيعة ، والتي أعلن عن أول تأسيس لأول رابطة منها في البصرة قبيل ساعات من الآن .
لقد تجسد الخطر الإيراني الذي يتهدد العراق ، وليس الجنوب وحده ، بشكل جلي الآن ، فبعد إعلان عبد العزيز الحكيم عن الإمارة الإيرانية جاء التأييد الإيراني الحازم ، والمباشر على لسان حسن هاني زاده الذي يسمي نفسه خبير الشؤون الدولية لوكالة مهر للأنباء ، وذلك في مقالة نشرتها بعض المواقع له ، وبعد ذلك جاءت التقارير الاستخبارية البريطانية لتكشف زيف لعبة دخول عناصر منظمة بدر الى العراق دونما أسلحة ، تلك التقارير التي تتحدث ( عن تدفق مئات الاطنان من الاسلحة الايرانية الى الفصائل المسلحة في جنوب العراق عن طريق مهربين ينتمون الى الحرس الثوري الايراني »الباسدران« وذلك لدعم تحويل المناطق الشيعية تدريجيا الى دولة شبه مستقلة كما هو الحال في كردستان العراق.وذكر احد هذه التقارير ان الاستخبارات الغربية رصدت دخول عشرات بطاريات المدافع الميدانية الثقيلة وصواريخ ارض - أرض قصيرة ومتوسطة المدى واسلحة اخرى ، لم تكن الفصائل الشيعية المسلحة تملكها من قبل ما يؤشر الى ان عمليات التهريب تلك تهدف الى تسليح جيش نظامي او شبه نظامي لخوض حروب كبيرة وواسعة لا تسليح ميليشيات لقتال الشوارع فقط. )
حين تقوم إمارة الحكيم هذه سيقوم معها الاستبداد الديني الإيراني الذي تحدث عنه عطاء الله مهاجراني ، وزير ثقافة جمهورية إيران الإسلامية السابق ، في مقالة منشورة له ، وهو ، على ما يبدو ، واحد من الذين مسه جحيم من هذا الاستبداد ، مع أنه شيعي ، ففر من إيران ، وسكن العاصمة البريطانية ، لندن ، الآن ، شأنه في ذلك شأن أكثر من ستة ملايين شيعيا إيرانيا ، وليس سنيا ، قد فروا من جمهورية إيران الإسلامية العظيمة ! كما يسميها الحكيم نفسه ، وذلك بعد أن صب حكامها جحيم نيران ظلمهم على رؤوسهم ، فهبوا يطلبون لأنفسهم النجاة في الدول الكافرة ! ألهذا المصير المر يدعو عبد العزيز الحكيم أهل المحافظات التسعة من وسط وجنوب العراق ؟ هل يريد عبد العزيز أن تفر ملايين أخرى من العراقيين الشيعة ، ومن ظلم التسلط الديني هذه المرة ، بعد أن فرت ملايين منهم قبلا من ظلم ، وجحيم البعث وصدام ، بطل القومية العربية ! ؟
على الشيعة في جنوب العراق أن يتأكدوا من أن قيام فدرالية تحت حكم الاستبداد الديني الإيراني ، المتمثل بالحكيم ومن يقودهم ، لن تجلب له لا نفطا ولا ماء ، ولن يحل بهم رخاء مطلقا ، وكل ما يحصلون عليه هو زجهم في حروب نيابة عن إيران هذه المرة ، بعد أن كان صدام قد زجهم في حروب نيابة عن العرب مثلما كان يدعي ، والدليل على ذلك هذه الأسلحة الإيرانية التي تتدفق عليهم ، والتي لن يدافعوا بها عن أنفسهم أبدا ، بقدر ما يدافعون فيها عن إيران ومصالحها القومية ، فإيران التي سفحت أموالا طائلة على المجلس لا بد للمجلس أن يردها لها جثثا متفحمة لأبناء جنوب العراق في حروبها القادمة والخاسرة .
ولا بد من الإشارة هنا الى أن القوات الحليفة المحتلة للعراق ، ومنها على وجه الخصوص القوات البريطانية والأمريكية ، تتحمل المسؤولية التاريخية في كل ما سيقع لأهل جنوب العراق الذين باتوا يرزحون تحت ظلم جديد ، جاءوا به هم على ظهور دباباتهم ، وصار الواحد منهم يطلق ألف حسرة في الساعة الآن تحت حكم قائمة الشمعة ، بعد أن كان يطلق مئة حسرة في الساعة زمن البعث البائد ، مثلما نقل لي رجل جنوبي ذلك .



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد تعاظم الورطة السستاني يمزق صمته !
- الجوع سيوحد العراقيين !
- العرب ورياح الديمقراطية الأمريكية ! 3
- العرب ورياح الديمقراطية الأمريكية ! 2
- العرب ورياح الديمقراطية الأمريكية-1
- علاوي وأحلام العصافير !
- حكومات تحت ظلال سيوف الديمقراطية الأمريكية !
- بوش الدجال بين طالبان سنة العربان وطالبان سنة إيران !
- أوربا نحو القبول بالحصة من الغنيمة العراقية !
- حليفكم الجبل يا مسعود !
- العراق نحو ولاية الفقيه !
- جنود من بطيخ !
- ويسألونك عن الزرقاوي !
- حكومة دونما حكم ودولة دونما حدود !
- حرب الأحزاب الطائفية بدأت في العراق !
- الشيعة العرب هم الخاسرون !
- إثنتان أرعبتا صداما وواحدة أرعبت صولاغا !
- البعثية تهمة صارت تطارد عرب العراق سنة وشيعة !
- حلفوا بقسم مزور !
- العراق في العهد الأمريكي !


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - إمارة الحكيم الإيرانية !