أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سهر العامري - الجوع سيوحد العراقيين !















المزيد.....

الجوع سيوحد العراقيين !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1282 - 2005 / 8 / 10 - 07:41
المحور: حقوق الانسان
    


لا يوجد عامل خلاق يلم صفوف الشعب العراقي اليوم مثل الجوع في الغذاء والخدمات العامة التي صارت مطلبا تنادي به الحناجر العراقية على مختلف انتماءتها واصولها ، وذلك بعد أن تكشف للناس زيف الديمقراطية الأمريكية التي أتت لهم بحكام غير جديرين بما أوكل لهم من مهمات جسام ، حكام نصبوا من أنفسهم سادة على شعب مقهور ، وفق مبدأ مشين هو مبدأ المحاصصة الطائفية والقومية ،ذلك المبدأ الذي لم يهمش به الكورد الفيلية وحدهم في حكومة الجعفري ، بل هناك قوميات وفرق دينة استبعدت من تلك الحكومة ، ويأتي في الطليعة من هذه الفرق ، وتلك القوميات العرب العراقيون الشيعة ، رغم أنهم أكثرية مكونات الشعب العراقي ، وقد تحدثت أنا في مقالة سابقة تحت عنوان : العرب الشيعة هم الخاسرون ، عن ذلك ، وبعد تشكيل حكومة الجعفري مباشرة ، خاصة في مجلس رئاسة الجمهورية ، ومجلس رئاسة الوزارء ، ورئاسة البرلمان .
لقد أستلم المناصب المهمة في تلك الحكومة ، وباسم عرب العراق الشيعة ، العراقيون الشيعة من اصول ايرانية ، أو غير ايرانية ، وصار الواحد منهم ينفخ بالصور ، ويظهر من الغطرسة والتعالي ما كان ليظهره قبل هذا الوقت .
والمحير في الأمر هو أنه مادامت الحكومة العراقية قد قامت على مبدأ المحاصصة المقيت ، فعلام يستثنى العرب الشيعة من هذا المبدأ ؟ وعلام يحكم باسمهم ، وباسلوب التدليس ، وتحت عباءة السستاني ، أناس لا يمثلونهم لا من قريب ولا من بعيد ؟ بل لا يعرفونهم المعرفة الحقة ، لا في علاقة اجتماعية ، ولا في نسب وقرابة دم ، وكل الذي يجمعهم مع هؤلاء هو المذهب لا غير ، ومادام هؤلاء ، والشيعة العرب العراقيون يجمع هذا الجامع ، فلماذا لم يتركوا لإخوتهم في المذهب من العرب الشيعة منصبا كمنصب نائب رئيس البرلمال مثلا ، والذي يشغله الآن حسين الشهرستاني الذي هو عراقي من أصول ايرانية ، ويتكلم بغطرسة ملوك الفرس حين يدير جلسات الجمعية الأمريكية ، والأدل على ذلك هو ذاك التصرف المشين الذي قام به ، وذلك حين قام بطرد السيد حسين الصدر من قاعة تلك الجمعية ، وهو يعلم علم اليقين مكانة السادة من ذرية الرسول عند العرب والمسلمين .
أزاء هذا الوضع المريب الذي يُراد فيه للعراق أن يصبح ولاية تدار من قبل حكام طهران ، وعن طريق من يمثل هؤلاء الحكام في العراق ، وفي مؤسسات الحكم منه ، قام العرب الشيعة بأول رد سياسي لهم وهو انضمامهم الى تكوين سياسي جديد ، ظهر في العراق ، أطلق عليه تجمع العراقيين العرب ، والذي جاء في خبر الاعلان عنه الآتي : ( أعلن في بغداد أمس انشاء «تجمع العراقيين العرب» الذي يضم سياسيين سابقين ومثقفين وشيوخ عشائر من كل المحافظات العراقية. وأفاد بيان أصدره المؤتمر التأسيسي الأول ان «النظام السياسي الذي فرضته القوات الأميركية على الشعب العراقي، في أعقاب سقوط النظام السابق، أفرز طروحات تبنتها الجماعات المستفيدة من الاحتلال، لضمان هيمنتها على السلطة انطلاقاً من مصالح ذاتية وحزبية ضيقة، ونظرات طائفية وعنصرية، تستهدف تفكيك الدولة العراقية، وإعادة تشكيلها وفق عمليات المحاصصة التي تتناغم مع المصالح الأجنبية». وأشار البيان الى أن عدداً من شيوخ العشائر وشخصيات مستقلة قومية وديموقراطية وليبرالية عقدت سلسلة من الاجتماعات واتفقت على تشكيل «تجمع العراقيين العرب»، الذي يسعى إلى «ضمان وحدة العراق وعروبته، والعمل لدعوة الحكومة الانتقالية إلى كشف كل الأسرار والوثائق التي تثبت تدخل الدول المجاورة في شؤون العراق وحل كل الميليشيات ونزع أسلحتها، وحصر مهمة الدفاع عن الوطن بالقوات المسلحة الوطنية العراقية . )
يضاف الى ذلك إن ارهاصات الجوع والتذمر التي بدأت تشتعل جذواتها في أكثر من محافظة عراقية ، باتت تشكل العامل المهم الذي يضاف الى عامل التهميش الذي بات يشعر فيه العرب الشيعة في وسط وجنوب العراق .
لقد تجسدت ارهاصات التذمر والجوع تلك عبرت التظاهرات السلمية التي قامت هذه المرة في المحافظات الشيعية مثل الناصرية والبصرة والنجف وكربلاء ، والسماوة ، تلك المدينة تفردت عن بقية المحافظات بمظاهرتها التي صبت شرطة صولاغ نيران اسلحتها عليها ، يعاونه في ذلك محافظ المدينة القادم من ايران للتو بعد أن حملت الدبابات الأمريكية هؤلاء الى السلطة .
لقد فات حكام النيابة عن طهران هؤلاء أن الشعب العراقي الذي عركته المحن ، ونزلت به الويلات ، ودفن أبناؤه وهم أحياء ، لن يغفر لهم أفعالهم الخسيسة هذه ، فها هي صدور العراقيين تغلي كالمراجل ، وها هم العراقيون يخبرونك بأن الوضع في العراق لم يعد يتحمل الكثير ، وأن الانفجار قادم لا محالة ، وذلك بعد أن استبد بالناس الظلم ، حيث عمد حكام العراق الجدد الى تعين أقربائهم ومعارفهم في وظائف الدولة ، وصار أجتثاث البعث هو اجتثاث للعرب ، ولا فرق في ذلك إن كان العربي هذا شيعيا أم سنيا ، وحين كانت أموال النهب والرشى تذهب لجيوب غيرهم ، صارت اليوم تذهب لجيوبهم وجيوب معارفهم ، خاصة في عقود شراء الأسلحة من بولندا وأوكرانيا ، تلك العقود التي أوقفت تنفيذها حكومة الاحتلال بعد أن شعرت بها في اللحظات الاخيرة ، يضاف الى ذلك ما اشتروه من بيوت وشقق في الاقطار المجاورة للعراق ، أو في الاقطار الأجنبية ، هؤلاء الاغنياء الجدد الذين يتداول العراقيون أسماءهم في الخارج هذه الأيام .
صحيح أن المظاهرات التي انطلقت في المدن المذكور من العراق تعبر عن ضيق الناس بانعدام الخدمات ، ولكن الصحيح أيضا هو خيبة الناس في الحكومة المباركة من السستاني نفسه ، وذلك بعد أن وعد ممثلوها أهالي كربلاء ، على سبيل المثال ، بأن مدينتهم ستصبح تكريت الجديدة ! على ما ينقل أهالي كربلاء عن الممثلين هؤلاء .
لقد حلت بالعراق في العهد الأمريكي صور جوع مفزعة ، ومخيفة ، وما من عراقي يتصورها من قبل ، فقد جاء بالاخبار إن أما عراقية ، وبعد أن أقعد المرض زوجها عن العمل ، سلمت طفليهما البالغ احدهما 14 سنة ، و 13 الى عصابة تتاجر ببيع جنس الأطفال ، وإليكم نص الخبر :( لم تر العراقية أم زكريا، التي أقعد المرض زوجها عن العمل، عيبا في أن تسلّم ابنيها البالغين من العمر 13 و14 عاما، إلى عصابة تتاجر في صناعة جنس الأطفال داخل العراق، معتبرة أنّها قدّمت لها خدمة وأنّها فخورة بولديها. )
وعلى هذا ستكون صورة الجوع هذه هي التي ستوحد العراق منذ الساعة ، وهي التي ستحمل العراقيين كل العراقيين على هبة شجاعة ستوقف هذه المهزلة التي تتواصل فصولها على أرض العراق ، ومن دون واعز ضمير يردع حكامه الذين يحكمونه باسم الله والدين ، هؤلاء الذين استحلوا سيل دماء العراقيين في شوارع مدينة السماوة ، والتي بات على أهل السماوة المطالبة بإقالة صولاغ من منصبه ، وليس محافظ السماوة وحسب ، فهم لم يقترفوا جرما لتسيل دماؤهم على هذه الشاكلة ، فكل الذي فعلوه هو قيامهم بمظاهرة سلمية ضد سياسة التجويع التي تمارس ضد العراقيين كل العراقيين ، باستثناء أولئك الذين فاءت عليهم أمريكا بأفيائها ، وأكلوا السحت من أموال العراقيين بإرادتها ، وذلك بعد أن أجرت لهم انتخابات وجمعية أمريكية ، وحكومة عميلة .



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب ورياح الديمقراطية الأمريكية ! 3
- العرب ورياح الديمقراطية الأمريكية ! 2
- العرب ورياح الديمقراطية الأمريكية-1
- علاوي وأحلام العصافير !
- حكومات تحت ظلال سيوف الديمقراطية الأمريكية !
- بوش الدجال بين طالبان سنة العربان وطالبان سنة إيران !
- أوربا نحو القبول بالحصة من الغنيمة العراقية !
- حليفكم الجبل يا مسعود !
- العراق نحو ولاية الفقيه !
- جنود من بطيخ !
- ويسألونك عن الزرقاوي !
- حكومة دونما حكم ودولة دونما حدود !
- حرب الأحزاب الطائفية بدأت في العراق !
- الشيعة العرب هم الخاسرون !
- إثنتان أرعبتا صداما وواحدة أرعبت صولاغا !
- البعثية تهمة صارت تطارد عرب العراق سنة وشيعة !
- حلفوا بقسم مزور !
- العراق في العهد الأمريكي !
- مواعيد صولاغ !
- الحكومة البتراء !


المزيد.....




- أستراليا.. اعتقال سبعة مراهقين يعتنقون -أيديولوجية متطرفة-
- الكرملين يدعو لاعتماد المعلومات الرسمية بشأن اعتقال تيمور إي ...
- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...
- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سهر العامري - الجوع سيوحد العراقيين !