أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - حرب الأحزاب الطائفية بدأت في العراق !















المزيد.....

حرب الأحزاب الطائفية بدأت في العراق !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1202 - 2005 / 5 / 19 - 10:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بات من الجلي الآن أن حرب الأحزاب الطائفية في العراق قد بدأت ، ومن المرجح أنها ستتواصل وسترتفع وتائرها يوما بعد يوم في ظل الفوضى العارمة التي باتت تجتاح العراق كل العراق ، وفي ظل الاحتلال البغيض الذي عاد يغذي تلك الحرب بأعماله العسكرية التي راحت فيها قنابله تتساقط على رؤوس الأبرياء والمذنبين على حد سواء ، مثلما راحت قراراته في دفع عملية الديمقراطية المخضبة بدماء العراقيين والعراقيات قسرا تضر أكثر مما تنفع ، فالانتخابات الأخيرة التي جرت في العراق ، ثم قيام حكومة المحاصصة بعدها ، عاملان مهمان ساهما في تأجيج نيران الحرب بين تلك الأحزاب ، هذه النيران التي عادت تلتهم كل شيء في عراق العهد الأمريكي ، فالشعب العراقي ، وبعد خروجه من أتون الموت الصدامي ، دخل الآن في أكثر من أتون موت آخر ، حتى صارت مرارة العيش في العراق اليوم تصل لنا نحن البعيدين عنه ، وذلك من خلال تلفون يحدثك صديق فيه عن المأساة التي يسبح فيها العراقيون الساعة، أو عن طريق الانترنت وأنت تحادث عراقيا ، دونما معرفة مسبقة به .
لقد صارت الشكوى هي الزاد اليومي لكل العراقيين ، فهم ، مع تصاعد الفاقة والعوز ، وتكاثر المرض وقلة الامن والامان ، لا يعرفون في أية لحظة سينزل فيهم موت محقق ، يأخذ معهم كل آمالهم وآحلامهم الى حفرة بات معها مقابر العراق تتسع ساعة بعد ساعة باتساع وطغيان طوفان الحتوف فيه ، هذا الطوفان الذي اجتاح الشعب العراقي قاطبة ، والذي بات يقتله كل لحظة .
لقد عاد الكل يقتل بهذا الشعب ، فالاحزاب الطائفية السنية التي تتمسح بالدين تقتل بالشيعة من هذا الشعب ، والاحزاب الطائفية الشيعية التي ترى أنها تمتلك مفاتيح الجنة ، ولن يستطيع أي مسلم من دخولها الا عن طريقها ! صارت تقتل بالسنة من هذا الشعب ، ومثلهما صار العربي يقتل الكردي ، والكردي يقتل العربي والتركماني ، والتركماني يقتل الكردي ، والمسلم الشيعي والسني يقتلان المسيحي والصابئي والايزيدي ، وجند صولاغ يقتلون هذا وذاك من العراقيين ، ولا يتفوق عليهم في القتل إلا جنود بوش الصناديد ! فهم وحدهم من يملك حق قتل الجميع ! فأية مهزلة هذه ؟
أهذه هي الديمقراطية التي وعد بها العراقيون ، والتي دخلت جيوش الاحتلال الى العراق تحت رايتها المزيفة ؟ من لهذا الشعب المقتول كل ساعة ؟ ألا يحق لكل عراقي أن يصرخ الآن بوجه الجميع ، ويعلن : أن كل الذين يتقاتلون باسمه ، ويقتلونه باسمه هم غرباء عنه ، لا تأخذهم شفقة برجل أو بامرأة تموت سهوا مثلما يزعمون ؟ ثقوا أن الشعب العراقي صار كله مقتولا اليوم ، وأن من يمسك بطاحونة الموت هذه هم غرباء عنه ، ومن دون استثناء ، فالكل قد عاد شريكا بهذه الجريمة الكبرى التي ستظل فيها دماء العراقيين رجالا ونساء ، صغارا وكبارا ، شاهدا على همجية ووحشية مرتكبيها ، سواء أكانوا هؤلاء ممن حملوا جنسية هذا الشعب ، أو أولئك الذين عبروا المحيطات ، وجاءوا لينشروا الموت على شواطيء دجلة والفرات بدلا من أن ينشروا الديمقراطية كما زعموا ويزعمون .
فالاخبار الموثوقة القادمة من العراق تقول أن العراقيين يريدون الفرار من وطنهم ، وهاهم يصطفون طوابير طويلة ، ومن لحظة تبيان الخيط الابيض من الاسود ، أمام البقية الباقية من سفارات الدول فيه ، فهم يريدون اليوم الفرار من جنود البعث الجديد القادم من ايران ، أو من جنوده الجدد القادمين من الدول العربية ، أولئك يحملون رايات آيات الله ! وهؤلاء يرفعون بيارق الواهبية المحصنة بالله ! وكلاهما يستظلان بأعلام رسل الديمقراطية الامريكية التي تثق بالله ! والكل يقتل باسم الله ، والمقتول هو الشعب العراقي ، وباسم الله كذلك !
أرأيتم كيف تكون المهزلة ؟ أليست هي هذه المهزلة ؟ قولوا لي باسم الله أليست هذه مهزلة ؟ ألم أقل لكم أن قاتلي الشعب العراقي هم غرباء عنه ، جاءوا من وراء حدوده ، بعضهم قال له أنه جاء حاملا الديمقراطية على ظهور جنوده ، والاخر قال إنه سار اليه ، والجنة بحور عينها ترقد بين يديه ، ولكن كل ذلك قد ظهر ضحكا على الذقون !
لقد مرت سنتان على تلك الوعود التي لم يتحقق شيئا منها على الاطلاق ، وكل الذي تحقق بعد مرور هذه المدة الطويلة هو ظهور عصابات الموت ، ومجاميع من الحرامية جلسوا على قارعة الطريق ، أو على كراسي البرلمان ، لا فرق ، كل الذي تحقق هو أن العراقيين رأوا نار جهنم في الدنيا قبل أن يروها في الآخرة ، وإذا كان هناك أحد في شك مما اقول فليسأل الشعراء الذين ماتوا ، وبيوتهم مضلات مواقف باصات نقل الركاب ، ليسأل الاسر التي باتت لا تحصل على رغيف الخبز بعد أن خلط حرامية العهد الامريكي طحينه ببرادة الحديد ، إسألوا عضو البرلمان الأمي الذي بات يتقاضى ثلاث آلاف دولار شهريا في حين أن راتب عامل معدم ، منهك ، أو موظف صغير لا يصل الى ثمانين دولارا في الشهر ذاته !
فكيف يكون قتل الناس في العراق بعد ذلك ؟ أينقذهم من هذا القتل أن يطيلوا لحاهم ، أو أن يقصروا من ثيابهم ؟ أتريدون أن تروا صورة من صور الموت اليومي في العراق اليوم ؟ حسنا ، هاكم أقرؤوا : ( اقتحم مسلحون مجهولون مدرسة جمال عبد الناصر الابتدائية في منطقة مويلحة في بابل اثناء تأدية الامتحانات النهائية ، وقتلوا اثنين من المعلمين ولاذوا بالفرار.. وفي حادث منفصل هاجمت مجموعة مسلحة احد الضباط وعائلته عندما كان عائداً إلى بيتة في ناحية السدة.. وادى الحادث إلى استشهاده وزوجته واصابة اطفاله الثلاثة بجروح بالغة... وفي سياق العمليات الارهابية قتل مجهولون رجلاً امام محله في منطقة مويلحة قرب سايلو الذرة ولاذوا بالفرار... من جهة اخرى قتل احد افراد الحرس الوطني في ناحية الكفل بسلاحه الشخصي في اثناء تنظيفه. )
ويبقى عليكم أن تقرؤوا ماذا يقول أمراء الحرب التي بدأ سعير أوارها يتدفق في شوارع العراق . يقول الزرقاوي مهددا الشيعة بعد أن قتل أفراد من الطائفة السنية في ضاحية الشعب من بغداد : ( قتلتم عباد الله ، ولا ذنب لهم سوى ان يقولوا ربنا الله . يرحمكم الله يا سنة منطقة الشعب ! ورد اهل الحق والسنة سيكون قولا وفعلا ، لا ارجاء وارجافا ، وسيرى الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون)
أما موسسة شهيد المحراب التابعة للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية فى العراق منشورات فى مدينة الكوت تدعوا فيها العراقيين الى الثأر لدماء الذين قتلوا فى منطقة المدائن جنوب العراق .
مما تقدم أن زعماء الأحزاب الطائفية في العراق قد اشعلوا نيران الحرب التي بدأت تطال أمام هذا الجامع أو ذاك ، أو تلك الأسرة ، وهذه ، وكل واحد من هؤلاء المتقاتلين يهتف باسم الله نفاقا ، تماما مثلما كتب الامريكان على دولارهم زيفا : IN GOD WE TRUST . لكن يظل المقتول هو الشعب العراقي ، كل الشعب العراقي ، فقد حدثني صديق وزوجته من بغداد ، وعبر الهاتف ، وبعد أن كنت قد أتيت على نهاية أسطر مقالتي هذه ، فقالا لي : إن بيتهم أصبح في الخطوط الأمامية لجبهة الحرب المستعرة بنيران جند الأحزاب الطائفية ! نعم . لقد عادت بيوت العراقيين في جبهة الحرب ، فمن ذا الذي يحمي هذا الشعب المقتول كل الساعة ؟ لا أحد إلا الشعب نفسه ، ثم لا أحد أبدا إلا الشعب نفسه !



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيعة العرب هم الخاسرون !
- إثنتان أرعبتا صداما وواحدة أرعبت صولاغا !
- البعثية تهمة صارت تطارد عرب العراق سنة وشيعة !
- حلفوا بقسم مزور !
- العراق في العهد الأمريكي !
- مواعيد صولاغ !
- الحكومة البتراء !
- الموت خبط عشواء !
- الكربلائيون يتظاهرون ضد الهيمنة الايرانية !
- نطقت عن اليمن وصمتت عن الأحواز !
- هكذا تكلم رامسفيلد !
- ملا رسول : المثيولوجيا والواقع !
- دولة على ظهر حمار !
- اللوبي الإيراني : اجتثاث البعث أم اجتثاث العرب ! ؟
- الأعجميان وفوضى الحكم في العراق !
- البصرة وضراط القاضي !
- شيوعيون في ضريح الامام الحسين !
- الى وزير خارجية العراق ونوابه !
- الجعفري بين الرضا الانجليزي والحذر الامريكي !
- قراءة أخرى في نتائج الانتخابات العراقية !


المزيد.....




- الخرطوم تطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمار ...
- استمرار الاحتجاجات في جامعات أوروبا تضامنًا مع الفلسطينيين ف ...
- الرئيس الإيراني: عقيدتنا تمنعنا من حيازة السلاح النووي لا ال ...
- مظاهرة ضد خطة الحكومة لتمديد استخدام محطة -مانشان- للطاقة ال ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال أسبوع ...
- أطباء المستشفى الميداني الإماراتي في غزة يستأصلون ورما وزنه ...
- مجلس أميركي من أجل استخدام -آمن وسليم- للذكاء الاصطناعي
- جبهة الخلاص تدين -التطورات الخطيرة- في قضية التآمر على أمن ا ...
- الاستخبارات الأميركية -ترجح- أن بوتين لم يأمر بقتل نافالني-ب ...
- روسيا وأوكرانيا.. قصف متبادل بالمسيرات والصواريخ يستهدف منشآ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - حرب الأحزاب الطائفية بدأت في العراق !