أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - الكربلائيون يتظاهرون ضد الهيمنة الايرانية !















المزيد.....

الكربلائيون يتظاهرون ضد الهيمنة الايرانية !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1175 - 2005 / 4 / 22 - 11:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


شهدت بغداد أمس مظاهرتين متزامنتين في الوقت ، متوافقتين في الهدف والغاية ، قام بالمظاهرة الأولى شيعة وسنة ، هتفوا أمام السفارة الايرانية بوجوب توقف التدخل السافر للسلطات الايرانية في الشؤون الداخلية العراقية ، وذلك بعد أن بدأت الجماهير العراقية تتلمس عن كثب مقدار الدمار الذي حل بالعراق من جراء النشاط التخريبي الذي يقوم به جهاز المخابرات الايرانية ( اطلاعات ) ، يعاونه في ذلك لوبي ايراني تشكل دون اعلان في أغلب مؤسسات الدولة العراقية ، وفي طول العراق وعرضه ، والى الحد الذي بات فيه جهاز المخابرات العراقية الحديث التكوين عاجزا عن فتح مقر له في مدينة البصرة العراقية التي تأتي بعد العاصمة العراقية في أهميتها ، والتي وقعت تحت السيطرة الايرانية الآن ، مثلما أشارت الى ذلك بعض التقارير الصحفية الموثوقة من داخل المدينة ، ويجري هذا تحت ابصار قوات الاحتلال الانجليزية الجاثمة على صدر البصرة ، وفي مساومة بغيضة ، على ما يبدو ، بين قوات الاحتلال ، وحكومة طهران ، تشبه الى حد بعيد تلك المساومة ، الجريمة ، التي قامت بها القوات الانجليزية سنة 1925م ، حين سلمت بمقتضاها اقليم الاحواز لشاه ايران ، أو تلك المحاولة التي أرادت من خلالها بريطانيا بعيد الحرب الكونية الاولى أن تجعل من البصرة ولاية ملحقة بالدولة الهندية التي كانت تقع تحت سيطرتها . هذه الهواجس لازالت تعيش في عقول العراقيين ، وقد يرونها بعد وقت حقيقة تتمشى أمام أعينهم ، ولكن تظاهرة أهالي كربلاء ، وهي التظاهرة الثانية التي خرجت في بغداد أمس ، وأمام المقر الرئيس لقوات الاحتلال في المنطقة الخضراء منها ، تؤشر على أن العراقيين بدأوا يتحسسون ما يحاك لبلدهم من دسائس سياسة ، صغرت تلك الدسائس أم كبرت ، وهم يرمون بمسؤولية ذلك على قوات الاحتلال الامريكية ، إذ هي الطرف المسؤول بالدرجة الاولى عن كل ما يجري على أرض العراق اليوم ، وهاهم أهل كربلاء يُسمعون صوت العراق كله ، ويلقونه في آذان محتلي العراق ، هاهم يقولون إن أرضهم مستباحة ، وتباع للايرانيين دون وجه حق ، ومن دون سند قانوني ، مع أن هؤلاء الايرانيين لا يتمتعون بوضع قانوني للعيش في العراق ، ولا يحملون الجنسية العراقية، وإنما يستخدمون المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وسيطا للاستيلاء على أرض عراقية صرفة . هذا المجلس الذي تشكل على الاراضي الايرانية، والذي لازالت عناصره تتلقى رواتبها من ايران ، مئتان وخمسة عشر دولارا كافرا عن كل شهرين ، وللعنصر الواحد منهم .
لقد دأبت ايران ، ومنذ زمن ملوكها ، على فرض نفوذها في المدن العراقية الشيعية من خلال وسيلتين اثنتين ، تجسدت الأولى في السيطرة على الحوزات الدينية الشيعية ، خاصة تلك الفاعلة منها ، ومن خلال رجال دين ايرانيي المحتد والنسب ، فالحوزة الدينية في النجف تعاقب على مسك زمام الامور فيها مراجع ايرانيون في الاغلب الاعم ، ومنذ مؤسسها الاول نصير الدين الطوسي ، وزير هولاكو ، بعد أن ضمه هولاكو الى حاشيته بحيلة تخلص فيها الطوسي من الموت المحقق ، وذلك حين علم هولاكو من أن الطوسي ليس رجل دين وحسب ، وإنما هو فلكي بارع ، أشاد مرصدا فلكيا في مدينة مراغة الايرانية ، وقتها سأله هولاكو : هات من علمك شيئا !؟ فرد الطوسي ، وهو الفلكي الذي له علم بمنازل القمر ، قائلا : سيٌخسف القمر الليلة ، وسيحل الظلام على جندك ، وفعلا خسف القمر وفقا لحسابات الطوسي الفلكية ، فقال هولاكو : وكيف لك أن تزيل الخسوف عنه ؟ قال : اصدر أمرا لجنودك بضرب طناجرهم ( قدورهم ) بقوة ! عندها راحت حشود من الجنود تضرب تلك الطناجر لدقائق معدودة الى أن زال الخسوف عن القمر بالحساب الفلكي الذي لا يعيه هولاكو ، بقدر ما يعني ضرب الطناجر .
حلية الطوسي هذه هي التي يلجأ لها العامة من العراقيين للان كلما خسف القمر ، وهي ذاتها التي ذكرتني بما رواه الرحالة الانجليزي ، ولفريد ثيسجر عن عرب الاهوار في جنوب العراق ، وفي كتابه باللغة الانجليزية : عرب الاهوار ، أن بعضا من عرب الاهوار قد أخبره عن نفر من الايرانيين القادمين للتو من ايران ، قد اكتشفوا المكانة الاجتماعية التي يتمتع بها كل من يمت بنسبه الى آل البيت الكرام ، والذين يميزهم لباسا عن سكان الاهوار الكوفية الخضراء، أو الزرقاء التي يضعونها على رؤوسهم ، حيث يعتاش السادة هؤلاء وقتها على ما يقدمه لهم فلاحو الاهوار من خمس يخرجونه من غلالهم التي يزرعونها ، ولهذا السبب قام كل واحد من هؤلاء الايرانيين بعد اكتشافهم ذاك بلبس كوفية خضراء أو زرقاء ، وادعوا النسب الى آل البيت بعد ذلك ، فهم قد وجدوا في هذا طريقة سهلة للعيش على الخمس المنصوص عليه في القرآن . ولا يستغربنٌ أحد على هؤلاء انتسابهم ذاك ، فصدام الساقط نفسه قد انتسب لآل البيت بعدهم كذلك .
أما الوسيلة الثانية لبسط الهيمنة الايرانية فتتجسد من خلال التجار الذين تمولهم المخابرات الايرانية ، ومراكز المال في ايران بمبالغ طائلة ، لا يقوى التاجر العادي على توفيرها ، وبحجة البيع والشراء هذه تجد أن السوق أو البيوت القريبة من الاضرحة ، أو المزارات التي يرقد فيها أهل البيت عليهم السلام قد تحولت ملكتها بفترة وجيزة ، وبهدوء من العرب الذين باعوا متاجرهم وبيوتهم باثمان مبالغ فيها الى تجار ايرانيين هم طلائع الهيمنة تلك ، وحين تمر أشهر على عملية البيع تلك تجد أن اسعار هذه الدكاكين والبيوت قد تضاعفت مرات عديدة ، وصار من الصعوبة على ابن الدولة شراء أيٍّ منها . وقد يسأل سائل كيف للتاجر الايراني أن يسترد المبالغ الكبيرة التي دفعها للعربي في عملية الشراء تلك ؟ والجواب هو أن التاجر الايراني مرتبط بمؤسسة مالية مقتدرة في بلده ، وهي ليس على عجلة من استرداد تلك المبالغ دفعة واحدة ، فحين تنشط الحركة التجارية بتنشيط السياحة الدينية ، حين تهب افواج الشيعة الفقراء ، والاغنياء الى حد ، ومن مختلف الدول ، لزيارة تلك المراقد ، وحين يبيع التاجر الايراني قنينة العطر المزيفة التي قيمتها خمس وعشرين ليرة سورية بألف ومئتين وخمسين ليرة ، مثلما حدث مع بعضهم ، ساعتها نعرف الكيفية التي تسترجع بها تلك المبالغ بيسر ، ويبدو لي أن العراقيين ، وأخص بالذكر منهم أهل كربلاء ، قد عرفوا خدع التجار الايرانيين هذه ، ولهذا السبب رددوا في مظاهرتهم أمس أمام جند بوش ، حكام العراق الجدد ، أن الايرانيين يريدون طرد العرب من كربلاء ! وأنا هنا أضع نص الخبر الذي حملته وكالات الاخبار عن تلك التظاهرة أمس ، ومنها شبكة عراقنا الإخبارية : ( تظاهر عدد كبير من أهالي محافظة كربلاء اليوم أمام قصر المؤتمرات في المنطقة الخضراء احتجاجاً على قيام بعض المسؤولين من المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في محافظتهم باقتطاع أجزاء من أراضيهم وتوزيعها عنوة على النازحين من إيران والذين يحملون الجنسية الإيرانية. وأكدوا في هتافاتهم عن استنكارهم واستهجانهم الشديد تجاه الأعمال التعسفية التي يقوم بها هؤلاء الأشخاص والذين يبتغون تحقيق أهداف شخصية , وأكد المتظاهرون اليوم بأن هنالك جهات في المحافظة تسعى إلى طرد العرب الشيعة وإسكان الإيرانيين بمكانهم،هذا وطالب المتظاهرون الحكومة العراقية الجديدة إن تضع حداً لهذه الاستفزازات والممارسات كي لا تتكرر معاناة العراقيين مرة أخرى وذلك بالتسلط على ممتلكات المواطن مؤكدين حقوقهم الشرعية في امتلاك الأراضي.. داعين إلى ضرورة الإسراع في حل المشكلة ومعالجتها بشكل سلمي خوفاً من تفاقم الوضع . )
وعلى هذا بات على أية حكومة عراقية قادمة ، مهما كانت هوية هذه الحكومة، أن تصغي تماما لمطالب أهل كربلاء في الحفاظ على ممتلكاتهم ، ومصادر رزقهم ، وعليها أن تعامل المواطنين الايرانيين بذات المنطق التي تعامل فيه الحكومة الايرانية العراقيين عندهم ، تلك الحكومة التي يعرف كل عراقي عاش في ايران اجراءاتها القاسية ضدهم ، والتي لا يقرها شرع مشرع ، ولا دين منزل ، ولو كان بمقدور الحكومة الايرانية أن تمنع الهواء الذي يتنفسه الحيوان والنبات عن العراقيين الذين يعيشون في ايران لمنعته . واخيرا أقدم طيب الذكر وجميله لصديقي الكربلائي ، موسى النداف ، الذي قال لي مرة : إن صداما على وهم كبير ، إنه يريد من ايران أن تعطيه شط العرب ، وهي نفسها التي لا تعطي كاس ماء لعراقيّّ صادٍ ، ضمآن !



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نطقت عن اليمن وصمتت عن الأحواز !
- هكذا تكلم رامسفيلد !
- ملا رسول : المثيولوجيا والواقع !
- دولة على ظهر حمار !
- اللوبي الإيراني : اجتثاث البعث أم اجتثاث العرب ! ؟
- الأعجميان وفوضى الحكم في العراق !
- البصرة وضراط القاضي !
- شيوعيون في ضريح الامام الحسين !
- الى وزير خارجية العراق ونوابه !
- الجعفري بين الرضا الانجليزي والحذر الامريكي !
- قراءة أخرى في نتائج الانتخابات العراقية !
- التوافقية !
- المقهى والجدل *
- جون نيغروبونتي ملك العراق الجديد !
- ظرف الشعراء ( 34 ) : بكر بن النطاح
- الجلبي يفتي بحمل السلاح !
- أوربا وقميص عثمان !
- الما يحب العراق ما عنده غيرة !
- من أسقط صداما ؟
- ما كان أهل جنوب العراق سذجا يوما !


المزيد.....




- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...
- DW تتحقق - هل خفّف بايدن العقوبات المفروضة على إيران؟
- دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين بعد مز ...
- الدفاع الروسية تعلن ضرب 3 مطارات عسكرية أوكرانية والقضاء على ...
- -700 متر قماش-.. العراق يدخل موسوعة -غينيس- بأكبر دشداشة في ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي يصادق على خطط المراحل القادمة من حرب ...
- زاخاروفا: روسيا لن تساوم على أراضيها الجديدة
- اكتشاف ظاهرة -ثورية- يمكن أن تحل لغزا عمره 80 عاما
- بري عقب لقائه سيجورنيه: متمسكون بتطبيق القرار 1701 وبانتظار ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - الكربلائيون يتظاهرون ضد الهيمنة الايرانية !