أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - مقدمة لرواية - يوميات حلم -














المزيد.....

مقدمة لرواية - يوميات حلم -


يعقوب زامل الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 4625 - 2014 / 11 / 6 - 23:43
المحور: الادب والفن
    


هل هناك شيء ما؟.. هل هناك ما نحاول الوصول إليه أو معرفته؟. هل ستظل بيوت أرواحنا خالية من شيء نريده ولا نصل إليه، ولا حتى التوهم أننا قد نصل إليه يوما.
كان في حالة من الجزع. يتحدى نفسه ولا يقدر.
ينثر همومه على ثوبها المزركش.
ــ " أحس أن حتى الوهم في الحلم معك حلو. هذا الوهم حتى لو يعذبني، او يدفعني للحيرة. فقط أريد العيش معكِ بسكينة.. بهدوء.. بانسجام. لا شي غير الحلم هذا ".
الحاضر الرجراج، رقراقا كالألوان الصاخبة. وكان شيئا يمنعه من الوصول. وكان بعض ضوء يتلجلج في خاطره:
ميناء من ثلج أرجواني، ومناديل لا تتكرر. هو وهي يرسمان على الرصيف خطوتين.. زهرتا ياسمين تركنان في إناء فاكهة لا تمحى من الذاكرة، وأشرعة لا ترشد العابرين لطريق بائن، إنما كان شيء ما يبحر في القلوب كأنه رائحة الخطى.
ـــ " أحبك ".
يغدو المكان غابة تثرثر فيها الرغبة بلون قمر من نرجس. لينة روحيهما مثل شال حريري طار من يد طفلة بعيدا . يخفظان وجهيهما على نعاس مزدان بفجر محلى بالخطوات الناضجة لمطر أخضر. يلوحان لبعضهما. كانت أصابعهما ترسم شموعا لمساء سيجيء حزينا.
ـــ " قلت لا تطلقي حمامة هجرانك، فالمكان يجمع كل شيء، حتى أنزلاقاتنا في
المسافات التي لا تليق بنا ".
ـــ " ماذا ؟! "
ـــ " كوني وردة لضفيرة فتاة ريفية عاشقة ".
كان لصوت صدرها هسيس شمعة تتوقد شغفا، وكان لباقتا نهديها حفيف فراشتين تدنوان للنار حينا طلبا للدفء، ثم حيناً تهربان.
ـــ " لا شيء سوى الحلم! ".
ريش جسدها الناعم يتطاير كنثار في الجوار. زوارق العشق في عينيها تركن مثل النسيان. هي تبحث عنه. كانت تعرف خرائط دروبه القديمة. هو دلها عليها. كان يقول لها كل شيء عن حياته. يطلعها على مكامن أسراره. حتى جيئته في الآمكنة السرية ورواحه عنها. لم يكن يخفي عنها شيئا، كان كأنه يودع فيها حياته ليوم يبحث عنها ولا يجدها. تذكرت كيف عثرت عليه وعثر عليها عبر الكلمات المتراكمة على كيبورد الحلم. وكيف كان كل منهما يعطي نفسه للآخر دون أرتباك، كأن الوقت قصير جدا وأن عليهما أن لا يتوقفا لحظة واحدة عن كشف ما فيهما من حياة كانت سائبة.. متجمدة.. ساكنة.. مترسبة في عمق غريق، فكانا يريدان لها أن تكون على نحو آخر.
ــــ " كل ما أريده الان هو الوصول لحقيقة ".
ــــ " أي حقيقة حبيبي "؟.
ــــ " حقيقة، إلى متى سنظل في الحلم؟! ".
لا تريد أن تصحو. ولا تريد أن تبقى نائمة، لكنها تخاف من شيء غريب يتجول حولها. كان عليها أن ترد. تاهت لحظة أخرى ثم عادت لتقول:
ــــ " لا أعرف! ".
قوارب المهاجرين، كالنوارس الطيفية، هائمة. هي لا تنتمي لمكان ولا لموجة.
تلم اللحظات من حيث توقف نبض الزمن. ثم أحتشدت أشرطة الذكريات قبالة وجهيهما. يكبان على زرازير الصور وهي تفزع من بين ذهنيهما. خدر الأجنحة يتوزع بينهما. يغفوان، وعند بداية المسافة يحلمان من جديد.



#يعقوب_زامل_الربيعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخيطُ الفضي..
- دائرة الوهم..
- حلم الوشائج..
- للعشقِ ألوانه والأسئلة..
- في كون الباطن..
- وجود في افتراض..
- ومض يراعات الريح..
- أماكن الرائحة..
- مسامير الغربة..
- في بيت الرأس..
- كوني قبيلة شفتيكِ..
- يا ساري الليل..
- كأنكِ وردات شتاء لم يولد...
- المرجل..
- وردة الحيض أشهى..
- أمدُ يدي ، أتحسسكَ..
- هطولكِ غزالة للتشهي..
- في زاوية من زوايا طفل ، كان..
- لوكيميا البدانة..
- أيزابل..


المزيد.....




- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...
- اليوميات الروائية والإطاحة بالواقع عند عادل المعيزي
- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...
- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - مقدمة لرواية - يوميات حلم -