أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود ابراهيم - البحث عن الشيطان...ومملكة الرب العَلمانية















المزيد.....

البحث عن الشيطان...ومملكة الرب العَلمانية


داود ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1299 - 2005 / 8 / 27 - 07:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا كتـَبتُ قصة َ " البحث ِ عن الشيطان " ؟

إن قصة " البحث عن الشيطان " ليست إفرازا تلقائيا...أو خياليا...صرفا...بل هي نتيجة تفكير ومخاض ٍ من عمليات ِ بناء ٍ وهدم فكري ...دار في خلدي خمسة عشر عاما...!
هذا التفكير والتمحيص الذي انبثق نتيجة صراعات لأضداد قلما تجتمع في المكون الفكري لأي فرد في مجتمع ٍ مثل العراق...؟
لقد ولدت في مدينة " البصرة " القديمة في العام 1976 في منزل أخوالي...بيت الشناشيل الذي احمل عنه أجمل ُ ما تعَتــَقَ في ذاكرتي من طيوف ... وهواجس... ، فلتلك الشناشيل نكهة خاصة في رفوف ذكرياتي ..وذلك المنزل بالتحديد...حيث علمت بعدما بدأت في الإدراك وأنا لم أزل طفلا بعد., إن أخوالي كانوا قد اشتروا المنزل من إمراة يهودية بثمن بخس دراهم معدودة...تم ترحيلها.. (أو هاجرت ) إلى إسرائيل ... ومن طرائف القدر أن يكون أخوالي من العلويين في العراق ( يعود نسبهم إلى فاطمة بنت محمد ) ...ومنذ طفولتي كنت اسأل...من هم اليهود....ومن هو محمد..؟؟
كما تفاجأت أيضا عندما عرفت ... أن ( الجدة ) التي تولت عملية إنجابي..لرؤية نور الحياة في تلك الدار....كانت مسيحية ..؟
في البصرة...وفي المدرسة...كنت اعرف الكثير من المسيحيين..وكنت أودهم كثيرا...في نفس الوقت الذي كنت ابحث فيه عن الإجابة لتساؤلاتي...لما كل هذا الاختلاف ..؟؟
كان احد أخوالي من المتدينين...وكانت هناك مكتبة كبيرة في تلك الدار..وكنت أشاهده وهو يقرأ فيها اغلب الوقت..وبميلي الطفولي البريء...كنت أتصفح واقرأ في تلك الكتب...وقد وصل بي الحال في سن الحادية عشرة..إنني كنت قد ( حفظت ) العديد منها...إذ كانت لي في ذلك الحين..حافظة قوية للغاية ...واهم الكتب التي قرأتها كانت دينية تتعلق بالسيرة الإسلامية...والشريعة...وما تلا من سنين...جعلني شخصا متدينا إلى درجة لا توصف...ومتحدثا بالكتاب والسنة (المطهرة ) بصورة لافتة للأنظار عندما يقارنني الكبار بأقراني....وهكذا...شجعني أخوالي على دخول الحوزة العلمية ... في النجف... وامتدت طموحاتي وتبلورت مع الأيام حتى أضحى أملي أن أحظى بدرجة " الاجتهاد " ..كي أكون للناس إماما..!!
منذ نعومة أظفاري وأنا أؤمن بان تحصيل أي شيء لابد أن يتم عبر قواعد علمية معينة...وسعيي للاجتهاد ( وهو حلم كبير يفوق طاقتي وأنا ابن الرابعة عشر ) كان يتطلب مني انضباطا متناهيا في قواعد الدين السلوكية...حتى أدركت أن لامناص...من الدخول إلى " الحوزة العلمية" ..التي كان يتزعمها أبو القاسم الخوئي آنذاك...لكن..وجود نظام صدام حسين..هو الذي دفع أهلي من التخوف للقيام بذلك العمل..وهكذا رحت أكثف إطلاعي..بمفاهيم الفلسفة في العقيدة " الجعفرية " الإسلامية .. وسلكت طريق " العرفان " بمفردي ودون معلم بعيدا عن الأجواء الدينية خوفا من الملاحقة والمضايقة التي قد تترتب على ذلك من قبل النظام السابق.
" العرفان " أو ما يعرف بالعلوم الروحانية التي تتعلق بالعوالم والأحداث الغيبية التي تخرج عن نطاق هذا العالم..مثل الملائكة...والجان...والملكوت الإلهي...والقضاء والقدر ...؟
لماذا تعلقت بتلك العلوم..؟؟
البحث عن الحقيقة...هو الدافع...وراء كل ذلك....لا اعرف كيف اصف نمط تفكيري في ذلك الحين...لكن ما يمكنني قوله ...إنني وبعد كل مخاض السنين في رحلتي الروحية تلك ...وصلت إلى نمطية جديدة من التفكير في البحث عن الحقيقة...فالحقيقة عندي ليست نصوصا قابلة للاستيحاء من كتاب...إنما هي استراتيجية منظمة تعتمد على قواعد خاصة..في التفكير...لم تكن ثابتة عندي...وإنما كانت تتطور بمرور الأيام...أساسها كان...إن الله لم يختر الأنبياء بمشيئة عمياء...إنما اختارهم ( حسبما كنت اعتقده في تلك الفترة ) لأنهم أرادوا ذلك...أو استحقوه بأعمالهم..؟؟
لهذا " سلكت " دروب العرفان... بالإضافة إلى إنني كنت أمارس حياتي الطبيعية وأكملت مسيرتي الدراسية التقليدية..وكنت متعلقا جدا بالفيزياء والفلك ..علي أجد أي علاقة بين الفيزياء والــ ( العرفان ) أملا بان أكون في يوم من الأيام بمستوى عمل الأنبياء ...والأولياء...وحينها ..وبكل تأكيد...سأكلم الملائكة...لابل كنت من الثقة بمكان...أن سيأتي يوم من أيام حياتي...اكلم فيه الله العزيز الحكيم...؟؟
لهذا السبب...درست " المملكة الإلهية " بعناية كما روتها كتب السحر..ودرست الكون...وكل نظرياته في الفيزياء...وأبعاد الزمان والمكان...وشكل الكون...في محاولة للربط بين الواقع الموضوعي للفرضيات والنظريات العلمية...وبين المواريث والمعتقدات...؟
إن تحليقي في فضاء العرفان لسنين طويلة...لم يجعلني أتحرر من قيود المذهب الشيعي الذي كنت عليه فحسب...لابل...رماني انعدام الجاذبية أو القيود فيه بعيدا عن الدين بأسره..!!
حيث...تطورت عندي المفاهيم..والقواعد التي كنت ابحث بواسطتها عن الحقيقة إلى أن وصلت إلى مستوى.....إنني افترضت فرضية بسيطة..وهي:
ماذا لو كنت أعيش في فراغ مطلق...أفكر بعقل ٍ مدرك بلا جسد...أي مثل روح محضة...لا تحيطها مادة...كحال " الله " قبل أن يخلق أي شيء....بمعنى آخر...لو كنت مكان الله....كيف كنت سأخلق الكون...وكيف كنت سأقيم العدل في هذا العالم ..؟؟
إن وصولي إلى هذا المستوى من الانفصال عن العالم...والتعمق في أصعب مجال يمكن أن يفكر فيه الذهن البشري وهو الجلوس مكان الله في السماء.. هو الذي...جرني من يدي...التي وجدت نفسها مجبورة لتمسك القلم....وتكتب بخوالج شعورية في اغلب الأحيان..ولا شعورية مبهمة في أحيان ٍ أُخرى...رواية.." البحث عن الشيطان "..!!
كنت قبل كتابة القصة إنسانا...متدينا...يؤمن بان الدولة الإسلامية والنظام الإسلامي...هي الحقيقة ... التي أراد الله من البشر..أن يحيوا ضمن إطارها في هذا العالم....لكن...بعد أن " حاولت " رؤية الله فيما لو كنت مكانه...وجدت بان الله عـَـلمـانـي ...ولن يقبل أي نظام يسود مملكته سوى العَــلمانية...لأنه يطور كل النظم في الكون...ويقوم بفصل كل موروث اجتماعي عن السياسة... والطبيعة.. لهذا رتبت الملائكة في نظام الملكوت...لكن الغريب في الأمر....إنهم كانوا في نفس المقامات التي ذكرتها صحف السحر القديم...المأخوذة عن بني إسرائيل..الذين استوحوها من الحضارة البابلية ؟؟
كانت تلك بمثابة صدمة...مثيرة للضحك...أن اكتشف...إن الشيطان تلبس بالدين...أو إن الدين...نهج استغله الشيطان..خصوصا..وإنني توخيت أن اكتب بأمانة علمية ( تاريخية ) بعيدة عن الخيال ما استطعت ...محاولا تقريبها إلى صورة اقرب منها للواقع من الخيال...ووصلت الفصل الخامس...ومملكة الإنسان المليئة بالاضطراب....فما سيكون شكل العالم الافتراضي الجديد في المستقبل ..؟
قمت برسم استراتيجية علمية...تقوم على أساس...ماذا...لو نزل الرب من السماء ...وتحول إلى إنسان...بما في الإنسان من وهن وقوة ...أين سيهبط....وماذا سيفعل...؟؟
هكذا رسمت صورة ( احمد عبد الإله ) ...كمؤسس للفيدرالية الإلهية العـَـلمانيــة في الأرض....وقد خرجت بنتيجة جديدة عن كل تلك القصة ألا وهي :
لا يوجد على الإطلاق...عالم مادي...وآخر روحي...هذا العالم ليس ماديا ولا روحيا..كما قال عنه أفلاطون....انه شيء ...واحد..متجانس..نجهل ماهيته اليوم...لكننا سنعرفها غدا...ولا توجد أي ثنائية لنظام العالم...فالعقل...والروح والمادة..كلها مكونة من ذات الأساس...وهو...نظام...أو قالب...الفضاء - زمن في أبعاد فيزيائية متعددة ..!!
اعلم بصراحة...إنني قد أقحمت نفسي في إشكالات لاحصر لها...وأهمها هو إن مفهوم العلمانية...كما هو معلوم...يتبنى فصل الدين عن السياسة...على اعتبار إن هذا العالم مبني على الثنائية...المادة...والروح...فالدين للروح...والسياسة لعالم المادة....لكن ذلك لا يعدو..(برأيي الشخصي) حالة من التهدئة وحل الخلاف بين الدين والدولة..، فالحقيقة..إن العالم واحد...متجانس...متوحد الجوهر ..والنظام الذي يجب علينا إتباعه...هو نظام متجدد متغير...لا يحتكم إلى الثوابت الدينية أبدا لأنها في الغالب مواريث اجتماعية...لكن..من الممكن اعتبار القوانين الطبيعية...وطبيعة التكوين الجيني السليمة للإنسان...هي الثوابت الأساسية في الكون..!!



#داود_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء مع قائد المافيا في جنوب العراق
- بغداد...إلى أين يا ساحرة العباد ؟؟
- آلهـــة الصحوة الاسلاموية..!!
- الاسلامويون....ووهم الثوابت الدينية في رحلة الطريق المسدود
- افيقوا يا عرب...واقطعوا شرايين الصحراء..؟؟
- يا دعاة الاسلام...لا تعبدوا الشيطان انه عدو مبين....وان اعبد ...
- انسان الحضارة .....ونقد الثوابت الدينية
- القرآن.......وازمة التنظيم
- مفاهيم....في العلمانية المقدسة
- ليس للحقيقة وجه واحد ....والموت لأرسطو...والمجد لسفسطة عصر ا ...
- الله علماني....والمخلوق متدين...فهل يكون المخلوق إلها لو أصب ...
- عهد الارتقاء الانساني.....والليبراليين العرب
- لما هذا العقوق للطبيعة؟
- الحتمية التاريخية وطريق إصلاح المجتمع الإسلامي- الحلقة الثان ...
- موقع الاسلام في القرية الكونية في عالم المستقبل
- متحضرين بلا حضارة
- الحتمية التاريخية وطريق إصلاح المجتمع العربي الإسلامي _ الحل ...
- هذه الارض تدعى كربلاء
- نبيةٌ تدعى الصحراء...رسالة إلى الرسول محمد
- هل ان القران كتاب نافع لادارة حياة البشر؟؟ في سبيل مناقشة مو ...


المزيد.....




- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر ...
- “وفري الفرحة والتسلية لأطفالك مع طيور الجنة” تردد قناة طيور ...
- “أهلا أهلا بالعيد” كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024 .. أهم ال ...
- المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف ميناء عسقلان المحتل


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود ابراهيم - البحث عن الشيطان...ومملكة الرب العَلمانية