أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - داود ابراهيم - لما هذا العقوق للطبيعة؟














المزيد.....

لما هذا العقوق للطبيعة؟


داود ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1077 - 2005 / 1 / 13 - 10:49
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


فيما سبق من أزمنة مرت على الجنس البشري كانت هناك حاجة ملحة لصياغة النظم بسبب القوة القاهرة العليا على الإنسان ألا وهي الطبيعة...لذلك كان الدين من ضمن الإيديولوجيات التي حاول الإنسان بها ملئ الفراغ والإجابة على الأسئلة الخاصة بالوجود مع إن الأسباب الأساسية له هي التنظيم الاجتماعي...وكذلك الحاجة إلى خلق النظام بعد الثورة الصناعية هي التي قادته إلى ابتكار الأنظمة للسيطرة على الفوضى...لكن ماذا لو أصبح العالم ذو قابلية على تنظيم نفسه بنفسه؟
هل إن قابلية التنظيم الذاتي موجودة بالفعل في المجتمع البشري؟؟
لاحظ مؤسس علم الاقتصاد الحديث (آدم سميث ) إن هناك يدا خفية قادرة على إحداث التغيير والتنظيم في نفس الوقت دون تخطيط مركزي...بمعنى انبثاق النظام من اللانظام..!!
فالمجتمع الإنساني كمنظومة له القدرة العالية على التنظيم الذاتي خصوصا في مجال الاقتصاد(كما راى ذلك سميث ) ، لم يكن من احد يعير آراء سميث في زمانه أي اهتمام وكان كلامه يعتبر سفسطة ومبالغة كبيرة حتى طبقت نظريته في الولايات المتحدة..وتبين إن التخطيط المركزي هو أكثر ما يضر اقتصاد المجتمعات...فالجنس البشري كمنظومة وبما فيه من قوى متنافسة يحتم على نفسه التنظيم الذاتي...ولعل ذلك من أهم أسباب نهوض وتطور المجتمعات الرأسمالية على الرغم من كل المأخذ المأخوذة على النظام الرأسمالي...
لكن ما يعني ذلك في النهاية..؟؟
إن المجتمع الإنساني بحاجة ماسة إلى ( مرحلة ) من اللاتخطيط المركزي في بناء الاقتصاد العالمي..هذا الاقتصاد الذي سيكون نواة الأممية الإنسانية أو ( المنظومة البشرية )، لان جسد هذه المنظومة هو الذي يحتاج إلى ذلك
والمفارقة هي إن الدعوة للتخطيط المركزي سابقة لأوانها...حيث إن التخطيط المركزي يشترط في نهضة الأمم إلى وجود الإمكانيات المادية والتكنولوجية العالية..وهذا ما تفتقر له بلدان العالم الثالث التي تحاول عبثا رسم الخطط للنهوض بواقع أممها..
إن المجتمع الإنساني وفي هذه المرحلة التاريخية العصيبة وفي المنطقة الإسلامية بالتحديد بحاجة إلى إطلاق السوق الحرة والاستثمار ..وكذلك احترام الحريات الفردية لكي يدخل المجتمع الإسلامي القرن الحادي والعشرين بنجاح ، إن النظرية الديالكتيكية تعترف بان الرأسمالية مرحلة من مراحل تطور المجتمع..لكن النظريات شيء..والواقع المعاين شيء آخر..!!
فالواقع المعاصر يشير وبوضوح إلى ظهور ( التكنوقراط ) وهذا ما أغلفته الديالكتيكية أو ربما تغاضت عنه، إذ أن التكنوقراط وحتى بدايات القرن العشرين كان يعتبر حالة خاصة في الولايات المتحدة لن تعم العالم..لكن القرن الحادي والعشرين على ما يبدو مصمم على تعميم التكنوقراط كسلطة دولية متنفذة عليا..وقد تكشف العقود المقبلة تصادم الرأسمالية التقليدية مع التكنوقراط الاممي الذي لا تكون له انتماءات قومية أو وطنية..وقد تكون هذه هي المرحلة الأخيرة من الرأسمالية التي ستأتي بعدها العهود الزاهرة التي بشر بها ماركس ..!!
لقد كان شعار المدارس الفلسفية في اليونان القديمة:
اعرف نفســــــك
هذه المدارس التي كانت بمثابة الجامعات في عهدنا الراهن...فما هو الشعار المناسب الذي علينا أن نرفعه لكل من طلب الإصلاح والازدهار في المجتمع الإنساني..؟؟
افهم المجتمع البشري...وقواعد الحتمية التاريخية التي تسيره
نعم إن الاشتراكية حلم مثالي جميل..لكن هناك قواعد ومراحل يتطور بموجبها المجتمع البشري لايمكن التغاضي عنها وهي إن الرأسمالية هي دعامة البناء ( الطبيعية ) لتطور الجنس البشري وفق قواعد التنافس أو الانتخاب الطبيعي..!!
الإنسان كائن بيولوجي..والمجتمع كذلك يخضع للانتخاب..والسوق وقواعد المنافسة فيه ما هي إلا امتداد للنظرية الدارونية المقدسة..!!
هناك في صميم قوانين الطبيعة..قوة قاهرة عبدها الإنسان في الأزمنة السحيقة، لكنه اعتقد انه تحرر منها إلى الأبد بعد الثورة الصناعية..!!
فظهرت الإيديولوجيات وبات الإنسان مغرورا بما ناله من قهر لأول حصن من حصون الطبيعة..الطاقة..لكنه تغافل عن مسالة مهمة ألا وهي:
انه ابن الطبيعة..!! والقوانين التي تصور انه تحرر منها سيتأكد في النهاية انه هو سيعود إلى بناءها من جديد كي ينظم بها حياته...لان حياته بدون هذه القوانين فوضى..لأنه طبيعي..والمجتمع هو الآخر كيان بيولوجي طبيعي..!
لايمكن للإنسان أن يحيا بصراع مع الطبيعة..إنما عليه أن يحيا معها بسلام..وبما إنها هي أمه..فعليه أن يبر بها،ويحترمها..لابل يقدسها..!!
والنظام الرأسمالي ببساطة هو الابن البار للطبيعة...ونظرة عابرة على شؤون تلك الأنظمة وتاريخها وسرعة تنامي اقتصادياتها..يجيب بصراحة وواقعية بعيدة عن التعقيد عن اهم اسباب الضعف في النظم الاشتراكية !!
نعم..هناك مرحلة تاريخية حتمية الانبثاق بعد الرأسمالية ( المتوحشة) كما يحلو للاشتراكيين تسميتها..لكنها حتمية التاريخ، لابد من أن يمر المجتمع بكافة مراحل التطور وصولا إلى عتبة التنظيم الذاتي( الشيوعية)، وسيدنا ماركس عليه السلام استعجل (على ما يبدو ) بتصوره إن المجتمع البشري المثالي واقف على أبواب القرن العشرين..وعلى ما يظهر ( بتصوري الشخصي) فان مجتمع التنظيم الذاتي يقف على أبواب القرن الثالث والعشرين...والله تعالى اعلم.



#داود_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحتمية التاريخية وطريق إصلاح المجتمع الإسلامي- الحلقة الثان ...
- موقع الاسلام في القرية الكونية في عالم المستقبل
- متحضرين بلا حضارة
- الحتمية التاريخية وطريق إصلاح المجتمع العربي الإسلامي _ الحل ...
- هذه الارض تدعى كربلاء
- نبيةٌ تدعى الصحراء...رسالة إلى الرسول محمد
- هل ان القران كتاب نافع لادارة حياة البشر؟؟ في سبيل مناقشة مو ...
- البحث عن الشيطان- الجزء الثاني
- البحث عن الشيطان...قصة مفقودة من كتاب الف ليلة وليلة
- احتمالات في مستقبل الشرق الاوسط السياسي والاجتماعي والاقتصاد ...
- امبراطورية الكذب وحكومة الظلام الامريكية
- الله يعبد الحقيقة..!!
- الدين والسعادة في العالم الإسلامي في ميزان علمي سلوكي
- دين في زمن العولمة
- دولة امير المؤمنين الاسلامية ونهاية الولايات المتحدة الامريك ...
- ثورة المستقبل
- محمد بن عبد الله المصلوب في تاريخ الاسلام
- فلسطين في معادلة القدر
- الخطيئة الكبرى والخطيئة الصغرى


المزيد.....




- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - داود ابراهيم - لما هذا العقوق للطبيعة؟