أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود ابراهيم - محمد بن عبد الله المصلوب في تاريخ الاسلام















المزيد.....

محمد بن عبد الله المصلوب في تاريخ الاسلام


داود ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 866 - 2004 / 6 / 16 - 06:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما هو الإسلام ؟
هل هو قانون سماوي غايته الأولى طاعة الله ؟
أم هو نظام قانوني يهدف إلى تنظيم الحياة على الأرض وبث العدل بين الناس ؟
من هو الله هذا الذي يختلف فيه الناس ؟
هل هو مسيحي أم مسلم ؟ هل هو يهودي؟ ...أم هو شيء مختلف تماما ، وربما ليس له وجود؟

إن التأمل العميق في مفهومي القانون والثورة يوصلنا إلى نتيجة لا مهرب منها وهي إن الإسلام بحقيقته الموضوعية:
قانون وثورة ...ولا يختلف في شيء عن الثورات سوى إن الإطار الذي جاء به هو انه معجزة بصورة رسالة مصدرها خالق هذا الكون العظيم....وهذا هو ادعاء كل الديانات السماوية ...المختلفة الاتجاه والصورة القانونية لدساتيرها..فلكل دين دستور وقانون إدارة دولة مختلف عن الدين الأخر بصورة توحي إن لكل امة خالق يختلف عن خالق الأمة الأخرى...
الأمة الإسلامية رغم اختلاف طوائفها فهي لا تزال تصر على إن دينها ودستورها هو الامثل لإدارة الحياة ..امة بلا دستور ثابت ومع هذا فان الدين عند الله الإسلام؟؟
هل هو إسلام المذاهب الأربعة ...أم هو إسلام الشيعة...؟؟؟
لو سلمنا جدلا إن التيارات السلفية هي التي في جانب الإسلام الصحيح ....فما هو إسلام السلفية؟

لكي لا نبتعد عن جوهر المشكلة نبين وباختصار إن المشكلة الحقيقية تكمن في ادعاء السلفيين وجوب أبدية تطبيق النصوص .. الموجودة في القران والسنة دون أن نناقش لماذا وكيف شرع الله الإسلام وبأي حق ومن خوله هذا الحق ؟؟؟
لماذا لم يحرم الخمر منذ البدء ؟؟ لماذا يختزل قطع اليد إلى بتر للأصابع فيما بعد ؟؟ لماذا يحرم عمر المتعتين..وأين هي قداسة النصوص من عمر ؟؟
ولعل آخر الأسئلة وأهمها:

لماذا لا نجد كل الشريعة الإسلامية في القران ؟؟
كيف يكون ثلثي التشريع الإسلامي مأخوذا من الحميراء ؟؟
لماذا لا يحل الله مشاكل الأمة بان ينزل قرانا مفصلا وهو الذي تحدى بإنزاله الأولين والآخرين..لماذا تركن مهمة التشريع إلى النبي مع انه بشر ؟
من حق أي مسلم أن يدافع عن دينه ..وان يجيب على هذه الأسئلة ..ولكل هل يضمن أي منكم أيها السادة انه لن يجيب عليها بتعصب , لا يمكن لأي احد منكم أن لا تدور في رأسه هذه اللحظات أفكار حول نظرية المؤامرة وكيف أن الصهيونية هي التي تطرح هذه الأسئلة !! فانا لله وإنا إليه راجعون.

سادتي الكرام :
لقد خلق الله هذا الكون وجبله على جملة قوانين من أهمها : التطور وربما احتاج بان أعود إلى أسلوب الدعوة الإسلامية الأول بالتبشير لأسس علمية قديمة مهمله استخدمها الرسول مع كفار قريش وأهملها السلفيون مع عالم اليوم الضائع
لقد استدل الله على الملاحظة التجريبية للحقائق في قوانين الطبيعة : افرايتم الماء الذي تشربون؟ أولم يتفكروا في خلق السماوات والأرض؟
والآن نقول :
لماذا لا تتفكرون في خلق السماوات والأرض؟؟ انظروا إلى قوانين الطبيعة لتعرفوا من هو الله ..
قوانين الطبيعة هي الأثر الوحيد الصادق الدال على وجود الله.
لايمكن لليهودي أن يؤمن اليوم بالقران ولا المسلم قادر على أن يصدق ما في الإنجيل..لماذا لا نحتكم إلى حكم عدل ..العلم والقوانين الكونية هي الشيء الوحيد الذي لايمكن تحريفه في هذا الكون وهي الدليل الصريح على اثر الله في خلقه !
كل الناس تثق بكفتي الميزان مع انه هيكل معدني بسيط ...لماذا لا نلجأ إلى القوانين العلمية البسيطة بصورتها الرياضية والمنطقية التي تطابق تماما شكل الميزان إذ إنها معادلات يساوي فيها الطرف الأيمن تماما الطرف الأيسر...ولقد أشار إليها القران : والسماء رفعها ووضع الميزان
تفكروا في خلق الله ودعوا ما حرفه التاريخ...أنا اليوم ابلغ من العمر 28 سنة ولا أستطيع أن اصدق بأي رسالة على وجه الأرض لأنها وببساطة مرسومة بهيئة أسطورية بعيدة عن واقعها الأصيل الذي انبثقت منه...
إن السلفيون اليوم ورغم تعدد مراجعهم لم يذكروا ولا مرة واحدة كيف كان يعيش الرسول قبل البعثة , وكيف كانت الأحوال الاقتصادية والسياسية بصورة مفصلة في جزيرة العرب...إنهم يدعون أن محمدا كان على دين إبراهيم...وأتحداهم أن يأتوا بأي شخص أخر كان على دين إبراهيم غير محمد في ذلك الزمان..!
تكتم هائل على حياة الرسول قبل البعثة ، لا احد يريد أن ينقل معاناة ذلك الإنسان قبل أن يكون نبيا ..يكتفون بذكر يتمه ومرضعته ويتناسون عقيدته ورؤيته الإنسانية المحظة إلى واقع الأمور .
لقد جردوا محمدا من إنسانيته التي أكدها القران وجعلوا منه ترجمانا للخالق الذي في السماء صاحب الجنة والنار ...والله لقد قتلوا محمد...والله قد قتلوا محمدا ، وصلبوه على صليب التاريخ كما صلب المسيح ...لقد صوروا محمدا كالذي كان في نزهة عندما جاءه الوحي ، كان يتعبد في غار حراء !!
لماذا ينعزل المرء عن مجتمعه ..ويترك زوجته ليعيش في ذلك الغار ؟؟
مالذي كان يجري في مكة في ذلك التاريخ؟؟
وكيف كان يتعبد محمد قبل البعثة؟؟
على أي دين كان محمد؟؟؟؟ لا يمكنهم الإجابة مع إن القران ولله الحمد قد أجاب : ووجدك ضالا فهدى..والضالين معروفون جيدا اليوم لدى المسلمين كما يعرفون من هم المغضوب عليهم والقران يفسر بعضه بعضا كما يقولون.
وبالتالي فان معاناة محمد هي التي جاءت بالوحي..واقع الجزيرة العربية في ذلك الزمان هو الذي فرض الرسالة بدليل أن التشريع الإسلامي كان بطيئا في دخوله إلى الحياة العامة قابلا للتغير حتى بعد وفاة الرسول ولم يدرك أي من الخلفاء بعد محمد حقيقة الإسلام إلا : عمر !
لقد أدرك هذا الرجل حقا أن الدين يبدأ بالإنسان وينتهي بالإنسان..ودور الله في الرسالة دور تدعيمي ليس إلا..بدليل إن ثلثي التشريع يؤخذ من السنة وليس من القران!!
القران الذي نزل خلال عشرين سنة..القران هذه المعجزة التي يتحدى الله بها الثقلين يعجز عن الاحاطة بتفاصيل الحياة الإسلامية...لقد أدرك عمر الحقيقة ، وبصراحة, استغرب كثيرا من أين جاءت لهذا الرجل هذه الحنكة والعبقرية إلى درجة انه كان مستعدا لإعادة النظر حتى في نصوص القران..ولو كانت الأمة بدرجة كافية من الوعي لفعل...ولا اعتقد انه كان من العبقرية بقدر التي كانت عند علي لكن الخبرة في الحياة ومرارة العيش والإخلاص لخدمة الناس هو الذي أوصله لذلك الطريق الذي جعل منه أول ألائمة المهديين بعد محمد..لقد كان يعمل للناس أولا ..ولم يكن يفعل الأشياء لله لان الله لا يريد منا أن نفعل شيئا إلا للناس وهذه هي نقطة الفصل في كل الموضوع ..فعمر بن الخطاب لم يكن عصابيا بالقهر كالباقين وإنما كان مدركا إن الله يحب الناس ويحب الذي يعمل للناس ، لذلك فان تفكير عمر ( عليه السلام) كان يبدأ بالإنسان وينتهي بالإنسان وهذه هي إرادة الله في أرضه دائما وأبدا.
لم يكن الإسلام إلا ثورة ..ولم يكن منهاجه إلا حلا لمشاكل الأمة ..القران مقدس , هذا صحيح , والسنة كريمة مطهرة, وهذا صحيح أيضا ، لكن عمر بن الخطاب أدرك أن الله لا يبالي بكل هذا ...الله يريد عياله ومن يحب عياله ، الإنسان أقدس من القران ، ورفع المعاناة عن كاهل الإنسانية أولى من عدم خرق سنة الرسول..ولاحظوا بان هذه التسمية( عيال الله) التي أطلقها الرسول كيف تلتقي مع صميم الدين المسيحي الذي يعتبر من الإله أبا للعالمين..وكذلك إدراك اليهود لأبوة الخالق لهم..وكل ذلك يوضح إن الدين للإنسان وليس لله !
الإنسان هو الذي يجب أن يضع الدستور ..بما يتلاءم وحياته ، ولقد لمح الرسول إلى ذلك بقوله:
لا تجتمع أمتي على ضلال
وهي إشارة إلى دور الإنسان كمنظومة تتكون من أفراد في قابليتها المطلقة على إدارة الحياة...فهل سيصحوا النيام من غفلتهم ويجمعوا شمل الأمة بعقولها وكل طاقاتها للخروج من جلباب النصوص المقدسة؟
أيها السادة ..
عليكم أن تدركوا إن الإنسان هو الذي يجب أن يضع دستوره وليس الله ...وهذه هي إرادة الله والا كان الله قد انزل القران على ادم ومن ثم على نوح ومن ثم على كل الأنبياء ولضمنه كل ما يتعلق بحياة الأمة دون أن يجعل للرسول أي تدخل فيه...إن تدخل الرسول في التشريع واجب عليه ..مثلما كانت الحياة ومشاقها اليومية والحصول على الخبز ضرورة لأجل أن يعيش..كذلك كانت الشريعة واجبة الاستحصال بالتفكر مثل الخبز تماما وهذا ما فعله محمد ومن بعده عمر !
الإنسان هو المشرع الحقيقي للدستور والله هو الذي قرر ذلك يوم أمر الملائكة بالسجود لآدم ، إذ وضعه في ذلك المقام بمقام الإله...أقولها ولا تأخذني في الله لومة لائم: الإنسان هو اله الأرض

هذا وللحديث شجون
داود إبراهيم
2004، حزيران



#داود_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين في معادلة القدر
- الخطيئة الكبرى والخطيئة الصغرى


المزيد.....




- وفاة قيادي بارز في الحركة الإسلامية بالمغرب.. من هو؟!
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود ابراهيم - محمد بن عبد الله المصلوب في تاريخ الاسلام