افيقوا يا عرب...واقطعوا شرايين الصحراء..؟؟

داود ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1212 - 2005 / 5 / 29 - 11:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لو راجعنا التاريخ...وجدناه عامرا بأمثال صدام...اقصد تاريخنا الإسلامي
فالرجل...( صدام ) رجل بمعنى الكلمة...يحظى بالكثير من قيمها...لكنه للآسف في نفس الوقت يا من تجدون به رمزا للعروبة والوطنية...كان قاسيا...أنانيا إلى درجة لا يمكن وصفها حتى يعود الزمن وتكون عراقيا عاش أيام حكمه للبلاد...وعليك أن تسال الكثير من الأخوة الذين كانوا مغتربين في العراق في تلك العهود..خصوصا الإخوة أبناء الكنانة...اسألهم كيف كان يعامل صدام شعبه؟؟
القضية لا تنتهي بالغاية أيها السادة الأعزاء….بل إنها تبدأ بالوسيلة..والأسلوب والنتيجة هي محصلة مدار التاريخ وما جرت به من احداث منذ وفاة الرسول العربي حتى يومنا هذا ولا نريد تقليب مواجع التاريخ الذي تقدسون كل من دخل صفحاته …وصدام حسين بنزعته الميكافيلية ربما دخل التاريخ….لكنه ارتكب العديد من الأخطاء التي نعاني منها اليوم…انه بنى بالفعل مجدا للأمة في زمن قل فيه الرجال….لكنه مثل مجد سور الصين العظيم الذي بني على أشلاء ( الغلابة)…ومن قال إن حلبجة كانت كذبة…؟؟؟
ومن قال إن الاهوار لو نطقت ما كانت لتقول يوم حشر إن صدام عاث بها الفساد وسفك فيها الدماء..؟؟؟
التاريخ العربي الإسلامي…كله…يبني الأمجاد على جثث العباد…ويشيد القصور على جماجم الأبرياء…نعم …صدام للعرب…والعرب من صدام…لأنه ابن تلك الصحراء…وأفكاره صحراوية بحته…بما فيها من قسوة…ومرؤة…وشهامة…ونخوة…..ودموية….ووحشية في نفس الوقت؟؟
لست انتقد الصحراء…فأنا الآخر ابنها…لكن من الخطأ أن أبقى كما أنا..والتاريخ يتغير..؟؟
المشكلة إننا يا سادتي الأفاضل لا ننظر للموضوع برؤية علمية حقيقية...
فنحن إما أن نكون مع صدام
أو نكون نضده
وهذا منطق الوسط المرفوع...وهو منطق قديم أكل الدهر عليه وشرب
علينا أن نفكر بطريقة إحصائية...تحدد الأخطاء والإيجابيات في نفس الوقت..فلا نحب ولا نكره..ونبحث عن الحقيقة ( في مثل هذه المسائل على الأقل)..كي تتسنى لنا رؤية الواقع بموضوعية لأننا نتحمل مسؤولية بناء المستقبل لا بناءنا؟؟؟

ولذلك...فصدام أصبح في ذمة التاريخ الإسلامي لذلك لا يجب شتمه لأنه تصرف وفق مواريثه البدوية القبلية....لكن في نفس الوقت...من الخطأ أن يصوره بعض الأخوة العرب وكأنه الفارس الشهم الذي طل على الأمة وكأنه مصلحها الوحيد؟؟؟
وكأنه المنقذ الذي لا تحيا الأمة بدونه..؟؟
في حياة هذا الرجل أخطاء جمه
من المعيب يا عرب...أن تعيدوا ذكر ابن العلقمي بهذا الشكل المخزي..مثل الفارة التي أسقطت سد مأرب..؟؟؟
أو القشة التي قصمت ظهر البعير؟؟
فكلما تذكرتم الأمجاد ذكرتم محمد وصلاح الدين
وكلما مرت عليكم أخطاء تاريخكم رحتم تكيلونها على أطراف مخربة أمثال ابن العلقمي وغيره
والله (عيب)......من سلم بغداد عام 2003....ومن قاتل في الجنوب؟
أليسوا أحفاد ابن العلقمي هم من قاتل في الجنوب في أم قصر والناصرية وكربلاء والنجف...وأحفاد صلاح الدين هم الذين تخلوا عنه وتركوه ينعى ملك اللي خلفوه على اسوار بغداد ...؟؟
نعم هم الذين تركوه ولم يعودوا للمقاومة إلا بعد أن شعروا بان أمريكا تريد تهميش دورهم في العراق….وهذه ورقة أجاد الاحتلال اللعب فيها .
إلى متى يا عرب....لا تريدون أن تقولوا...إننا نعتذر عما ارتكب الأسلاف الأولون....الذين ندفع لليوم ثمن فتوحاتهم التي كثرت العدد ولم تحسن تقوية النوعية...وصدام نموذجا...بنى لنفسه مجدا....لكنه خلف وطننا متهرئا لازال ينزف دما عبيطا..؟؟
تاريخنا الإسلامي وسع الفتوح لكنه لم يبني الإنسان...ولو اقتصرت الدولة العربية الإسلامية في حدود مصر والجزيرة...لكان العالم اليوم كله مسلما...؟؟؟؟
لماذا لا تريدون أن تبصروا يا عرب....إن التاريخ....له حركة....وله يد ضاربة من الفولاذ لا ترحم...؟؟
ما كانت العرب الا لتخرج عن الاسلام بعد وفاة الرسول محمد...والردة خير شاهد على ذلك...لكن الفتوحات التي اسجلبت حور وكنوز كسرى وقيصر هي التي تناغمت مع النزعه البدوية ( نزعة السلب) والبدوي سلاب نهاب كما قال الدكتور علي الوردي...ولهذا دخلت الاعراب في الدين ولما يدخل الايمان في قلوبهم...اما الفرس وتامرهم على الاسلام فكان امرا طبيعيا ....لان العرب كانوا محتلين.....وينظرون لابو لؤلؤة وكانه ارهابي....لكن القضية في نظر الفرس انه كان ثائرا في سبيل مجد الحضارة الفارسية....ولا نريد تقليب مواجع التاريخ بهذه المقاربات....لكن ما نود قوله ان وصول علي الى الخلافة دليل على ان العرب لم تكن تبغي من الاسلام الا اركانه المتعلقة بنزعتها الحربية الوحشية..؟؟ نزعة ان ياكل الانسان خبزه بسيفه...؟؟؟
ولقد عير يزيد بن معاوية عند توليه الحكم....عندما قال الاخير ان قريشا اشرف العرب....فما كان من احد الجالسين الا ان يقول....ما تزال العرب تاكل بقوائم سيوفها وقريشا تجار..؟؟
تصوروا....من مثل يزيد...تعيره الاعراب بالتجارة..؟؟
فعلي الذي كان ضد اشباع رغبة القبلية في الفتوحات التي تجلب الجواري والكنوز....علي الذي ابى الا ان يبني الانسان المسلم بناءا داخليا صحيحا...جوبه بثورة الخوارج....وحدثت معه احداث الجمل والنهروان وصفين....وهو مالم يكن لامير مؤمنين من قبله؟
لماذا؟
لان هكذا دين.....لاينفع العرب....واقصد عرب الصحراء...؟؟
اله الصحراء الذي عبدته العرب....هو ليس الاله الحقيقي في السماء
لماذا لا تحاولون أن تتعرفوا على الله الحقيقي الذي يدرك بأقداره لا بما كتب عنه المؤرخ الإسلامي وما زوق عنه في المأثور من الحديث..؟؟
إن الله يجازي الأبناء..بسعي الآباء دنيويا
أما أخرويا فلا تزر وازرة وزر أخرى
انظروا للبيت الأبيض..وكيف بناه الآباء للأحفاد؟
لماذا لا تريدون أن تتركوا لا بناءكم إرثا يعينهم على أمور دنياهم يا عرب..؟؟
لما هذا الإصرار على إن الآخرة هي الغاية…ومجد الحكام هي الوسيلة..لما لا تكون المعادلة كما هي في البيت الأبيض…مجد الأمة هو الوسيلة…ورفاه الشعب هو الغاية..التي بها يتحقق رضوان الله..؟؟
أفيقوا يا عرب..فقد سبقتكم الأمم ولو التفت الغرب إلى الوراء لما أبصركم أبدا..؟؟
أفيقوا..ولا تجعلوا من الشيعه حمالة جديدة تعلقوا عليها ما ورثتموه من أخطاء آباءكم الأولين
أفيقوا يا عرب..وابنوا مستقبل أبناءكم..فهم يستحقون حياة حرة كريمة…ولا تتبعوا خطاب من لم يزده لسانه الصحراوي السفياني إلا خسارا..؟؟
مجد الأمم بما تبني لا بما تقدمه من انتحاريين يا عرب…عالجوا الأمور بموضوعية ورؤية علمية يا مسلمين…اقلعوا من داخلكم أحشاء البادية ..واقطعوا شرايين الصحراء..اقطعوا شرايين الصحراء وانزعوا من قلوبكم حمية الثأر التاريخية..وانسوا بغداد..والخلفاء وابن العلقمي..واحرقوا كتب الطبري..والتفتوا للمستقبل..وموقع الأمة في خارطة الإنتاج العالمي..وتحديات المصير التي تواجهها ثقافتنا الإسلامية التي كثر التشنيع عليها ...تمنياتي..أن أ ُسمع ..وان يكون بينكم أحياء يا عـــرب..؟؟

#داود_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل