أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود ابراهيم - انسان الحضارة .....ونقد الثوابت الدينية














المزيد.....

انسان الحضارة .....ونقد الثوابت الدينية


داود ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1180 - 2005 / 4 / 27 - 08:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإسلام في أوربا بلا مسلمين ..؟؟؟
الى مدى تتحقق صحة هذه العبارة..؟؟؟
هل إن الدين…قادر على إدارة الحياة……..؟؟؟
العديد من الناس يعتقد..إن الدين ذو قابلية فائقة على تنظيم الحياة….إذا…وفقط إذا..تم تطبيقه بصورة صحيحة..؟؟؟

ربما يكون الإسلام اكثر واقعية من الديانات الأخرى… مع ذلك.. فهو يعتمد في تطبيقه على النوازع الأخلاقية للإنسان..ولو تفحصنا النهج الإسلامي بدقة اكثر .. نجد انه قائم على الكلمة .. ومدى تأثيرها في المجتمع العربي إذ بان العهد الإسلامي الأول
كون المجتمع في ذلك الوقت…مجتمع كلامي..ابتنى مفاهيمه من بيئته الصحراوية…بيئة الأمثال..والشعر ..والحكمة..والشهامة..والمرؤة…والقيم القبلية الأخرى التي تميزت بها بيئة الصحراء…لهذا…كان فعل الإسلام…والقران فعلا مؤثرا..حاسما ..إذا ما أضفنا إليه عوامل أخرى أثرت بشكل أو بآخر في نجاح ثورة الرسول محمد في الجزيرة العربية .
لكن…هل هناك يا ترى مراعاة ..لعوامل تطور المجتمع ومفاهيمه……………؟؟
هل المجتمع الإسلامي اليوم هو مجتمع الكلمة….والأخلاق……والقيم…….؟؟
نعم ..فالديانات بصورة عامة…وبسبب الفترة الزمنية التي ظهرت بها (عصر ما قبل الصناعة) كانت تعتمد على ( الكلمة ) ومدى تأثيرها في الفرد..ومحاولتها لتحريك الجانب الروحي والأخلاقي المكتنز في إنسان الماضي بسبب بساطة الحياة المادية التي كان يحياها..ولا نعجب إذ يفتتح التوراة خطابه……(…في البدء كانت الكلمة……) ونجد سعة أفق التفلسف في ( الكلمة ) واضحا وجليا في اللاهوت المسيحي…وبطريقة أو أخرى…فقد تأثر رائد الإسلام الأول بذلك…وظهرت الكلمة في نموذج جديد واكثر تطورا في الفكر الإسلامي …قبل اكثر من ألف سنة .
هناك كلمات مشهورة …يرددها اللاوعي الجمعي العربي والإسلامي كل يوم……….ألا وهي ..إننا نجد في أوربا الإسلام…ولا نجد المسلمين….وفي بلادنا نجد المسلمين ولا نجد الإسلام…………؟؟
على الرغم من كثرة تردد هذه العبارة في الأوساط الشعبية على وجه الخصوص .. وسعة تداولها في اغلب المناقشات العامة ..إلا إن الغالبية تغفل عن المغالطة المنطقية ..التي تتضمنها هذه العبارة ..،، والتي لو وعى لها المسلمون لادركوا إن هذه العبارة..توجه نقدا لا شعوريا للإسلام …؟؟
فما في أوربا…قانون…علماني…يفصل الدين عن السياسة…ولا يعتمد..على الكلمة…ولا على نوازع الإنسان الأخلاقية كي يضبط نفسه …ويكون صالحا في مجتمعه…بل إن ما في أوربا لايمت للأخلاق بأي صلة…لانه لا يعتبر من الإنسان مخلوقا مثاليا…ولذلك..تفرض ضوابط..قانونية…خاصة لكل من يخالف القانون…هناك غرامات مالية…هناك توقيف…هناك إنذارات وتعهدات …هناك تقييم جوهري للإنسان بأنه مستعد للخطأ في أي لحظة…وعلى القانون مراقبته….؟؟..لذلك..فان القانون في الغرب..انما يحاكي طبيعة الفرد الاجتماعي ..ولا يحمله اكثر من طاقته كما يجري اليوم في العالم الإسلامي.
لماذا..؟؟
لان عالم اليوم…عالم لا أخلاقي….عالم مضطرب….كثير المشاكل…تلعب الحياة المادية وبهرجها فيه دورا أساسيا فيه ..لا يمكن لمفاهيم الكلمة..وتأثيرها أن تؤدي فعلها…وهذا واضح اليوم من صيغة الخطاب الإسلامي المجيد الذي بقي مراوحا معتمدا على تأثير الكلمات في نفوس السامعين……؟؟
هناك استجابة لدى بعض الأفراد في المجتمع ..هذا صحيح…لكن نسبتهم قليلة جدا..وذلك يعود إلى طبيعة هؤلاء الأشخاص .. وهم حالة خاصة في مجتمع اليوم وليسوا عامة كما في المجتمع إذ بان الثورة المحمدية في جزيرة العرب .
ففي ذلك العهد…كانت التركيبة الاجتماعية بعمومها ..تشابه التي ينتمي إليها المتشددون الإسلاميون اليوم…أما اليوم..فعموم التركيبة ..هي..إنسان مادي..لا يكترث كثيرا بالكلمة..او قيمها..ليس لكون هذا الإنسان سيئا..لكن المسؤولية الملقاة على عاتقه مسؤولية اكبر من البدوي الصحراوي……؟؟
لهذا السبب..فهو مشدود الأعصاب..سريع الحركة..لا يمتلك الوقت الكافي…حتى سرعة إلقاءه لجملته..أسرع من الصحراوي وخليفته رجل الدين الحالي..الذي نراه بطيء نبرة الصوت… الذي يبذل الكثير من الوقت أثناء كلامه للوصول إلى فكرة بسيطة بإمكان إنسان القرن الحادي والعشرين أن يختصرها بجملة واحدة… نعم فهناك فرق بين الانسان في الماضي...والانسان اليوم...انسان الحضارة ؟؟
إن إنسان الصحراء ( ذكرا وأنثى ) يرى بمنظاره هو إن الإنسان المعاصر..كافر..مادي …لا أخلاقي..والآخر يرى الأول..متشدد متخلف ..لكن..الحقيقة…إن رجل الماضي يعاني الكثير من الفراغ لهذا السبب..نجده مبحرا في المفاهيم والقيم…بينما الأخير من تحمل مسؤولية بناء الحضارة…وقلب صفحة التاريخ…إن إنسان اليوم مثقل بالهموم والأحزان والمشاكل..لانه تبنى مسؤولية إقامة الحضارة لأولاده…اخذ على نفسه تحقيق السعادة والرفاهية له ولغيره..؟؟
لهذا السبب …فإننا نجد نظاما افضل في أوربا( حاشا لله ان نقول مثاليا) ………لان هناك التزام…وليست هناك محاباة… أو مثاليات تحمل الإنسان ما هو اكبر من طاقته .. فالإنسان وفي ظل ما يتحمله من ضغط الحضارة المعاصرة…يحتاج الى ما لم يكن رجل الماضي بحاجة إليه …؟؟
نعم..ربما يكون إنسان الماضي يعاني بجهده العضلي الكثير..لكن كثرة المجهود العضلي توقف العقل عن العمل وتشغله لهذا فهو اكثر لا مبالاة من الإنسان المعاصر شديد الحساسية لبيئته كثير التغير والتجدد…ومن المعروف جدا إن إنسان الحضارة يحيا ويموت مع القلق..بينما إنسان الماضي كانت حياته ابسط ..لا يتكلف بها مشقة التفكير والعناء كثيرا خصوصا وان وقت الفراغ لديه طويل يكفي ويزيد لحل كل مشاكله .
وبالتالي…فإننا نتوجه إلى من نصبوا أنفسهم متحدثين رسميين باسم الله : أي ظليمة هذه التي أثقلتم بها إنسان اليوم المسكين؟
وهل حقا إن الإله العظيم..لا يفهم كل هذا ..ولا يدرك إن إنسان الحضارة يختلف عن إنسان الماضي ؟؟
.حاشا لله ان يكون كذلك.....الله اعظم...واجل مما يصفون...انهم لا يصفون الا دواخل انفسهم المسكينة المريضة



#داود_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن.......وازمة التنظيم
- مفاهيم....في العلمانية المقدسة
- ليس للحقيقة وجه واحد ....والموت لأرسطو...والمجد لسفسطة عصر ا ...
- الله علماني....والمخلوق متدين...فهل يكون المخلوق إلها لو أصب ...
- عهد الارتقاء الانساني.....والليبراليين العرب
- لما هذا العقوق للطبيعة؟
- الحتمية التاريخية وطريق إصلاح المجتمع الإسلامي- الحلقة الثان ...
- موقع الاسلام في القرية الكونية في عالم المستقبل
- متحضرين بلا حضارة
- الحتمية التاريخية وطريق إصلاح المجتمع العربي الإسلامي _ الحل ...
- هذه الارض تدعى كربلاء
- نبيةٌ تدعى الصحراء...رسالة إلى الرسول محمد
- هل ان القران كتاب نافع لادارة حياة البشر؟؟ في سبيل مناقشة مو ...
- البحث عن الشيطان- الجزء الثاني
- البحث عن الشيطان...قصة مفقودة من كتاب الف ليلة وليلة
- احتمالات في مستقبل الشرق الاوسط السياسي والاجتماعي والاقتصاد ...
- امبراطورية الكذب وحكومة الظلام الامريكية
- الله يعبد الحقيقة..!!
- الدين والسعادة في العالم الإسلامي في ميزان علمي سلوكي
- دين في زمن العولمة


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود ابراهيم - انسان الحضارة .....ونقد الثوابت الدينية