مفاهيم....في العلمانية المقدسة

داود ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1160 - 2005 / 4 / 7 - 08:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

مالفرق بين الإله والإنسان...؟؟
ماذا يعني أن نسمي الرب المؤسس للكون بالإله...؟؟؟
إن الإله ببساطة...جملة تغيرات...وتحويرات...في أحداث الزمن تجتمع كلها لتؤلف...منظومة الإله... التي تقع خارج الزمان والمكان لكن المفارقة هي إن هذا التعريف مؤداه إلى إن الله ناشئ عن الكون ... في نفس الوقت الذي يكون الكون ناشئ عنه ....؟؟
بما إن الإله خارج الزمان.....فبامكانه...إنشاء منظومات في داخل بعد الزمن...لكن ... أي عاقل في داخل المنظومة...لا يمكنه تحديد ملامح عامة لهذا الإله.... لأنه داخل الزمن...الذي يجزأ الإله إلى أجزاء...ويؤدي إلى ( خطا ) طبيعي في القياس..واقصد القياس من داخل المنظومة الزمنية القاصرة التي نقيس بها الأشياء...ومنها الله....فهو بالنسبة لمقاييسنا نحن.....لم يتكون بعد.....مع انه هو الذي أسس المنظومة ونحن جزء منها....؟؟؟
هنا بالتحديد...تتجلى خواص التناقض..الأصيلة في طبيعة الكون...ولعل هذا هو السبب في كل مشاكلنا...وصراعاتنا الأيديولوجية التي تبحث عن الحقيقة..........فلا زال هناك من يصر إن للحقيقة وجه واحد........؟؟؟
نعم....فالمذاهب السماوية...الثابتة التشريع والفكرة على حق....في نفس الوقت الذي تكون بها الجدلية ... أو المادية التاريخية على حق
لان الله موجود.....في نظام معين من القياس ...ما وراء منظومات الزمن......لكنه حقيقة...لم يتكون بعد بالمقاييس الفيزيائية التقليدية..؟؟
نعم...فالزمن هو الذي يخفي المنظومات المطلقة ...ومنها ....تاريخ الجنس البشري..وأحداثه...؟؟
فحسب النظرية النسبية....فان الكون...ما وراء الزمن يحتوي جملة الأحداث بما فيها الماضي والمستقبل...ومفهوم ..الألوهية...بالتحديد يتعلق بهذه النماذج الكونية..النماذج التي يسميها بعض علماء الفيزياء بنماذج الكون المزكرش .

الله وفق مفاهيم الفيزياء... مجموعة الأنظمة في الكون

لا نستطيع تحديد هذه الشخصية الكونية التي تعتبر لغز الوجود الأول...والأخير بإطار علمي دقيق.....لكن أهم ملامح يمكن أن نستقيها..وفق مفاهيم النسبية...إن المنظومات الماوراء الفضاء زمن
هي التي تحجب وراءها خفايا الألوهية...التي تتحور كمفهوم يخرج عن حيز غموضه القديم المتجلي بالمفردة البسيطة...الـــه.... إلى مفهوم أكثر تعبيرا ومعاصرة....( النظام ) ... أو المنظومة .. التي تعني جملة الأحداث..والمجريات..التي لا يمكن فهمها آنيا دون متابعة سلسلة الأحداث... وبالتالي فالإله هو :
العقل.. الكوني...الذي يقع ما وراء المنظومات .
لكن ما هو الإنسان ...في ضوء هذه المفاهيم ...؟؟
الإنسان...هو العقل ...الأرضي...الذي يقع..ما وراء التاريخ ..؟؟
بمعنى...هو محصلة الأحداث ..التي جرت ..وتجري عبر التاريخ..
فالمجتمع البشري...يمكن اعتباره اله مصغر....لأنه يقع ما وراء الزمان والمكان...ولا يمكن فهمه...دون دراسة التاريخ.....؟؟

تعريف الإله


هو العقل...الذي لا يمكن فهمه...دون دراسة التاريخ الخاص بنموه وتطوره...أو سلوكه...بمعنى...هو كل سلوك حيوي يتجدد ويتطور عبر التاريخ .....وفق المقاييس الأرضية المعروفة....لكن بمقياس آخر....( ما وراء زمان مكاني ) هو مؤسس كل النظم في الوجود.

ما هو الدليل على ألوهية الجنس البشري ..؟؟
إن الإنسان أدرك ذلك بالفطرة...أو لنكون أكثر وضوحا...أدرك ذلك بواسطة ضغط اللاشعور الجمعي ... الذي أوحى بقصة ادم .... وسجود الملائكة له ....؟؟
لا تسجد الملائكة إلا لله..........لماذا أمرها الله بالسجود للإنسان...؟؟
المسالة باختصار شديد....إن تلك الحادثة لم تحدث ...بعد...وفق مقاييسنا الأرضية....؟؟؟
لا أمر جرى....ولا وحي نزل......لكنها....ستحدث ؟
أما بالنسبة لمقاييس ما وراء الزمن....فهي حدثت وسوف تحدث...وما سجدت له كل قوة في الكون....هو محصلة تاريخ الحضارة البشرية....التي تتجلى في نهاية المطاف...كاله يستحق السجود...؟؟
انه الإنسان....محصلة التاريخ....ومؤسس الحضارة البشرية الذاتية...فهو قد خلق مجده بعرق جبينه كما أشارت إلى ذلك التوراة..؟
وبالتالي...فهو في العصر...الذي يجري فيه على دينه هو....دين الإنسان......( العلمانية ) ....؟؟

#داود_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل