أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد فريق الركابي - ثلاث وزارات ستحدد مستقبل العراق















المزيد.....

ثلاث وزارات ستحدد مستقبل العراق


محمد فريق الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4622 - 2014 / 11 / 2 - 09:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عندما تواجه الدولة ظروفا استثنائية فمن الضروري مواجهتها بطرقا استثنائية غير تقليدية و الابتعاد عن الطرق التي استخدمت و ثبت فشلها و ان يتم استغلال العوامل الايجابية من اجل احتواء الازمة التي تحيط بهذه الدولة و التي تهدد وجودها و هذه القاعدة لا يختلف عليها احد خصوصا اذا كان على دراية و معرفة بالظروف السياسية او العسكرية او غيرها و مدى تأثيرها على مستقبل الدولة و امتلاكه الحس الوطني فهو و بتوافر العناصر المذكورة سيكون حريصا على توجيه النقد البناء دون ان يكترث لنداءات طائفية او قومية هدفها المصالح الفئوية ، و لا يخفى على احد ان العراق يمر هذه الايام بظروفاً شكلت منعطفا خطيرا يهدد الجميع على اختلاف الانتماءات الدينية او القومية ، و في الوقت نفسه تتصاعد صيحات التغيير بعد اكتمال التشكيلة الحكومية بتعيين وزيري الدفاع و الداخلية ، و لكن اكتمال الحكومة او التغيير الذي يطالب به الجميع لا يمكن اعتباره حلا ما لم يكن له اثرا على ارض الواقع و على الرغم من ان العمل الوطني هو واجب الجميع في هذه الظروف لكن الوضع يختلف بالنسبة لثلاث وزارات يجب ان يكون لها دورا يفوق الدور الذي يجب ان تلعبه وزارات اخرى.

وزارة الخارجية :_
من الخطأ اعتبار الازمة الحالية هي ازمة عسكرية بحته و ان كان للمؤسسة العسكرية دورا في ما حدث إلا انها لا تتحمل المسؤولية كاملة بل ان التقصير طال الكثير من الوزارات الحساسة التي فلشت الى حدا ما في اداء مهامها اما بسبب الاهمال او التعمد خدمة لمصالح اخرى لا علاقة لها بمصلحة العراق و هنا تأتي مسؤولية واحدة و من اكثر الوزارات حساسية و خطورة و لها الاثر الكبير في تغيير النظرة الدولية التي الصقت بالعراق بعد اكثر من عشرة اعوام من الحرب التي غيرت الكثير و من المؤكد ان المقصود هو العمل الذي يجب ان تؤديه وزارة الخارجية العراقية و التي تواجه امتحانا في غاية الصعوبة و هو كيفية استغلال التعاطف الدولي مع قضية العراق بصورة تخدم المصالح العراقية قبل غيرها و من الطبيعي ان يكون الوزير على دراية شاملة بالقوانين و الاتفاقات الدولية التي ابرمها العراق من اجل محاربة الارهاب بكافة اشكاله و صوره و الزام جميع الاطراف مساعدة العراق كشركاء في محاربة الارهاب و ليس كما تم الاعلان عنه واظهار العراق بصورة ضعيفة و مهينه و كذلك فمن واجب هذه الوزارة بناء علاقات دولية اقليمية رصينة اساسها المصلحة المشتركة و ان تمنع التدخل في الشؤون العراقية الداخلية بحجة محاربة الارهاب الامر الذي سيؤدي الى فقدان السيطرة على زمام الامور و حينها سيكون العراق تابعا لهذه الدولة او تلك و الاخذ بنظر الاعتبار ان العراق ليس مسرحا لحروب دولية غايتها اثبات الهيمنة على المنطقة او العراق بأعتباره مركزا استراتيجيا لكثير من القضايا الدولية ابرزها القضية السورية بل على العكس يجب ان يستثمر الموقع الاستراتيجي للعراق لاعادته الى موقعه و مكانته الدولية الطبيعية.

وزارة الدفاع :_
ان الاحداث الاخيرة التي ادت الى سقوط العديد من المحافظات العراقية تحت هيمنة الجماعات الارهابية اثار العديد من التساؤلات ابرزها اسباب الانهيار العسكري المفاجئ على الرغم من الميزانية الضخمة التي كانت ترصد لوزارة الدفاع على مدى الاعوام الماضية و التي كانت كافيه حسب اعتقادي لاعداد جيش منظم و قادر على تحمل مسؤولية حماية الحدود العراقية من الهجمات الارهابية و على هذا الاساس و بعد تسمية وزير الدفاع العراقي الجديد يجب ان تشهد هذه الوزارة اعادة هيكله شامله و ان تقوم بأعداد نواة لجيش حقيقي بعيدا عن التجاذبات السياسية و التعصب الطائفي او القومي فالجماعات الارهابية لا تعرف التمييز بين الطوائف و ما حدث خير شاهد اذ لم تسلم المكونات العراقية جميعا من بطش هذه الجماعات الامر الذي يجب ان يكون دافعا للعمل بصوره جاده من اجل جيش يحمي العراق و شعبه من أي تهديد خارجي هذا من جانب و من جانب اخر يجب ابعاد الجيش عن المدن اذ ان وظيفة الجيش كما هو معروف هي تأمين حدود الدولة لا العمل على تنظيم المرور او حماية المسؤولين و ابنائهم و حسب اعتقادي ان احد اسباب الانهيار الذي حدث هو عدم تدريب الجيش للقيام بمسؤولياته الاساسية و انشغاله بوظائف كان من الواجب ان تؤديها مؤسسات امنية اخرى و خير شاهد على ذلك هو ان البعض لم يعد يميز ما بين قوات الجيش و افراد الشرطة و ذلك تواجد افراد المؤسستين في ذات الاماكن و في ذات الوقت و كذلك الابتعاد عن نظام الحصص الطائفي القومي المقيت المعتمد منذ سنوات لاختيار الجنود و القادة و اعتماد الكفائة و انزاهة و المعايير الوطنية الاخرى في اختيار القادة و الجنود.

وزارة الداخلية :_
تضم وزارة الداخلية الكثير من التشكيلات التي تتحمل واجبا وطنيا و اخلاقيا بعيدا عن كل الشبهات و التاثيرات السياسية التي كانت سببا في دمار مؤوسسات الدولة و الواجب الذي يجب ان تتحمله هذه الوزارة هو اعادة هيبة الدولة و عدم السماح للجماعات او الاحزاب ايا كان انتمائها العبث بأمن المجتمع العراقي و كذلك حصر السلاح بيد المؤسسة الامنية و عدم السماح لاي صوت يدعو الى التخندق الطائفي او القومي خصوصا في هذا الظرف الصعب الذي يمر به العراق دون النظر الى تبعات اسكات الاصوات النشاز التي لا يمكن بأي حال من الاحوال اعتبارها اصواتا وطنية فالواجب الوطني يدعو الى الحكمة و العقل في حل المشكلات السياسية او الاجتماعية او الدينية.

على الرغم من صعوبة الوضع في العراق و صعوبة المسؤولية التي تتحملها الوزارات الثلاث اعلاه و لكن هذا لايعني ان الوزارات الاخرى لا تتحمل مسؤولية كبيرة بل العكس اذ يجب ان تعمل الحكومة بصورة منتظمة و ان يكمل بعضها البعض من اجل اعادة الامن و الاستقرار الى العراق و شعبه الذي تعددت اوصافه فهو تارة نازح و اخرى مهجر و انهاء حالة الحزن و الخوف التي سيطرت على غالبية المجتمع العراقي و هو امراً سببه حالة الانقسام السياسي الذي بلغ حدا لا يطاق و الى جانب ذلك تتحمل السلطتين التشريعية و القضائية قدرا كبيرا من المسؤولية اذ تتحمل السلطة التشريعية مسؤولية اقرار التشريعات اللازمة و مراقبة عمل الحكومة و محاسبتها متى ما اخفقت في اداء مهامها و كذلك السلطة القضائية التي يجب ان تكون في غاية الحرص على عدم خرق القوانين و محاسبة المسؤولين قضائيا دون ان يكون عليها رقيب او حسيب سوى القانون.



#محمد_فريق_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيحفظ اوباما ماء وجهه ؟
- التناقضات و كثرة الزعامات في تشكيل الحكومة العراقية
- حكومة العبادي بين الاخطاء و التحديات
- النظام العراقي الجديد و الاستقرار على ركام الماضي
- الارهاب و الفوضى السياسية
- العراق .. تتغير الانظمة و تستمر اخطاؤها
- ديمقراطية الكبار !
- الصراع السياسي لتشكيل الحكومة
- الطبقة العاملة... بين الاهمال و المنافسة الغير متكافئة
- الى من يهمهُ الامر
- هل اصبح التغيير وسيلة لتخدير الشعب؟
- انتهازية المرشحين
- كذبة نيسان و الدعايات الانتخابية
- هل تحدد المصير بترشح المشير ؟
- انتخابات لتصفية حسابات
- الاحزاب العراقية وغياب الخطط الاستراتيجية
- الحكومة العراقية و سياسة الازمة
- العراق يحارب الارهاب فتعلموا منه !
- الشعب العراقي .. نائم او حالم
- العراق الى اين ؟!


المزيد.....




- نقطة حوار: هل تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟
- إسرائيل تتأهل إلى نهائي مسابقة يوروفيجن الأوروبية رغم احتجاج ...
- شاهد: فاجعة في سان بطرسبرغ.. حافلة تسقط من جسر إلى نهر وتخلف ...
- المساعدات الأوروبية للبنان .. -رشوة- لصد الهجرة قد تُحدث الع ...
- بوتين يوقع مرسوما بتعيين ميخائيل ميشوستين رئيسا للحكومة الرو ...
- -صليات من الكاتيوشا وهجومات بأسلحة متنوعة-.. -حزب الله- اللب ...
- بالفيديو.. -القسام- تستهدف جنود وآليات الجيش الإسرائيلي شرقي ...
- سوريا..تصفية إرهابي من -داعش- حاول تفجير نفسه والقبض على آخر ...
- حماس: في ضوء رفض نتنياهو ورقة الوسطاء والهجوم على رفح سيتم إ ...
- كتائب القسام تقصف مجددا مدينة بئر السبع بعدد من الصواريخ


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد فريق الركابي - ثلاث وزارات ستحدد مستقبل العراق