أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد فريق الركابي - ديمقراطية الكبار !














المزيد.....

ديمقراطية الكبار !


محمد فريق الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4456 - 2014 / 5 / 18 - 15:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ديمقراطية الكبار !
محمد فريق الركابي

مضى عقداً من الزمن و لا نزال نردح بكلمات و مفاهيم السياسة دون معرفة المقصود منها , او ما الذي نرجوه من تطبيقها , على الرغم من اننا نمارس هذه المفاهيم في كثير من الاحيان , سواء في حياتنا اليومية الاعتيادية , او في مناسبات اخرى , لها علاقة بمستقبل البلد و طريقة ادارته بصورة صحيحة , التي تجعل من الاماني و الاحلام التي تدور في العقول و الخواطر حقيقة نبصرها , كما حدث في البلدان المجاورة , و التي لا تزال موضع اعجاباً و احترام لما وصلت اليه من التطور و الرقي في وقتاً قياسي لم يكن لاحد ان يتوقعه , و هي لم تكن كذلك الا بعد ممارسة هذه المفاهيم بصورة صحيحة مسبوقة بالفهم السليم لما تعنيه , و من ابرز هذه المفاهيم هي الديمقراطية التي كانت سبباً في حرباً عابرة للقارات لاحتلال العراق او كما سوق لها اعلامياً تحرير العراق , و ارساء مبادئ الحرية و الديمقراطية و غيرها من مفاهيم العصر الحديث.


ببساطةً شديدة تعني الديمقراطية " حكم الشعب لنفسه" , و لكن السؤال كيف يحكم الشعب نفسه ؟ هل يحكمها بتجمع الاف او الملايين من الشعب للتشاور في امورهم كما يحدث في الكانتونات السويسرية ؟ التي تعتبر الدولة الوحيدة في العالم في ممارستها لهذا النوع من الديمقراطية , و الذي يعرف بالديمقراطية المباشرة , بالطبع لا , فمن المحال ان يجتمع العراقيين في مكاناً عام لبحث شؤون العراق السياسية او غيرها من الشؤون , بل من المحال ان يحدث هكذا امر في اغلب دول العالم , و هو سبباً مباشراً لاستخدام الديمقراطية التمثيلة , والتي عن طريقها يلجأ الشعب لاختيار ممثلين عنه في البرلمان او مجلس النواب على اختلاف التسمية التي تطلق على هذا المجلس , و تكون وظيفة هؤلاء هو تحقيق تطلعات الشعب و السعي لتخليصه من الفقر الذي يعاني منه اغلبية الشعب او البطالة او الارهاب , عن طريق تشريع القوانين الكفيلة بأنهاء معاناة الشعب , و هو ما يحدث في العراق تماماً , و لكن بصورة شكلية بحتة , فمن المفروض ان يختار الشعب ممثليه بكل حرية و نزاهة , و هو امراً لا نراه في العراق , فالناخب يختار , و هو تحت تأثيرات كثيرة , منها ما يتعلق بالانتماء الديني او المذهبي , و منها ما يتعلق بالمال الذي يلجأ اليه الكثير من السياسيين لاغراء الفقراء من الناخبين حتى وصل الامر الى توزيع بعض الاغراض (كالمعجون و البطانيات) التي تدل على مدى الفقر الذي يعاني منه العراقيين , و هم كثر في بلداً غنياً بثرواته و خيراته , او تحت تأثر شيخ العشيرة او العائلة , و بالتالي عدم ممارسة حقه بطريقة صحيحة , و ان افترضنا انه قد مارس الديمقراطية بصورة صحيحة , و اعطى صوته الى الكفوء و المخلص , سنجد ان رغبة الشعب ستتعارض من رغبات و مصالح الدول الاقليمية التي تحيط بالعراق , و هو ما يترتب عليه اثاراً كارثية , ابرزها وصول اشخاص ليسوا على مستوى من الكفاءة الى مناصب عليا في الدولة (بصرف النظر عن سبب وصوله سواء عن طريق الممارسة الخاطئة او الظغط و التدخل الاقليمي) ,فهم في النهاية لا يتوقع منهم ان يقدموا انجازات حقيقية للعراق , او حتى من انتخبهم على اقل تقدير.


بالاضافة الى ان دور الشعب يجب ان لا ينتهي بأنتخاب ممثليه و حسب , بل يستمر دوره في مراقبتهم اثناء عملهم , فهم في النهاية يعملون لصالحه , بصرف النظر عن المحافظة او المنطقة التي انتخبتهم , و لكن في الوقت نفسه نجد في كثير من المناسبات ان الشعب قد خرج فعلاً ليعبر عن غضبه لسوء ادارة الدولة من قبل ممثليه سواء في السلطتين التنفيذية او التشريعية , خصوصاً و ان الخدمات شبة معدومة الى جانب الامن و البطالة و الفقر و غيرها من الكوارث التي مر بها العراقيين خلال عقد من الزمن , و الاغرب من ذلك نجد ان المسؤولين لا يستجيبون الى من اوصلهم الى مناصبهم , بل في بعض الاحيان يعتبرون الخروج في التظاهرات خرقاً للديمقراطية , التي تفسر حسب اهوائهم و مزاجهم و ما يتناسب مع مصالحهم و بقائهم في مناصبهم , و كانهم ينظرون الى المواطن العراقي على انه مجرد صوتاً انتخابي , و ان الديمقراطية هي الوسيلة الفعالة للحصول على هذه الاصوات , و ان هذا الشعب بأكمله لا دور له بمجرد انتهاء الانتخابات , و تبقى مسألة ادارة الدولة من اختصاصات هذا المسؤول او ذاك دون ان يكون للشعب الحق في الاعتراض على هذه الطريقة , و ان كانت تصب في مصلحة المسؤول دون المواطن , و هو ما يضعنا امام نتيجة واحدة لا بديل عنها و هي ان الديمقراطية في العراق هي ديمقراطية المسؤول وحده , او بعبارة اخرى ديمقراطية الكبار حصراً.



#محمد_فريق_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع السياسي لتشكيل الحكومة
- الطبقة العاملة... بين الاهمال و المنافسة الغير متكافئة
- الى من يهمهُ الامر
- هل اصبح التغيير وسيلة لتخدير الشعب؟
- انتهازية المرشحين
- كذبة نيسان و الدعايات الانتخابية
- هل تحدد المصير بترشح المشير ؟
- انتخابات لتصفية حسابات
- الاحزاب العراقية وغياب الخطط الاستراتيجية
- الحكومة العراقية و سياسة الازمة
- العراق يحارب الارهاب فتعلموا منه !
- الشعب العراقي .. نائم او حالم
- العراق الى اين ؟!
- العراقيين .. بين فتاوى المرجعية و الرضوخ للامر الواقع
- اوكرانيا.. ميداناً للصراع الامريكي الروسي
- الانتخابات في العراق .. بين جهل الناخب و استغلال المرشح
- استبعاد المرشحين ماذا يعني ؟!
- على هامش حديث سياسي
- سوريا .... ياسمين بلون الدم
- براءة اختراع ؟!


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد فريق الركابي - ديمقراطية الكبار !