أياد أحمد هاشم السماوي
الحوار المتمدن-العدد: 4615 - 2014 / 10 / 26 - 00:00
المحور:
الادب والفن
المربد الحادي عشر
البصرة 23/10/2014
جناحي الذي يبلى وعمري الذي يعرى
وعيني التي فرّت الى دمعة أخرى
وربٌ أرادوا بَيْعَهُ حينَ حاجةٍ
بربٍ أرى أن لا يباعَ ولا يشرى
وكانت معي نفسي وكنت ألومها
فأصحو لها ليلاً لِتَمْنَحَني الفجرا
وصِرنا نحاكي النهرَ والسهلَ والربى
ولمّا كبرنا قيلَ أنْ نَذبَح النهرا
نشأْنا على أعذاقهِ وَهوَ سعفةٌ
يطول انحناءً دونَ أنْ يَسرق التمرا
فصِرنا نخاف القادمين لأننا
لبسنا جلوداً قيلَ لا تُفرِغُ العمرا
صحونا على أثوابنا والدمى بنا
تطولُ فعدنا نشتم الطولَ والقِصْرا
نمهدُ للمجرى اتساعاً كأننا
جسومٌ بهِ غرقى فغص بنا المجرى
تفرقنا أقوالنا بيدَ أننا
رفاةٌ ونرجو من مصارعنا عذرا
يبللنا الغيثُ المذلُ وغايةٌ
دعونا لها سراً فحلَّتْ بنا جهرا
ونوهِمُ قتلانا بأنَّ مدبراً
سيلقفُ ما يُلقونَ أو يُرْجِعُ الأسرى
ونكتمُ أصواتاً بدَت تحتَ أعينٍ
مسيلاً فلا يغني ولا يمنعُ الفَقرا
ونشتمُ ملحَ الأرض لا تُخصِبُ القرى
فلم نُؤتِها ماءً ولم ننثُرِ البذرا
وكنّا وَريثَ النهرِ نَفرَقُ كنزَهُ
لأربعَةٍ لكنّنا فرقةٌ حيرى
أُسَرِّحُهُم غيري وأتبَعُ غيرَهُم
ألستُ الذي يعطي وأبناؤهُ تَعرى
وكانَ أخي لا يُطعِمُ القِدرَ حاطباً
ولكِنَّني لا زلتُ من يلعَقُ القدرا
وجَهْلُ أخي أني عدوٌ لأنهُ
يَظنُّ بأنّي كافرٌ أنجُبُ الكُفرا
يُريبُ أبانا أنَّ بيتاً يلمُّنا
فَجِئْنا عَلَيْنا نسألُ الذئبَ والبئرا
وكلُّ دمانا حَدَّدتها مَشارِعٌ
فصارَ لنا سعرٌ وقَدْ نرخِصُ السعرا
وحسبُ أبانا أن يُعَمِّدَ وِلْدَهُ
فظَلَّ أبونا يَعبدُ الشمسَ والخمرا
#أياد_أحمد_هاشم_السماوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟