أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أياد أحمد هاشم السماوي - أصابع نادمة














المزيد.....

أصابع نادمة


أياد أحمد هاشم السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3129 - 2010 / 9 / 19 - 22:38
المحور: الادب والفن
    


في مقتبل الفجر
راح العمرُ يبثّ مخالبَهُ
بين شواهد مقبرتنا
يمسحُ عن وجه نبوءَتهِ
تراباً وردياً
ينقشُ على صخرتِه
أسماءَ مدنِه المتعثرةِ بالنفط
بين مكباتِ الأثرياء
وجدَ آثاراً لنفاياتٍ قديمة
حاولوا إخفاءَها
لمْ يكنْ يخفي شيئا من مملكته
ذاك الذي لبسَ الصيفَ وطناَ
والأرضَ هويةً لغربَتِهِ
وجدَ قطعةً من جبينٍ مبتلةً بالخَجَل
مازالت تنبضُ
رُمِيَ بها حديثاً
ولأنها صيدٌ سمينٌ
أرادَ إهداءَها لشيخ قبيلتهِ
وجدَ سيِّدَهُ لم يكترثْ لفقدانها
ولأنَّهُ لم يفرِّط بجبينهِ
اكتفى بكسرة خبز يابسة
بلَّلَها بالعراق
******
ذاتَ جوع
بعد تظاهرة مرت بالقرب منه
كانت أمه منهمكةً بجمع أصابعَ ملونةٍ
قطَعَها أصحابُها
فأعدَّت غداءً مشبعاً بالبروتينات
لفت انتباهَهُ أصبعٌ يريد الكلام
سأله عن آخر أمانيه
قبل الغليان
قال
ذات اقتراع حملني صاحبي
ودسـَّني في قارورةٍ مظلمةٍ
لم تكن أرحمَ من أنفهِ
رفعني مبتهجاً !
وقطعني نادما !
كم كنت أدلّهُ على مساراته
حتى الخاطئة منها
كنت ضحية جيبه وعقلهِ
الفارغين
لم يكن باختياري
ومات !!!
******
مدنٌ من بقايا الوهن
رمت لها الخطيئةُ إزارَها
وعلمـَّتْها الشمسُ فنون الاحتراق
يكادُ زيتها يشعل الأرض
بين حقبة من العقود
تنهض تستبدِلُ معطفها المتهرئ
تلبسُ وجهاً ، يتخطَّفُها
ذات شروقٍ
دخلَ المدرسةَ حالماً
وغادرها مختلفاً
مع معلمهِ في الحصة الأولى
بعد تحية المعلم ظلَّ واقفاً
لا يحب الجلوس على كرسيٍّ
قال المعلمُ
( حبَّ لأخيكَ ما تحبُّ لنفسكَ )
أجابَ
لا أحبُّ لكم ما أحببتُ لنفسي
لأنكم لا تستطيعون !!
******
لحظة .. عند انكسار الضوء
راحت الفوانيس
تتسلق أعمدة الخوف
تحملُ الدموعَ الساخنة
وشيئاً من التمرِ والنفط
لتصل إلى آخر الهرم
اتكأتْ على سلَّمةٍ تماثلَتْ للشفاء
مدُّتْ ذراعاً من الحزن
تدلَّتْ
فأنارتْ درب مدينتنا
******



#أياد_أحمد_هاشم_السماوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين غائلتين
- وشاية الغروب
- مقبرة من زجاج
- بنان الخوف
- أهل القرى
- لا تلعني وجهي
- هُما وَطَنان
- طرف العصا
- ( حيث يموت الفرات )
- (( حيثُ يموت الفرات ))
- اعتراف في حضرة الوطن
- يا حدود الغريب


المزيد.....




- كامل كيلاني وحديقة أبي العلاء
- جمعية البستان سلوان تختتم دورة باللغة الانجليزية لشباب القدس ...
- -كول أوف ديوتي- تتحوّل إلى فيلم حركة من إنتاج -باراماونت-
- ثقافة -419- في نيجيريا.. فن يعكس أزمة اقتصادية واجتماعية
- بريق الدنيا ووعد الآخرة.. قراءة في مفهومي النجاح والفلاح
- يجسد مأساة سكان غزة... -صوت هند رجب- ينافس على -الأسد الذهبي ...
- شاهد..من عالم الأفلام إلى الواقع: نباتات تتوهج في الظلام!
- مقاومة الاحتلال بين الكفاح المسلح والحراك المدني في كتاب -سي ...
- دور الكلمة والشعر في تعزيز الهوية الوطنية والثقافية
- لا شِّعرَ دونَ حُبّ


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أياد أحمد هاشم السماوي - أصابع نادمة