أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التهامي صفاح - هل تصيب عدوى -ألقوا الفاسدين في صناديق القمامة- الأكرانية منطقتنا















المزيد.....

هل تصيب عدوى -ألقوا الفاسدين في صناديق القمامة- الأكرانية منطقتنا


التهامي صفاح

الحوار المتمدن-العدد: 4614 - 2014 / 10 / 25 - 05:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعريف: الفساد هو الشطط في إستعمال السلطة المكتسبة بالطرق المشروعة من أجل أهداف خاصة كالإغتناء الشخصي أو إغناء الأقارب و الأصدقاء .و يتعلق الأمربالنسبة لموظف عمومي أو منتخب في مجلس المدينة أو القرية أو البرلمان أو وزير أو رئيس دولة وغيرهم أو طبيب أو حكم مبارة كرة قدم أو غير ذلك ، إما بالإمتناع عن فعل شيء أو فعله من أجل تسهيل عملية ما أو خدمة تدخل ضمن إختصاصه الذي تسمح به السلطة الممنوحة له ، مقابل وعد أو هدية أو مبلغ مالي أو إمتيازات معينة .ويمكن تصنيف الفساد إلى فساد نشيط يهم من يقدم طلب الحصول على خدمة معينة لمن له سلطة تسهيلها مقابل أموال أو إمتيازات أو وعود (يسمى الراشي) .والفساد السلبي الذي يهم صاحب السلطة أو الوظيفة الذي يقبل العرض (يسمى المرتشي) . (يجد القارئ الكريم رابط موقع القاموس الذي تمت منه الترجمة أسفل المقال)
لكن هذا التصنيف الوارد في تعريف الموقع لا يتحدث عن أولئك الذين بحكم سلطتهم يطلبون أموالا أو غير ذلك مقابل خدمات عادية المفروض أن يتم تقديمها دون مقابل .
المهم أن الحملة الأوكرانية التي ظهرت في الفيديوهات تبين أشخاصا كثيرين ممسكين كل مرة بشخص واحد يلقونه في صندوق قمامة بمكان ما بل يلقون عليه إطارات السيارات .(يجد القارئ الكريم رابط أحد الفيديوهات أسفل المقال).
ليس هناك إختلاف حول إعتبار الفساد جريمة بالقانون .وبالتالي يجب معاقبة المفسدين .هذا أكيد.وليس مثل مايقال أن "رئيس" الحكومة المغربية الأستاذ بنكيران قال ذات مرة "عفا الله عما سلف" متحدثا عن الفساد مما يعني عدم محاسبة الفاسدين رغم رفع حزبه شعار محاربة الفساد قبل توليه منصبه .
لكن تلك الطريقة التي تمت بها معاملة المتهمين الأكرانيين المفترضين بالفساد تجعل من المجموعة المحتجة التي قامت بالفعل هي أيضا مذنبة بإستعمال العنف في الشارع ضد مواطنين أكرانيين والحال أن الجهاز القضائي وحده المؤهل للتحقيق في الإتهامات الموجهة إليهم و التحقق من الأمر ومواجهتهم بالأدلة الدامغة التي تدينهم و من تم تطبيق قانون العقوبات في شأنهم مع إحترام شخصية المذنبين كبني آدمين وإحترام الشروط الضرورية الموافقة للمعايير الدولية لحقوق الإنسان في المحاكمة العادلة و تمكينهم من حق الدفاع . للأسف بدا وكأن المجموعة تأخذ حقها بيدها بتلك الطريقة الفوضوية المهينة مستعملة قوة الجماعة كل مرة ضد شخص أعزل وكأن ليس هناك قانون ولا حقوق إنسان ولاهم يحزنون أوكما عنون المخرج المصري يوسف شاهين أحد أعماله :هي فوضى.
وهذا يعني أن الإحتجاجات الجماعية السلمية المطالبة بالحقوق المشروعة كلما تحولت للعنف سقطت عنها الشرعية و الصفة السلمية .
و في هذا الصدد لابد من التذكير بأن العمل الجماعي الإحتجاجي السلمي يهدف للتغييرالإجتماعي وتحقيق الأهداف ونوال الحقوق المشروعة بدون إستعمال أدنى عنف.
وعدم إستعمال العنف في الإحتجاجات المشروعة لا يعني أن المتبنين لهذا النهج جبناء ، و إنما هم أناس ذوي تربية عالية أومثقفون وواعون تماما بضرورة تجنب العنف في الحركات الإحتجاجية لأنها يجب أن تغير المجتمع و تربيه على اللاعنف الذي هو النهج الصحيح لمجتمع الهدوء والسلام المقابل و البديل لنهج الخصوم الذين تستهدفهم هذه الحركات الإحتجاجية اللاعنفية و الذين لضعف حجتهم يلجأون لقمع الحركات السلمية بالعنف رغم مطالبها العادلة ..و قديما قالوا من يزرع الريح يحصد العاصفة ..أكيد .
هذه الحركات الإجتماعية التي تتغيأ التغيير بدون استعمال العنف ليس الهدف منها إحتقار الخصوم أو إذلالهم و إنما إقناعهم بخطأ منهجهم الذي يسيرون عليه نحو المجهول بتجاهلهم للمطالب العادلة و بالتالي جعلهم يتراجعون ويفكرون في الموافقة على التغيير أو لنقل جعلهم بخجلون من تجاهلهم لحقوق الآخرين وحريتهم وكرامتهم وبالتالي الإعتراف بشططهم في إستعمال السلطة و تماديهم في تجاهل إخوانهم في الإنسانية يعانون من سلوكاتهم الطائشة التي قد تؤدي لإنتشار العنف في المجتمع ..وفي النهاية الموافقة على التفاهم و رد الإعتبار للمحتجين وكسب صداقة هؤلاء. لأنهم لم يواجهوهم بالعنف للفت إنتباههم للحالة التي يعيشونها .
و المتبنين لنهج الإحتجاج السلمي لا يستبعدون التعرض للعنف من طرف الخصوم .لكن لا يردون على العنف بالعنف . قال غاندي في هذا السياق ما معناه "ستسيل أنهار من الدماء منا قبل أن نصل لتحقيق الحرية (من الإستعمار)" والمقصود هنا أنه كان متأكدا من تحقيق أهدافه وتحقيق النصر على الإستعمار الإنجليزي للهند في ذلك التاريخ .لكن كان يرى أن الثمن باهضا . وبالفعل هذا ما حصل حيث تم إغتياله هو نفسه و كثيرين معه في حركته .ورغم ذلك حصلت الهند على حريتها و إستقلالها وصارت ديموقراطية حقيقية في العالم .تم هذا بجهود ذلك الرجل وأصدقائه . ولتلخيص منهجه السلمي قال غاندي: "في البداية يسخرون منك و يتجاهلونك ثم يحاربونك ثم يفاوضونك ثم تنتصر".
النصر الذي قصد غاندي كما هو واضح من منهجه هو إحلال الحوار مكان المقاطعة مع الآخر وربط قنوات الإتصال والتفاهم بتوضيح عدالة القضية التي يدافع عنها المحتجون و صوابها التي ربما لا يفهمها الخصوم .هذا المنهج هو لوضع اليد في اليد للبناء وتغيير المجتمع نحو الأفضل لصالح الجميع دون إلغاء الآخر.إنها دعوة لجعل الآخر يتواضع و ينزل من برجه العالي المتعجرف الرافض للأعتراف بحقوق الآخرين وإرغامه على عيش حقيقته و الإستماع بذلك في راحة تامة عوض العيش بشخصيتين مزدوجتين و مرض إنفصام الشخصية حيث يضطرلتبرير مواقفه بالأكاذيب .إنها دعوة لنبذ منطق القوة وتبني قوة المنطق والسلام و العدالة عوض إحتقار الآخرين و تجاهل مطالبهم وبالتالي حصد الكراهية.إنها دعوة لإحلال السلام مكان الحرب و المحبة مكان الكراهية .
يقول مارتن لوثر كينج:
لسنا مجبرين على أن نترك أنفسنا نسلك السلوك الخطأ ... إن النضال السلمي هو نوع من المقاومة الفعالة ضد الشر..
نحن لا نقاوم الأشخاص و إنما الشر الذي بداخل الأشخاص .. و نقبل أن نعاني من عنف الآخر دون أن نرد بالمثل.
الحركة السلمية لها قناعة بأن الله هو في جانب العدالة و ليس العكس.وبالتالي فالنشيط سلميا يشعر بقوة الله تسانده .
هذه بعض أفكارمارتن لوثر كينج الأمريكي الأسود الذي كان يناضل من أجل المساواة وحقوق الزنوج في أمريكا التي تخلصت من عقدة العنصرية قانونيا وظاهريا على الأقل منذ عقود ونال الزنوج مساواتهم لدرجة أنه يوجد على رأس الدولة اليوم رئيسا أسودا هو أوباما .
ورغم ذلك يبقى السؤال في شمال إفريقيا والشرق الأوسط في ظل عدم تكافؤ القوى في المجتمع بين أغلبية الشعب المقهور و الأعزل و الأقلية التي تمتلك السلطة والثروة ووسائل إحداث العنف المختلفة والدعم من الخارج ، هل يشكل النضال السلمي دون عنف في هذا السياق المحرك الفعال للتغييرنحو الدول الديموقراطية الحقيقية دول الحرية والمساواة كما حدث في أوروبا والهند دون السقوط في سوريا جديدة أو يمن جديد ؟

رابط قاموس موقع لاتوبي الفرنسي الذي ترجمت منه التعريف وأضفت له توضيحات :
http://www.toupie.org/Dictionnaire/Corruption.htm
رابط إلقاء نائب برلماني أكراني في صندوق قمامة :
https://www.youtube.com/watch?v=Y7ezuobPZag
رابط موقع سويسري للمزيد عن النضال السلمي بالفرنسية:
http://non-violence.ch



#التهامي_صفاح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم الكالاكسي للسيدات Galactic women day
- المغرب : تنظيم كأس إفريقيا للأمم و مصيبة إيبولا
- المغرب : الضريبة على السيارت القديمة وقاعدة (ليس للقانون أثر ...
- عاجل :هل تعتبر دول شمال افريقيا من درس الحوثيين في اليمن ؟
- المغرب: أضحى وتقاعد وحق الكفاية في الإسلام
- بيان لإتحاد المؤمنين الربوبيين العرب
- الإيدز والإرهاب : فقدان المناعة وفقدان الخطاب الإنساني
- داعش وأخواتها
- المعوقات الخارجية للديموقراطية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط
- في وجود خالق الكون هل القول بِ(البَيِّنة على من إدعى) بَيِّن ...
- محاربة الإرهابي ليست عسكرية فقط
- لمحة سريعة على أحد أدوارالاديان علميا
- السادة القضاة ........هم الكُتاب
- نطالب بالحرية لرائف بدوي
- العلمانية : نحومصطلح جديد
- المرتدون بمعنى الكلمة
- النبوة ممكنة عِلمِيًا ، كيف ؟
- يا أحبابي الشيوخ (المتوفين تاريخيا وعلميا) عودوا (من حيث أتي ...
- المغرب :هل إذا عطست فرنسا على المغرب أن يكح (يسعل) ؟
- إهداء للدكتورة نوال السعداوي : الباز باز ولو قطعت مخالبه


المزيد.....




- شاهد.. ضابط -يفقد صوابه- ويمسك مراهقًا من رقبته بقوة ويدفعه ...
- السعودية.. الكشف عن آثار تعود إلى 50 ألف سنة في منطقة الرياض ...
- ردًّا على -تحرّك- محمود عباس.. بن غفير يدعو لتفكيك السلطة ال ...
- غزة: مقتل 27 فلسطينيا بنيران إسرائيلية وإصابة العشرات قرب مر ...
- -الصواريخ الصامتة- سلاح بعيد المدى غيّر موازين القتال الجوي ...
- استطلاع: أغلبية الألمان يؤيدون الاعتراف فورا بدولة فلسطين
- أوكرانيا تعلن استعادة قرية في سومي وتقصف مصفاة روسية
- 8 دول أوروبية تدين خطة احتلال غزة وترفض أي تغيير ديموغرافي
- صالة مكيفة ومسبح.. جامعة تركية توفّر رفاهية استثنائية لقطط و ...
- تفشي مرض السحايا يقتل أطفال غزة في ظل الحصار الخانق


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التهامي صفاح - هل تصيب عدوى -ألقوا الفاسدين في صناديق القمامة- الأكرانية منطقتنا