أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - التهامي صفاح - لمحة سريعة على أحد أدوارالاديان علميا














المزيد.....

لمحة سريعة على أحد أدوارالاديان علميا


التهامي صفاح

الحوار المتمدن-العدد: 4566 - 2014 / 9 / 6 - 14:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان دراسة الاديان دراسة علمية شيء عادي يلقي الضوء على الجانب الحركي الاجتماعي عن طريق الملاحظة و التاريخ و الاركيولوجيا وغيرها .
حينما كان البشر قليلون بالنسبة لوقتنا الحالي و الجهل يخيم على فضائهم كانت الجماعات البشرية تهاجم بعضها بعضا لاسباب مختلفة بسبب الغذاء او الجنس او غير ذلك..لم يكن مفهوم النوع البشري اومو سابيانس قد تاسس بعد وبالتالي كانوا يعتقدون انهم مختلفون بل منهم من كان يعتقد انه الافضل اما بسبب انه الاقوى او لانه يوجد في منطقة ذات خصوصية ما الخ وكسائر الحيوانات فان افضل طريقة لتحصين الافراد وحمايتهم كان هو تكتلهم داخل جماعات..فالجماعة تعطي للفرد قوة .هذا القانون في الحقيقة هو قانون فيزيائي و الكائنات الحية استعملته لحمايتها و بالتالي لاستمرارها في الحياة ..و هكذا كان ..تكتلت الجماعات البشرية الاولى في جماعات مستعملة الطقوس الدينية المختلفة مستعملة الكلام والكتابة وغيرها من الادوات مثلما تتكتل الحيوانات الاخرى وتعيش بقوانين اجتماعية مضبوطة تنظم حياة الجماعة .
ومن اليات هذا التنظيم اعتبار الجماعة افضل جماعة على الارض لاعطاء اصحابها احساسا بالتفوق و العجرفة الفارغة .
فمثلا الدين اليهودي يعتبر اليهود شعب الرب المختار الافضل في الارض و الاخرين يسمونهم الامم اي الجاهلون بالرب .
المسيحيون يعتبرون انفسهم اولاد الله و الاخرين "ناس العالم" اي الجاهلون بالرب
المسلمون العرب هم خير امة اخرجت للناس.
وكذلك البوذيون يعتبرون البوذيين فقط هم المستنيرون الذين بالتامل يصلون لدرجة النرفانا اي الإستنارة القصوى اما الاخرين فيعتبرونهم مظلمين ..بل هناك اعتبار الاختلاف حتى داخل الجماعة نفسها بسبب الجنس فالسيدات كن يعتبرن اقل قيمة من الرجال..وليس لهن نفس الحقوق..لا تسمح الجماعات لافرادها بالزواج من جماعات اخرى للمحافظة على نقاوة الطائفة أو الخروج عنها و الانتماء لطائفة اخرى. لان ذلك في ضوء اعتبار كل الجماعات الاخرى اقل علما و محتملة الاعتداء على الجماعة الاصلية ،يعتبر بمثابة اعلان حرب و إنضمام لعدومحتمل .لذلك لا يتساهلون معه .انها مسألة حياة او موت ..ويتهمون من يحاول ذلك متمردا على قوانين الجماعة ..بل يقتلونه ..
و الذين يقومون بهذه المهام هم الكهنة ..(الشيوخ في الاسلام هم ايضا كهنة رغم نفيهم ذلك)
نفس مفاهيم للتفوق فقط بسبب الانتماء لجماعة معينة لوحظت عند كل الجماعات البشرية بدون استثناء ..وقد تجد مفاهيم اخرى في كتبها المقدسة تناقض مفهوم التفوق هذا حتى لا ينعتوا بالعنصرية فاليهودي ومسلم مثلا حين تضع امامهما عبارة (من العلم) و(خير امة اخرجت للناس) يقولان لك (لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى) أو عبارة (جئت لاخلص جميع الناس ) و لا يدريان و هما يقولان ذلك بانه تناقض صارخ في مفاهيمهما الدينية القديمة التي يستعملانها دون وعي .هذه تناقضات المخادعين.
نفس الشيء يترجمه لنا هتلر النازي في المانيا القديمة بادعائه ان السلالة الارية هي ارقى السلالات و السلالات الاخرى يجب ان تستعبد ويستولى على اراضيها و ممتلكاتها و ثرواتها ..انه نفس مفهوم الحروب الصليبية والجهاد والغنائم وسبي النساء ...عند بعض العرب القدامى .....
كثيرون من المسلمين و غيرهم يقولون ان نظرية التطورالبيولوجية هي السبب في تصرف هتلرهذا ..لكن الحقيقة هي ان الامر هو كمن يتهم مخترع البندقية بقتل احد الناس عوض القاتل الحقيقي.
البيولوجيا في الحقيقة تقول العكس اي ان جميع الناس ينتمون لنفس النوع وبالتالي فهم متجانسون وليسوا مختلفين من ناحية النوع .الانواع البشرية الاخرى قد انقرضت .وهذا كاف لاعتبار الناس كلهم واحد وعدم الشعور باي تفوق .
اليوم ومع تقدم المعرفة صارت الحضارة هي عدم الاستخفاف باي انسان والمحافظة على حقوق الاقليات من المعايير التي يعتمد عليها في اعتبار الدولة دولة حضارية لا تقصي الاخرين او تحتقرهم .المساواة تامة بين الجميع وخصوصا بين السيدات والرجال بل تؤكد البيولوجيا أن السيدات هن منتجات المجتمع .
ولم تعد الكتب المقدسة هي المنظمة للشعوب بل الدساتير و القوانين وحقوق الانسان..لقد تقدم الانسان وتطور بل صعد للقمر ونظم جماعته بناء على الديموقراطية وحقوق الانسان والعدل الاجتماعي والحرية وزالت كل اساليب الاستعباد في جهات كثيرة من الارض و الجهود مستمرة لتعميم هذه المفاهيم الجديدة في باقي المناطق المتخلفة للاسف .
لذلك فالتقوقع داخل الجماعات الدينية هو طائفية وعنصرية ينتمي لعصور الظلام الجاهل والحيواني وبمثابة تفتيت للهوية الانسانية واعتبار الاخرين اعداء محتملين عوض الانتماء للنوع الانساني الواحد اومو سابيانس المتحضر الذي لا يقصي احدا ولا يعتبر احدا عدوا من الناحية النظرية.
لذلك فالاختيار في مجتمعاتنا في شمال افرقيا والشرق الاوسط هو بين اثنين .يا اما الانتماء الكامل لماهو غريزي حيواني في الانسان و قديم متعجرف مخادع واستبدادي يا اما الانتماء الكامل للعصر الحقيقة عصرالعلوم الحديثة والارتقاء والسمو بالنفس لما هو عقلاني متواضع حضاري ديموقراطي ومتطور مستنير .
ليس بين هذين الاختيارين من وسط .



#التهامي_صفاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السادة القضاة ........هم الكُتاب
- نطالب بالحرية لرائف بدوي
- العلمانية : نحومصطلح جديد
- المرتدون بمعنى الكلمة
- النبوة ممكنة عِلمِيًا ، كيف ؟
- يا أحبابي الشيوخ (المتوفين تاريخيا وعلميا) عودوا (من حيث أتي ...
- المغرب :هل إذا عطست فرنسا على المغرب أن يكح (يسعل) ؟
- إهداء للدكتورة نوال السعداوي : الباز باز ولو قطعت مخالبه
- رسالة للأخ كوهين جاكوب المغربي الإسرائيلي بباريس
- المغرب فعلها: حسَمَ الجدل و التردد بفصل السياسة عن الدين (بر ...
- العراق : الوحدة الوطنية و الديموقراطية هي الرد على الفاشيين ...
- المغرب:حوار حول اللغة و الهوية وأشياء أخرى
- التشيع خطير على شمال إفريقيا وغيرها
- -الإنسان أصله قرد - و الإرهاب
- المغرب: التقويم التربوي : إصعد للشجرة إنزل من قال لك ذلك ؟
- المغرب:وأخيرا صادقت السلطات المغربية هناك على القرار الأممي ...
- المغرب:وأخيرا صادقت السلطات المغربية على القرار الأممي لحرية ...
- بمناسبة 8 آذار مارس 2014 اليوم العالمي للمرأة
- بوتين أو هتلر الثاني
- روسيا راعية الإرهاب و الإستبداد


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - التهامي صفاح - لمحة سريعة على أحد أدوارالاديان علميا