رسالة للأخ كوهين جاكوب المغربي الإسرائيلي بباريس

التهامي صفاح

الحوار المتمدن-العدد: 4529 - 2014 / 7 / 31 - 00:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

عزيزي كوهين جاكوب ، سلام
تعرفون أن خلايا المخ تتناقص مع الشيخوخة بشكل طبيعي خصوصا بعد الستين. فيزداد المرء سهوا و نسيانا وثقب سوداء في الذاكرة و غباء أيضا .يمكن القول أن الإنسان يصاب بالعماء العقلي الذي قد يجر صاحبه ليقع في حوض من الرمال المتحركة دون أن يدري. هذا ما لمسته من خلال مقالكم الأخير.ولي عليه الملاحظات التالية :
1-الحسن الثاني (رحمه الله) لم يكن قائدا أعلى للقوات المسلحة و وزيرا للدفاع إلا بعد الإنقلابات الفاشلة (لحسن حظ المغاربة الطيبين ) في السبعينات كنتيجة منطقية لتلك الأحداث نظرا لفقدان الثقة في من تحملوا هذه المسؤوليات و بتواطؤ مع أحزاب سياسية آنذاك وليس قبل ذلك كما ورد في مقالكم.ولا أدري ماذا سيفعل شخص تم تهديده في حياته وتهديد أسرته و تهديد البلد الذي هو مسؤول عنه و مسؤول عن بناء مؤسساته ؟المغرب مساحته تقريبا مرتين مساحة العراق وليس سهلا.
2-لنأخذ ثلاث أمثلة فقط من منطقة شمال افريقيا و الشرق الأوسط نجحت فيها الإنقلابات العسكرية و تم طرد الملك منها أوأقيل الرئيس أو أعدم في نفس الفترة و نرى أين هي من المغرب الآن وهي العراق سوريا و ليبيا .هل هذه البلدان تنعم بالامن والاستقرار و الإكتفاء الذاتي الذي ينعم به المغرب حاليا؟الحاقدون على حالة المغرب لن يجنوا الا الخيبة صراحة.المغرب يخطو ببطء.صحيح. لكن بخطى أكيدة وواثقة نحو المستقبل وليس صاروخا عابرا للقارات وهذا هو المهم .لابد من الصبر والتضحيات.
3-من العجب العجاب أن يسمي شخص مثلك مثقف إذا لم يكن خائفا ، نشر الإرهاب و رسائل الإرهابيين عبر فيديوهاتهم في وسائل الإعلام وعلى رأسها قناة الجزيرة التي تكذب ب (مهنية فائقة ) على الناس الأميين و هي ترسلهم للمقصلة في سوريا والعراق و الصومال و باكستان وغيرها حرية تعبيروكأنك تتكلم عن شعوب فرنسا و المانيا وبريطانيا وليس عن شعوب منطقة تبلغ نسبة الأمية فيها أكثر من 60 في المائة تصدق السموم والأ كاذيب لأنها تفتقر للأدوات العلمية لتفكيكها و التعرف عليها.هل أنت متواطئ (بمهنية) ضد مواطني هذه البلدان؟
4-هل قناة الجزيرة وحدها العاملة في مصر ؟ وهل صدفة أن تغلق السلطات المغربية أيضا مكاتب الجزيرة سنة 2011 لتتفق إتهاماتها مع إتهامات السلطات المصرية في 2013 لنفس القناة.هذه القناة تقول لك 5 في المائة صح لتصدق ثم بعد ذلك 95 في المائة أكاذيب .
عزيزي إن أكبر سمسار وممول للإرهاب في المنطقة هي قطر الصغيرة بحجمها الكبيرة بشيطانيتها .ولتعطيك إستقالة كثير من الصحفيين العاملين في قناتها الجزيرة فرادى و جماعات الدرس البليغ.المسألة مسألة ضمير.لم يستطيعوا الإستمرار في الخداع .خجلوا و صرحوا بذلك لوسائل إعلام أخرى.
5-من يقرأ مقالك عن المغرب يعتقد أنك تأخذ معلوماتك من جهات أجنبية غيرمطلعة على تاريخ المغرب الحديث. ولو كان مقالك موضوعيا لما تخللته الثقوب التي تعني ربما أن شخصا ما يريد إخفاء الحقيقة عن القارئ ولكنه مثلعثم في الكلام .و بصدور المقال في جرائد تريد أن تستعمل إسما يهوديا لتعطي لأطروحتها مصداقية معتمدة على عقدة الأجنبي التي يعانون منها تكون هي من يخادع وليس من قصدته بمصطلح "المخزن" .
إن الحديث عن المغرب وكأنه تحول إلى بلد مثل إنجلترا هو نوع من الإنسلاخ عن الواقع و العيش في كابوس الخيال الملئ بالآلام ليست له نهاية .ولنفرض زال هذا الذي يعتبرونه وبالا عليهم وهو المخزن ، أليس المتوقع بكل تأكيد شيء يشبه ما وقع بالقرب منا ، دولة فاشلة تشبه سوريا أو ليبيا أو الصومال وغيرهما أو كل هذا ؟
إنهم ركبوا على شعارات الحرية و الديموقراطية ليحرمون الناس من الحق في الحياة و الأمن والأمان .
"ربيع العرب" يجعلنا نستنتج ببساطة شديدة أن ما يجب تغييره ليس النظام السياسي و إنما الإنسان . إذا لم يتم بالتعليم والتنوير ومحاربة الأمية رفع الوعي لدى الشعوب كما حصل في أوروبا القريبة فلا أمل في إنتاج مجتمعات ديموقراطية تتحاور بالكلام.إن الأمر يشبه إعطاء سياقة شاحنة لشخص لم يتم تعليمه قانون السير.
تعليم قانون السير هذا هو ما يقوم به المسؤولون المغاربة بصمت رغم الإكراهات وبصبر وشجاعة مضحين براحتهم مخاطرين بحياتهم نيابة عن الجميع . يتوقعون المستقبل ويقدرون جهل الجاهلين . إنهم في تقديري في الحقيقة رغم المظاهرالممكن ان تخدع شموع تذ وب لتضئ .
وتحياتي للجميع
للتواصل مع الكاتب : [email protected]

#التهامي_صفاح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل