أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - السياسة والمصالح














المزيد.....

السياسة والمصالح


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1296 - 2005 / 8 / 24 - 11:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدولة تتألف من مجموعة من المؤسسات المختلفة الاختصاص تدير شؤون المجتمع، وتطور ونجاح الدولة يأتي من مستوى التنسيق والتنظيم والإدارة الجيدة لمؤسساتها. ويتوقف ذلك على مدى كفاءة وتخصص القائمين عليها، فالدستور والتشريعات القانونية بالرغم من أهميتها في عملية التنظيم والإدارة تكون عديمة الفعالية حين يتم تعطيلها من غير الأكفاء فيشل عمل المؤسسات وتضعف الدولة.
لذا يتعين النظر إلى نهج رجال الدولة قبل النظر إلى نهج الدولة ذاتها، لأنهم الأساس في إدارة وتنظيم وعمل مؤسساتها وتوظيف تشريعات المؤسسات الدستورية لخدمة العملية التنموية على المستوى العام. فالدولة تصاب بالشلل العام ويضعف أداءها في إدارة شؤون المجتمع نتيجة تفشي الفساد وضعف أداء رجالاتها غير الأكفاء الباحثين عن مصالحهم وعلى حساب مصالح الدولة والمجتمع.
يعتقد ((سقراط))"أن الدولة نتاج أفرادها، فقبل البحث في نهجها يتوجب البحث في نهج أفرادها".
إن السلطة التنفيذية هي نتاج أحزاب سياسية، وبغض النظر عن شرعيتها من عدم شرعيتها فإنها تمثل جهاز التنظيم والإدارة لمرافق الدولة والمجتمع. ففي الدول الديمقراطية ذات السلطات الشرعية يرشح الحزب السياسي الحاكم الكفاءات العلمية والإدارية إلى السلطة لإدارة شؤون الدولة بما يحقق مصالح المجتمع، وبالتالي مصالحه للاستمرار في السلطة لدورة انتخابية ثانية.
في الدول غير الديمقراطية ذات السلطات غير الشرعية، يرشح الحزب السياسي الحاكم عناصر من قاع المجتمع للسلطة ويقصي عنها الكفاءات العلمية لأنه يسعى لتحقيق مصالحه، ولا يعير أهمية لمصالح المجتمع لأن السلطة تجبر المجتمع بالعنف والاستبداد لإتباع نهجها. إن الشلل وانهيار مؤسسات الدولة في الدول غير الديمقراطية يدلل على نهجها غير السوي، فتتحول الدولة من راعية لمصالح المجتمع إلى دولة استبدادية تفرض توجهاتها ومصالحها على المجتمع.
يصور ((أبي العلاء المعري)) حال رجالات السلطات غير الشرعية قائلاً:
"مُل الـمقام فـكـم أعاشر أمـة................أمرت بغير صلاحها أمراؤها.
ظلموا الرعية واستجازوا، كيدها،................وعدوا مصالحها وهم أجراؤها".
هناك اختلاف في أداء وإدارة الدولة والمجتمع بين مختلف الأحزاب السياسية تبعاً لاختلاف توجهاتها، وهذا الاختلاف لاينسحب على الإطار العام لإدارة شؤون الدولة والمجتمع بينها، لكنه يختلف في الجزئيات والتفاصيل التي من شأنها تفعل أو تشل من مفاصل الدولة تبعاً للقول المأثور:"الشيطان يكمن في التفاصيل".
فالجزيئات والتفاصيل تعني في وجهها الآخر، تحقيق وتعارض المصالح الذي يعكس توجهات السلطة وحزبها السياسي. إن مبدأ تحقيق وتعارض المصالح في السياسة لايقاس بمسطرة الأخلاق والقيم الاجتماعية بالرغم من أنه يتخذها واجهة لاستقطاب أصحاب النيات الحسنة. فالسياسة تستند إلى مبدأ تحقيق المصالح وبغض النظر عن عدد الضحايا الذين تسحقهم تحت أرجلها، فالمصلحة السياسية تقتضي الانتقاص من مصالح الآخرين تحقيقاً لمصلحها الذاتية.
إن مبدأ تحقيق المصالح في السياسة، هو صراع سلمي في شكله المعلن. وفي شكله الخفي إحاكة المؤامرات وخوض الحروب متخذةً من التفاصيل ساحة لصراعها الذي يذهب ضحيتها العديد من منتسبي الأحزاب وعدد غير قليل من أفراد المجتمع، ويتم إنزال الستار عليهم حالما تلتقي مصالح القادة السياسيين.
يرى ((جون نوردن))"أن الملك والرعايا والقضاة والنبلاء والسفهاء والأثرياء والفقراء ودعاة السلام ومشجعي الحروب ورجال القانون ووكلاء الدين والعاطلين والشيوخ والشباب والضعفاء والأقوياء والطيبون والأشرار، جميعهم يختلفون في التفاصيل وإن اتفقوا في الإطار العام للسياسة".
إن السياسة هي ساحة المعركة بين الأطراف المتقاطعة لتحقيق المصالح، والتحالفات المؤقتة بين الأحزاب السياسية لخوض الحروب مع الأطراف الأخرى تحكمها التقاء وتنافها المصالح، فالذين يكسبونها يتنازعون على توزيع حصصها.






#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كبوة الأمم
- الفكر والسلطة
- الفكر والحزب
- الحكمة والحكيم
- ماهية المعرفة
- التعدي على حقوق الآخرين
- علم الفلسفة -الهدف والغاية
- تبرير السقطات في الكيانات الحزبية
- ماهية الحق
- ماهية الخسة والحماقة
- ماهية الغيرة والحسد
- استحقاقات الانتخابات وحكومة المحاصصة
- الطاغية والثقافة
- الدولة الاستبدادية
- أنين ومعاناة هيفاء بيطار
- دوافع الود والعداء
- الشرطي الوزير
- ماهية الخير والشر في الفلسفة
- طرائف من سيرة الفلاسفة
- الصراع حول المكانة والصدارة بين الفلاسفة


المزيد.....




- أرملة أبو بكر البغدادي تكشف لبي بي سي تفاصيل حياتهما معاً
- اتحاد المصريين بالسعودية: أغلبية المرحلين لعدم حملهم تصاريح ...
- استخباراتي أمريكي سابق: الغرب سيكون أول من يستخدم الأسلحة ال ...
- سكاي نيوز: لأول مرة مقاتلات أوكرانية تضرب عمق المناطق الروسي ...
- غانتس وآيزنكوت خارج مجلس الحرب.. إقرار بفشل نتنياهو في غزة
- سيارات عائمة ومنازل غارقة.. فيضانات وانهيارات أرضية تضرب الن ...
- شاهد.. انهيار أرضي هائل يغلق طريقا سريعا بين ولايتين أمريكيي ...
- غانتس ينسحب من حكومة الحرب الإسرائيلية
- سكوت ريتر حول منعه من السفر إلى روسيا: أحتاج لمعرفة سبب ما ح ...
- إعلام إسرائيلي: تفاهمات بين تل أبيب وواشنطن على استئناف شحنة ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - السياسة والمصالح