أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نعيم عبد مهلهل - حوار مع الشاعر العراقي كمال سبتي..قصيدتي قصيدة معنى ..والأنا الشعري هو غير الأنا الحياتي















المزيد.....

حوار مع الشاعر العراقي كمال سبتي..قصيدتي قصيدة معنى ..والأنا الشعري هو غير الأنا الحياتي


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1296 - 2005 / 8 / 24 - 08:15
المحور: مقابلات و حوارات
    


أجرى الحوار: نعيم عبد مهلهل

منذ توهج ذاكرة الشعر في البدء الذي ولد فيه الشاعر كمال سبتي حاول هذا المتقد بذاكرة الحلم مثل الرؤى المفتوحة كأذرع السماء أن يصنع لمنجزه لغة لا تشتغل على ذهنية الحدث الجاهز. إنما كان الإشتغال لديه هو البحث عن الضائع والذي نعثر عليه وسط قصيدته ، لكن ما إن تنتهي من قراءتها ، فإنه أي الشاعر يسرقها منك ، و لا تعد تراها إلاّ في قصيدة أخرى . كمال سبتي في منجزه الجديد (بريد عاجل للموتى) يضع تأسيساً جديداً للكتاب عبر تنوع الاشتغال بين القصيدة والمقالة والذكريات. إنه مزيج يتجانس مع وحي المدلولات الهائلة التي يحولها الذهن عند كمال سبتي إلى إيقاع كونيّ يسقط مزنه الزرقاء على كلّ ذاكرة وكأنك معه تكتشف حداثة نفسك. وعبر موروثه المتعدد في سبعة كتب منذ تأريخ تمرد الحلم لديه والريادات الحداثية للنصوص المفتوحة يحاول كمال سبتي أن يقع في المحظور دائماً كي يظهر لنا جملته الساحرة والمسيطرة على المعنى. هذا الشاعر الذي لا يمل من السياحة داخل روحه ، ملّ من غربته الطويلة في مدن المنفى بعد هربه الشهير من عراق الدكتاتور في الثمانينيات وإصدار النظام حكماً عليه بالإعدام وتعليق قرار الحكم على جدران عدد من المؤسسات الرسمية في بغداد ، فحطّ الرحال في مدينته الناصرية في شهر آذار فكان لي معه هذا الحوار بأسئلة مكتوبة وصلتني إجاباتها في تشرين الأول ..

* في قصيدة " البلاد " التي اكتملت في سبع سنوات ونشرتها في كتابك الشعريّ السادس (آخرون.. قبل هذا الوقت) تقول : ماكان لي ألاّ أدخلَ الكهفَ.. ما كان لي أَلاّ أصحبَ الأعمى. السؤال : هل هذا أنت ؟
_ نعم هو أنا. ولكن هل "أنا" الذي في الحياة هو تماماً "أنا" الذي في القصيدة ؟ الجواب ليس سهلاً . الأنا الذي في القصيدة هو أنا محملٌ عادة بتمنيات لتغيير مصير الأنا الفعليّ ، الحياتيّ ،وسلوكه مهما تشابه وسلوك الأنا الفعليّ إلاّ أنه يحمل جمالاً شعرياً يرقيه على السلوك اليوميّ العاديّ. الأنا الشعريّ في رقيه – وغالباً ما يكون الرقيّ تراجيدياً – يخلق نفسه كلّ مرة خارجاً من كيان محدد فعليّ،وفي الوقت نفسه فهو "أنا" مراقب بفتح القاف أثناء الكتابة فيتقوى في التكوين والنمو. هذا ما يخصّ الأنا ، أمّا إذا كنت تسأل عن دخول الكهف ومصاحبة الأعمى فالقصيدة كفيلة بالجواب.


* أنت من الذين يفقهون المعنى داخل القصيدة..
- قصيدتي هي قصيدة معنى ، وهي تعادي اللعب اللغويّ البارد.كبّ القاموس على الورق لعب لا يعنيني ولا يعني عذابي وشتاتي في هذا العالم.اللعب اللغويّ والكتابة الشعرية الذهنية الخالصة التي يداهر أصحابها في أنها شعر عالٍ أيضاً ، يلتقيان في أنهما منتجان معاً بعصبٍ بارد .
المساحة واسعة سعة التاريخ كله للتجديد في اللغة والأشكال والمعاني..إلخ بدون الذهاب الى النص اللغويّ المغلق ، الذي لا فنّ فيه ولا حياة.

* في كتاب (بريد عاجل للموتى) حاورتك أزمنتك بخلاصات غربة في المنفى. في الشعر، داخل هذا الكتاب ، كانت هناك مراثٍ ، وفي النثر التوثيقيّ كنتَ مطارداً..
– عندما تهرب من بلاد يحكمها دكتاتور له قصص كثيرة في ذاكرتك فإنه يهرب معك أيضاً ليلازمك كالهواء. لم أتحرر منه ومن قصصه إلى الآن.
النصف الثاني من السؤال رائع ، يا ملعون يا نعيم.
أتذكر الآن تقسيماً لغوياً قديماً على المصطلحات اللغوية التي عرفناها ودرسناها بعد الثورة البنيوية والألسنية في العلوم اللغوية.
يقسم اللغة إلى قسمين : اللغة الانفعالية وهي لغة الفن والأدب ، واللغة الإشارية وهي لغة النثر والفلسفة والعلوم.
يتم تذكر الدكتاتور "الكابوس" في بريد عاجل للموتى بمستويين : شعري وتوثيقي كما تقول ، وفي الشعر سيكون للتراجيديا حضورها الأنقى، مراثٍ لي ولغيري وفي النثر سيكون للتوثيق حضور. لأنني كنت أحتاج التوثيق بالتاريخ وفي النثر عندما يكون سرداً ستجد حضور الشعري أيضاً متداخلاً مع ماهو إشاري. وما تقوله في سؤالك هو شغل كتابي الجديد وروحه. أترك الكلام الباقي لمن سيدرسه.
* أسألك مرة أخرى عن كتابك السابع فأنت تقول في مقدمة بريد عاجل للموتى بأنه " كتاب سرديّ وتوثيقيّ وشعريّ " ماذا يعني ذلك لك ؟
-لأننا في المكتبة العربية لا نملك كتباً كثيرة تتوسل الأنواع الأدبية مجتمعة ، أو ربما لا نملك كتاباً واحداً حتى ، فإنًّ الكلام عن " بريد عاجل للموتى " سيبدو كلاماً غير مؤسَّس قبلاً وغير منظَّر له، وغير ذي تاريخٍ في السجال. أقول للقارىء الكريم كلاماً بسيطاً عنه: إنَّ الكتاب سرديّ لأنّ فيه كتابة نثرية كما هو النثر المعروف في الرواية والمذكرات والمقالات ، وتوثيقيّ لأنَّ هذه الكتابة توثق مرحلة ما من تاريخي الشخصيّ وتاريخ البلد الذي هربت منه ، وشعريّ لأنَّ الكتاب ضمَّ حقاً مجموعتي الشعرية السابعة التي هي بعنوان " الحكمة في الشرق "،إضافة إلى نصوص أخرى غير موزونة.
لكنك تسأل أيضاً : ماذا يعني لي ذلك ؟ أتمنى ألاّ تتعقد الإجابة قليلاً لأننا سنتحدث عن مجاورة أنواع كتابية لبعضها. وكل نوع كتابي له تأريخه وعلائقه اللغوية الداخلية وجمالياته وإمكاناته التعبيرية.. إلخ لكنَّ هذه المجاورة قد تعمق من مغزى الكتاب الذي تتم محاولة خلقه بأنواع أدبية عديدة. كُتِبَ الكتاب في أربعة عشر عاماً أصدرتُ خلالها مجموعتين شعريتين غيره ، وقد كان يخرج مرةً في نص نثريّ استذكاريّ ثمّ بعد فترة في مقال، له المستويات ذاتها لغويّاً وعاطفياً وتاريخياً ، أو في محاولة أولى تمهد لقصيدة طويلة غير موزونة أو في قصيدة موزونة ، ولقد تخلل كلّ هذا شكلٌ معنويّ وإيقاعيّ انتظمَ الكتابَ كلَّه فكان روحه التي تجمع كلَّ ثناياه والتي توحده في كلّ نوع . ولأنني أردت أن أكون بسيطاً في إجابتي فلنقل بأنني بسَّطت تعقيد الإجابة وهي في ظني كافية للقارىء الكريم.
* كنت في نصك المفتوح تتفرد في الشعريّ الوليد على الشعري السائد والمكرس وكنت تريد أن تنزل في سوق الألواح المكتشفة بتعب الروح شغلاً تصنعه أيقونات بجمالات مقروءة وحداثات لاتصدأ. هل تظن أن أحداً يريد أن يسرق منك هذا الاشتغال؟
-شكراً على تلك المشاعر التي قد لا أستحقها كلها وحدي.
أنا لا أعرف كيف أجيبك ؟
نحن نتأثر الآخرين والآخرون يتأثروننا إن كان لدينا حقاً شيء يستحق أن يشاع وألا يبقى رهين تجربة شخصية. لذلك فالأمر لا يُسرَق. إنما يُستفاد منه للانطلاق إلى خطوة أخرى. أما إذا سُرِقَ ، بما في هذا الفعل من إجرام لصوصي فسنكون أمام فضيحة ، يتصدى لها النقاد والباحثون.
* قراءة قصيدتك هي قراءة مشدودة إلى تاريخ وحكايات وأحداث وشخوص يتحركون داخل مساحتها..
-بعد نشري قصيدتي حكاية في الحانة أوائل عام 2001 هاتفني إلى هولندا الصديق الشاعر أدونيس من أجلها وكان في باريس،وقادنا الحديث عنها إلى الحديث عن السرد في الشعر ، وأدونيس أستاذ في الشعر،وحوارنا حول السرد سيبدو كما لا يخفى مناقضاً لشغل أدونيس نفسه.
وتعميقاً لذلك الحوار مع أدونيس ولإشارة كتبها حسب الشيخ جعفر عن السرد عند أبي نؤاس ولما كتبه محمود درويش عن مزج سعدي يوسف بين الغنائية والسردية ، وتعاليه على اللغة الشعرية ، أقول :
هناك خطان في الشعر في كل لغة وفي كل زمان : الأول سردي وفي العربية أبو نؤاس المثل الأرقى وقبله ثمة أصول له عند إمرؤ القيس والأعشى وطرفة بن العبد وعمر بن أبي ربيعة وقيس ليلى وغيره لكن أبا نؤاس يبقى الأرقى في تقصده اعتماد السرد ومعه من عصرنا اختصاراً للأزمنة الشعراء السياب والملائكة والبياتي ويوسف الخال وخليل حاوي وتوفيق صايغ وصلاح عبد الصبور وسعدي يوسف وأنسي الحاج وأمل دنقل وحسب الشيخ جعفر ومحمود درويش..إلخ والثاني شعر اللغة لذاتها ، شعر الجزالة الفخمة ، "الشعر الذهني" والمتنبي والبحتري وأبو تمام أمثلة ساطعة وثمة أصول لهم عند النابغة الذبياني وذي الرمة.. إلخ ومعهم اختصاراً للأزمنة أدونيس ، وليس معه من الرواد غيره عندما اتجه تماماً إلى الذهن واللغة ، لكن شعراء لاحقين كثراً سيكونون معه وفي معسكره ، أبرزهم الأصدقاء الشعراء سليم بركات وقاسم حداد ومحمد بنيس وزاهر الجيزاني وخزعل الماجدي.
المشكلة الفنية الكبرى في شغل السرد هو احتمال ضياع الشعر في أية لحظة . ينبغي أن يبقى الشاعر يقظاً من احتمال ضياع خيط الشعر وهو يكتشف في لغة عادية لغة شعرية. وحينها يرقى على اللغة التجريدية الذهنية. الشعر والشعر كله في أن يبقى شاعر السرد يقظا فلا يسقط في المشاع السردي تماماً.
والسرد يتحمل التاريخ والحكايات والشخوص..إلخ.
هل أجبت عن سؤالك؟
* في حكيم بلا مدن مجموعتك الشعرية الثالثة كانت الأشياء ترسم رغبتها بوجل وتقديس للمرئي الكامن فينا. أنت وثقت ذلك ببهجة من نوع خاص. ما الذي يشدك الآن إلى منجزاتك الشعرية الأولى؟

-كلما مضى العمر بالشاعر كلما أصبحت القصيدة أصعب مما كانت عليه.
في المنجزات الشعرية الأولى كان الأمر بريئاً أكثر ، أي غير ملطخ بكل القراءات التي تزداد كل مرة وغير ملطخ بكل الخسائر والتراجيديا التي تزداد حدة كل مرة.
يشدني إلى (حكيم بلا مدن) وإلى سابقتيها ( وردة البحر) و(ظل شيء مّا) خيطان :خيط سريّ وآخر علني. العلنيّ : الثقافي والشعري والتاريخي يدعوني إلى تذكرها كل حين فأذعن لرغبته من أجل التواصل ، والسري أمر عصي على الفهم ، إيقاع ما أتمتم به في لحظات الخلوة مع النفس والندم والبكاء حتى.
* في حوارات يومية معك منذ أن نزلت أرض العراق ، كنت تقول بصوت عال : الشعر العراقي قادم ، ماذا تقصد؟
-أنا أظن والأرض كلها تظن معي ، أن الشعر العراقي قد غبن كثيراً إعلامياً بسبب الحكم الدكتاتوري وبسبب معيشتنا في المنفى مجبرين ومنعزلين. والشعر العراقي هو الأعرق والأرقى في المساحة العامة للشعر العربي ولست هنا لأفاخر بل هذه حقيقة فالأساليب هي أساليبه والأسماء التي نفتخر بها روحياً هي أسماء أبنائه وفي النهاية سيكون الشعر العربي إرثنا نحن أكثر من غيرنا بسبب من اشتغالنا الدهري فيه. هذا لايعني أنه ليس إرثاً لغيرنا ، لا ، ولكن ستكون لنا الحمية الأشد عليه أكثر من غيرنا ، بسبب من انجازنا التاريخي فيه.
طوال سنوات الدكتاتور وسنوات منفانا المستمر تم إبعادنا قصداً عن خارطة الفعالية الثقافية العربية من قبل جميع الذين يعملون في الثقافة العربية . لم يقم أحد عربي بدعوتنا ، حتى ، إلى مهرجان أو إلى أمسية. كأنما كانوا يتقصدون هذا حتى يثأروا من وجودنا العراقي الطاغي شعرياً عبر التاريخ . الآن قد ولى الدكتاتور ، نعم .. الاحتلال باق ، لكنه سيرحل حتماً. ولأن الدكتاتور قد رحل فإن أدبنا سيكون له منبر إعلامي فخم سيعوضنا خسارة عقود من التغييب. وسيعاد إنتاج المعلومة والمصطلح والإشارة إلى أهمية الأسلوب الفني هذا والإتجاه الفكري ذاك،وستعاد في العراق قراءة العملية النقدية العربية برمتها فكراً وذائقة.
* إذا تاه الشعر العراقي في غربة جديدة ما الذي ستفعله ؟
-هذا سؤال يحتمل أكثر من تأويل.
سأختصر طرقاً متعرجة عديدة وأسألك : هل تقصد في سؤالك ماذا أفعل إذا تشتتنا من جديد ونفينا ثانية في هذا العالم؟
حتى الآن ما زلنا نعيش شتاتنا في الجهات الأربع. لكن الأمل أصبح أوسع بالعودة بعد سقوط الدكتاتور.
أنا أريد أن أعود إلى بلدي.لي الحق الطبيعي في أن يكون لي بيت فيه ومكتبة ومقهى ألتقي فيه الأصدقاء. و أغلبنا متعب من المنفى لذلك لا أتمنى لأحد أن يسألنا عن منفى جديد.
هذا عن المعنى القريب للسؤال.
أما إذا أولنا الغربة في سؤالك بالتحولات الأسلوبية التي تجري عادة في الشعر العراقي وكل تحول هو غربة حقاً لبعض الوقت قبل أن يشيع فأنا أمني نفسي في أن أكون في مركز التحول حتى وإن عارضته. لأنني في معارضتي إياه إنما أقيم حواراً معه والحوار سيجعلني أكون موجوداً فيه والأمر ذاته ستقوله عنه في حالة معارضته إياي. تلك هي سنة الجدل.
* الآن بعد أن استقر هاجس القصيدة العراقية أين ستكون الريادات العربية الأخرى والتي كنت تراهاً وهماً في جسد الأدب العربي. أنت اليوم في بلدك وتعتقد أن مثل أولئك الرواد سيكونون مرعوبين مما حدث في العراق ، وسع دائرة الفهم أزاء هذه الأطروحة.
جوابي عن جملة : الشعر العراقي قادم. هو جواب عن هذا السؤال ، وأقول أيضاً : ستتغير أشياء كثيرة في الثقافة العربية بفضل سقوط الدكتاتورية في العراق. ستسقط أصنام ثقافيةعربية عديدة ، ستسقط مقولات كثيرة ، سيتغير الخطاب العربي في جوهره كثيراً. الخطاب العربي السائد أفراداً ومؤسسات يعارض العراقيين كبشر على أرضهم ويعارض الديمقراطية العراقية القادمة باسم معارضة الاحتلال ومعارضته هذه هي مقاومة طبيعية من قبله ضد موته . نحن عارضنا الحرب شعراً ومقالات ونعارض الاحتلال أيضاً لكننا لن نعارض التحول الليبرالي في العراق. إننا أزاء ولادة خطاب عراقي جديد في الحرية وحق الاختلاف والإيمان بوجود الآخر وعدم عده عدواً بسبب هاجس القبيلة العدائي ضد الآخر ، والإعلاء من الإنسان كقيمة عليا أغلى من الأرض ..إلخ، وقد ولد هذا الخطاب في العقل الآن وفي حوار العراقيين وإنتاجهم الفكري الهائل الذي يحتضنه الإنترنت الآن كعقاب قدري على تخلي العرب عن الثقافة العراقية ، وهو ماض ليترسخ على تلك الأرض الموعودة بالتحولات كل حين وسيؤثر حتماً في مصير الخطاب العربي السائد. ومؤكد أن الأصنام الثقافية مرعوبة من الخطاب العراقي الجديد لأنها هي الخطاب السائد الماضي إلى حتفه. قلت مرة إن كثيراً من المثقفين العرب خائف من تحسن الوضع الأمني في العراق وإن باله لايهدأ إن سمع بيوم هدوء في بغداد.
* من هم أولئك الذين تراهم مؤهلين لوعي جديد لقصيدة عراقية جديدة ؟ صفهم دون أسماء.
-هم المعذبون بنار الحروب وطغيان الدكتاتورية داخلاً وخارجاً.
الذين ترافقهم التراجيديا في رحلتهم المعرفية على الدوام. الذين جاءوا إلى الحرية من حفلات الدم التي أقيمت لأجسادهم ، ومن الجوع ونكران الآخر العربي لهم ولعذابهم. الذين لم يعرفوا بهرجة أضواء الصالات للحديث عن الثورة والمقاومة والحداثة. المشردون في وطنهم بفعل إقصاء تركيبة الحكم لهم والمشردون في المنافي لأن وطنهم قد عصي عليهم كل ذاك الزمان وعسى أن يلين هذه المرة. العارفون وقد أتقنوا اللغات ودخلوا الجامعات على الرغم من نوم الأرصفة والمحطات ، العارفون وقد سكنوا مكتبات بغداد هرباً من فضيحة حكم الجاهل ولوذاً بها من مصير كان يسود قدرياً.الوارثون للتاريخ كله في شعر آبائهم ومجلدات معارفهم.هؤلاء هم شعراء القصيدة العراقية الجديدة.
* وأخيراً.. ترى هل وفقت معك ؟ وهل تشعر أنك أبقيت في العراق قصيدة فيها حياة ومسرة وكشف؟
- نعم قد وفقت.
بقي أن الشق الآخر من السؤال مربك ومحير. لا أدري إنْ كنتُ حقاً قد أبقيت في العراق تلك القصيدة ، وربما سيكون السؤال أصدقَ تراجيدياً لو سألتَ ماذا أبقى العراق فيَّ؟



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المندائية :المقدس وهو يتدفئ بمعطف النور
- الثقافة العراقية العربية بين عولمة الدستور وحلم المتنبي
- قصائد لحلمة النهد فقط
- حوار مع الشاعرة اللبنانية جمانة حداد...أنا أتحدى أي سلطة ولي ...
- كائنات حية تعمل وتفكر وتشتغل بالسياسة
- الجوع عندما يكون قاسياً كالنساء ..(.........)
- رؤية للزمن المفترض بصورته الفيثاغورسية
- ميثولوجيا الأهوار ..مستوطنات الحلم السومري والطوفان المندثر
- قلوب معلقة تحت أهداب الشعر
- غادر مبتهجاً وعاد مع سلة تمر
- أمنيات وجنود ورز التموين
- حب وعولمة وقبعة جيفارا
- ليل وطني أغنية للعشق
- لتكن أنت الأشبين
- مشاعر من ذهب لأمي وحبيبتي
- خاتم أمي الوحيد وتسريحة كوندليزا رايس
- قمر يولد من رحم وردة .أمي تصفق لتلك الندرة
- وطني ومعطف غوغول
- وخزة دبوس
- الفهارس في تصوف الأطالس أو رحلة السعيد الى القبرالبعيد


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نعيم عبد مهلهل - حوار مع الشاعر العراقي كمال سبتي..قصيدتي قصيدة معنى ..والأنا الشعري هو غير الأنا الحياتي