أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم عبد مهلهل - حب وعولمة وقبعة جيفارا















المزيد.....

حب وعولمة وقبعة جيفارا


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1281 - 2005 / 8 / 9 - 11:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ينفث السيجار الكوبي دخان عصر من ذكريات جيل قضى مع حلمه شوق كتابة الشعر وهيجان وسادة الليل أمام صور مارلين مورنو ، فيما كان سارتر بوجوديته الطافحة يمثل شكلا من أشكال حداثة الفلسفة التي تمتعنا بفهم اللاأبالية وتحسس الكون وفق رؤية الموجود الذي أمامك ، كان هناك أراغون ورومانسية نزار قباني التي طفحت بمشرقيتها الفاضحة وموسيقاها السهلة لتنشئ زمنا من رسائل الحب الزرق ، ومعها صعد الأداء الأسطوري لحنجرة أم كلثوم بعد رائعة عبد الوهاب ( أنت عمري ) .
عصر ذهبي للتغيير وشطحة السياسي والموسيقي والفيلسوف ولا أظن أن عولمة تأتي مثل عولمة الستينيات ، زمن جيفارا ، عبد الناصر ، التخت الطربي المصري لجيل فريد وعبد الحليم ، نيرودا ، وسان جون بيرس وليلى خالد وأليوت ، بيكاسو وبورخيس والجواهري ودالي وعفيفة أسكندر وكاتب ياسين والحبيب بورقيبة .
كان ذلك الزمن هو نضج لنشوء حضاري ولد عندما تحركت قاطرة البخار وأسدل الستار على أخر نظريات السيف ليبدأ عهد مدافع نافورو وبنادق الصيد وبودرة نوبل الحارقة وقوارير مدام كوري وبعد هذه الصحوة المجنونة التي أقترنت بالآلة والحديد حدثت التبدلات الكبرى في الثورات الاجتماعية منذ كومنة باريس ومرورا بكرنفالات أكتوبر السوفيتية وأنتهاءا بثورات الماو ماو والأحلام الوهرانية للشاب المقاوم أحمد بن بيلا لينتهي بعولمة الستينيات التي مثلت قمة لكل هذه الهواجس المصنوعة منذ طروحات روسو وحتى حزن النكسة ودفع رائد الفضاء نيل أمسترونغ خطوات حذائه الحديدي على سطح القمر ليلغى بذلك عهد جميل وساحر من التخيل والاستشهاد بذلك الجرم المشع كواحد من رؤى الجمال الكوني ولنطرح على سلة النسيان بيت عمر بن ربيعة ( قالت الصغرى وقد تيمتها …. قد عرفناه وهل يخفى القمر ) .
نضج الوعي ، ودفعت الذاكرة البشرية بدولاب التفكير وصناعة الحلم بقوة هائلة ، الثورات وحدت مديات أشتغالها وأتخذت من لينين ووجه العاطفي المقوقز شارة للبدء في الخوض بمرحلة نضال كان أغلبها يعاقر البندقية لينال حريته كما في فيتنام ولاوس وفلسطين وشعوب أفريقية وآسيوية ولاتينية ، الشعر نال طفرة وراثية وأكتمل في هذا العصر مجد السريالية وأشار أندريه برتون( بإصبع من فلفل أحمر أن الكلمات لتعزف على مفاتيح البيانو المشغول في أزمنة الفايكنغ البنفسجية لحنا لتسريحة دي بوفار المشكلة بمسامير صنعة من أسنان ديناصورات بحجم كرة القدم ) .
عندها اتسعت شهوة الكتاب والتأليف وبدا أن عولمة كهذه وأن كانت بتضاريس مختلفة وتجاذبات الحروب الباردة إلا إنها متحدة في مسارات كونيتها حين يطل وجه أرنستو غيوفارا بمحبة التنظير والممارسة على مساءات أولئك الذين اتخذوا من اهوار الجنوب العراقي مأوى لأحلام اليسار المتمرد وليبقى هذا الرمز يمثل شكلا لحلم واحد عند الأفريقي الساكن في غابات كينيا والذي يصيد سمك الشبوط في هور قضاء الجبايش أو البدوي الباحث عن ناي موسى الهائم في تيه التوراة في جبال سيناء وبذلك صار هذا العصر بتنوعه وزخرفته المتآلفة بشكل الغريب بين ثقافاتها يمثل ندرة من ندرة عصور التحول البشري .
كان زمن الستينيات عولمة لم تدخل في خانة المصطلح كما الآن . بل تركت متغيرات التأريخ تصنع وضعا حددته بشكل غير مباشر تأثيرات نهاية الحرب الكونية الثانية لكن التأثير المباشر آت أصلا من تلك الهزات الاجتماعية الكبرى التي أتت بها الثورات الكادحة ومذاهب الأدب الحديثة ورؤى فلسفات بدت تنظر إلى المتغير على أنه وليد عصر مركبات الفضاء لا وليد مثالية كانت وسبينوزا الذي جعل من روح الكنيسة شعورا لطائر يغرد خارج السرب ولكن بحذر فابتهجت الكرة الأرضية لهكذا وحدت كونية لم تهزها خطابات خرشوف وضربه بكعب الحذاء على منصة المم المتحدة ولاتلميحات جون كنيدي وهو يتأبط ذراع زوجته الجميلة جاكي التي ارتمت بعد موته بأحضان الثري اليوناني ارسطو طاليس بأنه يستطيع أن يأتي بكاسترو مخفورا إلى فلوريدا بخمسة دقائق . بهجة جعلت أجيال الكرة الأرضية تذهب في صناعة متخيلاتها بحرية وطموح لتأتي التغيرات الكبرى منسجمة مع أداء البشر والروح الخفية التي فيهم في انهم يمتلكون بلحظة حياتية وحضارية شكل التوحد الأممي حتى من دون التخطيط لذلك .
غير أن رياح التنوع وبراءة وخدع الصراعات لم تصمد طويلا . لقد انهارت قلاع الرغبة الطافحة بجعل السينما وماترويه وترينا إياه من صدور مندفعة لإناث إيطاليات بدءا من صوفيا لورين وانتهاءا بجينا لولو بريجدا ، وبدت أوراق الشجرة تتساقط واحدة إلى الزمن الذي وقع فيه ميخائيل غورباتشوف ورقة تنازله عن مملكة الضد الأخر ضد الميهمن المتحفز .
منذ ذلك الزمن وحتى الآن تبدل وضع التأريخ بكامل درجة زاوية الدوران ، صارت هناك ميتافيزيقا حروب خاطفة وعولمة تدخل معك حتى في فراش النوم ، هرمت برجيت باردو ، قتل جيفارا غدرا ، مات بورخيس وبيكاسو ، وضاعت حنجرة أم كلثوم في هوس الفديو كليب ، وقليلون من تذكروا ولادة سارتر التي مرت قبل أيام ولم يعد أحد يهتم كثيرا بخطابات كاسترو وعزلته فيما شحن يلسين تماثيل لينين البرونزية إلى مصاهر المعادن ليعمل منها أوسمة خداع لعوائل الجنود الروس الذين ماتوا في الشيشان ، ذهب زمن حمزاتوف وقباني ، وأصاب الحس الرومانسي في قلم غادة السمان فتور الحيرة من هذا المتغير الذي لا يعتقد انه جاء طارئا بل أن التأريخ في نزعته إلى الهيمنة والاحتواء لم يرحم تلك العولمة المزركشة بشعور البراءة والثورة والتأليف الغير متصل بنموذج السوبرمان .
بين ستينيات قرن مضى وبداية قرن جديد أزمنة يتلون فيها الشعور البشري بأشكال لا تحصى ، غير أن ثبات الفكرة الخالدة والقائلة : أن الكائن البشري منذ زمن النايتردال وحتى زمن حروب ومايكروسوفت يخفق بدقات ثابتة وان المشاعر هي واحدة مهما تغير شكل وصناعة أساطيل البحر لكن الاختلاف في طعم ومشاعر ولون تلك العصور وكانت ستينيات القرن الماضي تمثل عولمة لحب نام كنومة عصفور بين قبعة جيفارا وبيت حزين لشاعر البصرة السياب وأمامهما مرت أزمنة الدهر كله تستعرض مشاغل الإنسان ، أحلامه ، ومنجزه ..
أور السومرية 8 أوغست 2005



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليل وطني أغنية للعشق
- لتكن أنت الأشبين
- مشاعر من ذهب لأمي وحبيبتي
- خاتم أمي الوحيد وتسريحة كوندليزا رايس
- قمر يولد من رحم وردة .أمي تصفق لتلك الندرة
- وطني ومعطف غوغول
- وخزة دبوس
- الفهارس في تصوف الأطالس أو رحلة السعيد الى القبرالبعيد
- رومانس لايعطله حزن امرأة او ذوبان وردة الثلج
- من جلب الشيشان الى سوق البزازين ؟ شيء من تسمية القماش وتأريخ ...
- حوار مع السيد عبد الهادي مرهون نائب رئيس مجلس النواب البحرين ...
- الشعر وأنكيدو ومفاتن صاحبة الحانة
- الشعر والمتغير الحضاري ..غيمة في بنطلون لمايكوفسكي إنموذجا..
- غيوم حمر لوطن أزرق وعيون خضر
- مزامير ومسامير وقلوب كاهنات وموسيقى
- هايكو بالعسل ..وهايكو بالخل ..وهايكو بالقبلات
- ماركس ليس فلسفة فقط ..أنه رغيف مقسوم بالتساوي
- هل يكفي أن تقول لأمراة أنت رائعة ..ثم تذهب بعيداً؟
- حوار مع الكاتبة السعودية وجيهه الحويدر ..أمراة دأبت على أشعا ...
- قصائد للعلم الأحمر والرغيف الأحمر والخد الأحمر .. قلبي قوس ق ...


المزيد.....




- وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع ...
- -البعض يهتف لحماس.. ماذا بحق العالم يعني هذا؟-.. بلينكن يعلق ...
- مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية (صور+ ...
- سماء غزة بين طرود المساعدات الإنسانية وتصاعد الدخان الناتج ع ...
- الناشطون المؤيدون للفلسطينيين يواصلون الاحتجاجات في جامعة كو ...
- حرب غزة في يومها الـ 204: لا بوادر تهدئة تلوح في الأفق وقصف ...
- تدريبات عسكرية على طول الحدود المشتركة بين بولندا وليتوانيا ...
- بعد أن اجتاحها السياح.. مدينة يابانية تحجب رؤية جبل فوجي الش ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن عدد الضحايا الفرنسيين المرتزقة ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط 68 مسيرة أوكرانية جنوبي البلاد


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم عبد مهلهل - حب وعولمة وقبعة جيفارا