أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين محمود التلاوي - تنظيم الدولة الإسلامية... ملاحظات فقط















المزيد.....

تنظيم الدولة الإسلامية... ملاحظات فقط


حسين محمود التلاوي
(Hussein Mahmoud Talawy)


الحوار المتمدن-العدد: 4608 - 2014 / 10 / 19 - 19:17
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يمثل تنظيم الدولة الإسلامية واحدًا من أشد المخاطر ضراوة على الأمن والسلم العالميين منذ نشوء الكيان الصهيوني عام 1948 على أرض فلسطين. وفي الأسطر التالية، سوف نحاول إلقاء الضوء على واقع التنظيم في الفترة الحالية من خلال مجموعة من الملاحظات على طريقة بناء وأداء التنظيم والمنهجية الفكرية الحاكمة له، وبالتالي فإن ما يلي من سطور لا يمثل أكثر من ملاحظات لا تتجاوز التقييم الأوليّ للنقاط محور التركيز في هذا المقال.

في البداية لا بد من إلقاء الضوء على الكيفية التي نشأ بها التنظيم، وهي باختصار شديد للغاية أن التنظيم كان في البداية عبارة عن جماعة التوحيد والجهاد التي تشكلت في العراق في أعقاب الغزو الأنجلو — أمريكي للبلاد عام 2003. وبعد ذلك تطور التنظيم إلى تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين بعدما أعلن الولاء لتنظيم القاعدة الأم في الحدود الأفغانية الباكستانية.
ولما نشبت الحرب الأهلية في سوريا، انتقل التنظيم إلى سوريا للقتال ضد قوات البعث إلى جانب بعض التنظيمات السنية المتشددة المسلحة، ولكن هناك حدث خلاف مع التنظيم الأم الذي أعلن جبهة النصرة جناحًا رسميًّا للقاعدة في سوريا، وهو الأمر الذي أغضب تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين؛ فحول اسمه إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروفة اختصارًا باسم داعش، ثم تحول الاسم إلى الدولة الإسلامية فقط.
هذا سرد سريع ومختصر بشكل يكاد يصل إلى درجة الإخلال، ولكنه يكفي لتعريف من لا يعرف بالجذور الفكرية والمناخ السياسي الذي أفرز التنظيم.

المنهج الفكري
بالاستناد إلى بعض كتابات منظري التنظيم الفكريين وبعض التصريحات الصادرة عن عدد من قادته وأنصاره، يمكننا إجمال الملامح المميزة لهذا التنظيم على المستوى الفكري فيما يلي:
1- الالتزام الحرفي الدقيق بالتعاليم القرآنية بدون أي التفات لما يسمى "السياق التاريخي" أو "الملابسات المحيطة بالمسألة"، وكذلك التزام دقيق بما ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام من قول وفعل، والالتزام الكامل بما جاء عن الصحابة رضوان الله عليهم، وحصر الاجتهاد في سياق ضيق للغاية في المسائل التي لم يرد فيها ما هو صريح. والتنظيم هنا لم يخرج بأي حال من الأحوال عن غيره من التنظيمات المتشددة.
2- عدم القول بتكفير المخالفين إلا في حال محاربتهم التنظيم بأي شكل من الأشكال، وهي المحاربة التي تبدأ من المخالفة اللفظية والإصرار عليها إلى رفع السلاح.
3- الاهتمام بالرد على كل الشبهات ولو صغيرة، والسير مع منهج الطرف الآخر للنهاية في المناظرة.
4- تحكيم مبدأ فقه الضرورة في بعض الحالات، في تطور لافت عن أداء مثل تلك التنظيمات في السابق. ومن بين هذه الحالات، التصوير الفوتوغرافي.
وهذه مجرد ملامح رئيسية شديدة العمومية للمنهاج الفكري والفقهي لهذا التنظيم الذي انبثق فجأة من العدم. ومن أبرز المنظرين الفقهيين لهذا التنظيم حلمي هاشم والذي يحمل "عبد الرحمن شاكر نعم الله"، ويشغل منصب ـ"قاضي قضاة الدولة"؛ أي الدولة الإسلامية التي أعلنها التنظيم على الأجزاء التي سيطر عليها من سوريا والعراق.

التنظيم العسكري
يتسم الأداء العسكري والإستراتيجي لهذا التنظيم بالبساطة والفاعلية في الوقت نفسه، وهو ما يعكس ما يمكن تسميته بـ"العبقرية العسكرية"، ولا مبالغة في ذلك؛ لأن هذا التنظيم حقق الكثير من النجاحات العسكرية في الفترة الأخيرة، وهي النجاحات التي يمكن رد جزء منها إلى الخيانات والتوازنات الإقليمية بخاصة ما يحدث منها في سوريا؛ حيث يشار إلى تعاون أشخاص من جهاز المخابرات العسكرية السورية مع التنظيم.
ومن بين دلائل البراعة العسكرية الأداء السريع لعناصره وهو ما تمثل كأفضل ما يكون في الهجوم على بلدة عين العرب — كوباني السورية؛ حيث جاء هذا الهجوم بعد قليل من بدء تعرض مواقع التنظيم في الأراضي العراقية والسورية لضربات جوية من التحالف الدولي أمريكي القيادة؛ فجاء الهجوم على البلدة الكردية الشمالية القريبة من الحدود التركية لتشتيت الانتباه والسيطرة على بلدة ذات أهمية إستراتيجية.
إلى ذلك، ما قام به التنظيم من انسحابات تكتيكية من البلدة في الساعات الأخيرة، قبل أن يلجأ إلى تكثيف الهجوم بشكل فجائي مع فتح جبهة جديدة عند مصفاة نفط بيجي في العراق بما يؤدي إلى تشتيت وإرباك القوات المعادية للتنظيم والممثلة في التحالف الدولي والأكراد. وحسب معرفتي العسكرية، فإن هذه الإجراءات يمكن تسميتها بـ"الفتح الإستراتيجي" وكذلك "الإرباك والتعمية" إن لم تخنّي الذاكرة.
وبشكل عام، يعتمد التنظيم في عملياته العسكرية على عدد من القيادات أصحاب الخبرة العسكرية التي اكتسبوها من القتال في أفغانستان والبوسنة والهرسك، بالإضافة إلى تطبيق شديد الصرامة لعقيدة الولاء والبراء بما يحقق الدمج الكامل للمقاتل في صفوف التنظيم. وبالإضافة إلى ذلك، فهناك عمليات القتل والذبح والاعتداء على المدنيين في قسوة مفرطة؛ بما يلقي الرعب في قلوب القوات المعادية له.

اقتصاد الدولة؟!
يعتمد تمويل تنظيم الدولة الإسلامية على مصادر متنوعة، ومن بين هذه المصادر الخطف والحصول على فدى نظير الإفراج عن المختطفين، إلى جانب السيطرة على المؤسسات المالية في البلدات والمدن التي تسقط في أيديهم مثلما حدث مع البنك المركزي في الموصل العراقية على سبيل المثال؛ حيث استولى التنظيم على ما يقارب النصف مليار دولار من هذا البنك إلى جانب ما حصل عليه من المصارف الأخرى في المدينة.
بالإضافة إلى ذلك، تأتي عائدات النفط كأحد المصادر الأساسية للدخل لهذا التنظيم؛ حيث يقوم ببيع النفط إلى تجار السوق السوداء بأسعار تتراوح ما بين 20 إلى 30 دولارًا للنفط من الحقول التي تقع في سيطرته، مع بيع الطاقة كذلك مثل الطاقة الكهربية من الشبكات الواقعة في مناطق سيطرة التنظيم. وإلى جانب ذلك، هناك كذلك حصول التنظيم على تمويل من بعض الشخصيات الخليجية الثرية بخاصة السعودية، مع ما يقال عن تمويل الحكومة القطرية للتنظيم بالمال بشكل مباشر، وهي الاتهامات التي لا تجد لها حتى الآن دليلًا، وإن كانت هناك قرائن تصل إلى مستوى اليقين حول ذلك، بالإضافة إلى التمويل المقدم من العشائر الموالية للتنظيم.
وتقول الشهادات إن التنظيم يتمتع بشبكة مالية قوية للغاية لمراقبة الإنفاق وتقديم الدعم للخبز والوقود في المناطق الذي يسيطر عليها.

كان هذا استعراض سريع للغاية لأبرز المعلومات المتعلقة بتنظيم الدولة الإسلامية الذي أكرر أنه الخطر الإرهابي الأكبر الذي تشهده المنطقة منذ نشأة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين عام 1948. ولكن الأمر يختلف فالكيان الصهيوني حظي بدعم ومساندة القوى العالمية منذ النشأة، أما تنظيم الدولة الإسلامية فحظي بدعم ومساندة الكثير من الدول إلى أن انتهى دوره فبدأت حملة الخلاص منه؛ فهل يمكن الخلاص منه بالفعل؟!
في تقديري لا يمكن القول باطمئنان كامل إنه بالإمكان القضاء على هذا التنظيم بشكل نهائي؛ فالقضاء عليه عملية غاية في الصعوبة، ولكنه ليس مستحيلًا؛ فمجرد إحكام دول الجوار السوري العراقي للسيطرة على الحدود فيما يخص تهريب النفط سيؤدي إلى قطع جزء كبير للغاية من دخل التنظيم. ولكن في تقديري فإن الأمر يتطلب صناعة تنظيم جديد في مكان آخر في الشرق الأوسط يمكن لشركات السلاح الأمريكية أن تبيع له السلاح بشكل غير مباشر؛ فالقضاء على تنظيم بمثل هذا الحجم لا ريب أنه سيضر أيما ضرر بصناعة السلاح الأمريكية....!!



#حسين_محمود_التلاوي (هاشتاغ)       Hussein_Mahmoud_Talawy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لصوص
- التعايش في المنطقة العربية... المستحيل بعينه...!
- من يوميات إنسان...
- يوم القبض... مسرحية من مشهد واحد
- قمقم...!!
- الأحواز... ما الأحواز؟؟!! (5)
- الأحواز... ما الأحواز؟؟!! (4)
- الأحواز... ما الأحواز؟؟!! (3)
- الأحواز... ما الأحواز؟؟!! (2)
- الأحواز... ما الأحواز؟؟!! (1)
- 30 يونيو... كنت هناك... وهناك أيضًا...
- هكذا قال لي أبي...
- فلينزع الحجاب... هل حقا الحجاب مرارة؟!
- -وَدِّينِي لماما-
- العرب والمسئولية الأخلاقية عن الفعل... وتداعياته
- الهزيمة كان اسمها فاطمة... عن الإنسان الرخيص
- البطولة... هل نحن في عصر الإنسان -العادي-!؟
- هو لص... وهم كلاب... فماذا عنها؟!
- العقل إذ يستقيل... ثم يحيل
- عندما تتكلم شهرزاد... ليصمت أصحاب الشوارب!!


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين محمود التلاوي - تنظيم الدولة الإسلامية... ملاحظات فقط