أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسين محمود التلاوي - الأحواز... ما الأحواز؟؟!! (4)















المزيد.....



الأحواز... ما الأحواز؟؟!! (4)


حسين محمود التلاوي
(Hussein Mahmoud Talawy)


الحوار المتمدن-العدد: 4541 - 2014 / 8 / 12 - 13:48
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


الفصل الرابع
الأحواز بين القانون الدولي وإلغاء الهوية

الوضع القانوني لإقليم الأحواز

ترتفع بعض الأصوات لتقول إن الأحواز كانت إقليما، وبالتالي لا يمثل الاعتداء الإيراني عليه بضمه اعتداء على دولة ذات سيادة، إلا أن الوقائع على الأرض تكذب هذا الأمر، فهناك العديد من النقاط التي تشير إلى أن الأحواز دولة، وبالتالي كان على بريطانيا أن تراعي أنها دولة، ولا تساعد الدولة الفارسية على أن تستولي عليها.
ومن بين النقاط التي تشير إلى أن الأحواز دولة، تمتعها بالمقومات الأساسية، التي حددتها السياسة الدولية بأنها تكفي لإقامة دولة من أرض وشعب وسيادة. وفي مقال له، يوضح سيد طاهر آل سيد نعمة نائب الأمين العام لحركة التحرير الوطني الأحوازي وعضوالمجلس الوطني الأحوازي الأبعاد القانونية لأحقية الأحواز بوصف الدولة، وننقل عنه – بتصرف – بعضا مما أكد فيه أن الأحواز دولة وفق القانون الدولي:

وعند النظر، وفق المفهوم الدولي القانوني لنشوء الدول، في واقع الحكم العربي في عربستان (الأحواز) نجد أن أركان الدولة كانت متوفرة فيه عبر تاريخه الطويل الذي يمتد منذ نشؤ القطر نفسه، وهذه حقيقة ثابتة سنؤكدها بما يأتي، مع الإشارة إلى أن حجب ركن السيادة في بعض الفترات التي خضعت فيها عربستان لنفوذ خارجي لا يثلم حقه القانوني الراسخ في استعادة هذه السيادة وضمها إلى الركنين الأخريين من أركان نشؤ الدولة، من أجل استكمال وجوده الدولي وممارسة حقوقه التي أقرها له الفقه الدولي والقانون الدولي. راجع عبد المجيد إسماعيل حقي: الوضع القانوني لإقليم عربستان في ظل القواعد الدولية.
أركان نشوء الدولة في القانون الدولي، وتطبيقها في عربستان
1— الإقليم:
يكتفي القانون الدولي في وصف الإقليم باعتباره ركنا من أركان نشؤ الدولة بأن يكون معينا وثابتا ومستقرا دائما لشعب أقام فيه وأنشأ عليه نظاما قانونيا وسياسيا.
وحيث أن إقليم عربستان (الأحواز) معين بموقعه وبحدوده وبمساحته، رغم اقتطاع الحكومة الإيرانية أجزاء منه بتصرف انفرادي غير قانوني وغير مشروع، وبما أن شعب الأحواز (عربستان) قد اتخذ هذا الإقليم أوهذه الأرض منذ نشأته مستقرا دائما له، وأنشأ له فيه نظاما قانونيا وسياسيا خاصا به فاختص بواجبه بإدارة الإقليم وبحكمه، فإن ركن الإقليم كما يقتضيه القانون الدولي يعتبرا متوفرا في الحكم العربي في عربستان (الأحـواز) وقائما فيه منذ نشوئه عبر تاريخه.
2— الشعب:
يعرف القانون الدولي الشعب، باعتباره ركنا من أركان نشؤ الدولة، بأنه مجموعة من الناس تقيم بصفة دائمة في إقليم معين وتجمع بين أفراده رغبة العيش المشترك والخضوع لولاية حكم منهم يمثلهم ويختص بادارة شؤونهم كدولة.
وهذا الركن متوفر في شعب عربستان العربي (الأحواز) طوال تاريخه، لأنه أقام بصفة دائمة في إقليمه منذ نشوئه، ولارتباط أفراده بروابط الانتماء. والولاء للحكم العربي فيه (سلطته الوطنية الشرعية) تلك الروابط التي تجسد ت أساسا برابطة القومية العربية بمظهريها الموضوعي والشخصي، حيث تمثل المظهر الموضوعي بوحدة العرق أوالجنس واللغة والدين والتاريخ وتشابه العادات والتقاليد. وتمثل المظهر الشخصي بالإحساس والرغبة المشتركة في العيش تحت سيادة الحكم العربي الذي يستهدف تحقيق مصالحهم وأمانيهم الوطنية والقومية، وعلى ذلك فإن القومية العربية هي الروابط التضامنية التي تجمع بين أفراد شعب عربستان (الأحواز) وتؤكد أنه جزء من الأمة العربية، وفق هذه الدلائل:
أ— وحدة العرق والجنس: وتتمثل بتكوين الشعب بأغلبية مطلقة ساحقة من قبائل عربية أصلية اتخذت عربستان منذ نشأتها موطنا لها.
ب — اللغة العربية: واللغة العربية هي لغة شعب الأحواز (شعب عربستان)، وهي تربطهم برابطة لا تنفصم وتشد بعضهم إلى بعض.
ج — الدين: ان جميع أفراد شعب عربستان (الأحواز) مسلمون، وهذا يزيد في قوة الرابطة التي تجمعهم كشعب له عقيدة واحدة.
د — الأهداف والمصالح المشتركة: يرتبط شعب الأحواز (عربستان) برابطة معنوية قوية تتمثل بالإحساس بالانتماء الواحد وبضرورة تحقيق الأهداف والمصالح المشتركة للشعب كله، باعتبار أنهم من أصل واحد ولهم لغة واحدة ودين واحد، وأرضهم واحدة.
هـ — التكامل الجغرافي: إن الظواهر الجغرافية الطبيعية بين عربستان وإيران مختلفة تمام الاختلاف، مما جعل شعب عربستان يشعر بأن إقليمه يختلف عن إقليم إيران تمام الاختلاف، وقد دعم هذا الشعور إحساس الشعب بوحدة إقليمه وتميزه عن إقليم إيران. كما أن تشابه تلك الظواهر مع باقي أقطار الوطن العربي جعل الشعب العربي في عربستان يدرك انتماءه إلى الوطن العربي باعتبار أن أرضه هي امتداد للوطن العربي الكبير وان شعب الأحواز هوجزء من الأمة العربية المجيدة.

3— السيادة:
تقضي السيادة باعتبارها الركن الثالث من أركان نشؤ الدولة وجود هيئات سياسية وقانونية منظمة لها الكلمة العليا في الدولة تتولى الإشراف على شؤون الشعب والإقليم بما يحفظ كيانها ويحقق نموها مستعينة في ذلك بما لديها من سلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية. فالدولة لكي تنشأ لا بد أن يتوفر لوجودها، بالإضافة إلى ركني الأرض والشعب، ركن ثالث وهووجود حكومة تتمتع بالسلطات التي تمكنها من القيام بوظائفها وتكون مسئولة أمام الجماعات السياسية الأخرى عن جميع الشؤون التي تتعلق بإقليمها وبشعبها. ويعبر عن هذا الركن في القانون الدولي بـ(السيادة).
ولابد هنا من الإشارة إلى أن شكل نظام الحكم في أي إقليم لا يعني على الإطلاق شيئا بالنسبة لتوفر السيادة في الدولة القائمة عليها، فسواء كان النظام ديمقراطيا أو ديكتاتوريا أو عشائريا أو غيره، فإن القانون الدولي لا يبحث في هذا الشكل ويعتبر السيادة متوفرة بصرف النظر عن شكل نظام الحكم، ويعتبر الدولة قائمة، عند وجود الركنين الآخرين من أركان نشؤ الدول، وبذلك يعترف بحق كل دولة وحريتها في اختيار نظام حكمها وتنظيم إدارتها بالشكل الذي تراه ملائما لها.

وتشير المصادر المختلفة إلى أن الدولة الإيرانية تتحمل مسئولية قانونية إزاء إقليم الأحواز. فقد أشار موقع "الركن الأخض"ر على شبكة الإنترنت، في ملفه الخاص بأزمة الأحواز، إلى أنه:

"من المبادئ الثابتة في القانون الدولي مبدأ إقرار المسؤولية الدولية، الذي يقضي بإلزام الدولة المعتدية بإصلاح الضرر، الذي تسببه لدولة أخرى، نتيجة خرقها التزاما دوليا ارتبطت به بمعاهدة أو بعرف دولي أو قاعدة قانونية دولية. وقـد تبنى القضاء الدولي هذا المبدأ في أحكام عـديدة. وحيث أن الدولة الفارسية بانضمامها إلى عصبة الأمم في عام 1920، وتعهدها باحترام الالتزامات التي نص عليها عهد العصبة، ومنها الالتزام بعدم اللجوء إلى الحرب بهدف اكتساب الأقاليم، فان الدولة الفارسية تتحمل مسؤولية دولية بشنها حربها العدوانية ضد إمارة عربستان في عام 1925 وضم إقليمها إلى أراضيها. وهذه المسؤولية تستوجب إصلاح الأضرار التي تسببت عن تلك الحرب والتعويض عنها وعن كل ضرر وخسارة أصابت أفراد الشعب العربي الأحوازي، مع إعادة الحال إلى ما كان عليه قبل الحرب المذكورة، وذلك بالتخلي عن الأحواز ( عربستان ) والانسحاب منه تمهيدا لمنح شعبه فرصة حقه في تقرير مصيره بنفسه بكل حرية".

هذا الكلام الموثق وسابقه ينفيان أية ادعاءات من جانب الإيرانيين بأن الأحواز لم يكن دولة، وأنه كان إقليما تابعا للدولة الفارسية على مر العصور. وقد حاولت إيران، على مر السنين والأنظمة، أن تغير من الواقع القائم في الأحواز لكي تجعل من كل المسوغات السابقة كلاما بلا سند على أرض الواقع، فكانت أن بدأت سياسة التفريس أو الفرسنة.

الاستيلاء على ثروات الإقليم
وفي الأسطر التالية، سوف نذكر مجموعة فقط من الإجراءات، التي تقوم بها الحكومة الإيرانية من أجل القضاء على الهوية العربية للإقليم، وإكسابه الطابع الفارسي، بما يلغي تماما أية إمكانية لاستعادة الإقليم استقلاله وهويته العربية، ويتبدى ذلك الأمر في الرقم القائل بأن 87% من الدخل القومي الإيراني العام يأتي من خيرات الأحواز العربية!

الاستيلاء على المياه والأراضي الزراعية:
من أبرز الانتهاكات التي تقوم بها السلطات الإيرانية بحق إقليم الأحواز الاستيلاء على الثروات الطبيعية، التي يتمتع بها الإقليم. وتعتبر هذه الجريمة من الدوافع الرئيسية وراء التطلع الدائم من الفرس في التاريخ القديم والإيرانيين في التاريخ الحديث للسيطرة على الإقليم. فالإقليم يتمتع بالعديد من المقومات الطبيعية من بينها الثروة النفطية الهائلة والأنهار والأراضي الزراعية الخصبة إلى جانب أنه يطل على الخليج العربي بسواحل طويلة.
ومن بين مظاهر الاستيلاء على الثروات الطبيعية للإقليم، ما يشير إلى الكاتب أحمد السلامي، في جريدة "اليوم" السعودية بتاريخ 19/4/2005م، من قيام السلطات الإيرانية بتحويل مجاري الأنهار في الأحواز لتصب داخل الأراضي الإيرانية نفسها، الأمر الذي أضر بالزراعة في الإقليم مقابل نموها في الأراضي الإيرانية مثل القيام بمد قناة مائية من نهر قارون في الإقليم إلى قرية رفسنجان الفارسية، مسقط رأس الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، والتي تشتهر بزراعة الفستق، لري الأراضي التي تعود ملكية أغلبها إلى رفسنجاني.
وتوضح مؤسسة الدراسات القومية الأحوازية في دراسة لها أن الحد الأدنى لتدفق مياه نهر قارون حسب القراءات المسجلة قبل الاحتلال الإيراني في الأعوام 1901 و1903 قد بلغ 10000 قدم مكعب في الثانية، وهو المنسوب الذي يرتفع في أوقات الفيضانات من 120000 إلى 140000 قدم مكعب في الثانية. إلا أن الدراسة ذكرت أن معدل تدفق المياه في النهر وصل، في العام 2009، إلى أدنى مستوياته على الإطلاق والمقدر بـ 150 متر مكعب في الثانية، وذلك حسب البيانات الواردة من السلطات الإيرانية. وتؤكد الدراسة أن مياه الصرف الصحي الإيرانية تشكل أكثر من 50% من حجم المياه المتدفقة في النهر في الثانية الواحدة، أي أن كل 150 متر مكعب تضم ما يزيد على الـ75 مترا مكعبا من مياه الصرف الإيرانية.
وأيضا توضح المؤسسة أن هور الفلاحية المدرج على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو عام 1975م على وشك الجفاف الكلي، مشيرة إلى أن هذا الهور يتشكل من دخول أكثر من مليار متر مكعب من المياه سنوياً من نهر الجراحي الأحوازي والأنهر الفرعية إلى مدينة الفلاحية الأحوازية.
كذلك تذكر اللجنة الإعلامية في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز أن الإيرانيين أقاموا العديد من السدود لنقل مياه الأنهار في الإقليم، كنهري الدز وقارون، إلى المحافظات والمدن الفارسية القريبة من الإقليم، وحتّى البعيدة مثل أصفهان ويزد ورفسنجان وغيرها، وحرمان الأحوازيين من المياه الصالحة للشرب، إلى درجة جعلت الإقليم المعروف بوفرة مياهه يعاني أهله من قلة المياه الصافية، حتى أصبح اليوم المواطن الأحوازي يشتري الماء الصالحة للشرب من المحلات التجارية.
كما تذكر اللجنة في دراسة شاملة لها حول " حول تفريس الأرض والإنسان الأحوازيين" أن الإيرانيين عمدوا، إلى الاستيلاء على ضفتيه، بدءا من مدينة الأحواز حتى مدينة المحمّرة، من خلال تنفيذ مشاريع زراعية ضخمة مثل قصب السكر بالرغم من عدم جدوى هذه المشاريع للاقتصاد الإيراني. وتقول اللجنة:

"أما بالنسبة لإحصائية الخبراء فإن قطر الأحواز يحتاج إلى 47 مليار متر مكعب من المياه في العام الواحد، إلا أن هذه الكميّة لم تبلغ مداها في الوقت الراهن بعد أن سرقت الحكومة المحتلة مياه الأحواز في وضح النهار. وتقدّر نسبة المياه المتدفقة إلى الأحواز، بين 30 إلى 32 مليار متر مكعب في السنة، وتكفي هذه النسبة من المياه لزراعة 1.4 مليون هكتار من الأراضي الأحوازية، بينما تبلغ الأراضي الصالحة للزراعة في القطر أكثر من 3 ملايين متر مكعب علماً أن مشاريع قصب السكر التي نفّذها "هاشمي رفسنجاني" في الأحواز تستهلك لوحدها 16 ألف متر مكعب في الثانية للهكتار الواحد".

وأيضا، تشير اللجنة في دراستها سابقة الذكر إلى عدد السدود، التي تم بناؤها في الإقليم أو تلك، التي لا تزال قيد الدراسة والتخطيط. وتوضح اللجنة في هذه الجزئية حجم الطاقة الكهربية الناشئة عن السدود المقامة أو تلك المستهدف تحقيقها، والطاقة التخزينية لتلك السدود، مشيرة إلى أن 70% من حجم الإيجابيات الناجمة عن هذه السدود في القطاعين المائي والكهربائي يذهب إلى إيران ولا يستفيد منه الأحوازيون. ومن أبرز تلك السدود:

سد گتوند عليا: وهو على نهر قارون (قارون)، 25 كم شمالي تستر ويبلغ ارتفاعه 180 متر وحجمه في استيعاب الماء 4500 مليون متر مكعب وينتج أكثر من 2000 ميجاواط من الكهرباء.
سد شهيد عباس بور (قارون 1): هذا السد يقع على نهر قارون (قارون) في مسجد سليمان وبارتفاع 200 متر وبمخزون مائي يبلغ 3139 مليون متر مكعب وإنتاج 2000 مليون واط من الكهرباء
سد قارون 2: ارتفاع هذا السد 125مترا وحجمه المائي 206 مليون متر مكعب وينتج 600 ميجاواط من الكهرباء ويقع في قطر الأحواز شمالي غربي مدينة إيذج، على بعد 72 كم من قارون واحد.
سد قارون 3: يبلغ ارتفاع هذا السد 205 أمتار ويجمع مخزون مائي يبلغ ال 2750 مليون متر مكعب وينتج 2000 ميجاواط ويرتفع إلى 3000 ميجاواط ويقع في الأحواز على بعد 28 كم شرقي مدينة إيذج.
سد قارون 4: ارتفاع هذا السد 230 مترا وبمخزون مائي يبلغ 2200، (2/2)مليون متر مكعب وينتج 1000 ميجاواط من الكهرباء ويقع على نهر قارون، ويبعد مسافة 180 كم جنوبي غربي مدينة شهركرد وهي مدينة كردية تابعة لإقليم كردستان.
سد قارون 5: ارتفاع هذا السد 188 مترا وحجم مخزونه المائي 2013 مليون متر مكعب وينتج 200 ميجاواط من الكهرباء ويقع على نهر قارون حيث يبعد 30 كم عن مدينة لردكان.
سد كرخة: في مدينة الصالحية بارتفاع127 مترا ومخزونه المائي 7300 مليون متر مكعب و934 جيجاواط من الكهرباء ويقع على نهر الكرخة في إقليم الأحواز ويبعد 21 كم عن شمالي غربي مدينة الصالحية. وأطلق عليه الفرس حين إنشائه اسم سد "عــــرب كـــش"، ويعني قاتـــل العــرب.
سد بختياري: يبلغ ارتفاع هذا السد 315 مترا ويبلغ حجم مخزونه 4/8 مليار متر مكعب وسينتج هذا السد 1500 ميجاواط من الكهرباء ويقع هذا السد على بعد 70 كم أبعد من سد الدز وعلى نفس المصدر المائي لشط الدز في داخل الأراضي الإيرانية.
سد سيمره: سيكون ارتفاعه 180 مترا وبمخزون مائي يبلغ 3215 مليون متر مكعب وبإنتاج طاقة متوقعه تبلغ 480 ميجاواط. بدأ العمل في هذا المشروع 1997 وأنشئ من أجل تحويل مجرى النهر إلى مناطق أخرى فارسية.
سد باعلم: يبلغ ارتفاع هذا السد 200 متر وحجم مخزونه المائي 3127 مليون متر مكعب وينتج 430 ميجاواط من الكهرباء ويقع على نهر الكرخة على مسافة أربعين كيلومتر جنوبي مدينة بلدختر في محافظة عيلام، التي اقتطعت من إقليم الأحواز بحجة التنظيم الإداري.
سد مسجد سليمان: ارتفاعه 177 مترا ومخزونه مائي يبلغ 228 مليون متر مكعب وبطاقة إنتاجية تبلغ 2000 ميجاواط من الكهرباء (حاليا ينتج 1000 ميجاواط) ويقع على نهر قارون في إقليم الأحواز يبعد حوالي 160 كم شمالي شرقي مدينة الأحواز العاصمة.
سد ليرو: يهدف إلى قطع مجرى مياه نهر الدز عن الأحـواز، أي أن الإيرانيين يحرفون المياه من لرستان إلى المدن الفارسية للحيلولة دون وصولها إلي مجاريها الأساسية والتاريخية في الأحـواز.
سد بازفت: ويبلغ ارتفاع هذا السد 207 أمتار وحجم المخزون المائي لهذا السد يقارب ال 450ميليون متر مكعب وينتج 200 ميجاواط وينتج سنويا 750ميجاواط ويقع هذا السد على الحدود الأحوازية الإيرانية.
سد دز: ارتفاع هذا السد الذي يعتبر من أكبر السدود في الأحواز يصل إلى 203 أمتار وهو من أكبر السدود في إيران عند بنائه، وحجم مخزونه المائي يبلغ 3460 مليون متر مكعب وإنتاج 520 ميجاواط من الكهرباء يبعد هذا السد 25 كم من مدينة قنطرة القلعة (دسبول) شمالي الأحواز.
سد مارون: بارتفاع 165 مترا و1200 مليون متر مكعب من المخزون المائي وينتج 75 ميجاواط من الكهرباء ويقع هذا السد على مسافة 19 كم شمالي شرقي مدينة بهبهان في الأحواز.
سد خرسان 1: يبلغ ارتفاعه 170 مترا وحجم مخزونه المائي 291 مليون متر مكعب من الماء وينتج 365ميجاواط من الكهرباء ويقع في محافظة جهار محال.
خرسان 2: ارتفاع هذا السد 240 مترا ومخزونه المائي 2033ميليون متر مكعب وينتج580 ميجاواط من الكهرباء ويقع على نهر خرسان ويبعد 40 كم قبل تلاقي نهر خرسان بنهر قارون.
خرسان 3: ارتفاع هذا السد 163 مترا وحجمه في استيعاب الماء 778 مليون متر مكعب وينتج300 ميجاواط حيث يقع على نهر خرسان، 43 كم عن مدينة لردكان.
سد زالكي: يبلغ ارتفاع هذا السد 210 أمتار وحجمه لاستيعاب الماء يبلغ ال 1517 مليون متر مكعب بإنتاج466 ميجاواط.
سد سازبن: ارتفاع هذا السد 157مترا وحجمه لاستيعاب الماء 1609ملايين متر مكعب وينتج 375 ميجاواط من الكهرباء ويقع على نهر سيمره 30 كم شرقي محافظة عيلام.

عشرون سدا تبنيها السلطات الإيرانية على أنهار الأحواز من أجل تحويل المياه الأحوازية إلى داخل الأراضي الإيرانية، في استيلاء فاضح وصريح على المياه الأحوازية، وفي محاولة لسلب الإقليم ثرواته وتكريس تبعيته للدولة الإيرانية. وهناك غير تلك السدود، الكثير من الإجراءات، التي تقوم بها السلطات الإيرانية للسيطرة على الموارد المائية للإقليم، بخاصة في ظل ما يسود في العالم حاليا، ومنذ فترة طويلة، من أن النزاعات القادمة ستكون على المياه، الأمر الذي يدفع الدول إلى الاحتراب لتأمين احتياجاتها من المياه، وهو ما تقوم به إيران حاليا بالاستيلاء على المياه الأحوازية.
كما تؤكد المصادر الأحوازية أن السلطات الإيرانية تعمل على استخدام الأراضي و المياه الأحوازية في المشاريع النووية سواء في الأحواز، ممثلة في مشروع دار خوين الواقع 70 كيلو جنوب الأحواز أو مشروع الزرقان الواقع 20 كيلو شرقي الأحواز، أو تلك التي بنيت في بوشهر، وعلى ضفاف الخليج، وهي المشاريع التي لا تستفيد منها منطقة الأحواز. كما أن مصادر الجبهة الشعبية الديمقراطية الأحوازية تؤكد أن هناك وثائق تدل على تلوث المياه الأحوازية بسب استخدام الأنهار، بخاصة مياه نهر قارون، لأغراض نووية.
إلا أن هناك جانبا آخر من جوانب حرمان الإيرانيين للأحوازيين من المياه أو تلويثها لهم، ويتجلى هذا الجانب في الضغط على أبناء الإقليم للرضوخ للاحتلال الإيراني. ويتفق ذلك ما مع سبق أن قاله الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني من أنه "سيعطش" الأحواز، ردا على قذفه بالطماطم الفاسدة خلال زيارته لمدينة المحمرة عقب الحرب العراقية الإيرانية.
وفيما يتعلق بالثروة الزراعية والحيوانية، يقول الواقع على الأرض إن الأحواز تتمتع بمناطق وافرة للرعي، ويساعد على ذلك وفرة الموارد المائية والعشب ومختلف أنواع العلف الحيواني. وتعتبر الزراعة المورد الرئيسي لشعـب الأحـواز، وهي حـرفـتهم الأولى، وتشكل مياه نهري قارون والكرخة وروافـدهـما المـصدر الرئيسي للري في الأحـواز.
وتشتهر الأحـواز بزراعة النخـيل، وخـاصة بين المحمرة وعـبادان والفلاحـية، وبزراعة الحـنطة والشـعـير والحمضيات والرجي (البطيخ) والشمام وقـصب السكر والشوقـندر والأرز والقـطن والتين والتوت، وغـيرها. كما يـقـدر إنتاج الأحـواز من الحـبوب ما يـعادل ثلث إنتاج إيران المقـدر بـ3 ملايين طن. كذلك تنتج نحـو 250 ألف طن من الرز، أي ربع الإنتاج الإجمالي لإيران، وذلك هـذا حسب المصادر الرسمية الإيرانية للعام 1981.
كما يشتهر إقليم الأحواز بتربية الحيوانات المنتجة والأسماك والطيور. وتوضح الأرقام الخاصة بالثروة الحيوانية في الإقليم أن تعداد الجاموس الثابت في الإحصاء الرسمي لعام 86— 1987م ما يقارب 59.932 رأسًا، ومن الأبقار 428.831 رأسًا، ومن الماعز 1,415,417 رأسًا، ومن الجمال 5.174 رأسًا ومن الماشية 2,714,211 رأسًا. إلا أن هذا الإحصاء يبقى تقريبيًّا، نظرا لأن هناك رؤوس ماشية تملكها العشائر، مما يجعل حصرها صعبا، وبالتالي يصبح التعداد أكثر من ذلك.
ويوضح قطاع الثروة الحيوانية الانتهاكات الصريحة، التي تقوم بها السلطات الإيرانية بحق الإقليم، فالوقائع تشير إلى أن أعدادا كبيرة من هذه الحيوانات تنفق بسبب عدم تواجد الخدمات البيطرية لإنقاذها، إلى جانب انتشار بعض الأوبئة الفتاكة، دون قيام السلطات بتقديم الرعاية الكافية لها.

النفط والغاز الطبيعي
يمثل النفط العنصر الأبرز في الثروات الطبيعية المتوافرة في الأحواز، وهو العنصر الذي أدى إلى الاحتلال الإيراني لها في العام 1925م، في إطار تفاهم مصالح بين الإيرانيين والبريطانيين كما سبق أن ذكرنا.
وفي الأسطر القليلة القادمة، سوف نتعرف على مقدار ما تتمتع به الأحواز من ثروات نفطية غزيرة، فتشير الحقائق إلى أن البترول أهم الثروات الطبيعية في الأحواز وأنه يمثل عماد الاقتصاد الإيراني؛ حيث يشكِّل 90% من إجمالي إنتاج إيران النفطي، ويبلغ الإنتاج الإيراني النفطي حوالي 4 مليون برميل يوميا بما يوازي 4.5% من المعروض العالمي، منها 2.59 مليون برميل مخصصة للتصدير، وهي الأرقام التي تجعل إيران خامس بلد مصدر للنفط على مستوى العالم.
وتنقل وكالات الأنباء عن المسئولين الإيرانيين في العام 2008 تصريحا لافتا؛ حيث يشير غلام عباس جوكار المدير في شركة النفط البحري الإيرانية الوطنية إلى أن إنتاج الحقول البحرية النفطية في إيران بلغ مستوى قياسي بلغ 723 ألف برميل يوميا بين مارس 2007 ومارس 2008. وأهمية التصريح تنبع من أن هذه الحقول تقع داخل إقليم الأحواز أي أن حوالي خمس الإنتاج الإيراني اليومي من النفط يأتي من داخل المياه الأحوازية، ناهيك عن المنابع الواقعة في أراضي الإقليم، والتي تقدم، كما أشرنا منذ قليل، 90% من إنتاج النفط الإيراني.
وفيما يتعلق بالغاز الطبيعي، يقول الخبراء إن احتياطي الغاز الطبيعي في الأحواز يمثل ثالث أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في العالم، وتوجد أشهر مصافي الغاز في الإقليم وفي العالم في مدن معشور وسيد جري، ويتم جمع الغاز في مصفاة بيد بُلَنْد، بالقرب من مدينة سيد جري، وتنتج مصفاة غاز "معشور" يوميًا 48.800 برميل من الغاز الطبيعي السائل المضغوط، أما مصفاة بيد بُلند فتنتج عشرات الملايين من الأمتار المكعبّة يوميًا، وتنتج مصفاة غاز مدينة الأحواز 850.000 مكعب يوميًا.
كل هذه الأرقام تعكس بشاعة الاستغلال الفارسي للأراضي الأحوازية، بخاصة إذا ما علمنا أن نسب الفقر في الإقليم وصلت إلى وقوع 80% من سكان الإقليم تحت خط الفقر، وفق أرقام الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية. فيما تشير الإحصاءات الإيرانية الرسمية إلى أن نسب البطالة في الإقليم تصل إلى 32%.
وليت الأمر اقتصر على ذلك، إلا أن الإيرانيين، الذين يظهرون العداء للكيان الصهيوني، يقومون في الخفاء بتصدير النفط الأحوازي للكيان الصهيوني!! فيقول الوسيط النفطي الأمريكي "مارك ريتش" إن شركته ظلت تقدم النفط المستورد من الأحواز في إيران إلى الكيان الصهيوني بين عامي 1970 و1990، أي أن نظام الثورة الإيرانية ظل يتعامل بنفس الأسلوب الذي كان يتعامل به نظام الشاه الذي أسقطته ثورة الخميني في العام 1978. ويضيف "ريتش"، في كتاب (بيع النفط الإيراني على إسرائيل في زمن الحرب) لمؤلفه الصحفي السويسري "دانيال أمان"، إن شركته كانت توفر ما بين 7 مليون إلى 15 مليون برميل من النفط الإيراني سنويا للكيان الصهيوني.
وعلى الرغم من أن كلام الوسيط الأمريكي هذا لا يجب أن يؤخذ كمسلم به، إلا أن الأرقام التي يوردها تؤكد أن هناك معاملات حقيقية، وحتى وإن تم التشكيك في صدقية حديثه من جانب البعض، فالسلطات الإيرانية لم تقم بتكذيب ما يقول!!
مما سبق، يظهر مقدار الفوائد التي تجنيها الدولة الإيرانية من السيطرة على إقليم الأحواز، وهو ما يجعل مهمة الإقليم في انتزاع الاستقلال صعبة للغاية، في ظل الاعتماد الإيراني شبه الكامل عليه طبيعيا، إلى جانب غياب الدعم العربي على كافة المستويات، بالإضافة إلى ما تقوم به السلطات الإيرانية من إصباغ الطابع الفارسي على الإقليم، وهو ما يعرف باسم سياسة "الفرسنة" أو "التفريس"، وهي السياسة التي ستكون محور الحديث القادم في هذا الكتاب.

إخفاء الطابع العربي... التفريس أو الفرسنة!!
تعلم السلطات الإيرانية الفارسية تماما أن إقليم الأحواز يمثل الرئتين الأولى والثانية، ولربما الثالثة!، للاقتصاد الإيراني، وبالتالي تعمل جاهدة على ألا ينفصل الإقليم أو حتى يتمتع بالحكم الذاتي.
ومن هنا، تنطلق الدولة الإيرانية في سياستها العنصرية تجاه سكان الإقليم بالعمل على محو الهوية العربية، وإكساب الإقليم الهوية الفارسية، لتذويب سكان الإقليم في إيران، هذا من ناحية. ومن الناحية الأخرى، العمل على كسر أية روابط بين الإقليم وبين الشعوب العربية وبالتالي تحرم سكان الإقليم من أي سند عربي رسمي أو شعبي. وتتمثل الخطوات، التي تتخذها الحكومة الإيرانية بصدد "تفريس" أو "فرسنة" الإقليم العديد من الأشكال، يمكن الإشارة إلى أبرزها في الأسطر التالية.
بدأت السلطات الإيرانية سياستها لتفريس الإقليم منذ الأيام الأولى لاحتلالها له؛ حيث قامت بتغيير اسمه من إقليم الأحواز إلى إقليم "خوزستان"، وهو تعبير فارسي يعني بالعربية "أرض القلاع"، وهو التعبير، الذي كان يطلق على الإقليم أثناء الحكم الساساني الفارسي له، قبل الفتح الإسلامي. وحتى عندما قاوم العرب هذا المسمى، وأصروا على تعبير "الأحواز"، راحت إيران تعمل على تشويه الاسم العربي وأخذت في نشر "الأهواز" وهو النطق الفارسي لكلمة "الأحواز" العربية!!
وتستمر عملية تغيير أسماء المدن بطريقة تثير العجب، فالفرس يتدخلون في تغيير السبب في إطلاق الأسماء على المدن، فينسبون الأسماء إلى تاريخ فارس لا التاريخ الأحوازي العربي الأصيل...! ومن بين النماذج على ذلك ما جرى في مدينة الأحواز، وهي كبرى مدن الإقليم، فتشير المصادر إلى أن الإيرانيين أطلقوا على المدينة مسمى "الناصرية"، بعد دمجها في مدينة "الناصرية" المجاورة لها، وذلك للتقليل من مسمى "الأحواز" في الإقليم!! والغريب في الأمر أنهم قالوا إن مدينة الناصرية تلك تمت تسميتها نسبةً إلى "ناصر الدين شاه" وهو ملك فارسي من أسرة القاجاريين، وذلك على الرغم من أن المدينة أنشئت قبل مولد الملك بل وقبل سيطرة القاجاريين على فارس (إيران) نفسها، وانطلاقهم بعد ذلك لاحتلال الأحواز! والأصل الحقيقي لاسم المدينة أنها تُنْسَبُ إلى الأمير ناصر بن محمد الكعبي!
كما أن الفرس قاموا بإطلاق اسم "بهمشير" على نهر "المحمرة"، بل إن "المحمرة" نفسها تم تغيير اسمها إلى "خورام شهر". وأيضا، أبدلوا حرف العين بالباء في اسم مدينة "عبدان" لتصبح "آبدان"، كذلك تم تغيير اسم مدينة "الحويزة" لتصبح "دشت ميشان"، و"تستر" تم تغييرها إلى "شوشتر"، وغير ذلك من الأمثلة الكثير.
وإلى جانب سياسة تغيير أسماء المدن، هناك سياسة تهجير العرب من الإقليم وتسكين الفرس بدلا منهم، وهي السياسة التي أدت إلى تقليص نسبة السكان العرب في الإقليم من 99%، إلى 95%. كذلك هناك التضييق على العرب في فرص العمل في الإقليم من خلال التقليل من الاستثمارات الموجهة للإقليم، بل وسحب ثرواته الطبيعية لتنمية أقاليم أخرى، إلى جانب عدم قيام الإيرانيين بتوفير فرص عمل بديلة للأحوازيين في الأقاليم الأخرى في إيران، بما يؤدي إلى هجرة الأحوازيين من البلاد، وإقامتهم في البلدان العربية المجاورة لإيران، بحثا عن حياة أفضل وفرارا من الاضطهاد السياسي الممارس ضدهم في إيران، كنوع من التمييز على الهوية.
وتدخل الثقافة كإحدى الأدوات، التي تستخدمها السلطات في إيران من أجل ضرب الهوية العربية في الإقليم، فقد حرمت السلطات الإيرانية العرب من استخدام لغتهم في التعاملات الرسمية، فالإيرانيون لا يعترفون إلا باللغة الفارسية لغة رسمية في البلاد. كذلك قامت السلطات الإيرانية بمنع إصدار أية صحيفة ناطقة باللغة العربية، وذلك منعا لإثارة وعي الشباب العربي في إقليم الأحواز بقضايا إقليمه الساعي إلى استعادة استقلاله. وتؤدي هذه السياسات إلى حصار ثقافي شديد الخطورة على وعي الشباب العربي في الإقليم، بالنظر إلى أنه يعزله عن قضايا إقليمه، وكذلك عن القضايا العربية ككل، ولا يجعل أمامه إلا الرؤية الفارسية للقضايا، بالنظر إلى أن المنع لا يقتصر على اللغة فحسب، ولكنه يتعداه إلى الرقابة على الأفكار أيضا!!
إلى جانب ذلك، تتمثل محاولات التفريس في عدم السماح لعرب الأحواز بتعلم اللغة العربية لغتهم الأم في تناقض صريح مع القرار الصادر عن اليونسكو في عام 1999 والذي دعا إلى ضرورة إتاحة الفرصة أمام كل إنسان لتعلم لغته الأم جاعلا يوم 21 فبراير من كل عام "اليوم العالمي للغة الأم". ولما كانت إيران قد وقعت على هذه الاتفاقية باعتبارها عضوا في اليونسكو، فإن ذلك يعني أن السلطات الإيرانية ملزمة بتطبيق القرار.
إلا أن الأمر لا يقتصر على ذلك بل إنه يصل إلى حد تجاهل مناطق الأحواز في توزيع المدارس بدعوى عدم كفاية الأطفال في كل منطقة بالأحواز لإقامة مدرسة ابتدائية، فعمد الإيرانيون إلى تجاهل إقامة مدارس في تلك المناطق واكتفوا بمدرسة واحدة لتخدم أكثر من قرية مما يتسبب في معاناة الأطفال في التنقل بين المنزل والمدرسة مما ينتج عنه توقف الأطفال عن الذهاب إلى المدارس. كذلك، فإنه حتى تلك المدارس تفتقد لأبسط المقومات الآدمية من دورات مياه وما إلى ذلك، إلى جانب تعنت المعلمين الفرس مع الأحوازيين العرب، وفقا لمقال صحفي بقلم الكاتب صباح الموسوي.

كان هذا عرضا سريعا لأبرز الانتهاكات، التي تمارسها السلطات الإيرانية الفارسية بحق العرب من أبناء إقليم الأحواز، وهي الانتهاكات، التي تسعى إلى تجريد الإقليم من كل شيء بحيث يبقى تابعا لإيران، بما يتيح في المستقبل تحقيق حلم الإمبراطورية الفارسية على حساب الأراضي العربية. فالانتهاكات شملت السيطرة على الموارد، وعدم إتاحة المجال أمام أبناء الإقليم للاستفادة منها، كذلك الحرمان حتى من عوائد استثمار هذه الموارد. ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تعداه إلى الحرمان حتى من حق الإقامة في الإقليم، باتباع السياسات التهجيرية من أجل زيادة أعداد الفرس في الإقليم على حساب العرب، بما يضمن تفريسه بشكل كامل!
******

الموقف العربي من قضية الأحواز

هناك التباس كبير في الموقف العربي من قضية الأحواز، ولعل ذلك الالتباس يرجع إلى عدد من العوامل بعضها إقليمي والآخر داخلي. فمن العوامل الإقليمية أن إيران تعتنق المذهب الشيعي وتقع بالقرب من السواحل العربية والتي تضم سكانا شيعة كثرا بينها يصل بهم الحال إلى أن يشكلوا أغلبية في البحرين. وبالتالي، تخشى الدول العربية أنها إذا ما طالبت باستقلال الأحواز أو دعمت قضيتها أن تقوم إيران بتدعيم الأقليات الشيعية في العالم العربي وتشجيع مسعاها الانفصالي.
ولكن هذا التحفظ العربي مردود عليه بأن الإيرانيين بدؤوا بالفعل التدخل في الشئون العربية من حيث إثارة القلاقل في البحرين كما رأينا في أحد لقاءات كرة القدم بين المنتخبين البحريني والإيراني في العاصمة البحرينية المنامة عندما رفع البحرينيين من أصل فارسي ويسمون بـ"العجم" العلم الإيراني في استاد المنامة، وهو الأمر الذي أثار الكثير من الاستياء في الأوساط العربية. ذلك إلى جانب التحركات الإيرانية الأخيرة في الأزمة البحرينية والتي استهدفت دعم الشيعة في مطالبهم الإصلاحية لا لكونها مطالب إصلاحية ولكن لاعتبارات مذهبية، وهو الأمر الذي أثار حفيظة دول الخليج العربي فراحت تدعم السلطة الحاكمة في البحرين.
كما أن التصريحات التي نقلها علي أكبر ناطق نوري أحد كبار مستشاري المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران عام 2009 والتي قال فيها إن "البحرين إيرانية" توضح النوايا الإيرانية ضد المنطقة العربية، مما دفع الدول العربية إلى اتخاذ مواقف سياسية وصلت تداعياتها إلى حد إعلان المغرب قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران.
ولا يخفى على أحد ما قامت به إيران من تدعيم للشيعة في العراق ضد السنة والتحالف مع الاحتلال الأنجلو أمريكي ليس بداعي نشر الديمقراطية وحماية الحقوق المدنية والدينية بالطبع ولكن لتحقيق مبدأ نشر الثورة الإيرانية في العالم العربي وكسب دول تدور في الفلك الإيراني. إلى جانب الحديث عن الدعم الإيراني للمتمردين الحوثيين في اليمن.
كذلك، هناك عوامل داخلية في الدول العربية تمنعها من اتخاذ إجراءات قوية ضد إيران وهي أن في الدول العربية أقليات تخشى الدول العربية أنها إن دعمت مسعى عرب الأحواز في الانفصال، انفصلت عنها تلك الأقليات مثل الأمازيغ في الجزائر والمغرب والأقليات العرقية المتنوعة في السودان والأكراد في سوريا "رغم بعدها كل البعد عن دعم الأحواز في إيران للعلاقات الإستراتيجية التاريخية بين الإيرانيين والسوريين والراجعة أيضا للمذهب الشيعي العلوي الذي يعتقنه الحكام في سوريا.
ويبرز الموقف المصري كأحد أقوى المواقف العربية من قضية الأحواز، على ضعفه بشكل عام. فتشير صحيفة الشرق الأوسط اللندنية إلى أن مجلة باسم (عرب الأحواز) حصلت على إذن بالصدور في مصر في عام 2008، وهي المجلة التي كانت ذات ترخيص أجنبي وتصدر في مصر مديرها العام مصري هو الدكتور عبد الصمد الشرقاوي.
وتوالت زيارات الوفود الأحوازية إلى القاهرة ومن بينها زيارة قام بها وفد من الجبهة الديمقراطية الشعبية في ذلك العام، التقى الوفد خلالها بأعضاء حزب التجمع الوحدوي، كما قام بزيارة لجريدة (الأسبوع) الأسبوعية.
وعلى الرغم من هذا النشاط، فإنه لا يرقى بأي حال من الأحوال لما يمكن تسميته دعم القضية الأحوازية، وهو النشاط الذي يحتاج إلى الكثير من التفعيل، سواء من المنطلقات القومية العربية أو من منطلق رد الجميل لإيران على تدخلها في الشئون العربية وهو التدخل الذي ازداد بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 وتولي الشيعة السلطة هناك.





#حسين_محمود_التلاوي (هاشتاغ)       Hussein_Mahmoud_Talawy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحواز... ما الأحواز؟؟!! (3)
- الأحواز... ما الأحواز؟؟!! (2)
- الأحواز... ما الأحواز؟؟!! (1)
- 30 يونيو... كنت هناك... وهناك أيضًا...
- هكذا قال لي أبي...
- فلينزع الحجاب... هل حقا الحجاب مرارة؟!
- -وَدِّينِي لماما-
- العرب والمسئولية الأخلاقية عن الفعل... وتداعياته
- الهزيمة كان اسمها فاطمة... عن الإنسان الرخيص
- البطولة... هل نحن في عصر الإنسان -العادي-!؟
- هو لص... وهم كلاب... فماذا عنها؟!
- العقل إذ يستقيل... ثم يحيل
- عندما تتكلم شهرزاد... ليصمت أصحاب الشوارب!!
- عزازيل... الشيطان يكمن في هيبا
- العزلة سبيلًا للحرية... والحفاظ على الهوية!!
- يسقط حكم العسكر... ما حكم العسكر؟!
- المأزق الراهن... كيف صرنا إلى ما صرنا إليه؟!
- بين كنفاني وموريس... التوثيق الروائي والزيف الوثائقي!!
- جيل النكسة وإحباطات الشباب... الحل العكاشي!!
- التاريخ... بين ابن خلدون وسان سيمون


المزيد.....




- مصدر لـCNN: مدير CIA يعود إلى القاهرة بعد عقد اجتماعات مع مس ...
- إسرائيل تهاجم وزيرا إسبانيا حذر من الإبادة الجماعية في فلسطي ...
- تكريما لهما.. موكب أمام منزلي محاربين قديمين في الحرب الوطني ...
- بريطانيا تقرر طرد الملحق العسكر الروسي رداً على -الأنشطة الخ ...
- في يوم تحتفل فيه فرنسا بيوم النصر.. الجزائر تطالب بالعدالة ع ...
- معارك في شرق رفح تزامناً مع إعادة فتح إسرائيل معبر كرم أبو س ...
- لماذا لجأت إدارة بايدن لخيار تعليق شحنات أسلحة لإسرائيل؟
- بوتين يشيد بقدرة الاتحاد الأوراسي على مجابهة العقوبات الغربي ...
- كشف من خلاله تفاصيل مهمة.. قناة عبرية تنشر تسجيلا صوتيا لرئي ...
- معلمة الرئيس الروسي تحكي عن بوتين خلال سنوات دراسته


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسين محمود التلاوي - الأحواز... ما الأحواز؟؟!! (4)