أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسين محمود التلاوي - الأحواز... ما الأحواز؟؟!! (3)















المزيد.....



الأحواز... ما الأحواز؟؟!! (3)


حسين محمود التلاوي
(Hussein Mahmoud Talawy)


الحوار المتمدن-العدد: 4540 - 2014 / 8 / 11 - 13:46
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


الفصل الثالث
الدول التي قامت في الأحواز

شهد إقليم الأحواز قيام العديد من الدول والممالك، والتي كانت عربية بعيدة كل البعد عن الفارسية، وهوما يدحض المزاعم الإيرانية بأن سكان الإقليم من الفرس، وبالتالي يحق لإيران السيطرة عليه واعتباره جزءا تاريخيا منها. وفي الأسطر التالية، سنعرض لأبرز الممالك والدول العربية التي قامت في الإقليم، وأهم الشخصيات التي لعبت دورا في الحفاظ على عروبته في مواجهة الأطماع الفارسية.

نظرة تاريخية
كما قلنا في السابق، بدأت أولى الحركات الاستيطانية في إقليم الأحواز منذ 6 آلاف عام، بعدما وفدت القبائل العيلامية السامية من الجزيرة العربية لتستقر في الأحواز، وتخضع في البداية لسلطة الدولة الأكادية قبل أن يثوروا عليها ويحتلوا عاصمتها أور في 2320 ق.م، ويؤسسوا لدولة قوية بسطت سيطرتها على كل القبائل السامية التي كانت تستوطن الأحواز في ذلك الوقت.
ولكن الدولة العيلامية تهاوت أمام البابليين، وخضعت الأحواز بالتبعية للدولة البابلية في عهد حامورابي في العام 2094 ق.م، إلا أن العيلاميين استردوا أنفاسهم وفتح الملك العيلامي شوتروك ناخونته أرض بابل في العام 1160 ق.م، واستولى على تمثال مردوك أكبر معبودات بابل مما عنى سقوط الدولة البابلية. إلا أن العام 640 ق.م شهد قيام الملك الآشوري آشور بانيبال بالإطاحة بالدولة العيلامية، التي لم تتحمل ضربات المحاربين الآشوريين الأشداء، مما أدى بالإقليم إلى أن يتبع الدولة الآشورية، ثم انتقلت السيادة في الإقليم للدول التي تعاقبت على المنطقة من كلدانيين ثم ميديين، حتى جاءت مرحلة الدولة الأخمينية في عمر الإقليم.

بدء الأطماع الفارسية
ويمثل احتلال الدولة الأخمينية لإقليم الأحواز في تلك المرحلة بداية الأطماع الفارسية فيه. فقد غزاها الأخمينيون قبل 5 قرون من الميلاد على يد قوروش. وقام الأخمينيون بأعمال تطهير عرقي واسع النطاق في صفوف العرب بغرض إخضاعها لسيطرتهم، إلا أن السكان العرب أبرزوا مقاومة دفعت الأخمينيين إلى أن يمنحوا الإقليم نوعا من الحكم الذاتي.
وقد تمثل الحكم الذاتي الذي ناله الأحوازيون في أن طبقوا على أنفسهم قوانينهم الخاصة بهم بعيدا عن القوانين التي كانت سائدة في الدولة الأخمينية. وكانت القانون البابلي هو المطبق في الأحواز. كذلك لم يفرض الأخمينيون ديانتهم الزرادشتية على الأحوازيين، الذين ظلوا على عاداتهم البابلية.
إلا أن الممارسات الوحشية الفارسية لم تتوقف ضد العرب في الإقليم، وهي الممارسات التي لا زال الفرس يفخرون بها للآن. وما تسمية قوروش بـ"ذو الأكتاف" إلا لأنه كان يقطع أكتاف العرب في تلك المنطقة لقمع الثورات. كما أن التاريخ يذكر اسم آزاد فيروز بن جشيش الملقب بـ"المكعبر الفارسي" باعتباره واحدا من أكبر الحكام الفرس وحشية ضد العرب؛ حيث كان يقوم بقطع أيدي وأرجل العرب في الإقليم، وكاد يفني قبيلة بني تميم عن بكرة أبيها في حادثة حصن المشقر.
وبعد سقوط الحكم الفارسي في يد الإسكندر الأكبر، خضعت الأحواز للحكم المقدوني وذلك قبل حوالي 4 قرون من الميلاد. وبوفاة الإسكندر الأكبر، تم تقسيم ملكه بين قواده، وهوما انتهى بانتقال السيادة على الأحواز للسلوقيين، الذين كانوا من ورثة الإسكندر الأكبر، في العام 311 ق.م إلى 135 ق. م.
وفي القرن الثاني قبل الميلاد، يظهر الفرس من جديد على المشهد الأحوازي وذلك بسيطرة البرثيين على الإقليم من 135 ق. م إلى عام 226م قبل أن تنهار لصالح الدولة الساسانية، التي قامت في العام 226م وواصلت السعي الفارسي لإبقاء السيطرة الفارسية على الأحواز، وهو المسعى الذي نجحوا فيه في العام 241م. إلا أن السيطرة الكاملة على الأحواز لم تدن للساسانيين. فقد اشتعل الإقليم بالثورات ضد الحكم الفارسي.
وقد حاول الساسانيون إخضاع الإقليم عن طريق الحملات العسكرية، وهي الحملات، التي تعرض خلالها العرب لأقسى درجات الوحشية والعنف من جانب الساسانيين فكان أن عاد لقب "ذو الأكتاف" مرة أخرى، ولكن على يد سابور الساساني في مذابحه ضد العرب. وكان من أكبر الحملات التي جردها الساسانيون لفرض سيطرتهم على الإقليم، تلك الحملة التي خرجت في العام 310م. إلا أن تلك الحملة فشلت كما فشل ما سبقها من المحاولات فما كان من الدولة الساسانية إلا أن منحت الإقليم حكما ذاتيا في تكرار للسيناريو، الذي حدث أيام الأخمينيين. وهذا يعني أن الأحواز لم يخضع للسيطرة الفارسية على مر تاريخه إلا بشكل رمزي واسمي، بينما كان يمثل كيانا مستقلا بقوانينه الخاصة وبهويته العربية. وظل الوضع هكذا حتى العام 636م الموافق 23هـ، والذي شهد الفتح الإسلامي للأحواز.

الفتح الإسلامي
وتأتي البشرى في العام 23هـ العام 636م بالفتح الإسلامي للأحواز في إطار الفتح الإسلامي للعراق وبلاد فارس. فقد تمكن المسلمون بقيادة من هزيمة الجيوش الساسانية في معركة القادسية، التي شكلت تأريخا رسميا بعودة السيادة العربية الكاملة على كل مستويات الإدارة والحكم في الإقليم. فبعد أن كان الإقليم مستقلا ذاتيا عن الممالك التي تحكمه، صار يتبع السلطة، التي تحكمه، بصورة كاملة لأنها سلطة عربية تمثل سلطة الإخوان فكان من السهل اندماج الأحواز في الدولة الإسلامية.
وقد كانت هناك إرهاصات للفتح الإسلامي؛ حيث قدم أبو موسى الأشعري رضي الله عنه للبصرة في العام 17هـ، فكتب إليه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يطلب فيها أن يسير إلى كور الأحواز. ودفع الخليفة عمر إلى الأحواز بـ 1400 من الجنود المسلمين.
كما أن قبائل بكر ابن وائل وبني العم وبني حنظلة – وهي قبائل عربية — كانت تسيطر على الإقليم قبل مجيء الحكم الإسلامي، وكانت هذه القبائل تخضع للمناذرة من سنة 368م إلى 633م، مما يعني أن الإقليم كان شبه مستقل عن السيطرة الفارسية. فقد كانت دولة المناذرة تابعة سياسيا للفرس، ولم تكن تابعة فعليا، وكانت تقف على خط المواجهة مع دولة الغساسنة، التي كانت تابعة سياسيا أيضا للروم.
وكانت الدولة العباسية هي الدولة التي منحت للأحواز حكم الولاية المستقلة عن الدولة الإسلامية. ففي العام 132هـ، تم إلحاق الأحواز بالبصرة، إلا أنه في نفس العام تم اعتبار الأحواز ولاية مستقلة. وقد كان من قبل ذلك كيانا معروفا في الدولة الإسلامية إلا أنه لم يكن مستقلا عنها، وقد أطلق المسلمون على عاصمته اسم سوق الأحواز للتمييز بينها وبين اسم الإقليم.
وعانت الأحواز في ظل الخلافة العباسية الكثير من الاضطرابات، سواء الناجمة عن أطماع سياسية خارجية أو اضطرابات ناشئة عن تردي الوضع الداخلي في الدولة العباسية، أو استنادا إلى مبررات دينية. فعلى سبيل المثال، خرج إبراهيم بن محمد على الخليفة العباسي أبي جعفر عام 145هـ، ولكنه قتل وقتل أخوه كذلك. وكان إبراهيم بن محمد يقود جيشا من أبناء الأحواز. وفي العام 256هـ، تمكن صاحب الزنج من دخول الأحواز، ليكون الإقليم منطلقا لتحرشاتهم بالأقطار المجاورة، إلا أن الدولة العباسية استطاعت القضاء على الزنج في شهر صفر من العام 270هـ. وكانت نهايتهم على يد العباس بن الخليفة الموفق الذي التف عليهم من أطراف مدن الأحواز.
وطيلة الفترة التي تلت ذلك، تعرض الأحواز لحالة من عدم الاستقرار، شهدت قيام الدولة البويهية ثم بعد ذلك السلجوقية، قبل أن يعود للسيادة العباسية في العام 602هـ ويدخل الإقليم في حالة من الاستقرار.
ومن بين الإمارات العربية التي قامت في الأحواز خلال فترة ضعف الدولة العباسية، إمارة بني أسد، وهي الإمارة التي قامت على أكتاف قبيلة بني أسد العربية، التي حضرت للمنطقة منذ القدم، وكانت في عهد العباسيين تستوطن الحويزة التي حازها دبيس بن عفيف الأسدي أيام الطالع بالله العباسي. وقد أسس الأسديون إمارة مستقـلـة اتخذت مدينة الأحواز عاصمة لها. وقد دخلت في حرب مع البويهيين في العام 405هـ، الموافق 1012م. وأدت هذه الحروب إلى ضعف قبضة الإمارة الأسدية على المنطقة، مما ساهم في قيام إمارات عربية أخرى في المنطقة منها إمارة بني عامر، وآل كثير، وخفاجـة. وفي العام 665هـ، سقطت الدولة العباسية تحت ضربات المغول، الذين حكموا المنطقة حتى العام 844هـ الموافق 1446م، وهو العام الذي شهد قيام الدولة المشعشعية في عودة للحكم العربي إلى الإقليم.

الدولة المشعشعية
تمثل الدولة المشعشعية عودة الحكم العربي للإقليم بعد أن سيطر عليه المغول ما يصل إلى قرنين من الزمان. وكان قيام الدولة المشعشعية على يد محمد بن فلاح المشعشعي، وهو ينحدر من نسل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه. ويرجع سبب تسميتهم بالمشعشعيين إلى جمال وجه السيد محمد بن فلاح ونورانيته؛ إذ كان "يشعشع" بالنور.
وبدأ تكوين الدولة من خلال ضم رقعة الأرض التي كان يملكها إلى رقعة الأرض التي كانت تملكها بعض القبائل العربية الأخرى في مدينة الحويزة. وظلت رقعة الدولة تتسع حتى شملت مناطق واسعة في جنوب وغرب إيران وجنوب شرق العراق وشمال شبه الجزيرة العربية، ويقال إنها وصلت إلى بغداد. ومن بين المدن التي سيطرت عليها الدول المشعشعية بابل وبعقوبة والمدائن وإقليمي البصرة وواسط في العراق، ومدينتي بندر عباس وكرمنشاه بإيران، بالإضافة إلى الأحساء والقطيف في شبه الجزيرة العربية بالسعودية حاليا.
ووصلت قوة الدولة إلى أن النقود كانت تضرب باسم المشعشعيين في مدينتي تستر وقنطرة القلعة (المعروفة فارسيا بمدينة دسبول) الأحوازيتين في عام 914هـ الموافق 1516م في دليل على استقلالية الدولة عن الفرس. وتشير بعض المصادر إلى أن ضرب النقود بدأ في الأحواز قبل ذلك في العام 875هـ؛ إذ أمر المولى محسن المشعشعي بضرب النقود باسمه في الأحواز كلها.
واستمر الحال هكذا بالدولة المشعشعية حتى ظهور الدولة الصفوية على يد الشاه إسماعيل الصفوي 907هـ الموافق 1502م، وهو العهد الذي بدأت فيه متاعب الدولة المشعشعية. فقد بدأ الصفويون يحاولون الاستيلاء على الأحواز، وذلك منذ اللحظات الأولى لنشأة الدولة الصفوية، فدارت بينهم وبين المشعشعيين مناوشات كبيرة، وتعرض الأحواز لهجوم صفوي، تم خلاله احتلال مدينتي قنطرة القلعة وتستر الشماليتين لفترة وجيزة.
كذلك فقد نجح الصفويون في احتلال الحويزة عاصمة المشعشعيين في العام 1509م على يد الشاه إسماعيل الصفوي، إلا أن اندلاع الثورات العربية ضد الحكم الصفوي أرغم الشاه إسماعيل على الاعتراف بالحكم المشعشعي في المنطقة.
إلا أن الحملات الصفوية الفارسية تواصلت حتى دانت السيطرة على الأحواز للصفويين، وحصلت الدولة المشعشعية على الحكم الذاتي. ولكن العام 1588م شهد عودة الاستقلال للأحواز بظهور الأمير المشعشعي مبارك بن عبد المطلب بن بدران الذي حكم من عام 1588م إلى عام 1616م. فقد نجح في طرد الصفويين من كل الأحواز وفرض سيادة المشعشعيين عليها، ويعتبر حكمه عصرا ذهبيا.
وعلى الرغم من التشابه المذهبي بين الصفويين والأحواز لانتماء كليهما للمذهب الشيعي، فلم يمنع ذلك الصفويين من محاولة الاستيلاء على الأحواز، وكذلك كانت الأسرة الصفوية التي أسسها الشاه إسماعيل بن صيرر تدعي أنها ذات نسب هاشمي متصل بالإمام علي رضي الله تعالى عنه. ولكن هذه القرابة العائلية لم تكن حائلا دون تكرار هجمات الصفويين على الأحواز لاحتلالها، وهو ما يعني أن الأطماع الفارسية كانت من يحرك الفرس الصفويين ضد العرب في الأحواز.
وقد فهم المشعشعيون ذلك ورفضوا لعب الصفويين على وتر المذهب في الحروب الصفوية العثمانية. فقد كان الصفويون يسعون إلى استقطاب المشعشعيين لنيل الدعم منهم في الحروب ضد العثمانيين على اعتبار أن العثمانيين سنيو المذهب بينما يشترك المشعشعيون مع الصفويين في المذهب الشيعي. فقد رفض الأمير المشعشعي منصور طلب الصفويين، وأجاب الشاه الصفوي قائلا "إذا كان الشاه ملكا على فارس فأنا أيضا ملكا في عربستان ولا قيمة للشاه عندي". وكان ذلك في النصف الأول من القرن السابع عشر. وانتهت الحروب بين العثمانيين والصفويين بانتصار العثمانيين، وتوقيع معاهدة في العام 1639م، اعترفت بأن هناك دولة مشعشعية مستقلة في الأحواز.
إلا أن معارك دارت عبر تاريخ الدولة المشعشعية بين المشعشعيين وبين العثمانيين، ومن بينها تلك المعركة التي جرت في العام 1541م، والتي تمكن فيها الجيش المشعشعي من هزيمة القوات العثمانية التي حاولت احتلال المنطقة.
كما تعددت المواجهات بين الصفويين والمشعشعيين، ومن بينها ما جرى في العام 998هـ من معارك طاحنة بين الأمير مبارك المشعشعي وبين شاه عباس الفارسي استمرت فترة طويلة، وانتهى الحال بسقوط دولة المشعشعيين في العام 1724م، وهي النهاية التي تكرست فعليا في العام 1732م، عندما احتل نادر شاه الأفشاري إقليم الأهواز وقتل أميرها محمد بن عبد الله المشعشعي. وعلى الرغم من أن مطلب بن عبد الله المشعشعي قد استولى على الحويزة في العام 1747م، وفرض سيطرته على مدن أخرى في الإقليم، مما أجبر الدولة الأفشارية على الاعتراف رسميا بسلطة المشعشعيين في الحويزة، إلا أن ذلك لم يعنِ عودة دولة المشعشعيين إلى سابق عهدها، فقد كان اللواء قد انتقل إلى الدولة الكعبية بفرعيها البوناصر والبوكاسب.

الدولة الكعبية (البوناصر والبوكاسب)
بعد سقوط دولة المشعشعيين، توالت على الأحواز العديد من الإمارات ومن بينها إمارة كعب آل بو ناصر، وإمارة كعب آل بوكاسب، وإمارة القواسم، وإمارة المنصور، وإمارة آل علي، وإمارة المرازيق، وإمارة بنو حماد، وإمارة العبادلة، وهي كلها من الإمارات العربية، التي تؤكد صمود الأحواز في مواجهة الفرس من ناحية والأتراك من ناحية أخرى.
إلا أن ما يهمنا في هذه الإمارات الدولة الكعبية، والتي استطاعت أن ترث دولة المشعشعيين، وتقف في مواجهة أطماع الفرس لفترة طويلة من الزمن بخاصة في فترة الانهيار التي كانت تعاني منها دولة المشعشعيين. وتنتسب هذه الدولة إلى عشيرة كعب العربية التي تعتبر منطقة نجد موطنها الأصلي. وقد استقرت في القسم الجنوبي من إقليم الأحواز. وتشير المراجع التاريخية إلى أن نسب قبائل الكعبيين يعود إلى كعب بن عامر بن صعصعة المتحدر من قبائل قيس العدنانية.

إمارة البوناصر
وكانت رئاسة القبائل الكعبية في القرن الثاني عشر الهجري والسابع عشر الميلادي تعود إلى قبيلة البوناصر. وقد قامت إمارة كعب البوناصر في 1102 هـ الموافق 1690م في ذلك القسم الجنوبي بجوار دولة المشعشعيين، إلا أنها لم تكن على ذات قوة المشعشعيين.
واتخذ الكعبيون في البداية مدينة القبان مقرا ومركزا لإمارتهم. إلا أنه في العام 1160هـ الموافقة 1747م نقل الشيخ سلمان البوناصر – الذي يمثل حكمه العصر الذهبي للكعبيين، كما سيرد فيما بعد — مركز أمارته من مدينة القبان إلى مدينة الفلاحية في منطقة الدورق واتخذها مقرا لإمارته. وبصفة عامة، يرجع الفضل في تأسيس إمارة البوناصر للشيخ ناصر بن محمد الكعبي، وهو أول رئيس معروف لبني كعب في إمارة البوناصر حيث سميت هذه الإمارة باسمه إمارة البوناصر.
وقد حكمت إمارة البوناصر مناطق واسعة من الأحواز حكما مستقلا عن كل من الدولتين الفارسية والعثمانية، وقد دخلت هذه الإمارة في حروب عديدة مع الفرس والأتراك والبريطانيين دفاعا عن سيادتها واستقلالها. وتولى حكم الدولة بعد مؤسسها أولاده وهم علي ومحمد وعبد الله ورحمة وسرحان وذلك خلال الفترة من 1690م إلى 1722م. ولكن الغريب في هؤلاء الإخوة الأربعة أن نهايتهم كانت على يد أبناء قبيلة كعب نفسها، ولا تذكر المصادر التاريخية تحديدا لتواريخ لتولي كل منهم الحكم، وتاريخ مقتله، وذلك على الرغم من قرب الفترة الزمنية، التي عاشوا فيها مقارنة بفترات أخرى كفترة حكم الأخمينيين على سبيل المثال!!
ثم تولى الحكم من بعدهم فرج الله بن عبد الله الكعبي، وهو ابن ثاني الأمراء عبد الله بن ناصر، واستمر حكمه 12 عاما تقريبا. وقد شهدت الفترة التي تولى فيها الحكم حروبا شديدة بين الكعبيين وبين القاجاريين في بلاد فارس، وذلك في محاولة جديدة من الفرس السيطرة على الأحواز، وضرب كل تجربة سيادية تظهر فيها بعد أن نجحوا في احتواء دولة المشعشعيين، قبل أن يسقطوها تماما. ومن بين تلك المعارك حصار إميان، والذي توالت فصوله في العام 1146هـ 1733م.
وقصة حصار إميان كالتالي؛ فقد ثار محمد خان بلوج مدعوما بالعرب في مدينة تستر والقسم الشمالي من الأحواز، فتصدى له الكعبيون. إلا أن الأمر لم يرض الفرس، فأرسل نادر شاه القائد القاجاري محمد حسين خان لإخضاع آل كثير) وكعب فحاصر جيش كعب، بجيش بلغ تعداده ثلاثين ألفا من العجم والأكراد، إلا أن الكعبيين قضوا على ذلك الجيش، وكان ذلك في القبان.
إلا أن المواجهات بين الجانبين انتهت لصالح الفرس؛ حيث خضع الكعبيون للحكم الفارسي، وإن كان ذلك على المستوى الشكلي، فقد كانوا يقدمون الدعم لحاكم البصرة، في استقلال عن التوجهات الفارسية. ومن بين الأدلة على ذلك ما فعله الكعبيون من تقديم الدعم لحاكم البصرة في مواجهاته مع قبيلة المنتفق العراقية، وقد كان ذلك في فترة حكم الشيخ فرج الله الكعبي، في العام 1146هـ الموافق 1733م. ويُنقل عن مشايخ قبيلة كعب ما يلي عن مقتل فرج الله الكعبي، فيقولون: " يروي شيوخ كعب الحادثة الاخيرة مؤرخين فيها مقتل الشيخ فرج الله فيقولون "وقتل فرج الله بنهر عمرو وقد كان فازعا لنمش باشا متسلم البصرة على محمد المانع شيخ المنتفخ وقتلوه، ثم قتل محمد المانع وصارت وقعة كبيرة من الطرفين سنة 1146هجري.....".

سلمان الكعبي
إلا أن إمارة الكعبيين شهدت صحوة كبيرة في عهد الشيخ سليمان الكعبي، الذي تولى الحكم في العام 1150هـ الموافق 1737م واستمر حتى 1182هـ الموافق 1768م. وفي هذه الصحوة يتضح الاستقلال الكامل للإقليم بعيدا عن الحكم الفارسي، بالنظر إلى دخول الأمير سلمان الكعبي العديد من الحروب ضد الفرس، إلى جانب تسويته أوضاع الإقليم مع البريطانيين بمعزل عن الفرس، مما يمثل دليلا على انعدام سيادة الفرس على الإقليم.
فإذا ما بدأنا بالمواجهات، التي جرت بينه وبين الفرس، يمكن الإشارة إلى استيلائه على كوت كردلان من بين أيدي الإيرانيين في العام 1155هـ، وذلك بعد تظاهره بدعمهم ضد حاكم البصرة. كما استغل الشيخ سلمان الكعبي الاضطرابات الداخلية التي وقعت في إيران بعد مقتل نادر شاه، فاستولى على مساحات كبيرة من الأراضي الإيرانية. كما دخل في الكثير من المواجهات مع كريم خان في الفترة ما بين 1757م و1777م، أي أنها استمرت ما يقارب العشرين عاما، إلا أنها انتهت لصالح الكعبيين، على الرغم من أن العام 1765م شهد تحالفا بين كريم خان والأتراك ضد الكعبيين، إلا أنه تحالف باء بالفشل.
كما أسس أول أسطول للأحواز، مما يشير إلى استقلالية الأحواز، بالنظر إلى أن التاريخ لا يذكر للفرس أساطيل، وقد كان أسطوله من القوة بحيث ضم 10 سفن كبيرة، إلى جانب 70 سفينة صغيرة، كانت تسمى "دانق". وكان الكعبيون يستندون إلى الأسطول في أعمال التجارة، وكانت هذه القوة البحرية أكبر قوة عسكرية في شط العرب والخليج.
وقد اشتبك هذا الأسطول مع الأسطول البريطاني التابع لشركة الهند الشرقية، وانتصر أسطول الكعبيين، واستولوا على ثلاثة من السفن البريطانية، وهي سالي وأحد اليخوت التابعة للشركة وسفينة تجارية بريطانية ثالثة، وتم سحبها جميعا إلى القبان. ومن تفصيل ذلك أنه في يوم 18 يوليو من العام 1765م هاجمت سفن كعب العسكرية، وكانت تسمى "غلافات"، سفينة شركة الهند الشرقية سالي في شط العرب، وكانت قادمة من مدراس في الهند إلى البصرة. واستولى الكعبيون عليها قبل أن يستطيع ربانها مغادرة غرفة قيادته.
وفي اليوم التالي هاجم أسطول الكعبيين يخت الشركة كذلك وهو في طريقه إلى البصرة واستولى على اليخت، وكانت هناك سفينة إنجليزية تجارية كبيرة، تسمى فورت وليم، ترافق اليخت. وعندما رأى طاقم السفينة الإنجليزية ما حل باليخت حاولوا الفرار والتراجع إلى الخليج، إلا أنها علقت في الماء فأحاطت بها سفن كعب، واستولت عليها وسحبتها مع كل من سالي واليخت قرب القبان. ورد الإنجليز على ذلك بأن تحالفوا مع الأتراك والفرس لضرب الدولة الكعبية إلا أن تلك المعارك باءت بالفشل، جراء تضارب المصالح بين الأطراف الثلاثة وصمود الكعبيين.
إلا أن الضعف بدأ يدب في أوصال الدولة الكعبية جراء العديد من العوامل ومن بينها انتشار الطاعون، إلى جانب تعاون الشيخ بركات بن عثمان الكعبي مع الإيرانيين في استيلائهم على البصرة، وذلك في العام 1773م، حيث قدم الكعبيون الدعم للإيرانيين من خلال الأسطول البحري في لافتة تاريخية أخرى تؤكد أن الإيرانيين لم يملكوا أبدا أسطولا بحريا مما يعني أن الأحواز ظل دولة عربية مستقلة عن حكم الإيرانيين، ولم يذهب إلى السيطرة الإيرانية إلا بسبب ألاعيب السياسة الدولية. ولم يدم الحال بإمارة البوناصر إلا للعام 1832م حيث انهارت تماما مفسحة الباب أمام إمارة البوكاسب الكعبية أيضا.

إمارة البوكاسب
اختفت إمارة البوناصر الكعبية من على خريطة الأحواز، لتفسح المجال لإمارة أخرى من القبائل الكعبية أيضا وهي إمارة البوكاسب الكعبية. وقد تأسست إمارة البوكاسب الكعبية نتيجة لعدد من العوامل القبلية والسياسية. أما العوامل السياسية فمعروفة وهي انهيار إمارة البوناصر. وأما العوامل القبلية فترجع إلى أنه عندما انتقلت قبائل البوناصر من مدينة القبان إلى الفلاحية، بقيت تخلفت ثلاث أسر كعبية هما النصار والدريس والبوكاسب على ضفاف في الجزء الجنوبي من نهر قارون، وعند شط العرب. فانقسم بنو كعب إلى قسمين؛ استوطن قسم منهم الفلاحية وهم البوناصر، بينما بقي الآخر في جزيرة عبادان ومدينة المحمرة وهم البوكاسب.
وقد نشأت إمارة البوكاسب بصورة غريبة؛ فقد نشأت في كنف الفرس لضرب إمارة البوناصر التي كان الضعف قد بدأ يدب في جنباتها، إلا إن طريقة نشأتها توضح أن الفرس كانوا عاجزين تماما عن السيطرة على الأحواز على الرغم من غياب أية إمارة قوية في ظل ضعف البوناصر.
فقد استغل جابر بن مرداو الكعبي ضعف أمراء البوناصر، فمال إلى الفرس واجتذب دعمهم حتى اطمأنوا إليه، فأعانوه في تشكيل أمارته في المحمرة على إن يكون لهم عونا في هذه المنطقة التي طالما راودهم حلم السيطرة الكلية عليها. وصدر مرسوم من الدولة القاجارية، التي كانت حاكمة في إيران في ذلك الوقت، يعترف بإمارة البوكاسب في المحمرة إمارة مستقلة وذلك في العام 1832م.
وكان ذلك يعني أن القاجاريين أعلنوا عجزهم عن السيطرة على الأحواز تماما، وبالتالي اضطروا إلى منح إمارة البوكاسب الحكم الذاتي، كحل يضمن سيطرتهم على الإقليم بعد انهيار إمارة الكعبيين، وفي نفس الوقت يحميهم من أية محاولات انفصالية كاملة. وقد ارتضى شيوخ البوكاسب ذلك لأنهم كانوا يريدون الاستقلال، ولكن لم تكن لديهم القوة لذلك، وبالتالي كان الحكم الذاتي الحل الوسط، الذي أرضى الطرفان.
وبدأ حكم الإمارة بمرداو، ثم تلاه الحاج يوسف، ابنه الأكبر، وعلى يده تم عمران مدينة المحمرة عام 1812م، والتي شيدت على انقاض المدينة بيان التاريخية القديمة. وقد كان السبب في ازدهار المحمرة ظهور أهميتها الدولية. إلا أن النشأة الحقيقية لإمارة البوكاسب الكعبية كانت على يد الحاج جابر بن مرداو، الذي تولى الرئاسة بعد أخيه حيث يعد المؤسس الحقيقي الأول لإمارة المحمرة، وهو اسم من بين الأسماء التي عرفت بها إمارة البوكاسب.
وقد شهدت الفترة التي حكم فيها الشيخ جابر توقيع الفرس والعثمانيين معاهدة أرضروم الثانية في العام 1847م، وهي المعاهدة التي قامت بتقسيم المنطقة بين الفرس والعثمانيين، فأعطت العراق للعثمانيين والفرس للأحواز، تماما مثل الاتفاق الودي، الذي تم توقيعه في العام 1904م، بين الإنجليز والفرنسيين، والذي تم بمقتضاه تقسيم الشرق الأوسط بين القوتين الاستعماريتين. بل إن التقسيم الذي جرى على الأحواز تم بصورة غريبة؛ إذ كان على أساس عشائري، فالمناطق التي تضم القبائل التي كانت توالي الفرس تم منحها للفرس، وما عدا ذلك في الأحواز تم منحه للعثمانيين، مما يعني أنه حتى في هذه المعاهدة غير الشرعية لم يكن للفرس سيادة كاملة على الأحواز!!
ثم عاد الوضع كما كان، وصدر مرسوما شاهنشاهيا بالاعتراف بإمارة البوكاسب إمارة مستقلة في الأحواز، ومنحها الحكم الذاتي، وذلك في العام 1857م، ليكون الأمر تكرارا لما حدث في العام 1832، وما فعله الساسانيون منذ آلاف السنين.

الاحتلال
وبعد وفاة الشيخ جابر، تولى الحكم الشيخ مزعل، والذي استمر حكمه 16 عاما، وشهد بداية النفوذ البريطاني في الأحواز. فقد استطاع البريطانيون أن يقنعوا الشيخ مزعل بفتح نهر قارون أمام الملاحة الدولية، على اعتبار أن ذلك سيمثل أحد عوامل التنمية الاقتصادية للمنطقة، فكان أن بدأت السفن البريطانية تسير في نهر قارون ممثلة في سفن شركة لينتشي صاحبة امتياز الملاحة في الرافدين. وفي العام 1890م، تكرس الوجود البريطاني في الإقليم من خلال نافذة سياسية وهي القنصلية البريطانية، التي افتتحت في ذلك العام، بدعوى الإشراف على المصالح البريطانية في الإقليم.
وتوفي الشيخ مزعل بعد افتتاح القنصلية بسبع سنوات، حيث لقي مصرعه على يد بعض أفراد الحاشية في العام 1897م، وهي الحادثة التي يردها البعض إلى الخلافات، التي كانت قائمة بين الشيخ مزعل وأخيه الشيخ خزعل الذي تولى الحكم من بعده، وشهدت فترته تزايد نفوذ البريطانيين وانهيار إمارة البوكاسب، والاستيلاء الإيراني الكامل على الأحواز، وبداية المعاناة العربية في الإقليم تحت وطأة الحكم الفارسي.
فقد شهدت فترة حكم الشيخ خزعل الكثير من التطورات السياسية والاقتصادية في المنطقة، وهي التطورات التي دفعت بالبريطانيين إلى إلقاء ثقلهم الكامل على الإقليم، فقد ظهر النفط في الأحواز في العام 1908م، وهو الحدث الذي كان من عوامل جذب الدول الغربية للإقليم، كما هو الحال حاليا في المنطقة العربية. وكانت القوى الطامعة في الإقليم تتمثل في الفرس والبريطانيين بالنظر إلى أنهما الأقرب، ففارس بحكم الجوار، والبريطانيون بحكم النفوذ في المنطقة.
كذلك نشبت الحرب العالمية الأولى في العام 1914م، مما دفع بالإقليم إلى مصاف المناطق الإستراتيجية في الحرب، لأنه يطل على الخليج العربي، الذي يعد واحدا من مرابط حركة التنقل البحري بين الشرق والغرب.
وقد أدى نشوب الحرب إلى استعار الرغبة البريطانية في تأمين نفسها في المشرق فاحتلت العراق، وأرادت أن تؤمن نفسها على الخليج، فأقامت التحالفات مع الإمارات، التي كانت قائمة وقتها، ومن بينها إمارة البوكاسب بزعامة الشيخ خزعل، ومنحته حمايتها، ووعدته، في العام 1902م، بالتصدي لأي عدوان تتعرض له إماراته. كما أنها منحت الشيخ لقب سير في العام 1910م، إلى جانب العديد من الأوسمة.
وتحالف الشيخ مع البريطانيين في الحرب ضد الأتراك أصحاب الأطماع في الأحواز، والذين خاض ضدهم الأحوازيون حروبا عدة، إلا أن ذلك لم يكن يبرر تحالف الشيخ خزعل مع البريطانيين بخاصة أن بريطانيا بدأت تظهر مؤشرات على عدم رغبتها في أن يصعد نجم وملك الشيخ خزعل بما يهدد مصالحها وهو ما وضح في رفضها توليته عرش العراق، خشية أن يتحد العراق مع الأحواز، فيخرج بهما الشيخ خزعل بن جابر عن سيطرتها. لكن الشيخ خزعل لم يلحظ ذلك، ولم ينتبه للقاعدة الغربية التي تنص على أنه لا توجد صداقات دائمة ولا عداءات دائمة ولكن توجد مصالح دائمة. وقد حدث أن تحولت المصالح البريطانية إلى الجهة الإيرانية.
فقد شاء الله تعالى أن ينهار حكم الدولة القاجارية إيران، ويبدأ حكم أسرة بهلوي، وهو الحكم الذي شهد الاستيلاء الإيراني على الأحواز في العام 1925م. فقد كان سقوط القاجاريين وتولي رضا خان بهلوي الحكم في إيران بادئة تحسن في العلاقات الإيرانية السوفيتية، والتي كانت شهدت تدهورا وحروبا في عهد القاجاريين. فقد اتجه رضا خان توجها إيجابيا تجاه السوفييت نال على أثره مكافآت عديدة تتضمن توقيع معاهدة في العام 1921م تقضي باعتراف السوفييت باستقلال فارس، وبإعادة المقاطعات الفارسية التي كان السوفييت يحتلونها، إلى جانب التنازل عن الديون السوفييتية على إيران. وكان ذلك في مقابل أن يجد السوفييت لهم موطئ قدم في الخليج.
ولما شعرت بريطانيا بالقلق من التقارب السوفييتي الإيراني، بدأت في مغازلة رضا خان، الذي أصبح رضا شاه. واستغل رضا شاه المغازلة البريطانية فطلب منها أن ترفع حمايتها عن إمارة خزعل وتسلمها له، بما فيها من ثروات طبيعية ومنفذ على الخليج، وكان له ما أراد.
إذن، تمثل الدور البريطاني في رفع الحماية عن الشيخ خزعل مجاملة لرضا خان، لنيل وده ودفعه لأن يكون جزءا من محور تصدي الغرب للشيوعيين السوفييت، ولم تفِ بوعدها في التصدي لأي عدوان خارجي على الإمارة. فكان أسر الشيخ خزعل على يد الإيرانيين في ليلة السابع والعشرين من رمضان بعد أن أوهمه القائد العسكري الإيراني زاهدي أنه أقام له حفلا في مدينة الفيلية، لكي يتباحثا معا في شئون الإقليم ومصيره، بعد أن رفض الشيخ تلبي دعوة زاهدي بالسفر إلى طهران، خشية أن يكون هناك فخ. وبعد الحفل، تم اعتقال الشيخ وابنه عبد الحميد، وتم اقتيادهما إلى المحمرة، ومنها إلى مدينة الأحواز، ثم طهران، وهي العملية التي تمت بمباركة من بريطانيا.
وبعد ذلك، احتلت الجيوش الفارسية إقليم الأحواز في يوم 20 أبريل من العام 1925، وتوفي الشيخ خزعل في طهران في 26 مارس من العام 1936م، ويقال إن الإيرانيين قتلوه خنقا. أي أن ثقة الشيخ خزعل في البريطانيين كلفته حياته واستقلال الإقليم، ذلك جنبا إلى جنب مع ممارساته الأخرى الممثلة في تدعيم نفوذه بعيدا عن الاهتمام برعاية الإقليم داخليا، وتحصينه عسكريا، رغم موقعه الحساس الذي يجعله مطمعا في منطقة تعج بالقوى الطامعة الممثلة في الفرس والبريطانيين والأتراك، لتنطوي بذلك صفحة الأحواز المستقلة وتبدأ تاريخها مع الاحتلال الفارسي، كواحدة من البقاع العربية المحتلة.
******



#حسين_محمود_التلاوي (هاشتاغ)       Hussein_Mahmoud_Talawy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحواز... ما الأحواز؟؟!! (2)
- الأحواز... ما الأحواز؟؟!! (1)
- 30 يونيو... كنت هناك... وهناك أيضًا...
- هكذا قال لي أبي...
- فلينزع الحجاب... هل حقا الحجاب مرارة؟!
- -وَدِّينِي لماما-
- العرب والمسئولية الأخلاقية عن الفعل... وتداعياته
- الهزيمة كان اسمها فاطمة... عن الإنسان الرخيص
- البطولة... هل نحن في عصر الإنسان -العادي-!؟
- هو لص... وهم كلاب... فماذا عنها؟!
- العقل إذ يستقيل... ثم يحيل
- عندما تتكلم شهرزاد... ليصمت أصحاب الشوارب!!
- عزازيل... الشيطان يكمن في هيبا
- العزلة سبيلًا للحرية... والحفاظ على الهوية!!
- يسقط حكم العسكر... ما حكم العسكر؟!
- المأزق الراهن... كيف صرنا إلى ما صرنا إليه؟!
- بين كنفاني وموريس... التوثيق الروائي والزيف الوثائقي!!
- جيل النكسة وإحباطات الشباب... الحل العكاشي!!
- التاريخ... بين ابن خلدون وسان سيمون
- بعد حبس الفتيات وإقرار مسودة الدستور... الشارع هو الحل!!


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب
- هـل انتهى حق الشعوب في تقرير مصيرها بمجرد خروج الاستعمار ؟ / محمد الحنفي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسين محمود التلاوي - الأحواز... ما الأحواز؟؟!! (3)